أخيرا اكتشفت سر زوجتي التي إختارتها لي أمي.. قصة واقعية!

أخيرا اكتشفت السر الذي يميز زوجتي التي إختارتها لي أمي.. قصة واقعية!
بعد انتظار طويل، أخيرًا تحقق حلمي بالزواج وأكملت نصف ديني، وكانت اختيار زوجتي بيد أمي التي قدمت لي المفاجأة، لكن لم يكن الأمر سهلاً عندما رأيتها لأول مرة، فلم تكن تلك الجميلة الخلابة التي تخيلتها، ولم تكن أيضًا خبيرة في فن الطبخ الذي كنت أتوقعه، ومع ذلك، عاجز عن تفسير ما رأته أمي فيها، لذا وافقت على الزواج.
بعد الزواج، اضطررت للتنقل برفقتها إلى منطقة أخرى بسبب عملي، وهناك قمنا بتأجير منزل صغير. خلال تلك الأيام، كنت دائمًا أحاول اكتشاف السر وراء اختيار أمي لها، ولكني لم أجد شيئًا مثيرًا غير هدوئها ورصانتها النادرة، وعلى الرغم من أنني كنت أحاول إفساد جمالها بسبب عدم فهمي لما فيها، إلا أني لم أتمكن من ذلك، بل أحببتها أكثر فأكثر.
كنتُ دائمًا أنتقد زوجتي على أخطاء تافهة بسبب رغبتي في العثور على شيء يجعلني أحبها أكثر، لكنها كانت تتصرف بطريقة غير متوقعة، فعندما أغفلت واجباتي لأستمع إلى شجارها أو تأخرت عن البيت لأستفز غيرتها، لم تصرخ أو تشجّر، بل اكتفت بالسؤال لتطمئن فقط. لقد أثارت استغرابي بتصرفاتها، وكنتُ حتى أشعر بالذنب لأني كنتُ أسيء معاملتها، والأمر الذي أدهشني أكثر هو أنها هي من اختارتها لي بنفسها.
عندما أصبت بحاډث في عملي، كنتُ مضطرًا للبقاء في البيت لفترة من الوقت، وتمكنت خلال تلك الفترة من مراقبة زوجتي، واكتشفت نقاط ضعفها التي تجعلها تخرج الۏحش الذي بداخلها، وبدلًا من أن تسألني، أصبحتُ أنا من يسألها. وكان من المدهش أنني لم أكن أعرف الكثير عنها من قبل، فمنذ أن تبدأ عملها في البيت، تُشغل القرآن بصوت مرتفع من هاتفها وتقرأ معه، وحين سألتها عن ذلك، قالت في خجلٍ: "القرآن في البيت مريحٌ، وأحاول أيضًا استغلال ذلك في حفظ بعض السور". وكانت تردد "يا الله يا كريم" في كل مكان وفي كل الأوقات، وكأنها تحمد الله على كرمه بصحتها وحياتها، وإذا خرجنا معًا، لم تغادر يومًا قبل إلقاء السلام على البيت، وكانت تكرر ذلك للملائكة حسب قولها، وحتى عند طهي الطعام، كانت تردد "ياربّ طيِّبها وكفّيها"،. وكان الطعام الذي تطبخه زوجتي أطيب مما تخيلته، ولم يكن لدي أي اعتراض عليه.
كل هذه التفاصيل الصغيرة جعلتني أدرك أن زوجتي هي شخص مثالي، وأنني لم أكن أدرك ذلك من قبل، وأنني كنتُ أحاول إيجاد شيء مميز لأحبها أكثر، في حين أن كل ما كنت بحاجته هو الاهتمام بتفاصيل حياتها اليومية والاستماع إليها.
حتى عندما تصلي، كانت تطيل الدعاء وتدعو لأجلي، أخبرتها بخجلٍ عما تدعو لي، فابتسمت وأجابت: "أنا أدعو لك دوماً!" شعرت بالسعادة والتفاؤل وأنا أسمع تلك الكلمات، وكأنها تنتظر أن يتحقق دعاؤها حتى تخبرني به. أصبح لدي منزل أخيرًا بعد أن عشت وحيدًا لفترة طويلة بسبب عملي، والآن أعيد الحسابات والانتظار وأنا أتطلع إلى العودة إلى منزلي الذي يشعرني بالسعادة. رائحة طعامها وضحكاتها وجمال بسمتها، وشوقها الذي يتدفق من عينيها، كل هذا يسرقني من شقائي اليومي، ولكن هل حقًا لا أحبها؟ بقيت أتساءل عن ذلك حتى طلبت مني يومًا أن أزور أهلها وأشعرتني بالغصة الشديدة بعد رحيلها، فلم أعد أستطيع تحمل البيت دون وجودها. غابت ليومين فحسب، ولكني شعرت بوجودها في كل زاوية من المنزل وأعددت الساعات والدقائق حتى عادت، ذهبت سريعًا لاستقبالها وشعرت بالسعادة الكبيرة والفرح،
حتى أني أسعد من يوم جلبت فيه عروسًا للمنزل. حينها أدركت أني أحبها، أحببتها بلا أن أدرك ذلك، لأنها غيرت حياتي وملأتها سعادة وبهجة، بتفاصيل بسيطة جعلتني أشعر بأني أزفها مباشرة إلى قلبي، إلى بيتها الذي طالما كان يشعرها بالغربة، وبأنها لا تنتمي إليه. وعندما صرحت لها بأني أحبها فقالت لي: وأخيراً تحققت أمنيتي، واستجاب الله لدعوتي، وأخيراً أصبحت زوجتك التي تحبها! حينها عرفت أن أمي لم تسىء في اختيارها، بل اختارت لي امرأة قد ذكرها النبي ﷺ في حديثه: (ألا أخبركم بخير نسائكم من أهل الجنة، الودود الولود العؤود لزوجها، التي إذا ظُلمت قالت هذه يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى)
وبالرغم من أني لم أكن مستوعبا لذلك في البداية، إلا أني أدركت في نهاية المطاف أن الحب لا يأتي فجأة، بل ينمو بشكل تدريجي، وهو ما حدث معي ومعها. والآن، أشعر بأنها هي شريكة حياتي ونصفي الآخر، فهي تمثل لي كل ما هو جميل وطيب في الحياة، ولا يمكنني الاستغناء عنها أبدًا.
والآن، أنا ممتن لأمي لأنها اختارت لي هذه الزوجة الرائعة، وأشعر بالسعادة الغامرة لأنني أتزوج من زوجة مسلمة ومحبة لـ الله، وتحاول جاهدة تطبيق قيم الدين في حياتها اليومية، وهذا يعني أنني قد وجدت نصفي الآخر الحقيقي.