هذه أطول مدة يمكنك البقاء فيها مستيقظاً.. أفضل الإجابات العلمية لحد الان!

يعتبر النوم من الأساسيات الأساسية في حياتنا، حيث يقوم بتجديد طاقتنا ويجعلنا نشعر بالانتعاش في اليوم التالي. ومع ذلك، يقضي الإنسان نصف حياته أو أكثر نائمًا، ومن هنا تنشأ أفكار كثيرة حول النوم، ومنها السؤال الشائع "كم من الوقت يمكن للإنسان أن يبقى مستيقظًا؟".
قد يتوقف الجواب على هذا السؤال على عوامل مثل العمر والصحة والنشاط البدني والذهني والأسلوب الحياتي. بشكل عام، يحتاج الإنسان إلى النوم لمدة 7-9 ساعات في اليوم، وهذا يختلف بين الأفراد. ولكن يمكن للإنسان أن يبقى مستيقظا لفترات طويلة بدون نوم، ولكن هذا سيؤثر بشكل سلبي على صحته ووظائفه العقلية والجسدية. ويمكن أن يؤدي السهر المتكرر إلى مشاكل في النوم وزيادة المخاطر الصحية مثل أمراض القلب والسكري والسمنة والاكتئاب.
قد يحتوي يومنا الطبيعي على العديد من الأعمال والمهام، وقد يفكر البعض في تقليص وقت النوم لكسب المزيد من الوقت للعمل، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ بشكل لا يدعو للشك. فالنوم يلعب دوراً هاماً جداً في حياة الإنسان، ويمكن أن يؤثر بشكل سلبي على المزاج والطاقة والقدرة على التعامل مع الإجهاد إذا لم يحصل الإنسان على قسط كافٍ من النوم.
بالتعرف على احتياجات جسمك وعاداتك الليلية، يمكنك تحسين جودة نومك والتغلب على مشكلات النوم المزمنة، مما يساعد على تحسين مزاجك وطاقتك وكفاءتك في العمل. لذلك، يجب على الأفراد العمل على تحسين عاداتهم الليلية وتخصيص وقت كافٍ للنوم بانتظام، وذلك لتحسين صحتهم وجودتهم العامة للحياة.
الكثير منا يحاول النوم لأقل قدر ممكن، لأنه و بشكل طبيعي هناك الكثير من الأمور التي تبدو أكثر إثارة للاهتمام و تشويقاً من الاستلقاء على فرشة ما و إغماض عينيك، لكن يجب وضع النوم إلى جانب الرياضة و التغذية فجميع هذه الأمور ضرورية لصحة أفضل، و لكن الرياضة تقدم لك المتعة، التغذية أو الطعام يقدم لك اللذة، فماذا يقدم لك النوم؟ يمكنك البدأ بالراحة و الانتهاء أيضاً بالراحة!
فنوعية نومك تأثر بشكل مباشر على حيوية حياتك و أنت مستيقظ، مثل القدرات العقلية، الإنتاجية، التوازن العاطفي، الإبداع، الطاقة الجدسية، و حتى الوزن. الأمر صعب جداً .. مقاومة الرغبة الملحة في نيل الراحة و الدخول في صراع نفسي مع جسدك و جسدي مع نفسك أثناء مقاومة إغرائات الراحة و الاستلقاء، و لكن هل نحن بالفعل نملك أدنى فكرة عن قدرة التحمل الموجودة في أنفسنا من أجل مواجهة النوم!؟ لنتعرف إذاً على راندي غاردنر.
مخاطر البقاء مستيقظ لفترة طويلة
وفقًا لموقع "لايف ساينس" الأمريكي، يقول مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن النوم هو أحد العوامل الأساسية لصحة الجسم، حيث إن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطړ الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، مثل أمراض القلب والسكري والسمنة والاكتئاب.
ويحتاج الإنسان إلى الحصول على 6-8 ساعات من النوم الثابت في نفس الوقت كل ليلة، ولكن يعاني الكثير من الناس، وخاصة طلاب المدارس والجامعات، من عدم النوم في الليل والاستيقاظ لمدة تزيد عن 24 ساعة متواصلة.
ووفقًا للدراسات، فإن الأشخاص الذين يعانون من عدم النوم لمدة تتجاوز 24 ساعة يبدأ دماغهم في إظهار إشارات تشير إلى أنهم عند حد النوم واليقظة، وحتى يبدو الأمر كأنهم مستيقظون رغم أنهم ليسوا كذلك.
يُعرف النوم المصغّر علميًا باسم "تطفّل النوم"، وهو حالة غير طبيعية يقوم فيها العقل بالدخول في نوع من النعاس رغم ظهور الشخص مستيقظًا. يتضمّن هذا النوع من النوم العديد من الفواصل مثل عدم الانتباه والهلوسة.
أثبتت الدراسات أنّه ليس هناك شخص يمكنه تحمّل البقاء دون نوم لمدة تتجاوز 24 ساعة دون أن يمرّ بحالة تطفّل النوم، لكنّ الآثار الجانبية التي تتكشّف والمدة الدقيقة التي يمكن لأي شخص تحمّلها قد يكون من الصعب تحديدها.
يمكن دراسة الحرمان من النوم على أشخاص يعانون من مرض وراثي نادر يسمى "الأرق العائلي القاټل"؛ إذ يعاني هؤلاء المرضى من طفرة جينية تتسبب في تراكم بروتين غير طبيعي في المخ، وتؤدي تدريجيًّا إلى تدهور النوم. تبدأ أجسادهم في التدهور، وېموتون في نهاية المطاف؛ لأنّ البروتين الغير طبيعي المتراكم يدمّر خلايا المخ. ېقتل هذا الاضطراب معظم المرضى في غضون 18 شهرًا. وتُعد الحرمان من النوم صورة من صور الټعذيب النفسي، حيث يحمل آثارًا وخيمة على الجسم والعقل
دراسات اجريت بهذا الصدد
وفقًا لدراسات علمية من عام 2019 ، تبين أن الاستيقاظ الطبيعي نسبيًا كان ممكنًا لبعض المشاركين المحرومين من النوم لمدة 16 ساعة، ولكن بعد ذلك بدأوا يعانون من فتور في الانتباه، وخاصة المشاركين الذين يعانون من اضطرابات النوم.
ووفقًا لدراسة أخرى عام 2000 ، فإن الاستيقاظ لمدة 24 ساعة دون نوم يؤدي إلى تقليل التنسيق بين اليد والعين بشكل يعادل تناول الكحول بنسبة 0.1٪. كما تؤثر آثار الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة على القدرة على اتخاذ القرارات والذاكرة والانتباه والمزاج والبصر والسمع والتنسيق بين اليد والعين، وتسبب الرعشة وصعوبة في الكلام.
أما عند البقاء بدون نوم لأكثر من 3 أيام، فيمكن أن يعاني الشخص من التهاب الډم واضطرابات هرمونية، وعند تجاوز 72 ساعة، يمكن أن يصاب الأشخاص بالقلق والاكتئاب والهلوسة، ويواجهون صعوبة في أداء المهام الوظيفية.
ويجب ملاحظة أن الحرمان من النوم لا يمكن تعويضه في اليوم التالي، إذ يتراكم هذا الحرمان مع الوقت، ولذلك فإن المحافظة على جدول نوم منتظم يلعب دورًا حاسمًا في صحة الإنسان. ووفقًا للخبير في علم النوم أفيدان، يتطلب الأمر 8 ساعات من النوم للتعافي من كل ساعة نوم مفقودة.
وفقًا لدراسات أُجريت في عام 2019، تبيَّن أن اليقظة كانت طبيعية نسبيًا عند بعض المشاركين الذين حُرِموا من النوم لمدة 16 ساعة، لكنهم بدأوا يعانون من ثغرات في الانتباه بعد انقضاء تلك المدة، وخاصة عند المشاركين الذين يعانون من اضطراب الأرق.
كذلك أظهرت دراسة عُمِلَت في عام 2000 أن الاستيقاظ لمدة 24 ساعة دون نوم يقلل التنسيق بين اليد والعين بمقدار يُعادِل احتواء الډم على الكحول بنسبة 0.1%. وتضمنت آثار حرمان النوم لمدة 24 ساعة تقليل وقت رد الفعل والصعوبة في الكلام وضعف القدرة على اتخاذ القرارات وتناقص الذاكرة والانتباه وحدة المزاج وضعف البصر والسمع والتنسيق بين اليد والعين والرعشة.
وعند البقاء بدون نوم لأكثر من 3 أيام، يعاني الشخص من التهاب في الډم، كما يُمكن أن تتطور الاختلالات الهرمونية لديه، فيما عند تجاوز الـ 72 ساعة يمكن أن يعاني الأشخاص من القلق والاكتئاب والهلوسة، وتواجههم صعوبات في أداء المهام الوظيفية.
كما ينبغي عليك أن تعرف أنه لا يمكنك تعويض النوم الذي فقدته في الليلة التالية أو في عطلة نهاية الأسبوع، لأن حرمان النوم يُعَد شيئًا تراكميًا، ولذا فإن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يتكبدون نوعًا من الدين النوم. وأوضح أفيدان أنه يتعين على الشخص النوم لمدة اطول
قصة الأمريكي راندي غاردنر
يعد راندي غاردنر حامل الرقم العلمي "الموثّق" القياسي لأطول فترة بقي فيها إنسان عمدًا دون نوم ودون استخدام أي محفزات أو منشطات من أي نوع. في عام 1964، قرر غاردنر، طالب مدرسة ثانوية في سان دييغو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، البقاء مستيقظًا لمدة 264.4 ساعة، أي ما يعادل 11 يومًا و24 دقيقة. هذه المدة كسرت الرقم السابق الذي بلغ 260 ساعة و17 دقيقة.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يزعمون أن تجربة غاردنر أثبتت أن الحرمان من النوم لهذه الدرجات له تأثير صغير، إلا أنه في جلسة تحطيم الرقم القياسي، حضر الدكتور والباحث في أمور النوم ويليام سي. ديمينت الذي ذكر في تقريره عن التأثير الصحي لهذه التجربة، بعيدًا عن التقلبات المزاجية المرتبطة بالتعب أو الإرهاق في حالة غاردنر. وفي اليوم العاشر من التجربة، كان غاردنر، بين أمور أخرى كثيرة، قادرًا على فوز ديمينت في لعبة Pinball.