رواية لهيب الهوى بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى الحلقة الأولى
المقدمه…
دلف إلى غرفة أخيه “شهاب” سار بها نحو الفراش بهدوء تام مندهشا هل تلك الإبرة التي حقنها لها الطبيب تجعلها هكذا أشبه بأنها داخل غيبوبة ! تذكر صراخها باسم أخيه فور إفاقتها وكيف عانى حتى يتمكن من امساكها لحقنها، ضيق عينيه ناظرا لها بغضب ثم ردد بصوت مسموع بعد أن مال عليها قليلا بجزعه العلوي:
– أنتِي متعرفيش دخلتي برجلك فين..أنا مش شهاب الطيب ولا سيف اللي مش شايف حقيقتك صح …أنا أيهم الرفاعي !!!
الفصل الاول “بريئه “
تعريف الشخصيات
“رنيم الزيني” 25 سنه زوجه شهاب الرفاعي رقيقه القلب توفي والديها بحادث واستولي عمها علي ميراثها لتتحول حياتها الي جحيم
“ايهم الرفاعي” 32 عام..ذو بنيه رياضيه..وسيم …قاسي القلب …عنيد..شديد التعلق بشهاب اخيه يمتلك مجموعه شركاته الخاصه
دول ابطال الروايه …اللي جاي شخصيات ثانويه
“شهاب الرفاعي “
45 عام اخ لايهم غير شقيق “من الوالد فقط” يترأس مجموعه شركات الرفاعي …كان يفضل العزوبيه يسكن بمنزله الخاص بعيدا عن عائلته الي ان جمعه القدر برنيم تزوجها وانجب منها طفليهما عمر وجوان..لكن بالسر
“صافي الرفاعي “
26 عام ابنه عم ايهم وشهاب..قاسيه القلب..طامعه الي اقصي الحدود مثل ابيها..سليم الرفاعي
“سيف الرفاعي “
27 عام..شقيق ايهم..مرح…لين القلب..لكن يبغض عائلته لقسوتهم اللامتناهيه …يدير مجموعه الرفاعي التي يترأسها اخيه الغير شقيق شهاب
“ناصف الزيني “
ابن عم رنيم يدير مجموعات الزيني والده”عزيز الزيني” الذي دبر حادث والدي رنيم واستحوذ علي املاكها هو وابنه ناصف
دول الاشخاص المهمين والباقي مع الاحداث ان شاء الله
~~~~~~~~~~~~
الفصل الاول
أوشكت تلك الليلة المظلمة علي الانتهاء،هاهو آخر أفراد ذلك العزاء يقبل عليهم ليلقي بعض الكلمات المواسية حول مoت فقيدهم أو بمعني أدق قتله، نعم إنه هو “شهاب الرفاعي”، وقف “أيهم” يحادث أحد أفراد الحراسة ليملي عليه أوامره، ثم اتجه بعدها إلى سيارته يقودها نحو قسم الشرطة ليتابع ما جد بالأمور.
أوقف سيارته وترجل منها بملامحه الوسيمه الصارمه الغاضبه متجها الي داخل القسم يأكل الأرض بخطواته ليحدد وجهته إلي احدي الغرف ودلف إليها بدون طرق بابها يصيح بصوت جهوري غاضب..
-ايه ياياسين ؟!! كل ده لسه معرفتش الكلب اللي عمل كده ف اخويا !!لو مش هتعرف تتصرف يبقي اطلع منها وانا هجيبه تحت رجلي النهارده !
وقف الشرطي المدعو ب “ياسين” ينظر إليه بحزن وأسى مرددا بصوت أجش:
-أيهم أنا مقدر حالتك ومقدر اللي انت فيه..بس مفيش جديد ف التحريات للاسف..كل اللي ف ايدنا نستني تقارير المعمل الجنائي للبصمات..!!
استشاط “أيهم” وكاد أن يصيح به لولا ذلك الصوت الذي صدح بالغرفه يقول:
-تحريات ايه ومعمل ايه ياحضره الظابط !! مش لما يبقى تحت أيدك المتهم وتستني نتايج المعمل ده غلط برضه ولا انتوا بتسيبوا المجرمين لحد ماتشوفوا المعمل !
اتجه “أيهم” بنظراته صوب ذلك الدخيل ليتعرف عليه على الفور ويتجه إليه غاضبا ممسكا بتلابيبه يردد بصوته الجهوري:
-عارف يانااصف انت اخر خلقه اتمني اشوفها دلوقت، جاي تشمت فيااا !
ابتسم له “ناصف الزيني” بسخرية ثم رد ببرود يقول:
-اخس عليك يا أيهم وأنا اللي جاي اقولك حاجات متعرفهاش واساعدك تقبضوا على اللي قت@ل أخوك..!
اتجه إليهم “ياسين” غاضبا يبعده عنه وهو يجهر بصوته:
-بس انت وهو.. انتوا في قسم شرطة …
ثم وجه نظراته صوب “ناصف” يقول:
-ياريت لو عندك حاجه زي مابتقول تقولها في محضر رسمي احنا مش بنهزر هنا !
ابتسم له ثم وجه أنظاره الساخرة إلى “أيهم” يقول ببرود:
-وماله.. افتح محضر وأنا هقول كل حاجة !
ثم اتجه إلى الكرسي يجلس فوقه بتفاخر وهو يقول:
-ها تحبوا ابدأ منين.. ؟! من جواز أخوك من بنت عمي في السر مثلا !!
اتسعت أعين “أيهم” وكاد أن ينقض عليه … لكن دخول “سيف” شقيقه منعه حيث حال بينهم مسرعا يقول بأسى:
-أيوة يا أيهم شهاب كان متجوز في السر..أنا عرفت من شهر وهو منعني أقول كان ناوي يعلنه يوم مااتقتل!
اتسعت أعين “أيهم” يردد بذهول:
-انت اتجننت امتي وازاي..وليه مقالش لينا !!
راقبهم “ناصف” بهدوء ثم قال:
-سيف معندوش إجابات ده أنا بقى عندي !
اتحهت جميع الأنظار نحوه ثم بدأ بسرد مالديه من أقوال باطلة بحق ابنة عمه الصغيره ….
يتغافل المرء أحياناّ عن حقيقة النفوس المريضه من حوله، حين تكون أهدافنا متوحدة نضع
بأيدينا تلك الغشاوة علي أعيننا علنا نصل إلي ما نريد ماذا إن كانت الطرق وعرة تفترشها
براءه أحدهم هل علينا حينا أن نخطو فوق تلك البراءه وندنسها أم يكون التراجع أفضل الحلول
برغم مما قد يلتهمه داخلنا من تلك الأرواح المتألمة التي نمتلكها ؟؟
اتسعت لبنيتيها برعب جلي حين استمعت إلى تلك الطرقات العالية فوق باب منزلها، ارتعدت أوصالها وحاوطتها ذكريات أليمة لم تتعافى منها إلى الآن هرعت إلى غرفتها تدور حول نفسها لتلتقط هاتفها محاولة الاتصال بمنقذها !! لكن مامن مجيب، لأول مرة يتركها بلا إجابة..
ارتعدت حين استمعت إلى صوت كسر الباب وتجمع ذلك الحشد من حولها بغرفة نومها ليقول أحدهم بصوت جهوري:
-انتي رنيم الزيني ؟!!معايا أمر بالقبض عليكي !!
نظرت بهلع إلى ذلك الجمع من حولها، ارتعدت أوصالها وعادت إلى الخلف بخطوات متعثرة لتستمع إلى ذلك الصوت الذي انتشلها من صدمتها صوت رضيعتها بدأت بالبكاء وكأنها شعرت برعب أمها..
هرعت إلى مهد طفليها الصغيرين متناسية تماما أفراد الشرطة المتجمعين حولهاا، التقطت رضيعتها بأيدي مرتجفة تحاول أن تهدهدها، لتصمت عن صراخها وفزعهاا، تنظر إلى وجه أمها الباكي تمد يدها الصغيرة الرقيقه إلى وجنة والدتها وكأنها تربت عليها.. لتغمض رنيم لبنيتيها بهدوء فقط لبضعة دقائق ثم فتحتها على صوت الشرطي يقول لها بجزع وغضب:
-أنا مش عاوز استخدم معاكي القوة لحد دلوقت، سيبي الطفلة اللي بتتحامي فيها دلوقت حالا مع المربية واتفضلي معانا !
نظرت له بأعين باكية وكادت أن تتفوه لكن حين نظرت إلى ملامحه ووجدت إصراره الغاضب ووجدت أن لا مفر أمامها سوى الإذعان لأوامره الغاضبة بخنوع تام.. قبلت جبين طفلتها بهدوء ثم أودعتها إلى تلك المربية بقلب مفطور، تنظر إليها بأعين زائغة باحثة عن أمان رضيعتها ورضيعها بأعين تلك المُسنة الصامتة.. لتبتسم إليها وتومئ لها تتناول بأحضانها الرضيعة الجميلة بحنو بالغ، لتلقي نظرة علي طفلها الآخر ثم تنكس رأسها، تسير إلى مصيرها المجهول بأعين دامعة وقلب مفطور ورعب علي فلذات كبدها …
حين تعبث بخانات ذكرياتك لن تجد أسوأ من ذلك الشعور بالقهر الذي أصابك يومأ ما، لتعلم ذلك جيدا أيها السيد طالما أنك الآن حي ترزق وتعبث بذكرياتك لتجد ذاك الشعور فيما بينهم إذا
فأنت الأقوي من بين تلك المخلوقات …..
-***-
لاتعلم ماسبب تواجدها بتلك الغرفة إلى الآن ولا تعلم لما انساقت صامتة خلفهم.. طالما كان “شهاب ” يحاول أن يزيل صمتها ورعبها بتلك المواقف.. لكن..لحظة أين هو؟! لما لم أحادثه إلى الآن.. هبت واقفة حين استمعت إلى صوت مقبض الباب يدور ويدخل ذلك الرجل إليها.. الذي يشيعها بنظرات الازدراء كلما نظر لها لتبتلع رمقها وتقول بصوت مرتعد:
-أنا ممكن أعمل مكالمة !
نظر إليها ” ياسين” بغضب ثم قال بسخرية:
-ايه هتكلمي المحامي بتاعك !
نظرت له باندهاش وإلى نبرته الساخرة ثم تذكرت كلمات شهاب لها وقالت عاقدة حاجبيها بغضب:
-أنا عاوزه أكلم شهاب جوزي !
اتسعت أعين ” ياسين” ثم رد عليها بغضب يقول:
-انتي هتستعبطي عليا اما.آآآآآ!
ثم قطع كلماته دخول ذلك الوحش الضاري العنيف من الباب ممسكا تلك المسكينة من ذراعيها يهزها بعنف وقسوة يردد بغضب:
– أنتِ لسه ليكِ عين تنطقي اسمه..عملك اي عشان تعملي فيه كده ياحيوانة ….!
اتسعت عيناها من هول ما يحدث لها.. ومن ذلك المجنون الذي يكاد يقتلع ذراعيها وبلمح البصر وجدت نفسها متكورة بالأرضية إثر تلك الصفعة القاسية التي تلقتها ليختل توازنها وتسقط علي الفور … استندت بمرفقيها إالي الأرضيه وهي تحاول الاعتدال واقفة تصيح بغضب:
-انت مجنون إزاي تعمل كدة وعملت اي أنا مش فاهمة !
صاح ” ياسين” غاضبا وهو يحول بينهما بجسده:
-انتي عايزة تفهمينا إنك متعرفيش عن قتل شهاب الرفاعي ؟!!
اتسعت لبنيتيها تحدق به بهلع تتمني أن يكون مخطئ بالشخص أوأنها تتوهم واتجهت إليه بقدمين مرتعشتين تقول بهمس وأعين متستعه دامعه:
-شهاب جوزي !! شهاب م١ت !!
زادت ارتعاشه جسدها ووجدت نفسها تفقد توزانها لتسقط مغيشا عليها بظلام دامس، توقفت الحركة بالغرفة وشُل المتواجدون ليحدق بها “أيهم” مضيقا عينيه للحظات ثم مالبث “ياسين”أن تقدم منها يدير وجهها محاولا تفقدها باندهاش واضح مما يحدث ثم حملها إلى الأريكة المقابلة لهم تحت نظرات أيهم الصامتة المبهمة، ليستمعا إلى صوت رفيقه يقول:
-ياسين ده تفريغ كاميرات بيت شهاب.. رنيم مخرجتش منه بقالها شهرين وأكتر ومفيش تواصل بينها وبين أي حد نهائي.. يعني رنيم ملهاش علاقة بالجريمة..!
سمعت يومًا أن دولة الباطل ساعه ودولة الحق حتي قيام الساعه، ماذا إن كان ذاك الحق مغلف
بالبراءه المفرطه ؟؟!!
-***-
دلف إلى سيارته بصمت تام ليجاوره أخيه ” سيف ” بالمقعد المجاور له يلقيه بنظرات لائمة ليصيح به ” أيهم ” على الفور يقول:
-وأنا أية عرفني إنها ملهاش دخل ؟! أنا شوفتها دمي فار، وبعدين هي مش ملاك كدة، تقدر تقولي اتجوزت ليه شهاب وهو قد أبوها.. ده كان هو وفهد الزيني أبوها صحاب جداا !!
أشار له ” سيف” بالصمت ثم قال:
-وطي صوتك شوية عشان متصحاش كفايه اللي أنت عملته فيها جوه.. وبعدين خلينا نعرف أيه حكايتها أديك شايف كلام ناصف إنها ساعدت الراجل وإدته فلوس عشان يبوظ فرامل العربية كله كدب …!
ثم نظر إلى تلك القابعة بالأريكة الخلفية نائمة بهدوء تام وتأفف حين لمح تلك الكدمة الزرقاء فوق بشرتها البضة وقال:
-ربنا يستر في اللي جاي !!
نظر لها ” أيهم ” بغضب للحظات ثم أشاح بنظراته غاضبا يقول:
-ودي أرجعها أرميها في شقة شهاب ولا أوديها فين دلوقت ؟!
نظر له “سيف” باندهاش وقال:
-ترميهاا!! هي لعبة…دي بني آدمه..وبعدين أنت مش شايف حالتها يا أيهم..!
نظر إليها “أيهم” للمرة التي لايعلم عددها متأملا إياها للحظات بصمت تام..أدرك لتوه أنها ترتدي منامه منزلية وكانت تحيط جسدها بوشاح لايعلم أين هو الآن، أغمض عينيه بغضب يحاول ترتيب أفكاره..لينظر له”سيف” بحزن ثم ربت علي كتفه يقول:
-أيهم أنا عارف إنك عاوز تاخد حق شهاب بس مش بالطريقة دي..مينفعش تدوس عليها لمجرد كلمتين من ناصف !
فتح رماديتيه بغضب يصيح بوجهه قائلا:
-ناصف ده ابن عمها..تفتكر هيجي يبوظ سمعتها ليه يعني !
ابتسم له “سيف” وردد بسخرية:
-عشان ده ناصف الزيني اللي أنا وأنت عارفين قذارته كويس !
ابتسم “أيهم” وردد..
-حلو أوي ودي بنت عمه..تبقي نسخة منه أكيد وأكبر دليل جوازها من شهاب !
تأفف “سيف” غاضبا وقال:
-انت كده اقتنعت بحاجة مش هتعدلها أبداا
نظر له “أيهم” بغضب يقول:
-و أنت بتدافع عنها ليه كدة.. نعرفها منين احنا !!
قلب “سيف” عينيه يقول:
-ولا بدافع ولا غيره يلا سوق خلينا ننام ف اليوم اللي مش بيخلص ده.. بس افتكر كلامي ده كويس رنيم ملهاش دعوة باللي بيحصل …!
-***-
دلفت السيارات الفارهة إلى قصر الرفاعي ترجل “أيهم” و”سيف” من السيارة ثم اتجه “أيهم” إلى الخلف ليفتح الباب حاملا تلك النائمة بين ذراعيه ودلفا إلى الداخل معا.. وقف سكان القصر بفضول يطالعون مايحدث بأعين مشدوهة حيث دلف إليهم “أيهم” المعروف بقوته وكرهه للفتيات يحمل بين ذراعيه فتاة جميله بمنامة منزلية.
هبت “صافي” واقفة بأعين مشتعلة تحدق بتلك القابعة بهدوء باحضان ابن عمها لتشتعل نيران الغيرة بها وتردف بغضب متناسية الحزن المحيط بها:
– أية دي كمان احنا ناقصين بلاوي.. احنا قاعدين هنتجنن عليك وأنت داخل علينا بواحدة ف نص الليل..!!
التفت “أيهم” لها يرميها بنظرات حارقة يزمجر بغضب:
-وانتي مالك أنتِ، محدش طلب منك تستني..وخلي بالك من كلامك عشان مندمكيش عليه !
ابتسم “سيف” لها بتشفي وبرود ثم قال:
-صافي بلاش صوت عالي.. زي مانتي شايفة هي نايمة ومش حابين نصحيها.. يلا ياريماس نطلع احنا.. !
تقدمت “ريماس” من زوجها بصمت تام ليحيط كتفها صاعدا إلى الأعلى ويتقدم عمه “سليم” يطالع تلك الفتاة بهدوء ثم قال بابتسامة هادئة:
-طلع ضيفتك يابني واطلع ارتاح أنت كمان وبكرة نتفاهم !!
نظر له “أيهم” ثم إلى رنيم القابعة بين ذراعيه.. وقال:
-فين الولاد الصغيرين !
اجابه عمه بابتسامه ودودة:
-آه اللي جابتهم المربية.. أخدتهم على فوق..!!
ثم سأل بهدوء:
-مين دول يا أيهم !!
أجابه أيهم وهو صاعدا إلى الأعلى:
-ولاد شهاب !!
اتسعت أعين من بالبهو وشهقت “صافي “وأمها لتتحول أعين “سليم” للون القاتم يسحق أسنانه بغضب دفين.. ثم نظر إليهم بغضب متجها إلى غرفة المكتب بخطوات مسرعة..
-***-
-يعني شهاب طلع متجوز ومخلف من سنة ومحدش يعرف..وأنت ياسيف مقولتليش !!..طيب وابن عم رنيم راح قال ليه إنه شاكك فيها وأنها اتجوزت شهاب عشان فلوسه..!
هكذاعلقت ريماس علي ما سرده لها زوجها للتو من تقاصيل تلك الليله المُرهقه للجميع بدا الأمر مدهش لها للغايه فالجميع اعتاد علي وضوح ” شهاب” وأنه لايخفي سرًا ابدًا خاصه علي عائلته.
تنهد سيف بحزن ثم قال
-شوفي ياريماس..أنا شايف إن ناصف كداب ومخادع وملوش أمان وأنا مش بثق فيه ومعرفش ليه قال كدة.. بس تحريات المباحث والكاميرات اللي ف شقة شهاب أثبتت أن رنيم منعزلة تماما عن العالم برة.. لدرجة اتفاجأت بمoت شهاب..و أيهم اتغابى عليها أوي..!
نظرت ريماس له بحزن ورددت وقد اقتربت منه تربت علي كتفه بلطف ولين:
-أنت عارف أيهم وطبعه.. وكان بيحب شهاب قد أيه..!
تنهد “سيف” وقال بقلق:
-ومين فينا مكنش بيحب شهاب.. موته ده هيغير كتير أوي الفترة الجاية ….!
ابتسمت له بهدوء ثم مالت علي خصلاته تقبلها برفق لتندفع رائحه الياسمين خاصتها إلي رئتيه
مما جعله يستقيم بوقفته جاذبًا إياها لأحضانه وهو ينظر إلي شفتيها الجميله الناعمه نظرات
ناعسه لتحتل ثغرها تلك الابتسامه الانثويه التي تنقله لعالم آخر معها ليهبط بشفتيه ملتهما ثغرها
الوردي الجميل ويديه العابثه لم ترأف بتلك الشهقات الصغيره الصادره عنها حملها بين ذراعيه
بابتسامه شغوف وهو يهمس لها بأذنها بأرق الكلمات عن مدي شغفه ومحبته لها ….
-***-
دلف إلى غرفة أخيه “شهاب” سار بها نحو الفراش بهدوء تام مندهشا هل تلك الإبرة التي حقنها لها الطبيب تجعلها هكذا أشبه بأنها داخل غيبوبة ! تذكر صراخها باسم أخيه فور إفاقتها وكيف عانى حتى يتمكن من امساكها لحقنها، ضيق عينيه ناظرا لها بغضب ثم ردد بصوت مسموع بعد أن مال عليها قليلا بجزعه العلوي:
أنتِ متعرفيش دخلتي برجلك فين..أنا مش شهاب الطيب ولا سيف اللي مش شايف حقيقتك صح …أنا أيهم الرفاعي !!!
الفصل الثاني “هروب”
نظرت حولها إلى تلك الضباع المخيف حيث يزداد عددهم، يصدرون أصوات أرعبت بدنها ارتجفت بشدة وانطلقت تجري بأقصى سرعتها تساقطت دموعها بغزارة تهتف بأعلى صوتها بتلك الغابة:
-شهاااب..!!شهاااااب…..!!
ليظهر لها بلحظات كعادته ارتمت بأحضانه ترتجف تقول كلمات غير مفهومة ليربت أعلى رأسها وهي تهمس:
-هياكلوني..أنا خايفة !!
ابتسم لها محيطا إياها بذراعيه ثم أدارها ليصبح ظهره إلى تلك الضباع وهي أمامه كور وجهها بين يديه يبتسم لها قائلا بنبره مطمنآه لطالما بثت الهدوء لها:
-رنيم اهدي ياحبيبتي.. مش انتي وعداني مش هتعيطي تاني.. متخافيش محدش هيقدر يأذيكي !!
نظرت لعينيه تومئ له وهي ترتجف وتقول:
-متسبنيش … لوبعدت هياكلوني..!!
-***-
ارتفعت ضحكاته ثم أحاطها بأحضانه يقول:
-محدش هيقدر يقربلك. متخافيش !!
وبلحظات شعرت برجفة جسده الذي يحاوطها لترفع عينيها إليه تجد ملامحه أصابها التشنج لكنه لازال يبتسم لها نظرت إليه بهلع تقول:
-شهاب أنت كويس !
انحلت ذراعيه عنها بشكل تدريجي ثم بدأ وجهه يتعرق وبلحظات تلون قميصه باللون الأحمر أزاحها بعيدا خلف الأشجار وحاول إبعاد ذلك الضبع عنه لكن هيهااات تكالبت عليه الضباع وانقضت عليه وازداد عددهم وازداد صريخها وارتعاشها …
فتحت عينيها لتجد ذلك الغريب مكمما فمها منقضا عليها مكبلا حركتها بذراعه الآخر وجسده، اتسعت لبنيتها حين وقعت على رماديتيه المشتعلتين التي بدت مرعبة بتلك الإضاءة الخافتة، حاولت التملص منه محركة جسدها بعنف تساقطت دموعها من هول مايحدث لهاا …..
اندهش “أيهم” من أفعالها التي بدت مبالغ بها، هل حدث لها كل ذلك من جملته اغتاظ بشدة من مبالغتها ومنها هي بذاتها مما دفعه لهزها بعنف غاضب صائحا بها:
-اخرسي بقي..ايه اللي بتهببيه ده كفاياكي تمثيل علياا قولتلك أنا مش زيهم مش هصدقك أبدااااا!!!
-***-
ارتعدت أوصالها من ذلك المجهول الغاضب الذي يعنفها لحظة إنه نفس الصوت الذي استمعت اإليه قبل إغشائها !! لحظه أين شهاب..؟؟!! أين هي ؟؟!!من ذلك ؟؟!
نظرت له بأعين متسعة خائفة وسكنت حركتها تماما عله يتركها..سمعت صوت الباب يْفتح علي مصرعيه وأقدام تتقدم منهم أنار أحدهم ضوء الغرفة لتراه عن قرب.. نعم إنها نفس الملامح التي عنفتها.. ماذا يريد منها.. من ذلك..!! وقعت أنظارها على “سيف ”، نعم إنها تعرفه جيداا نظرت إليه بترجي ليتقدم مسرعا من “أيهم” يحاول تخليصها من بين يديه يقول له بجزع:
-سيبها يا أيهم مش كده هتموت في إيدك !!
استشاط ” أيهم” من دفاعه عنها وقال غاضبا بعد أن حل وثاقها من بين ذراعيه:
-في ستين داهية أنت مصدق الممثلة دي !!
انتفضت مسرعة من أسفله وقفت خلف ظهر “سيف” ترتعش متشبثة بظهره بخوف جلي وهي تهمس من بين شفتيها المرتعشه:
-وديني عند شهاب ياسيف … !!
-***-
ضيق “أيهم”عينيه غاضبا من جديتها بالحديث وكأنها لا تعلم أن زوجها م١ت.. اتجه إليها غاضبا وكاد أن يعنفها مره أخرى لكنها صرخت باسم أخيه مرتعبة تستنجد به منه كما كانت تصرخ منذ قليل بنومها:
-شهاااب..شهااااب !
اتسعت أعين جميع من بالغرفة لما يحدث الآن هل تلك الجميلة الصغيرة زوجة شهاب.. ولما تصرخ الآن هل جْنت..اندفعت “صافي” نحوها تمثل أنها غاضبة فتلك فرصتها لتثبت ل “أيهم” أنها مؤيدة له بل وتشبهه بتصرفاته وباغتتهم جميعا بإمساكها من ذراعيها وغرس أظافرها بها تصيح بها غاضبة:
-كفايه بقي لميتي القصر كله علينا أيه قولنا شهااااب ماااات إنتي جاية تستعبطي !!
أسرع “سيف” يبعدها عنها بغضب يصيح بها:
-انتي اتجننتي ياصافي إ زاي تعملي كدة إنتي ناسية دي مين …..!!
سكنت “رنيم” علي الفور ثم نظرت إليها بأعين متسعة وازداد فيضان دموعها.. إذا لم يكن حلم.. هو واقع “شهاب” تركهااا وحيدة.. لما فعل ذلك ؟؟!..أين وعوده بالبقاء..؟؟! أبنائها … أين أبنائها …؟ ماذا يحدث.. ؟! لم يستطع عقلها استيعاب ما يحدث نظرت بالوجوه حولها برعب هم أشبه بالضباع جميعا..
-***-
أين وعودك بالبقاء والمحبه الأيديه حين تركتني وحيدة بين عالم من الذئاب ؟! أين أنت أيها
المُحب القاسي لتتعلم الوفاء بالوعود قبل أن تندلع من بين شفتيك الكاذبتين …
ارتدت إلى الخلف بخطوات متعثرة ليسيطر عليها الدوار وتنخفض الأصوات تدريجيا إلى أن حاوطها السواد لتسقط مغشيا عليها علي الأرضية..
نظر “سيف” إلى ذلك الصوت الذي صدر خلفه ليجده صوت ارتطامها بالأرضية..هرع إليها حاملا إياها إلى الفراش يضرب علي وجنتيها برفق.. وأسرعت إليه “ريماس” وبيدها قنينه العطر محاولة مساعدة تلك المسكينة..لكن فشلت محاولتهم.. ليسرع “سيف” طالبا الطبيب ناظرا إلى “أيهم” بلوم وغضب وظلت معها “ريماس” ليخرج جميع من بالغرفة منتظرين
مايجد من أمور في تلك الليلة التي لا تنتهي ….
-***-
جلس خلف مكتبه بالقصر شاردا ثم أعاد رأسه إلى الخلف يسندها إلي رأس كرسيه.. مرت عدة أيام على تلك الليلة السيئة … وهو لازال يحاول أن يستجمع ما يحدث وهل تلك الفتاة بارعة إلى تلك الدرجة بالتمثيل أم أنها بالفعل حزنت لمoت أخيه.. هل هي مجنونة كيف لها أن تنسى ماحدث بالقسم ؟!.. قد أبلوغها..مابها تلك.. ؟! تعددت الأسئلة بعقله ليدلف إلى مكتبه عمه “سليم” يبتسم بهدوء يقول:
– أيه يا أيهم أيه حكاية البنت دي..واضح كده إنها مش سهلة !
ضيق “أيهم” عينيه ناظرا له باندهاش يقول:
-ليه بتقول كده … !!
أجابه “سليم” بابتسامة هادئة:
-من اللي عرفته عنها..!
اعتدل “أيهم” بجلسته ساندا ذراعيه إلى المكتب يقول:
-وعرفت أيه عنها !
-***-
تنهد “سليم” وسند ظهره إلى الكرسي يقول:
-عرفت هي اتجوزت شهاب إزاي..و أيه خلاها تختار شهاب بالذات رغم فرق السن..!!
عقد “أيهم” حاجبيه وضيق عينيه يقول:
-أنا مش هفضل أسأل كتير. قول كل اللي تعرفه وخلصني !
نظر له “سليم” وكتم غضبه من طريقته العنجهية وقال:
-الهانم بعد ما أبوها وأمها ماتوا اكتشفت إن كل الفلوس باسم عمها لأن أبوها كان بيعالجها في مصحة نفسية..وكان خايف منها علي أملاكه، معجبهاش الموضوع وحاولت مع ناصف عشان يتجوزها وطبعا لما رفض عشان قواها العقلية، راحت حاولت تقتل عمها، وعشان يأمن نفسه عمل محضر، عرفت بالمحضر راحت هربت، وصادف إنها قابلت شهاب..مثلت عليه تمثلية زي كده راح ساعدها طبعا في مسألة المحضر وطلعها وبعدها قعدت أسبوعين في بيته وراح متجوزها بدون أي مقدمات، كلنا عارفين شهاب كان طيب قد أيه، تخيل شهاب اللي عاش أعزب لحد السن ده.. راح اتجوز من بنت عيلة كانت بنت صاحبه …!
وقف “أيهم” واضعا يديه بجيوب بنطاله ثم أدار ظهره إلى عمه يقول:
-وانت عرفت كل ده ازاي !!
اندهش” سليم” من استقبال “أيهم” لتلك الأخبار بذلك البرود المميت.. “أيهم” لا يمكن توقع تصرفاته..لكن هو يعلم مدي حبه لشهاب جيدا..فقال له:
-هو ده المهم مش مهم إنك دخلت القصر نصابه !! لا وجايبلها دكتور يعالجها !
ثم اتجه له واضعا يده أعلى كتفه يجلي صوته قائلا بهدوء:
-أنا خايف عليك يابني !! أنت ماشوفتش سيف بيعاملها إزاي.. اللي خلاها وقعت شهاب واتجوزته.. !!
ها هو وصل لمراده تشنجت عضلات “أيهم” واعتدل ينظر إليه نظرات حادة يردف بغضب..
-ده هيبقي آخر يوم في عمرها لو فكرت تقرب من سيف..!
ثم اندفع إلى الخارج بخطوات غاضبة متجها نحوغرفتها لتتسع ابتسامة “سليم” الشيطانية ويجلس مرة أخرى على كرسيه قائلا:
-ولسه !!
-***-
جلست بغرفتها تحتضن رضيعها “عمر” بشرود تتساقط دمعاتها التي لم تجف على تلك الذكريات التي تراودها من حين الي آخر لتبتسم حين مرت تلك الذكري على خاطرها
Flash back
ارتفعت ضحكات “شهاب” واحتضنها إلى صدره وهو يزيح خصلاتها المتمردة أعلى جبهتها يقول:
-عارفة يارنيم أنا بحبك قد أيه إنتي غيرتي حياتي كلها… مخوفتش من أي حاجة في حياتي..قد مانا خايف أخسرك دلوقت !!
ابتسمت إليه بهدوء أحاطت خصره تقول …
-أنا اللي خايفة أخسرك ياشهاب..أنا مليش غيرك !
ثم شددت من ذراعيها حوله ودفنت رأسها بتجويف عنقه تهمس له:
-اوعي تسيبني !!
ابتسم لفعلتها التي شنجت عضلات جسده.. كالمعتاد من لمساتها وقال مازحا:
-يعني مش خايفة مني زي الأول !!
ابتسمت بخجل ونكست رأسها متذمرة تقول:
-يوووه ياشهاب قولتلك مكنتش أعرفك ساعتها أنا كنت خايفةمن كل اللي حواليا مش منك أنت بالتحديد !!
كور وجهها مردفا بهدوء:
-عارف يارنيم..وحاسس إني ظلمتك معايا بجوازنا.. بس أنا بحبك …بحبك لدرجةخوفت عليكي من نفسي.. خليكي عارفة إنك أغلى حاجةعندي يارنيم..معنديش أغلى منك..ومش عارف أعوضك عن فرق السن ده إزاي !
قاطعته واضعة يدها أعلى فمه تقول:
-وأنا مش عايزةغيرك ياشهاب..الأمان اللي حساه معاك ده أكبر تعويض ليا !!
-***-
Back
عادت من ذكرياتها على صوت باب الغرفة ينفتح بقوة لتنظر تجاهه بخوف فتجد ذاك المرعب الذي لم تقابله سوي ليرهبها..
نظرت إليه باندهاش لكنها لم تنسحب إلى الخلف كعادتها تشبثت بطفلها بقلق حاولت إخفاؤه بقدر الممكن..اتجه إليها يرميها بنظراته الحارقة الغاضبة اقترب منها وهي صامتة لم تمد يدها لتمسح دموعها بل ازدادت تلك الدموع من رهبتها.. يرعبها ذلك المكان، وذلك الشخص بالتحديد …. اقترب منها يهمس لها بالقرب من أذنيها بأنفاس غاضبة لاهثة …
-سيبي الولد..!!
لاتعلم لما امتلثت لأمره..خوفا منه أم خوفا على رضيعها الصغير، وضعت الطفل أعلى الفراش بصمت تام، وفور ذلك وجدته يسحبها من ذراعها إلى غرفة الملابس، اتسعت عيناها وهي تسير معه بصمت..أغلق الباب خلفه..ليمسك بها بغضب من ذراعيها ويقول:
اسمعيني كويس أوي عشان مش هعيد كلامي مرتين.. أنا مش مصدق ولا هصدق أفلامك دي.. أنا وانتي عارفين كويس إنك مكنتيش بتحبي شهاب الله يرحمه … وده ميهمنيش ولا انتي نفسك تفرقي معايا.. أنا كل المهم عندي ولاد أخويا وبس…مع أول غلطة ليكي هرميكي ف الشارع من مكان ماجابك … ومش هتشوفيهم تاني..سااامعة …إياكي تقربي من أي حد في عيلتي خصوصا سيف … سااااامعة !!
-***-
اتسعت أعينها مع كل حرف ينطقه ارتعشت شفتيها برعب من تهديده الغير مبرر لها، نظرت إليه وإلى رماديتيه التي تقدح بالشر وغضبه ثم نكست رأسها صامتة، تهبط دموعها فقط لاتعلم بما تجيبه..لا تعلم لما يفعل ذلك ماذا فعلت الآن له … هل يضايقه معاونة “سيف” لها.. ودفاعه عنها.. لما تركها “شهاب”..شردت بعيدا عنه ودموعها لازالت تهبط بخوف.. نظر لها لحظات ثم استشاط غضبا منها ومن صمتها ومن تلك الدموع اللعينة..ليزيحها بعنف فارتطمت بالحائط من خلفه..لازالت على صمتها فقط أنين صغير صدر منها بتأوه وصمتت مره أخري منكسة رأسها، اشتد غيظه منها مندهشا من قدرتها علي التمثيل ليمسك بها مرة أخرى يهزها بعنف مزمجراا:
-متخرجيش أسوأ ما فياا كفياكي …ساااامعاني ولا لا !!
ارتفعت شهقاتها لتصيح بحزن:
-سااامعة …سااامعة سيبني في حالي بقى !!
نظر إليها برماديتيه ثم تركها تدريجيا ليفتح الباب مندفعا إلى الخارج مسرعا … وتهبط هي أرضا كاتمة شهقاتها بيدها ثم عادت إلى الخلف ضامة ركبتيها إلى صدرها مستندة إلى الحائط خلفها. تبكي بقهر ولا تعلم ماذا تفعل..
-***-️
مر شهرين علي تلك الأحداث وفي تمام الساعة الواحدة صباحا كانت تلتقط أنفاسها محاولة تهدئة نفسها وهي تمسك برضيعيها تتلفت حولها متجهة بسرعة نحو تلك البوابة لم تنتبه إلى تلك الأعين الخبيثة التي التقطتها عن بعد..
وقفت أمام البوابة الاكترونية بحيرة لترتعد حين استمعت إلى صيحات تلك الشيطانة من شرفتها بالأمن … نظرت “رنيم” إليها بغضب ثم التفت إلى البوابة لتجد وحشها المنتظر قد وصل لتوه وفات الأوان …. انفتحت البوابة ليدلف إلى الداخل ويترجل من سيارته صائحا:
-أيه ده في أيه؟..!!
وقفت غاضبة مما يحدث ومنه ومن جميع ما حولها ليجيبه إحد الافراد يقول:
-دي آنسة صافي كانت بتنبهنا إن المدام هتمشي ….!!
نظر لها بغضب يشع من رماديتيه وصاح بأحد الأفراد ليحضر المربية التي أتت على الفور واتجهت إلى “رنيم” بقلق لتعطيها الأطفال وتهجم عليه بغضب بأظافرها ليبعد وجهه مسرعا فتنبشه بعنقه بغضب وهي تكيل له ضربات من يديها الرقيقتين..
ارتد إلى الخلف إثر هجومها..لتصيح “صافي” التي هبطت لتري الأحداث عن كثب..
-انتوا واقفين تتفرجوا ابعدوا المجنونة دي عنه. !!
صاح “أيهم” غاضباا:
-محدش يقرب منها !!
ثم بلحظات كان يكبل ذراعيها لتصرخ غاضبة تنادي على أخيه بقهر لأول مرة يتعاطف معها ويشعر أنها لا تجيد التمثيل …..ظلت تركل وتبكي كطفلة صغيرة ازدادت انتفاضات جسدها ليحيطها ويهمس بأذنها:
-اهدي يارنيم..اهدي محدش هيجي جنبك !!
نظرت إلى عينيه للحظات وكأنها تبحث عن مدى صدقه ثم أغمضت عينيها وصمتت عن الحركة ليدرك أنها أغشي عليها..حملها بين ذراعيه إلى داخل القصر ثم إلى غرفتها ووضعها فوق الفراش بهدوء ثم أعطى أوامره بإحضار الطبيب لها. …
أنهى الطبيب كشفه ثم أعطى بعض تعليماته الروتينية..ليتجه الجميع إلى غرفهم وهو إلى مكتبه يحاول ترتيب أفكاره..ظل بعض الوقت مع نفسه حتى شعر أن الحركة هدأت بالخارج … ليتجه إلى الأعلى، إلى غرفتها ….
-***-
تنهد ثم طرق الباب بهدوء، ليستمع إلى صوتها الناعم يسمح بدخوله.. دلف إليها بهدوء يبحث بعينيه عنها.. ليجدها أعلى تلك الأريكة تجلس بصمت تام وكأنها تنتظر قدومه … اتجه إليها بخطوات هادئة، لأول مرة يحتار بحديث مع أحد.. يبدو أنه بدأ يشعر حيالها بالذنب.. فمعاملته الجافة لها لمده شهرين.. هي ما أوصلتها إلى تلك الحالة، أجلى حنجرته ثم قال بخشونة:
-عملتي ليه كده حد عاقل يعمل عمايلك دي !
نظرت له ثم ابتسمت ساخرة واعتدلت تقول ببرود:
-انت قولت بنفسك..عاقل …و أظن إنك فهمت الكل إني مجنونة !!
عقد حاجبيه مندهشا من اتهامها له يقول مشيرا لنفسه باستنكار:
-انااا !! انا فهمتهم إنك مجنونة!
لم تجيبه بل وقفت من جلستها متجه إلى فراشها وهي تقول..
-أنا عاوزة أنام !!
اتجه إليها بغضب يسحبها من ذراعها إليه يقول:
-ليه هجمتي عليا تحت.. انتي متخيلة إني كل مرة هسكتلك.. !!
نظرت له ببرود ثم قالت له بهدوء:
-ماتسكتش..مبقتش تفرق عندي.. ريح نفسك !!
أغمض عينيه بغضب ثم فتحها يقول:
-بلاش الطريقة دي معايا.. اتكلمي عدل.. !!
نظرت له بغضب ثم انفجرت:
-عاوزني أتكلم عدل..حاضر.. أنا مش طايقة القصر ده وهفضل أهرب منه لحد ما أقدر أخرج بولادي…. مش طايقة اللي فيه وبكرههم وبكرهك أنت بالذات..أنا عاوزة أرجع بيت شهااب تااااااني … مش عاوزة أشوف أي حد فيكم !!
نظر لها غاضبا ثم قال:
-مفيش رجوع يارنيم … قولتلك إني مش هسيب ولاد أخويا يبعدوا عني أبداااا !!
🌸الفصل الثالث “جنون” 🌸
وقفت خارج مكتبه تفرك أصابعها بقلق ثم تنهدت بهدوء ورفعت يدهاا تطرق طرقات رقيقة فوق الباب وهي تدعو ألا يسمع لتعود أدراجها، لكن دعوتها لم تُستجاب، حيث ارتفع صوته الهادئ يدعو الطارق للدخول..
أمسكت المقبض وهي تتمني أن يكمل بذلك الهدوء حوارهم معا، دلفت إلى الداخل لتجده يجلس نصف جلسة أعلى مكتبه ومن الواضح انهماكه بتلك الأوراق التي يمسكها بيده، نظرت باندهاش إلى أكمامه التي رفعها إلى منتصف ذراعه وأزرار قميصه المحلولة ليظهر صدره العريض.. لأول مرة تراه هكذا غير مهندم بعض خصلاته السوداء ساقطة أعلى جبينه بعشوائية.. وفجأه تلاقت لبنيتيها برماديتيه الحادتين يرميها بنظراته الحادة كعادته … ثم قال بحدة:
-عايزة أيه انتي داخلة عشان تتفرجي عليا.. !!
هربت الحروف منها.. تلك العادة السيئة التي لازمتها منذ الصغر حين تخاف تصمت وتهرب منها جميع الحروف.. لكن لم تخاف؟..هل من وقوفه الآن وتقدمه منها أم من نظراته الحادة التي لا يتوقف عن إلقائها بها …
وزعت نظراتها بعدة اتجاهات بقلق..ثم بللت شفتيها بلسانها وهي تعود إلى الخلف.. وكادت أن تخرج لكن يديه التي امتدت تمسكها من ذراعيها مقربا إياها منه باندهاش واضح يقول:
-إنتي جاية لحد هنا عشان تجري تاني.. أنا مش فاهم خايفة من أيه دلوقت !!
خرجت كلمتها تلقائية مسرعة كأنها تخشي أن تصمت ولا تنطقها وقالت:
-منك !
اتسعت عيناه ورد عليها باندهاش:
-مني أناا !! هو أنا جيت جنبك !!
خجلت من كلمتها فنكست رأسها تعض على شفتيها ثم قالت:
-أنت مش شايف نظراتك ليا.. بحس إنك عاوز تقتلني !!
ضيق عينيه ناظرا إليها ثم إلى شفتيها التي تأكلها الآن ثم حمحم قائلا بعد أن أفلتها من يديه مغيرا الموضوع..
-كنتي جاية ليه !!
نظرت أرضا تحاول أن تستجمع كلماتها ثم قالت:
-بقالي 5 شهور مش بخرج من القصر ده وعاوزة أخرج !!
نظر لها مندهشا ثم قال:
– وإنتي جاية تستأذني مني !! من إمتي الأدب ده !
عقدت حاجبيها ثم رفعت رأسها بغضب تلقيه بنظرات نارية ثم قالت:
-أنا مؤدبة غصب عنك !
ضيق عينيه ينظر لها بحدة لتقول مسرعة:
-أنا كنت جاية عشان الحرس منعوني أخرج من غيرهم !!
عقد ذراعيه أمام صدره ينظر لها بحدة وهو يقول بغضب:
-وإنتي عايزة تخرجي من غيرهم ليه !
استشاطت من أسلوبه ورفعت سبابتها بغضب تشيح بيدها الصغيرة بوجهه تقول:
-وأنت مالك أنت.. أنا ليا خصوصياتي..أنت فاكر نفسك حابسني هنا بجد….لا ياشااطر البلد دي فيها قانون هبلغ إنك خاطفنا أنا وأولادي وهمشي من هنا غصب عن عينك.. !!
قالت كلماتها بغضب احمرت وجنتاها وظل صدرها يعلو ويهبط بغضب وكأنها تريد أن تفتك به، اندهش للغاية منها هل تلك من كانت تهرب منه منذ قليل.. نفض تلك الأفكار ثم عاد يركز بكلماتها التهديدية وقال:
-شاااطر !! وتبلغي إني خاطفك.. !! وغصب عن عيني !! طيب أيه رأيك يارنيم مفيش خروج ليكي نهائي ولا بحرس ولا من غيره ووريني هتعملي أيه !!
أثار أعصابها باستخفافه بها لتنظر إليه بغضب والتقطت شيء ما من أعلى المنضدة ثم اتجهت إلى الخارج مسرعة ليندهش من فعلتها وسار خلفها باندهاش..وجدها تتجه إلى المرآب وتركب سيارته.. اتسعت عيناه بذهول وصاح غاضبا:
-إياكي يارنيم تشغليها !!
نظرت إليه بتحدي ثم أدارتها بغضب وانطلقت بها مسرعه ليركب هو إحدى السيارات ويسرع بها خلفها، انفتحت البوابات فورا لخروج سيارة سيدهم وابتسمت رنيم لكن اختفت ابتسامتها حين وجدته يلاحقها..زادت من سرعة السيارة بغضب حين وجدته يقترب.. ليفعل بالمثل ويقول:
-يابنت المجانين.. ماشي يارنيم بس تقعي تحت إيدي !!
خرجت علي الطريق وحاولت تفادي السيارات وهي تزيد من سرعتها..اتسعت أعين “أيهم” من أفعالها المتهورة وهو يحاول أن يصل لهاا بشتى الطرق، تلك الأفعال الجنونية قد تودي بحياتها وهذا هو ما يخشاه …
اتسعت أعين “رنيم” حين وجدت تلك الشاحنة الكبيرة تظهر من العدم، تعالت ضربات قلبها وأدارت المقود مسرعة برعب.. لكن قد فات الأوان تفادت الشاحنة لترتطم بسيارة واقفةبجانب الطريق ارتطمت بها بشدة لتتسع أعين “أيهم”بصد@مة أوقف سيارته مترجلا بسرعة وقفت الحركة بالطريق تماما ليتجه إليها مسرعا يحاول فتح ذلك الباب بأقوى مالديه فقد تلف أثر الارتطام..
وجدها عائدة إلى الخلف برأسها، جسدها ساكن تماما.. مال عليها يتفقدها بقلق، ليجد ذلك الخيط الرفيع الأحمر يسيل من جانب جبينها، وتلتقط أنفاسها ببطء شديد، وضع ذراعه أسفل ظهرها والأخرى أسفل ركبتيها برفق، مخرجا إياها ثم اتجه مسرعا إلى سيارته يضعها برفق بجانبه، واتجه إلى مقعده ليسير بها إلى أقرب مشفي، تفقدها بقلق حتى وصولهم، حملها مرة أخرى إلى داخل المشفي يصيح بهم لمعاونته.. ليتجه إليه الممرضون بسرعة محاولين تفقد الحاله التي يحملها، أرشده أحدهم إلى إحدى الغرف ليتجه لها على الفور …
-***-
مرت ساعتان علي تلك الحادثة المروعة بدأت تستعيد وعيها أخيرا … فتحت لبنيتيها بهدوء..ترمش عدة مرات محاولة استيعاب أين هي … لتتذكر الأحداث وأنها كادت أن تزهق روحها بتسرعها … حاولت الاعتدال.. لتشعر بالألم بجميع أنحاء جسدهاا..
تأوهت بصوت مسموع، لتجده يحيط خصرها برفق معاونا إياها في الاعتدال.. نظرت إليه بتوتر ثم جابت الغرفة بنظراتها لتجد أنها بمفردها معه …. نظرت إليه بقلق.. ثم إلى يدها التي وجدتها داخل تجبيرة.. ورأسها يبدو أنه ملفوف بشيء ماا حيث ذلك الصداع الذي كاد أن يفتك بها.. أفاقت على صوته يقول:
-حاسة بأيه دلوقت !
نظرت له بخوف من أن تشكو مرضها فتثير غضبه، يكفي مافعلته إلى الآن، ناهيك عن تدمير سيارته … فبالتأكيد لم تعد تصلح تلك السيارة لشيء.. خشت أن تتحدث عن تعبها ففضلت الصمت جلس أعلى فراشها ينظر إليها متنهدا ثم قال..
-إحنا لازم نمشي مش هينفع نقعد في المكان ده أكتر من كده لو لسه حاسة بتعب نروح على مستشفى تاني !!
هزت رأسها بالرفض لتتألم من فعلتها وتتأوه بصوت مما دفعه ليقول بغضب:
-حاسبي بقى.. بطلي تسرع كفاية أوي اللي حصل.. !!
انفعلت من غضبه الزائد عليها وصاحت به:
– ماتزعقليش..ولو علي عربيتك هدفعلك تمنها.. !!
اتسعت عيناه بذهول غاضب ثم انتفض واقفا وصاح بها:
-إنتي فاكرة إني بكلمك علي العربية !! إنتي كنتي هتروحي فيها يامجنونة!!
استشاطت من ذلك اللقب وصاحت غاضبة:
-متقوليش مجنونة !!
استفزه صياحها ليجيبها غاضبا:
-ومقولش ليه مش دي حقيقتك.. ولا هي الحقيقة بتزعل !!
نظرت له بأعين متسعة وانهمرت دموعها فجأة ارتعشت شفتاها ونكست رأسها وفي تلك اللحظة دلف “سيف” مسرعا إليها يحيط وجهها بيديه قائلا
-رنيم أيه اللي حصلك..حاسة بإيه دلوقت !!
لم تجيبه بل ظلت دموعها تنهمر كالشلال حزينة من وصفه لها كما وصفتها الأفعى”صافي”.. هي ليست مجنونة..أين “شهاب” هو الوحيد الذي لم يلقبها بذلك.. هو من أنقذها … لما لايأتي الآن وينقذها من ذلك الوحش..
اندهش “سيف” من صمتها، فنظر إلى “أيهم” بتعجب ليشيح “أيهم” نظراته عنها بندم ارتفعت شهقاتها وارتجف جسدها.. ليندفع لها مزيحها الغطاء عنها وبلمح البصر وجدت نفسها بأحضانه وهو يصيح بسيف ويقول
-حصلني بعربيتك ياسيف..!!
اتسعت أعين “سيف” مما يحدث ولم يجد حل سوى مجاراته سار بجانبه يحادثها بلطف للتخفيف عنها فبالتأكيد أخيه من تسبب ببكائها ظل يمازحها حتى تبسمت له بهدوء تحت نظرات ذلك الوحش الغاضب التي التهمتهم وضعها داخل السيارة ثم اتجه إلى المقود ليعود بها إلى القصر …
حاول طوال الطريق أن يصمت لكن مارآه أمام عينيه من تدليل “سيف” المبالغ به معها أقلقه وجعل كلام عمه “سليم” يدور بعقله مرة أخرى بعد أن أوشك على نسيانه..
رمقها بطرف عينيه ليجدها تريح جسدها في المقعد بصمت تام تنظر من زجاج السيارة بشرود مبتسمة بهدوء..أقلقته فعلتها تلك ليربط الأمور ببعضها.. مما جعله يناديها بغضب وهو يقول:
-في أيه بينك وبين سيف..!!
ضيقت عيناها وظنت أنه لا يحادثها.. لم تتحدث إلا حين صوب نظراته النارية ناحيتها يقول بغضب:
-أيه قولتي صيده سهلة مش كده !! خلصت على شهاب أشوف واحد قريب مني في السن ألعب عليه وأوقعه صح !!
اتسعت لبنيتاها من حديثه الأشبه بالجنون لها ولم تعرف كيف تجيب ذلك المريض لتقول بغضب:
-تصدق مفيش مجنون غيرك هنا !! والله كلمة كمان وهرمي نفسي من عربيتك وأخلص منك !!
استشاط من تهديدها له ولكنه فضل الصمت حتى يعود بها إلى القصر.
الفصل الرابع “الوصيه ”
أنهى حمامه بشرود لازال عقله يفكر بما حدث ومن غضبها وصراخها بوجهه حين هم ليحملها إلى غرفتها أصرت على الهبوط بمفردها رغم تلك التأوهات التي كانت تكتمها جعلته بأسوأ حالات غضبه لأول مرة يحمل امرأة عنوة ….
لأول مرة تخرج تلك الأفعال البربرية منه تجاه امرأة، ابتسم حين تذكر ردات فعلها المتمردة الغريبة ارتدى سرواله فقط وخرج إلى شرفته التي تجاور شرفتها ينظر بشرود أمامه
Flash back
أوقف سيارته وترجل منها ليجدها تفتح بابها بغضب وتحاول الهبوط اتجه إليها واقترب ليحملها لتصرخ بوجهه:
-ابعد عني..أنا مش عايزة منك حاااجة !!
اندهش من هجومها عليه ولم يكن وحده المندهش بل “سيف” أخيه الذي وقف يراقب ما يحدث بأعين متسعة هبطت من السيارة وهي تحاول الوقوف بصمود داعية داخلها ألا تحتاج إلى ذلك الفظ أبداا بدأت المشي ببطء ليتابعها بأعين غاضبة لأفعالها المتهورة لازالت لاتتعلم من أخطائها.. نظر”سيف” إليها واقترب منها بهدوء يردد:
– رنيم خليني أنا أساعدك طيب.. مش هتقدري تتحركي النهاردة ؟!
نظرت إليه بتردد ثم صمتت محاولة أن تكمل خطواتها ليقترب منها ممسكا ذراعها لتنظر إليه بغضب فقال:
-هسندك بس متقلقيش …
طمأنتها كلماته لتنظر بطرف عينيها إلى ذلك الوحش الذي كان يتهمها منذ دقائق أنها تغوي أخيه.. فوجدته يغلي كالمرجل لم تبالي واستندت إلى “سيف” ممسكة يده ابتسم لها “سيف” بهدوء واتجه معها بضع خطوات ليراها بلحظة طائرة بالهواء تصرخ وهي محمولة فوق كتف أخيه..اتسعت أعين “سيف” باندهاش لأول مرة يرى أخيه يعامل امرأة هكذا.. كما أن رأسها تسقط خلف ظهره وهي لازالت لم تتعافى استمع إلى حديثها الساخط تقول:
-نزلني أيه اللي بتعمله ده يابني آدم أنت…اااااه رااااسي!!
اتجه “سيف” إليه يقول:
-أيهم راسها مخبوطة فيها ماينفعش كده !!
نظر “أيهم” إليه نظرات نارية يقول بصوت أجش:
-إحنا مش هنمشي علي مشيتها دي أنا مش فاضي وهي اللي رفضت مساعدات أنت مش شايف تصرفاتها المجنونة !
ثم صاح بها:
-نفس كمان وهكمل على باقي عضمك بنفسي … !!
اتسعت لبنيتاها بهلع وتساقطت دمعاتها تصرخ بغضب:
-أنا بكرهككك …ياااسيف خليه يسيبني عشان خاااااطري !
أثارت أعصابه حين استنجدت بأخيه ليصيح بها بعد أن عدل وضعيتها لتصبح بين ذراعيه:
-إنتي مابتفهميش قولتلك ولا نفس !!
ارتعدت من نظراته النارية ورماديتيه التي تحولت إلى اللون القاتم لتنظر له بغضب صامت ثم أشاحت وجهها عنه تماما …. اندهش “سيف” من عصبيته المبالغ بها معها لكنه آثر الصمت عله يفهم مايدور …
ظهرت “صافي” أمامهم تنظر إليها بغضب وسخط ثم حاولت التظاهر بالقلق تقول:
-أيه ده أيه اللي حصلها !!
نظرت لها “رنيم” باحتقار ثم أشاحت بنظراتها عنها هي الأخرى..تقول بصوت خفيض:
-كانت نقصاكي إنتي كمان !!
استمع إليها كلا من “سيف” و”أيهم” لكنهم سيطرا على ملامحمهم حتي لا تلاحظ “صافي” وتفتك بهاا.. واصل “أيهم” سيره وهو يقول باقتضاب:
-حادثة صغيرة !
اتسعت أعينها باندهاش مصطنع تقول:
-أية يعني إنتي فعلا دمرتي عربية أيهم الجديدة أنا مصدقتش السوشيال ميديا قولت أكيد كدب !! إنتي إزاي كده !!
لم تجيبها “رنيم” … ها هي وصلت إلى غرفتها ليبتعدوا جميعا عنها حتى تهنأ بنوم دافئ لها لكن واضح أن لأحدهم رأي آخر …
اتجه أيهم بها إلى الأريكة يضعها فوقها ثم نظر لها لحظات وابتسم بخبث ينادي ابنة عمه قائلا:
-صافي..عاوز منك حاجة !
انفرجت أسارير الأخرى على الفور واتجهت إليه مسرعة تقول:
-طبعا يا أيهم قول …!!
لتقلق “رنيم” من نظراته الموجهة إليها بخبث وتتسع عيناها حين استمعت إلى قوله:
-عاوزك تساعدي رنيم تغير وتاخد شاور..لأن زي مانتي شايفة محدش فينا هيقدر يساعدها غيرك …!!
اتسعت أعين “رنيم” وكادت أن ترفض لكن سبقتها “صافي” تقول:
-ايييييه..أنا أساعد دي !!
اشتعلت أعين “رنيم” تصيح بها:
-أنا اللي مش عاوزة واحدة زيك في أوضتي..إنتي أيه دخلك هناااا!!
اتسعت أعين “سيف” ليزمجر “أيهم” على الفور ويقول:
-أنا كلامي واضح مفيش حد فينا يقدر يساعدها غيرك … وإنتي يارنيم عدي يومك معايا..كفايا أوي اللي عملتيه طول اليوم !! يلا ياسيف !!
خرجا معا ليتركها مع تلك الأفعى ولا يعلم ما سوف تؤول إليه الأمور …..
Back
أفاق من شروده والتفت ينظر إلى شرفتها ليجد ضوء الغرفة الخافت لايزال مشتعل اندهش هو لم يرى ذلك من قبل … دائما ماتطفئ أنوراها لتخلد إلى النوم.. هل لازالت متيقظة إلى الآن.. رن هاتفه لينظر إليه باندهاش ثم اتجه إليه ليجيب بحاجبين معقودين:
-مين معايا !!….أيوه أنا….. أيييه !!! أنت إزاي مابلغتنيش بده وأنا في المستشفى !!
اتجه مسرعا إلى غرفتها ليطرق الباب…ولم يجد إجابة، لم ينتظر كثيرا ليندفع إلى الداخل مسرعا، ليجدها متكورة أعلى الأريكة ترتعش بقوة، اندهش حين وجدها ترتدي بورنص الحمام خاصتها اتجه إليها يقول باندهاش..
-انتي مغيرتيش لحد دلوقت !!
فتحت عيناها بارهاق تنظر إليه ثم أغلقتها ثانية بتعب واضح هبط إلى مستواها جاثيا علي ركبتيه يقول بقلق:
-رنيم … إنتي بردانة !!
أومأت بالإجابة رفعها بين ذراعيه على الفور متجها بها إلى فراشها يدسها بين الأغطية ثم رفع هاتفه يجري مكالمة سريعة مبتعدا عنها خطوات، نظرت إليه بارهاق واضح ثم أغمضت عينيها لتجده حضر بعد قليل من الوقت مستكشفا جبهتها التي شعرت أنها تحترق ثم ابتعد عنها بعض الوقت ليعود لها مرة ثالثة لكنه وضع شيء أعلى رأسها تشنجت ملامحها وعقدت حاجبيها برقه شعرت به يرفع جسدها قليلا ثم أراحها أعلى شيء ما مرة أخرى وعاد يفعل لها الكمادات..ذهبت بنوم عميق تاركة إياه يسعفها ….
جلس خلفها بقلق ساندا ظهرها إلى صدره محاولا تخفيض حرارتها بجسده فعل لها الكمادات طوال ساعات الليل، وبعد فترة ليست وجيزة وجد حرارتها هبطت بالفعل بدأ جسدها بالهدوء أراح جسدها فوق الفراش ثم دثرها بالاغطية جيدا معدلا من وضعيتها حتي لايتأذى ذراعها ثم تركها لتنعم بنوم هادئ بعض الشيء …..
كاد أن يخرج من الغرفة لكن صوت بكاء الرضيعة أوقفه متشنجاا..ماذا يفعل الآن..كيف يوقظها وهي بتلك الحالة..!!..
اتجه إلى غرفة الأطفال ثم توجه إلى الرضيعة التي ما إن وجدته يطل عليها في مهدها حتى هدأت من صراخها قليلا تنظر إليه بلبنيتيها التي ورثتها عن أمها، ثم رمشت عدة مرات ترفع
يديها بالهواء بطلب صريح منها ليحملها..
مد يديه إليها رافعا إياها إلى أحضانه مبتسما لتلك الجميلة الصغيرة ليجدها تكف تماما عن البكاء تعبث بيدها الصغيرة بخصلاته المتمردة، ومن الواضع أنها اتفقت مع أمها على عدم تركه ليرتاح أبداا ك،اد أن يعيدها إلى مكانها حين هدأت تماما، لكنها صرخت غاضبة وكادت تبكي مرة أخرى.. ليعيدها إلى صدره متنهدا يقول بأرق واضح هامسا لها وهو يعقد حاجبيه:
-بس بس..واضح إنك مش واخدة منها عنيها بس.. لا كمان عندها وعياطهااا!!
ابتسمت له الصغيرة تحرك يدها علي ذقنه بخجل..ليهدأ غضبه ويبتسم لها محتضنا إياها متجها إلى تلك الأريكة بغرفة رنيم يجلس فوقها محتضنا تلك الصغيرة لعل سلطان النوم يزورها … وبالفعل زارها لكن ليس وحدهااا ….
-***-
فتحت لبنيتيها ترمش لحظات قبل أن تتأوه قليلا حين حاولت الاعتدال..لازال الألم يفتك برأسها بل وجسدها كله … انزلت ساقيها أرضا لتجد أنها لازالت ترتدي رداء الحمام القصير ضيقت عينيها محاولة تذكر ماحدث وكيف آلت الأمور إلى ذلك معها..لتظهر تلك الإبتسامة علي وجهها حين تذكرت أنها هددت “صافي” بسكين الفاكهة لترتعد الأخرى وتفر مسرعة من أمامها..لكن اختفت تلك الإبتسامة حين تذكرت هتاف الأخيرة أثناء خروجها أنها بالفعل مكانها ليس هنا بل بمشفى الأمراض العقلية ….
أغمضت عينيها تتذكر ذلك اليوم حين دخلت إلى ذلك المكان مخدرة بعد أن حقنها عمها بإبرة مخدر ليسهل دخولها إلى هناك دون جلبة… تجمعت الدموع بعينيها حين تذكرت كيف صرخت أنها ليست بمجنونة وأنها تريد الخروج لن تعود إلى قصرها لكن لتخرج فقط.. تذكرت مقايضة عمها لها بخروجها مقابل تنازلها عن أموال والديها … وكيف أخلف وعده معها واهما الجميع أن قواها العقلية ليست على مايرام لم تكن لتتوقع مدى خبثه هو وابنه …
هبطت دمعاتها مغلقة عينيها بقوة وكأنها توقف سيل الذكريات … وبالفعل أتتها النجدة حين استمعت إلى ضحكات صغيرتها قريبة منها اندهشت وفتحت عينيها مسرعة مسلطة لبنيتيها على مصدر الصوت ثم وقفت متجة إلى الأريكة بأعين متسعة …رضيعتها أعلى الأريكة محاطة بألعاب غريب الشكل عليها.. كيف وصلت إلى هنا هل دخلت المربية الجناح بدون علمها !!كيف لها أن تترك الفتاة هكذا ! …اتسعت لبنيتيها حين تذكرت ومضات من أحداث أمس، هو اسعفهااا واعتنى بالطفلة !!!
اتجهت إلى حمامها لتنعش جسدها ثم اتجهت إلى غرفة ملابسها..لأول مرة منذ 5 أشهر تشعر أنها تريد انتقاء ملابسها فكانت أيامها السالفة غير مهندمة بالمرة بل عشوائية إلى درجة كبيرة اتجهت إلى ذلك الفستان اللبني القصير بعض الشيء حيث يصل إلى منتصف فخذيها البضتين يضيق من بداية صدرها إلى نهاية خاصرتها بأكمام من قماش الشيفون الرقيق..
ارتدته ثم اتجهت إلى المرآة تلملم خصلاتها بشكل عشوائي للغاية زادتها جمالا ونعومة حيث سقطت بعض الخصلات أعلى أكتافها مرورا بعنقها المرمري نظرت ببعض الضيق حين وجدت تلك العلامات أعلى رأسها وبعنقها لتضع إحدى الضمادات فوقهم … وتوجهت إلى طفلتها الصغيرة تحملها بهدوء لتصدر الطفلة ضحكات رنانة مرحبة بأحضان أمها تمرمغ رأسها بعنقها وكأنها تعلن عن إعجابها بها ابتسمت لها رنيم ثم قبلتها أعلى وجنتيها الممتلئتين ثم انصرفت لترى ابنها الآخر ابتسمت حين وجدته لازال مستغرقا بنومه..وقفت تتأمله لحظات لتجد مربيته وصلت لتوها..ألقت عليها تحذيراتها بعدم ازعاج الطفل وأن تجهزه فور استيقاظه وتحضره إليها …
احتضنت ابنتها بحرص ناظرة إلى ذراعها الآخر المكسور ثم ولت بها إلى الدرج..كادت أن تهبط لكنها استمعت إلى صوت “سيف” يقول:
-أيه ده قمرات القصر متجمعين مع بعض !!
ابتسمت رنيم لمجاملته اللطيفة ليقترب “سيف” متناولا منها ابنة أخيه إلى أحضانه مقبلا إياها بمرح لتضحك الطفلة بسعادة بالغة ابتسمت “رنيم” لها بدفء وضحك “سيف” وقال وهو يهبط معها:
-إنتي عارفة إني حبيتها هي وعمرأوي..!!
ابتسمت إليه “رنيم” وأجابته بهدوء:
– وهما حبوكم أوي..جوان مش بتضحك لأي حد خلي بالك..!
ابتسم “سيف” ثم قبل الطفلة أعلى جبينها بهدوء يقول بعفوية:
-عارفه أنا كان نفسي في بنت جدااا..بس ربنا أراد أن البيبي ده يبقى ولد …
نظرت له “رنيم” بابتسامة هادئه تقول:
-المرة دي ولد والجاية بنت إن شاء الله ….!!
اتسعت أعين “سيف” يقول:
-لااا جاية أيه..كفايه أوي دي ريماس طلعت عيني !!
ضحكت “رنيم” علي عفويته وقالت:
-معلش هي فترة الحمل بتبقى صعبة كده.. بس أول مايجي البيبي هتنسى كل ده !!
ابتسم لها “سيف” يقول:
-أتمنى ده فعلاا..علي العموم أنا عندي جوان اهي بنتي الكبيرة..!!
نظرت “رنيم” إلى ابنتها التي تداعب أزرار قميص عمها بمرح طفولي ثم ابتسمت بحزن
لاحظها “سيف” وقال:
-آسف مكنش قصدي أضايقك !!
تنهدت “رنيم” وقالت بحزن:
-أنت مقولتش حاجة غلط ياسيف.. دي حاجة تفرحني.. !!
أراح الطفلة على صدره ثم وقف نهاية الدرج مواجها لها يقول:
-كلنا كنا متعلقين بشهاب مش إنتي بس يارنيم !!
تجمعت الدمعات بمقلتيها تقول:
-عارفة عشان كده بعذر أيهم في تصرفاته معايا.. !!
ثم التفتت إلى غرفة مكتبه تقول:
-معلش يا سيف ممكن تخلي جوان معاك دقايق وجاية !!
أومأ بالموافقة على الفور وقال:
-أكيد أنا هروح بيها الجنينة وإنتي حصلينا !!إنتي داخله لأيهم !!
أومأت له بابتسامة هادئة تقول بخجل:
-أنا زودتها معاه امبارح هروح أعتذرله !! وأشكره على اللي عمله مع جوان امبارح وأنا محمومة !!
نظر لها سيف باندهاش:
-هو أيهم رجعلك بعد ماسبناكي مع صافي !!
أومأت بالموافقة ثم قالت:
-أيوه عشان كده حابة أشكره !!
ابتسم لها سيف بدوره وقال:
-برافوا عليكي يارنيم..يلا أنا هسبقك أنا وجوجو قلب عمها !!
ثم اتجه إلى الجنينة وهو يدعو أن يمر الأمر بسلام …
اتجهت إلى غرفة المكتب تطرق الباب بهدوء، لتسمع صوته الصارم يسمح لها بالدخول ويبدو أنه اعتقدها الخادمة،فتحت الباب.. وياليتها لم تفعل … إذ بها تجد الأفعى “صافي” ترتدي تلك الملابس الكاشفة لأغلب مفاتنها تلتصق به أثناء إمضائه بعض الأوراق.. لم تستطع منع نظرات الاحتقار التي انهالت من لبنيتيها موجهة إلى تلك الأفعى.. لتلاقيها “صافي” بنظرات حاقدة تنظر إلى ثوبها بغضب ثم صاحت غاضبة بحقد:
-إنتي هتصورينا ماتقولي جاية ليه !!
رفع “أيهم” نظراته حين وصلت إلى أنفه تلك الرائحة التي انعشت خلاياه مندهشا من توبيخ “صافي”.. ليفهم على الفور حين وجدها تقف أمامه تزيح خصلاتها الحريرية خلف أذنها تتوجه إليه بنظرات هادئة نوعا ما..
نظر”أيهم” إليها ثم جابت رماديتيه ذلك الرداء الذي ارتدته..لأول مره يلحظ لون عينيها المميز هكذا.. هل أبرزه ذلك الفستان الرقيق الذي ناسب قوامها الممشوق يرسم جسدها أم بسبب بعض الإعياء الظاهرعلي محياها بعض الشيء لاحظت “صافي” نظرات “أيهم” إليها ليزداد الغضب داخلها لتتجه إلى “رنيم” ممسكة ذراعها تقول بغضب:
-أيه اللي إنتي لابساه ده.. أيوه طبعا عرفتي إن فيه ضيوف جايين قولتي أبدأ أستغل الفرصة !!
اتسعت أعين “رنيم” من كلماتها الحادة تنظر لها بأعين متسعة ألجمتها الصد@مة عن الحديث لتكمل الأخرى مستغلة صمتها:
-بقولك أيه إحنا مستحملين عمايلك المجنونة لكن توصل إنك تحاولي تغري الرجالة وهنا في القصر ده لاااا !!
لايعلم لما تصاعد الغضب بداخله … هل ارتدت هكذا بالفعل لتغوي الضيوف القادمين …هل هكذا فتنت أخيه …وهل أتت إليه الآن لتفعل المثل معه ؟؟!!!.. نظر لها بغضب شديد حين وصل تفكيره إلى تلك النقطة بالتحديد هل عاونها وسهر بجانبها طوال الليل ليكون ذلك رد الجميل له … أفاق على صوت “رنيم” المرتفع تحاول إزاحة أظافر “صافي” عن كدماتها..حاولت الابتعاد لكن الأخرى استغلت ضعفها وعلتها غارسة أظافرها بقوة لتصيح “رنيم”:
-ابعدي عني ياحيوانة انتيييييي !!
ابتعدت بالفعل لكن بعد أن صاح بها “أيهم” غاضباا يقول:
-كفاااايه كده.. أيه اللي بتعملوه ده !!
ثم اتجه إلى “رنيم” يلقيها بنظرات محتقرة وهو يقول بصوت رعدي غاضب:
-اطلعي برة ياصااافي !!
ارتعدت الأخيرة من نبرته لكنها ابتسمت بشيطانية حين وجدت نظراته النارية موجهة إلى تلك الضعيفة التي اتخذتها غريمة لها بلا سبب … هي علي علم جيدا بعنف ابن عمها، ومدي حساسيته بتلك المسأله خصيصااا اتجهت إلى الخارج مسرعة بعد أن أشعلت الحريق فيما بينهم….
-***-
علي الجانب الآخر …..
وقف “سيف”يداعب وجنه ابنه أخيه التي تكركر ضاحكه بين بين وهو يبتسم لها ويضاحكها
بلطف بمعاونته زوجته التي جلست بجانبه تغرق الطفله بقبلاتها وابتسامتها اللطيفه تستمع إلي
همسه اللطيف بأذنها:
– ياريتني كنت جوان دلوقت !!
ابتسمت له بخجل وهي تلكزه بتوتر بكوعها هامسه:
– سيف اتلم..
نظر لها وهو يتأوه من لكزتها قائلا:
– اتلم اكتر من كده مش كفايه الدكتور بتاعك عليا ؟!!
عضت علي شفتيها واتسعت عينيها حين ارتفعت نبرته ونظرت اليه بتحذير تهمس:
– سيف لم نفسككك …
كاد أن يجيبها بعبث لكن انقطعت كلماته حين لمح ابنه عمه تخرج من المكتب وتلك البسمه تُزين ثغرها، من يعرف “صافي” جيدا يعلم أن تلك البسمه تخفي كارثه ما تنبه عقله إلي تواجد زوجه
أخيه بالداخل لينظرإلي زوجته ويهمس بتوجس فور أن تبدلت ملامحه للقلق يقول:
– إيه ده صافي طالعه من المكتب ليه هي كانت جوا عند أيهم ؟؟!!
هزت ” ريماس” كتفيها بعلامه لامبالاه وقالت باندهاش:
– مش فاهمه واحنا مالنا ده يضايقك في ايه ؟؟!!
عقد حاجبيه وهو يقول بتلقائيه:
– رنيم لسه داخله وأنتِ عارفه صافي ؟؟!
عقدت حاحبيها وقالت بغضب طفيف:
– مش ملاحظ أنك مهتم زياده عن اللزوم بـرنيم ؟؟!!
رفع “سيف” حاجبه الأيسر وأردف بإندهاش:
– ريماس أنتِ غيرانه من رنيييم ؟؟!!
تأففت بغضب وقالت بقلق:
– وماغيرش ليه أنت مش شايف اهتمامك بيها وبولادها شكله ايه ؟؟! وبعدين هي صغيره وحلوه وانا دلوقت حامل وشكلي بقي وحش..
رفرت أنفاسها وهب تطالع ملامحه الجامده بتوتر لتجده اخيرا يقول بلوم:
– وأنا عيني فارغه وهبص لمرات أخويا الميت مش كده ؟؟ أنتِ مش شايفه معامله أيهم ليها ؟؟!! مش شايفه أن البيت كله بيعاديها بدون سبب ؟؟ رغم أنها في حالها ؟؟ أنا عشان بهتم بولاد
اخويا اللي مايعرفوش حاجه عن ابوهم وواتحرموا منه بدري أبقي عيني علي أمهم ؟؟ مكنتش
أعرف ان ثقتك فيا مهزوزه كده ؟
زفرت “ريماس” بغضب وهر تراقب انصرافه الغاضب بالطفله يعطيها للخادمه ثم اغمضت
عينيها تهمس لحالها:
– منك لله ياصافي أنا ايه يخليني اسمع كلامك بس ؟؟!!
فتحت عينيها علي وسعها حين اسمعت إلي تلك الصرخه المدويه من تلك التي أتخذتها غريمه لها بلاداعي لتهرع خلف زوجها إلي مصدر الصرخات …..
-***-
عوده إلي غرفه المكتب ذات الأجواء المشتعله ….
اندهشت “رنيم” من نظراته هل يلومها هي عل تصرفات تلك الرعناء؟؟!!، ثم نظرت إلى ذلك الأثر الذي تركته الأفعى أعلى يدها بحزن..وماذا تنتظر هل كانت تنتظر ردعه إلى تلك الأفعى المسماة ابنه عمه من أجلها هي … !!!!
اتسعت لبنيتيها بخوف حين أمسك بها من ذراعيها ضاغطا عليها بقوة مقربا إياها منه موزعا نظراته على جسدها الضئيل نسبة إليه ينظر لها برماديتيه القاسيتين …..
-إنتي فاكرة إني عملت كده امبارح عشان معجب بيكي مثلااا …أنا عملت كده شفقة عليكي مش أكتر …إنتي ولا حاجة ولو كنت أطول أقتلك بأيدي كنت عملتها … عارفة كنت بتمنى أيه وانتي فالمستشفي امبارح.. ؟؟!! إني أخلص منك …!!
اتسعت عيناها بهلع تنظر إليه بخوف ومن لا يهاب ذلك القاسي حاد الطباع ؟؟!! أكانت تريد شكره على معروفه صنيعه بالأمس ؟؟!! ليته لم يفعل ليته تركها تحترق حتى تلفظ أنفاسها وترتاح من جحيمهم الأبدي … أكمل مزمجرا بغضب:
– أيه تخيلتي إني ضعيف عشان سكتلك علي جنانك.. أنا ساكت عشان عارف كويس إنتي مكانك الصح فين.. بس إنتي صح انتي مكنش ينفع تطلعي من هناك وأنا بقي هرجعك بأيدي عشان اطمن إنهم مش هيسيبوا مجنونة زيك تاني … !!
هبطت دموعها تحرق وجنتيها البضتين تنظر له بخوف واضح ارتعش جسدها من تهديده الغاضب وهو لايدرك رعبها من ذلك المكان حاولت التملص من بين يديه برعب بدأت تتملص منه بحركات هستيرية خائفه ليظنها تدعي ذلك مما دفعه للتشبث بها غاضبا وهو يزأر بصوته العنيف:
-فاكرة إني هصدق الحركتين دول ….كام مرة أقولك أنا مش زيهم.. مش هصدقك أبداااا …أنتِ حشرة لو حبيت أمحيها هعمل كده …. فاكرة إنك ممكن تغريني أنتِ ولا حاجة … النهارده هتكوني في مكانك الصح !!
ارتعدت بشدة وضعت يدها أعلى أذنيها تصدها.. لا تريد سماع كلماته السامة لا تريد إعادة تلك الفترة القاسية.. لا تريد تلك الكهرباء التي صُعقت بها بذلك المكان أغمضت عينيها تبكي
بقهر تاركة شهقاتها ترتفع دموعها تحرق وجنتيها لتصرخ بخوف..تنادي بأعلى صوتها:
-شهااااب..شهااااب !!
ساءت حالتها بالفعل بين يديه وجد جسدها ينتفض ترتعش فجأه بين يديه القاسيتين بخوف تهتف بأخيه بذعر واضح ……
تركها بقلق طفيف وقد توتر حين رأي جديه الأمر تصل إلي ذاك الحد معها ؟؟!! لتسقط أرضا على الفور..انفتح الباب وتجمع أفراد العائلة على صريخها.. اتجه إليها سيف مسرعاا محاولا إيقاف صريخها..عادت إلى الخلف ترتعد بخوف، ارتفع فستانها القصير إلى الأعلى وساءت حالتها لتتسع أعين “سليم” ينظر إلى جسدها مشدوه من فتنتها ومن سوء حظه لاحظه “سيف” على الفور ليتجه إليها محاولا تهدئتها يقول بمهاوده:
-رنيم ده أنا متخافيش.. تعالي معايا !!
ظلت تبكي وتتمتم بتلك الكلمات الغريبة وتقول بخوف:
-كهرباا.. مش هرجع … سيبوني … بلااااش !!
اقترب “سيف” منها ممسكا ذراعها المليئ بالكدمات لاحظ أنها حديثه لتوها … ليجدها تبكي برعب واضح أعينها جاحظة بخوف.. ليُمسك يديها محاولا فك تشنجها وهو يصيح ب “أيهم”:
-أنت عملت أيه يا بني آدم أنت … كل ده عشان جاية تعتذرلك وتشكرك!!
ظل يهمس لها بكلمات مطمئنة وأنه لن يأخذها أحد إلى أي مكان أمسك طرف فستانها جاذبا إياه
إلى أسفل يغطي ما ظهر من جسدها ليجد جسدها ارتخى على الفور.. !!!
عقد “أيهم” حاجبيه ناظرا إلى أخيه يقول باستنكار:
-مين دي اللي جاية تعتذر … أنت معترفش..آآآ !!
قطع حديثه حين هب “سيف” واقفا بعد أن أسندها إلى الأريكة يصيح بغضب..
-أنا متخيلتش إن هتوصل بيك لكده..إزاي توصلها لحالة الانهيار دي..ياريتني كنت منعتها تدخلك يا أخي ….. اسمع أنت ناسي إن دي مرات شهاب … مهما كان كرهك ليها متعملش فيها كده … النهارده هنفتح الوصية وبعدها أنا هرجعها شقة شهاب بنفسي … أرحم لها من القصر الملعون ده !!
كاد أن يهبط بجسده إليها ليرفعها عن الأريكة ويصلها إلي غرفتها لكن امتدت يد “أيهم” تمنعه وهو ينظر إليه بغضب..
-لحد ماتتفتح الوصية..ملكش دعوه بيها !!
ثم اتجه إليها يحملها بين ذراعيه صاعدا بها إلى الأعلى بخطوات سريعة وقد بدى شعور الندم يؤرقه بعض الشيء دخل بها إلى جناحها يضعها داخل الفراش …..
-***-
حل الليل على القصر الهادئ جاذبا معه أحداث تقلب الموازين وتغير مستقبل جميع ساكنيه.. حيث انفتحت وصية “شهاب” وانفتحت أبواب من النيران لم تنغلق أبداا
حيث كان نصها “أوصي أنا شهاب بدر الدين الرفاعي وأنا بكامل قواي العقلية أن تنتقل تلك الوصية إلى أفراد أسرتي فور إتمام خمسة أشهر على وفاتي وبنودها كالتالي:
أولا:- أن تنتقل رئاسه شركاتي إلى زوجتي “رنيم فهد الزيني” بعد أن يتم تدريبها علي يد “أيهم بدر الدين الرفاعي” أخي غيرالشقيق..
ثانيا:- وبصفتي رئيس مجلس إدارة شركات الرفاعي.. قررت أن ينتقل منصبي إلى نائبي ومدير الشركات “سيف بدر الدين الرفاعي” ….
ثالثا:- أن تنتقل وصاية أبنائي إلى أخي “أيهم بدر الدين الرفاعي” وذلك فور عقد قرانه على “رنيم فهد الزيني” وألا يتم أيا من تلك الأمورالسابقة سوى بعد إتمام زواجهم ….
رابعا:- يتم تقسيم باقي المؤسسات والعقارات حسب الشرع والقانون دون خلل …
اتسعت أعين الجميع واشتعلت قلوبهم ليقف ذلك العم الأهوج علي الفور يصيح:
-لا ده شهاب قعدته مع المجنونة جننته …. أيوه اتجنن وأنا مش موافق على حرف في الوصية دي.. يعني أيه تمسك الشركات هي …. يعني أيه اللي بيحصل ده. آآآ!!
صمت على الفور حين وجد “أيهم” يقف ثائرًا يصيح بصرامه:
-خلي بالك من كلامك.. إوعي تنسي بتتكلم عن مين !!
وقفت “صافي” تساند أبيها صائحة بغل وحقد:
-يعني أيه..أنت موافق تتجوز الكلبة دي..ده أنا مقبلش أشغلها خدااامة عندي …. !!
هب “سيف” واقفا يصيح:
-أنا كام مرة أحذرك متتكلميش عنها ….!!
وقفت زوجة عمه تصيح بغضب:
-جرا أيه ياسيف..أنت محموق ليه عشان عينك كانت عليها وهتروح لأخوك !!
اتسعت أعينه يصيح بها:
-إنتي بتقولي أيه … عيني من مين !! رنيممم!! هو عشان مقبلتش ظلمها يبقى عيني عليها …!! روحي شوفي مين كانت عينه هتطلع عليها فعلااا !!
استقام “أيهم” معتدلا يركل الطاولة بقدمه صائحا بغضب
-كفاااااياااااااااا … مش عايز أي صوت حواليااااا …. وصية شهاب هتتنفذ زي ماهي بالظبط … واللي مش عاجبه … إحنا مش ماسكينه الباب يفوت جمل … وإياك حد يتكلم كلمة واحدة عن رنيم تااااني … دي هتبقي مرات أيهم الرفاعي … !!!!!!
🌸الفصل الخامس🌸
🌸والفصل السادس ” “تحبه!” 🌸
جلست أمام المأذون تحاول كبح غضبها ترميه بنظرات نارية غاضبة تكاد تحرقه ليتلقاها هو بابتسامة باردة لا تُزيدها إلا اشتعالًا وغضبًا تجاهه، انتهى عقد القران الذي تم بدون أية احتفالات مبهرجة كعادة آل الرفاعي بتلك المناسبات حيث كانت تلك فكرة “أيهم” فقط تجمع أفراد العائلة وكبار رجال الأعمال بحفل هادئ للغاية وكأنه عقد عمل وليس زواج ….
تعالت التصفيقات حين ظهر “أيهم الرفاعي” بصحبة عروسه الجميلة التي كانت تشع فتنة وبهاء اندهش له جميع الحضور حيث ارتدت ذلك الفستان الذي كان من اختيار “ريماس”.. ليكون باللون النبيذي والذي أبرز مدى جمالها وفتنتها بعد أن تعافت من جروحها حيث مر شهر ونصف على إعلان تلك الوصية..
ظهرت تقاسيم جسدها الفاتن بوضوح قد ساهم ذلك الرداء برسم جسدها لتظهر كإحدى الحوريات والتي أدهشت “أيهم” ذاته حين رآها ليجبرها على وضع غطاء حول أكتافها وكانت تلك أولى عراكاتهم لتحلها “ريماس” بمهاودة وتجلب لها غطاء مناسب لفستانها وضعته حول أكتافها لتسقطه “رنيم” من إحدى أكتافها كنوع من التحدي الساذج له، أحاط “أيهم” خصرها واتجه بها إلى منتصف ذلك الحشد لينهيا تلك الليلة برقصتهم سويا وتلك إحدى عادات العائلة أيضا.
احتضن خصرها بقوة مقربا إياها منه لتختلط أنفاسهم سويا..ارتبكت “رنيم” لفعلته الجريئة وأدارت لبنيتيها بالحضور حولها بارتباك وهي تجز فوق أسنانها اللؤلؤية وتقول بغضب وأعين مشتعله:
-أيه اللي بتهببه ده..ابعد شوية وخف إيدك أنا ماصدقت خفيت !!
ظهرت ابتسامته الخ-بيثة علي وجهه وقال:
-وأنا عملت أيه دلوقت بس !! واحد بيرقص مع مراته وبعدين افردي وشك ده الناس بتتفرج علينا والكاميرات هتصورك، عاوزاهم يقولوا إني غاصبك على الجواز مني !!
أنهى كلماته جاذبا إياها أكثر إلى أحضانه ثم دار بها مبتسما بهدوء، شهقت حين تلاشت المسافة بينهم وقالت بغضب:
-مانت فعلا غاصبني.. أنت ناسي هددتني إزاي لما رفضت الجوازة الهباب دي … !!
جذبها إليه يهمس أمام شفتيها المطلية باللون النبيذي المُغري وقال مثبتا نظراته فوق تلك الشفتين المكتنزتين:
-مش عيب تقولي كده لجوزك ياروحي … !!
حاولت الابتعاد تهمس بغضب:
-طلعت روحك.. ابعد بقى !!
ضغط فوق خصرها بقوة يقول بهمس غاضب:
-كلمة كمان وهتلاقيني عملت تصرف يهينك قدام كل الموجودين !!
نظرت له بغضب ليلاقيها بنظرات تحذيرية ثم رفع أنامله بهدوء قليلا يعدل من وضعية الشال فوق جسدها لتدب القشعريرة بجسدها حين لامست أصابعه أكتافها العارية اشتعلت وجنتاها على الفور وارتبكت أكثر، ليلاحظ هو ذلك ونكس رأسه قليلًا وهو يواري ابتسامته بهدوء..
انتهت تلك الليلة أخيرا ليرفعها بين ذراعيه وسط اعتراضاتها الغاضبة مما دفعه للضغط فوق خصرها محذرا إياها لترسم ابتسامة صغيرة أمام أعين الضيوف الفضولية واتجه بها إلى الدرج بخطوات هادئة متريثة أسفل نظرات الجميع الحاقدة …والغاضبة …والمتوعدة..والغير مبالية ….
فتح باب جناحه الخاص متجها بها إلى الداخل وخطى بها ثم ركل الباب بقدمه مغلقا إياه … ووقف ينظر إليها بملامح مبهمة ولازال حاضنا إياها بين ذراعيه مقربا إياها منه بشدة هبط برمادتيه يتطلع إلى رقبتها المرمرية ثم أكتافها العارية ثم هبط أكثر متطلعا إلى انحناءات جسدها مبللا شفيته بابتسامة خبيثة، رفضت التواجد أكثر من ذلك داخل أحضانه المُربكه لها لتتحرك بغضب بين ذراعيه بعد فعلته تلك.. وقد اشتعلت وجنتاها من نظراته وغضبت قائلة …
-نزلني أيه ده أنا مش فاهمة لازق فيا كده ليه !!
نظر إلى لبنيتيها بعض الوقت وهو لازال بنفس ملامحه ثم ترك ساقيها فجأة تسقط أرضا وتتسع عينيها بارتعاب ظنا منها أنه سوف يلقيها أرضا مدت ذراعيها مسرعة تلفها حول رقبته صارخة بذعر … لترتفع ضحكاته المجلجلة لحظات ثم هدأ ينظر إليها بمكر قائلا:
-أيه ده أنا مش فاهم لازقة فيا كده ليه !!
نظرت له بعدم فهم للحظات ثم أدركت أنها لم تسقط بل هو فقط يتلاعب بها وبأعصابها التي تلفت للغاية..أفلتت نفسها بعيدة عنه تصيح بغضب أهوج بعد أن أفسد ماتبقى داخلها من هدوء:
-اسمع بقى أنا زهقت من عمايلك دي..أنا أصلا مش طايقاك ولا طايقة الجوازة الهباب دي … ومش هستحمل أكتر من كده !
سلط أنظاره على تحركات شفتيها ولا يعلم ماذا دهاه لما تستفزه بشفتيها اليوم، يكاد يخرج عن
طوره بسببها.. تحركت عيناه هابطا إلى ذراعيها العارية التي تحركها بغضب صدرها المنحوت أسفل ذلك الرداء يعلو ويهبط إثر غضبها..لاحظت نظراته الشاردة لتقترب منه بغضب ظنا منها أنه يستهين بها لكزته بغضب بكتفه وصاحت به
-أنا بكلمك هناااااا …. !!
تحولت عيناه بلحظات إلى اللون القاتم، استفاق من شروده علي لكزتها لتجعله تلك الفعلة بأعلى مراحل غضبه..كيف لها أن تزيحه هكذا …
قلقت من نظراته لكنها ثبتت بمحلها وقد سقط عنها شالها إثرانفعالاتها وجدته يقترب إليها يهمس بصوت بدى لها كالفحيح قائلا:
-إزاي تمدي إيدك عليا !!
صاحت غاضبة وسقطت دمعاتها بقهر:
-أيه ضايقتك عشان خبطتك.. ده أنت من يوم ماشوفتني وأنت مش بتعمل حاجة غير ضربي وإهانتي !!
نظر لها بملامح صارمة غاضبة يعقد حاجبيه قائلا:
-آه وإنتي بقي بترديهالي !!
أشاحت وجهها بصمت لتلمحه بطرف عينيها ينزع سترته بغضب..ثم بدأ بحل أزرار قميصه وهو يقترب منها لتلتفت إليه تنظر بقلق إليه ثم إلى يده التي تحل أزراره بآليه تامة تراجعت إلى الخلف ليقترب أكثر نازعا قميصه تماما ليظهر لها صدره العضلي القوي عارٍ تماما.. رفعت سبابتها تقول بنبرة تحذيرية:
-انت بتعمل أيه … بقولك أيه إحنا بينا اتفاق انت وعدتني مش هتيجي جنبي لحد فتره تدريبي ماتخلص وأستلم..امممم!!
قاطعها واضعا يده أعلى فمها لفها ليصبح ظهرها ملتصقا بصدره وذراعه الأخرى تقيد يديها معااا … صدم#مها بفعلته الجريئه معها لاتعلم كيف حدث هذا لتصبح بلحظات مقيدة بين أحضانه الدافئة … لحظة هل وصفتها بدافئة؟؟! كيف لها ألا تشعر بالخوف مثل عادتها..هل لأنه أصبح زوجها.. أفاقت من أفكارها على نبرته الخبيثة يهمس بأذنها وأنفاسه الساخنه تحرق نحرها العاري:
-مين فهمك إني هعمل حاجة.. أنا بقلع عشان داخل آخد شاور … بس لو انتي عاوزاني أعمل أناا ….آآآآه..يابنت العضاضة !!
قالها صائحا بعد أن استخدمت أسنانها اللؤلؤية لتفك أسرها من أحضانه التي وترتها للغاية وساهمت كلماته وهمساته بإشعال النيران بوجنتيها..ابتعدت عنه مسافة كبيرة تقول عاقدة حاجبيها بغضب:
-تستااهل أنت وقح..وقليل الأدب !!
ابتسم لها بخبث ثم اقترب منها لترتعد منه وكادت أن تتحرك لكنه أمسك خاصرها فتحركت بعشوائية ليختل توازنهما لتسقط فوق الفراش وهو فوقها عاري الصدر لم يعتدل بل أمسك ذراعيها رافعا إياهم أعلى رأسها لتتسع لبنيتيها وهي تتلوي بجسدها بغضب أسفله تحاول الخلاص منه اتسعت ابتسامته يقول..
-تصدقي الحركة أحلى.. انا عاوزك بقى تتحركي أكتر !!
اشتعلت وجنتيها تقول بخجل غاضبة حين أدركت مقصده:
-أنت وقح وسااافل !!
ارتفعت ضحكاته يرد عليها وهو ينظر إلى ماتعرى من جسدها بخبث:
-تحبي أوريكي الوقاحة اللي بجد !!
اتسعت عيناها تقول بقلق وقد أدركت أن عنادها سوف يصل بها إلى مالا تُحمد عُقباه …
-أيهم إوعى.. انت وعدتني !! وأنا وثقت فيك !!
نظر إليها بابتسامة باردة يقول بخفوت:
-لا أنا وقح وسافل …وآآ !!
قاطعته تهز رأسها بالسلب تقول مسرعة:
-لا لا انت مش كده أبدااا.. عشان خاطري سيبني بقى..!!
عاد ينظر إلى شفتيها وقال شاردا:
-اهااا !!
ترك يديها ثم اتجه بيده إلى وجنتها يسر بإبهامه عليها لتشتعل على الفور أربكها بفعلته الغير متوقعة نظرت إليه بلبنيتيها تستكشفه عن قرب..أنفه الحاد..رموشه الكثيفة.. جبينه العريض التي زينته تلك الخصلات الحريرية الساقطة عليه هبطت قليلا إلى شفتيه ثم إلى بشرته البرونزية..أما هو اقترب من وجنتيها التي تلونت بذلك اللون الوردي فلم تزيدها إلا فتنة وبهاء، هبط بشفتيه إلى مستوي شفتيها ثم نظر إليها برماديتيه ليجدها صامتة تحدق به بصمت لم يعد يفلصها عنه سوى إنشات ليقطعها ويلتهم تلك الشفتين ويحدث ما يحدث بعدها.. عن أي وعود تتحدث تلك البلهاء …هل هي لا تدرك أن تلك الشفتين ماهي إلا فتنة يسقط أمامها أعتى الرجال …؟؟!!
انتفض عنها حين أزاحته مسرعة فور استماعهم إلى صوت الرضيع يأتي من تلك الغرفة التي خصصها للرضيعين وكان ذلك أحد شروطها ….
تابعها وهي تتجه إلى الغرفة تدير المقبض مسرعة متجهة إلى طفلها ثم توجه إلى الحمام مباشرة.. بعد أن لعن نفسه واستسلامه أمام فتنتها الطاغية..فتح الصنبور لتسقط قطرات الماء البارد على جسده الذي اشتعلت به النيران..نيران الغضب والندم معا …
غفا طفلها بالنهاية … قبلت وجنته الممتلئة برقة بالغة ثم وضعته بمهده..ملقية نظرة سريعة على طفلتها ثم اتجهت إلى غرفتها مرة أخرى.. تدير عينيها بالغرفة بخجل واضح.. رفعت يدها تدلك عنقها بارهاق ثم اتجهت مسرعة إلى غرفة الملابس وكأنها سارقة وقفت تنظر إلى الملابس بحيرة واضحة.. فملابسها البيتية جميعا لا تناسب سوى عروس، ضيقت عينيها تزفر بضيق تقول:
-وبعدين بقى في اليوم اللي مش راضي يخلص ده !
-إنتي على طول مش طايقة نفسك كده !!
قالها “أيهم” بتأفف أثناء مروره بجانبها وهو يلف المنشفة حول خصره متجها بأنظاره إلى ملابسه البيتية !!
نظرت بحرج ثم نكست رأسها لحظات لترفعها فجأه مبتسمة له بهدوء.. نظر إليها بريبة من فعلتها …وكاد أن يخرج لكنها وقفت بطريقة تسده عليه … رفع أحد حاجبيه ينظر لها باندهاش وقال مُتسائلًا:
-أيه !!
عضت علي شفتها بحرج محاولة أن تستجمع حروفها..لينظر إلى تلك الشفتين لحظات ثم رفع أنظاره مسرعا ينهر نفسه وقال بحدة:
-عايزه أيه !!
نظرت إليه خجل ثم قالت مسرعة:
-عاوزه أستلف منك هدوم !!
اتسعت عيناه باندهاش ثم ألقى نظرة سريعة إلى ملابسها..لتظهر شبح ابتسامة على وجهه أسرع يخفيها وقال:
-وده ليه بقى !!
نظرت له بغضب ثم قالت:
-انت هتستهبل مانت أكيد فهمت !!
رفع حاجبه ثم قال بغضب:
-ده إنتي شحاتة بجحة فعلاا!! إنتي بتشتميني وإنتي محتاجة مساعدتي.. طيب خلاص.. أنا بقى مش بحب حد يلبس معايا !!
تأففت بغضب تنفخ وجنتيها وقالت:
-أحسن وأنا مش عاوزة منك حاجة … !!
ثم اتجهت إلى الحمام تدب الأرض بغضب..ارتفعت ضحكاته علي أفعالها وبدأ بتغيير ملابسه منتظرا ليرى كيف تتصرف وحدها بذلك المأزق ….
-***-
انهت حمامها مرتدية بورنصها الخاص … ثم توجهت إلى الخارج بغضب تحاول كبحه بشتي الطرق …. اتجهت إلى غرفة الملابس مرتدية إحدى القطع الحريرية السوداء التي كشفت عن مفاتنها بسخاء واضح.. لتمسك بذلك الروب القصير وتحيط به جسدها بابتسامه متمردة.. ثم اتجهت إلى الخارج رافعة رأسها إلى أعلى حسنا ذلك الروب يصل إلى منتصف فخذيها لكن أفضل من لا شيء..
راقبها بهدوء وهي تصفف خصلاتها بذلك الروب القصير الذي بالكاد يصل إلى منتصف فخذيها المرمريين.. ليدس نفسه أسفل الغطاء بغضب متمتمًا بكلمات مبهمة …
نظرت “رنيم” باندهاش هل سوف يترك لها الأريكة !! ذلك الوحش الفظ.. كيف يفعل ذلك.. نظرت له بغضب.. ثم اتجهت إلى النور تطفئه ومنه إلى أريكتها أو بمعنى أدق فراشها الصغير … جلست فوق الأريكة تثني ركبتيها بعض الوقت..تحاول ترتيب أفكارها.. ليغلبها سلطان النوم وتنام بتلك الجلسة……
-شهاااااب …شهااااااااااب !!
فزع “أيهم” على ذلك الصوت بمنتصف الليل ليهب من الفراش متجها إليها ليجدها تنتفض تسقط دموعها ترتعش شفتيها تهتف باسم أخيه …
هو رأى حالتها تلك حين هددها.. لم يوقظها … ضيق عينيه ناظرا لها ببعض الضيق.. لما تهتف باسم أخيه المتوفي وهي زوجته الآن يورقه ما يحدث للغاية … أفاق من شروده على كلماتها
-لا لا مش عااايزة ابعدوا عني….شهااااب إبعدهم !!
تعاني من كابوس ومن الواضح أن أخيه هو منقذها، زفر ببعض الضيق مادا يده إلى كتفها يهزها برفق انتفضت كالملسوعة تبتعد عنه إلى نهاية الأريكة تتأكد أن روبها لازال مغلقا تنظر حولها.. تنظر إليه بهلع ودموعها لازالت تسقط.. أشفق على حالتها تلك..بدت له كطفلة مذعورة من إحدى كوابيسها.. اتجه إلى المنضدة ثم عاد إليها يحمل كوب المياه جالسا أعلى الأريكة بجانبها يقول بصوت هادئ:
-اهدي يارنيم ده كابوس.. مفيش حد غيري هنا..اشربي !!
نظرت إليه ثم إلى الكوب ومدت يدها المرتعشة تحاول الإمساك به لكنها كادت تفلته.. من حسن حظها أن “أيهم” لم يترك الكوب لها.. فاقترب منها بهدوء يمد الكوب إلى فمها لترتشف المياه وتحاول تمالك أعصابها.. أغمضت عينيها ثم اتكأت برأسها إلى الأريكة خلفها تحاول تهدئة نبضات قلبها..ثم هدأت تدريجيا تنظر إليه بحرج قائلة
-آسفة !!
نظر لها لحظات ثم سألها مباشرة:
-بتحصلك كتير !!
خجلت من نفسها بشدة لتقول:
-بقالي فتره مش بيحصلي كده بس من ساعة وفاة شهاب..وأنا بتتكرر معايا !!
نظر لها ثم قال ببرود:
-تحبي أحجزلك عند دكتور نفسي..يشوف حالتك دي !! العلاج مش عيب …العيب إنك تسيبي نفسك كده.. كل شويه صريخ وإنتي معاكي أطفال …!!
نظرت له لحظات متألمة من كلماته ثم نكست رأسها تهمس بخفوت:
-لا ماتحجزش..أوعدك مش هتتكرر !!
ندم على حديثه الجاف ذلك وكلماته القاسية.. لكنها أغضبته واستنجادها بأخيه اشعل نيران داخله.. لا يعلم مصدرها … كل ما يعلمه أنها أحرقته الآن بفعلتها ويريد رد الصاع صاعين لها.. ومن الواضح أنه بالغ معها !!
نظر لها يقول بحدة:
-شهاب بيساعدك إزاي في حلمك !!
رفعت رأسها تحدق به ببلاهة وقالت:
-ليه !!
لم يعرف بما يجيبها كل الذي يعلمه أنه يريد معرفة سر تعلقها بـ “شهاب”.. ليسألها على الفور:
-كنتي بتحبيه ؟؟!!
-***-
خرج “سيف” من المرحاض وهو يجفف خصلاته المبلله وهو يرتدي فقط مئزر الحمام واتجه
من فوره إلي غرفه الملابس وهو يشيح بنظراته عن زوجته التي استقرت بجسدها الصغير فوق الأريكة تنتظر خروجه بفارغ الصبر علها تُصلح ماافسدته معه منذ شهر ونصف حيث ذاك اليوم المشؤم التي افصحت به عما يجيش بصدرها من مخاوف تجاه أرمله أخيه واهتمامه بها لقد زاد
الأمر عن الحد كثيرًا لما يفعل كل ذلك، لقد كان يحركها دافع الغير الأنثويه ليس إلا هو منذ تلك
الليله يعاقبها بهجره لها لقد أشتاقت إليه وبشده..
اتجهت إلي غرفه الملابس خلفه وقفت ببادئ الأمر تنظر إلي قسمات ظهره العاري لتقدها قدميها إليه ترفع يديها الصغيره تحيط خصره بقوة من الخلف تضع خدها علي ظهره العاري بعد أن وضعت قبله صغيره عليه وهمست له باشتياق ولوعه:
– وحشتني اوي ياسيف !!
ارتبكت أنفاسه بشكل واضح حيث صدره يعلو ويهبط بقوة هو ايضا اشتاق إليها لكن عليه تلقينها درسها للنهاية حتي لا تضع حياتهم في مهب الريح مره اخري بدون تفكير.. رفع يده بهدوء يفك يدها عنه وتركها منصرفا إلي الأريكة التي اتخذها مضجعا له بالفتره الأخيره بعد أن حاولت عده مرات تُلهبه بأفعالها متصنعه النوم..
اغضبها ما يفعل للتجه إليه بخطوات غاضبه تصرخ به بقهر:
-أنت شايفني وحشه بعد الحمل صح ؟؟ مبقتش عاوز تقرب مني وبتتهرب بمشكله صغيره زي ديه ماحنا ياما اتخانقنا وانا عملت ايييه يعني لكل ده ؟؟!!!
اعتدل فوق الأريكة يهتف بنفاذ صبر وغضب يزيح الغطاء عنه بعنف قائلًا:
– أنت عاوزه نكد صح ؟؟! ثقتك المعدومه فيا وأنك تتهميني أني عيني من مرات اخويا عشان
بتصدقي أي كلام يتقالك وتخربي حياتك معايا دي حاجه عاديه صح ردييي عليا ؟؟!!!
ارتعدت حين كشر عن أنيابه هكذا معها وصرخ بها بعنف لتنفجر بنوبه بكاء هستيؤيه وهي تخبئ وجهها بحزن منه ليزفر بعنف وقد رق قلبه العاشق لها واعتدل يجذبها إليه بحنو لتسقط باحضانه تخبئ وجهها بعنقه تبكي بشقهات مرتفعه ليرفع حاجبه الأيسر من فعلتها مبتسما وهو يربت علي خصلاتها هامسا لها بمكر:
-لا ده أنتِ قاصده بقااا ؟؟
لم تجيبه إنما رفعت وجهها قليلًا تتأمله بعشق جارف لحظات قبل أن تنقض علي شفتيه بجراءه
لم يعهدها منها تُقبله بنهم شديد تبس جسده لحظات قبل أن يبادلها قبلاتها بأخري ألبهبتها وهو
يُريح جسدها أعلي الأريكة ويعتليها هامسًا لها من بين قُبلاته:
– تعرفي لوفكرتي بس تشكي فيا مره تاني هعمل فيكي ايه ؟؟!
قبلته بجانب فمه وهي تهمس له بصوت مبحوح:
– أول وآخر مره مش هعملها تاني … وعد…
ابتسم من بين قُبلاته وهمس ويديه العابثه لم ترأف بحالتها:
– بحبك.. أنتِي كمان وحشتيني …
لهيب الهوى
~~~~~~~~~~~~~
وقف بشرفة جناحه عاري الصدر شاردا كادت الأفكار أن تفتك برأسه تذكر هيأتها حين
احتض-نت جسدها وأشاحت بنظراتها عنه رافضة إجابه كلماته المتسائله، ثم تكورت بجسدها فوق الأريكة تُغمض عينيها بإرهاق واضح …
استند بمرفقيه إلى الشرفة رافعا رأسه إلى أعلى متنهدا بضيق زافرا أنفاسه غاضبا من نفسه.. كيف له أن يسألها تلك الأسئلة، الآن سوف تظن أنه يهمه أمرها..سوف تظن أنها ذات شأن رفيع لديه.. زفر بضيق ثم اتجه إلى الداخل، ألقى
بنظرة فضولية نحوها ليطمئن على حالتها وياليته لم يُلقِ … لقد ارتفع ردائها إلى أعلى ليظهر سيقانها البضة بسخاء شديد …. جز على أسنانه ثم اتجه إلى الفراش يمسك الغطاء متجها إليها يضعه فوقها بهدوء ثم عاد إلى الفراش مره أخرى ليمدد جسده بإرهاق شديد.
استيقظت صباحا بجسد متألم لتعتدل فوق الأريكة محاوله تحريك ذراعيها وتمديد عظامها.. هبطت عيناها إلى ذلك الغطاء الخفيف باندهاش.. هل وضع فوقها غطاااء !!.. لترفع عيناها تجاه الفراش فتجده مفترشا إياه بأريحية شديدة لتضيق عينيها وتقف متجهة إليه تنظر بازدراء نحوه قائلة:
-آه طبعا نايم ومرتاح وأنا عضمي اتكسر !!
-طبيعي انام مرتاح في سريري !!
شهقت حين جذبها من خصرها إليه معتدلا فوق الفراش مقربا إياها منه يكمل:
-لما تحبي تتكلمي عليا في ضهري..ابقي اقفي بعيد ووطي صوتك.. وطبيعي جداا إني أنام في سريري مرتاح..أنا مش فاكر إن اتفاقنا كان فيه حاجه تمنع ده … لكن لو إنتي حابة تريحي عضمك اللي اتكسر وتشاركيني فيه.. صدقيني هرحب بيكي أوي !!
أنهى كلماته مقتربا من شفتيها الوردية لتبعد رأسها تتحدث غاضبة
-أنا مش خايفة منك عشان أتكلم عليك في ضهرك …وبعدين أيوه مكنش اتفاقنا بس من الذوق إنك كنت تسيبلي السرير لأن انت الراجل … وحاجة أخيرة انت وقح وسافل وإوعي بقي !!
امسك يديها الصغيرتين قالبا إياها على ظهرها يطل عليها بصدره العاري وتلك النظرات الوقحه تندلع من عينيه علي ملامحها وخاصه تلك الشفتين … !!! لا تدري كيف يتحكم بجسدها بتلك السرعة، ذلك الفارق الجسماني فيما بينهم يجعله يتحكم بجسدها كالدُمية !!
عقدت حاجبيها برقة تنظر إليه بغضب تقول:
-أيه اللي بتعمله ده سيبني !!
أغمض عينيه لحظات ثم فتحها ينظر إليها بحدة مطلقا أسهم نيران من عينيه يقول بغضب:
-اسمعيني كويس عشان الكلام ده مش هيتعاد تاني … لو فكرتي تغلطي فيا أو تقلي أدبك عليا وتطولي لسانك اللي عاوز قطعه ده تاني أنا هربيكي ساعتها بطريقتي.. مش أنا الراجل اللي مراته تشتمه..سااااامعة !!
نطق كلماته الأخيرة مزمجرا بها بغضب لتتطلع إليه بهلع من أن يتطاول عليها بيده، نظرت تلقائيا إلى عضلات جسده النافرة وهي تعقد مقارنة سريعه بعقلها بينها وبينه لتكتشف أنها خاسرة تماما أمامه لتقول بحده مماثله محاولة التغطية على خوفها:
-أيه ده محصلش حاجة لكل ده وبعدين أنا قايمة جسمي كله مكسر ولو فكرت تمد إيدك عليا هكسرهااالك !!
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة خ-بيثة وقال:
-فعلا !! هتكسريها !! وأنا حابب أشوف هتكسريها إزاي !!
ثم رفع يده إلى أعلى بعد أن كشر عن ملامحه بغضب لتُغمض عينيها مسرعة تُشيح برأسها إلى الجانب مما اظهر له نحرها الجميل البض بـسخاء شديد، ابتسم لفعلتها ثم حدق بها بهدوء ينظر إلى خصلاتها المبعثرة ثم تلك الرقبة المرمريه ذات رائحه الورود التي تعبث بأنفه الآن تحثه علي مالا يُحمد عُقباه، ثم هبط بأنظاره إلى عضمتي الترقوة ارتفعت نظراته إلى شفتيها مره أخرى ليزدرد ريقه بتوتر هابطا بشفتيه برويه إلي مستوي شفتيها، هو لم يعُد يحتمل ماتفعله تلك الفاتنة.. هي زوجته ما بها إن حظي بقُبلة واحدة.. فتحت عينيها تعدل رأسها عاقدة حاجبيها باندهاش من صمته لتجد مشهد أمس يتكرر ها هو ينظر إليها بنفس الطريقة لم تستطع الاعتراض حيث هبط بشفتيه عليها ملتقطا تلك الكريزتين يُقبلهُما بنهم واضح لم يشعر بنفسه وتحولت القُبلة السريعة إلى لحظات يلتهم بها شفتيها يكاد يُدميها.. تشنج جسدها لفعلته..دبت به القشعريرة لذلك التلامس الذي لم تتوقعه أبدا اتسعت لبنيتيها بذهول لم تعد تستطيع التنفس لترفع يدها التي تركها تضعها فوق صدره تحاول إبعاده عنها.. وبعد عدة محاولات فاشلة منها تركها أخيرا يلهث بعنف ينظر إليها بغضب واضح ثم إلى تلك الشفتين المتورمتين بانزعاج ليبتعد عنها مسرعا بعنف يزيح خصلاته إلى الخلف يقول:
-أنا مش بمد إيدي علي الليدز.. ده عقابي افتكري ده كل ماتطولي لسانك !!
ثم اتجه إلى الحمام تحت نظراتها المندهشة مما حدث لتنتفض حين صفق الباب بغضب تقول
بذهول بنبرة خافتة:
-هو اللي باسني وهو اللي متعصب !!
وقفت ومازالت الصد@مة تسيطر علي جسدها تتجه إلى غرفه أطفالها لتمر بمرآها وكادت أن تكمل لكنها وقفت تشهق واضعة يدها أعلى فمها.. لقد كان روبها محلول..لقد كانت تكشف له عن مفاتنها بلا شعور منها وتتسأل لما فعل ذلك ؟؟!.. لتقول بغضب:
-غبية فعلااا غبية.. أنا إزاي ماخدتش بالي.. !!
أغلقت الروب بإحكام ثم رفعت يديها تلملم خصلاتها بعشوائية إلى أعلى.. لتقع نظراتها على شفتيها التي تورمت بشكل واضح أثر فعلته الوقحة معها.. لتتمتم
-أنا استاهل أيه وداني عنده.. صحيح النومة تقرف بس أنا جسمي أصغر منه كتير.. الكنبة مش ممكن تكفيه ده !!
ثم أكملت بحنق:
-أنا في أيه ولا في أيه … منك لله يا أيهم خلتني أكلم نفسي.. !!
ثم أكملت طريقها وبالها مشغول بعدة أفكار.. اطمأنت علي طفليها ثم جهزتهم استعدادا للاتجاه
بهم إلي المرحاض متجهة إلى غرفة ملابسها محاولة انتقاء إحدى القمصان الطويلة تلك المرة..
لاعنة “ريماس” بصوت خفيض …
أنهى حمامه للتو استمعت إلى باب الحمام يُفتح لتتجه إلى خارج تلك الغرفة ومنها إلى أطفالها حاملة إياهم إلى الحمام..ليعقد حاجبيه قائلا:
-أيه ده إنتي هتعملي أيه !!
رفعت أكتافها تقول بدهشة:
-أيه هحميهم معايا !!
نظر لها بتعجب وقال:
-والمربيه بتعمل أيه !!
أكملت طريقها إلى الداخل وهي تقول:
-دول ولادي أنا مش ولاد المربية !!
ارتفعت ضحكات الصغيرة فجأة حين رأته ومدت يديها الصغيرتين إليه تدعوه برقه وبراءه أن يحملها عن أمها إلى أحضانه.. نظر أيهم أليها ثم التقطها فوق أحد ذراعيه مبتسمها إليها لتطلق ضحكات عالية حين دغدها بذقنه ببشرتها الحليبية الناعمة.. ارتفعت ضحكاته معها ورفع أنامله يداعب وجنتيها وخصلاتها بلطف وحذر.. نظرت إليهم “رنيم” بابتسامة صغيرة عفويه..
لأول مرة تراه هكذا..فرح..يداعب صغيرتها..عفوي للغاية.. ثم عقدت حاجبيها تنهر نفسها.. هل تتفرس به الآن وبخصلاته الحريرية التي تتساقط منها قطرات المياه أعلى بشرته البرونزية وتلك العضلات النافرة من ذراعيه وصدره الذي يضع الصغيرة فوقه من الواضح أنها جُنت بالفعل.. أشاحت بنظراتها عنه وتوردت وجنتيها بشكل ملحوظ لتفيق على صوت صغيرها الآخر حين اطلق ضحكاته يمد يده هو أيضا إليه.. اندهشت فصغيرها “عمر” لا يميل لأحد يفضل أحضانها دوما.. استمعت إلى ضحكات أيهم وهو يقول:
-أنت غيور ولا أيه !!
ثم اقترب منها يرفع عنها الصغير إلي أحضانه وهو يقول بنظرات عابثه:
– شكلهم مش عايزين ياخدوا شاور معاكي !!
ثم اتجه بهم إلى الأريكة يداعبهم لتنطلق ضحكاتهم تنعش الأجواء، نظرت إليه بغضب ثم دلفت إلي المرحاض تصفق الباب غاضبة منه لاعنة إياه بسرهاااا
فتحت الصنبور لتسقط قطرات المياه الباردة فوق جسدها اغمضت عينيها لتعيد بذاكرتها أحداث الصباح جميعها لتبتسم بلا شعور منها ثم فتحت لبنيتيها مندهشة أنه يعاملها كأنه لم يفعل شيء..
حسنا هي خجلت أن تضيف ذلك إلى شروطها.. لأنها تراه يمقتها … عجبا لك أيها الأيهم … هل يحاوطها بالاغطية بالأمس … ليُقبلها بالصباح.. ؟؟!!
أغلقت الصنبور ثم اتسعت عيناهاوخبطت علي جبينها… لقد نست إحضار ملابسهااا … لما يحدث معها ذلك.. لمَ هي مشتتة، مرتبكة إلى تلك الدرجة …؟! أحاطت جسدها بالمنشفة ثم وقفت أمام المرآه تنظر إلى انعكاسها بشرود … وعلي ذكر الارتباك أغمضت عينيها لتعود بذاكرتها منذ أكثر من سنتين
Flash back
خرجت من القسم وتلك اللآلئ تتساقط من لبنيتيها بحزن لما آلت إليه أمورها لينظر إليها “شهاب” بعد أن فتح باب سيارته الخلفي لتركب ثم ركب بجانبها ليبدأ السائق بالقيادة.. وقال بلطف:
-رنيم بلاش عياط أرجوكي.. !!
لم تجيبه بل ارتفعت شهقاتها وزاد نحيبها ليغلق النافذة بينه وبين السائق ثم مد يده يرفع ذقنها إليه وقال:
-طيب بتعيطي ليه دلوقت … الموضوع خلص ومحدش هيقدر يجي جنبك تاني منهم.. !!
أغلقت عينيها تبكي بصمت كاتمة شهقاتها ليقول بهدوء:
-مش إنتي بتعتبريني زي باباكي.. !!
فتحت عيناها تومئ بالإيجاب ليقول بابتسامة لطيفه:
-طيب عشان خاطري كفاية عياط محدش يقدر يلمسك وإنتي معايا يارنيم.. صدقيني محدش هيقدر.. أوعدك !!
نظرت إليه بحزن ثم قالت من بين شهقاتها المرتقعه..:
-أخدوا مني كل حاجة ياشهاب.. ورغم كده ماسابونيش.. والله ماكنت هقتله ولا جيت جنبه !!
ثم سقطت دمعاتها مرة أخرى ليجذبها إلى أحضانه رابتا أعلى خصلاتها برفق يقول:
-أنا مصدقك وجيت مخصوص عشانك ومحدش فيهم هيجي جنبك تاني !! متخافيش !!
لم تجيبه بل ظلت صامته لحظات وغفت بذلك الدفئ الذي استشعرته منه مماجعله يتفقدها بقلق ليكتشف أنها ذهبت بثبات عميق باحضانه الدافئة لتستيقظ على صوته الهادئ يناديها برفق …
فتحت عيناها لتجد نفسها بغرفة واسعة افتُرشَت بأساس عصري بألوان متناسقة للغاية.. اعتدلت بجلستها لتجده يقف بجانب الفراش حاملا صينية الطعام..توردت وجنتيها بخجل تقول:
-هو أنا نمت كتير.. !!
ابتسم لها وقال:
-يعني تقدري تقولي من امبارح وإنتي نايمة.. أنا روحت الشغل وجيت وإنتي لسه نايمة..!!
نظرت له بخجل ثم عقدت حاجبيها فجأه تقول..
-هو أنا فين صح !!
معروف عنه سرعة البديهة بتلك المواقف مما جعله يهتف مسرعا بنبرهه متعلقه:
-متخافيش..أنا مش ببات هنا دي شقتي وأنا وصلتك بليل لحد هنا وسيبتك نايمة ونبهت عليهم محدش يزعجك ومشيت وجيت الصبح اطمنت عليكي ونزلت..وجيت دلوقت عشان إنتي مأكلتيش من امبارح..خوفت أدخل حد غريب عليكي تخافي وتصرخي كعادتك !!
انتشرت الحُمره أعلى وجنتيها وقالت..
-ده وأنا صغيرة دلوقت لا !! آسفة … بس انت عارف اللي مريت بيه !!
ابتسم لها وقال:
-بتعتذري ليه ده حقك.. !! مش هتاكلي ولا أيه !!
نظرت إلى الاالأطعمة الشهية وإلى كوبين العصير ثم إليه وقالت:
-هتاكل معايا كنت فاكرة إنك مش بتاكل زينا كده في السرير.. بابا كان بيقول إنك بتحب النظام جداا..!!
ارتفعت ضحكاته وقال:
-إنتي بتراقبيني ولا أيه !! علي العموم ده أوبشن عشان خاطرك إنتي بس.. عشان تعرفي إنتي غالية عندي قد أيه !!
اتسعت عيناها مع كلمته وقالت:
-لا لا والله مش مراقبة..ده بابا كان بيتكلم عنك في مسألة النظام دي !!
ابتسم لها وقال:
-خلاص ومالك اتخضيتي كده ليه.. وأنا أطول إنك تراقبيني !!
ابتسمت إليه ثم أمسكت ملعقتها لتبدأ بتناول الطعام تحت نظراته الهادئة ليقول بسره وتلك التنهيدات الحاره عاجزه عن الطفو علي سطح لحظاته معها:
-ياريتك تراقبيني يارنيم.. ياريت !!
مرت الأيام على تلك الشاكلة..لتشعر أن وجوده بجانبها كان أكبر تعويض لها عن فقدان والديها إلى ذلك اليوم.. الذي كان يتحدث به بهاتفه لتستمع إليه حين كانت ترتشف المياه بالمطبخ يقول:
-أنا غلطت لما قربتها مني ياسامر.. مكنش ينفع أقرب منها كده !! لا لا هي نايمة دلوقت … أقولها أيه لا طبعا أنا مقدرش أقول كده.. كفايه عليها اللي حصل الفترة اللي فاتت.. دي حطاني مكان أبوها !!
اتسعت عينيها بقلق منه لترتعش متذكرة ما حدث من عمها وابنه وتدور بعقلها الخيالات ليسقط الكوب من يدها صادرا صوت عالي أثناء ارتطامه بالأرض الصلبة وتحطمه..لحظات ووجدته أمامها ينظر بهلع إليها اقترب منها مسرعا يقول بلهفة:
-إنتِ بخير !!
عادت إلى الخلف تنظر إليه بخوف.. لحظات ليستوعب أنها استمعت إلى مكالمته أغمض عينيه يقول بحزن بالغ:
-الموضوع مش زي مانتي فاهمة.. ده المحامي وكان بيقول أن عمك بلغ إنك قاعدة معايا في شقتي.. وده طبعا هيضر سُمعتك وإن الحل إننا نتجوز.. بس أنا كنت بقوله مش هينفع وآآ!!
قاطعته مقتربة منه تقول بخوف:
-أنا موافقة بس متخليهوش يقرب مني عشان خاطري ياشهااب !!
نظر إليها بأعين متسعة ثم قال:
-رنيم إنتي مستوعبة اللي بتقوليه.. ده جواز مش لعب عيال !!
نظرت إليه بابتسامة وارتمت بأحضانه تقول:
-شهاب أنت زي بابا ومش ممكن تضرني.. أنا مطمنة وأنا معاك !!
أحاط جسدها يربت أعلى ظهرها بشرود وحزن كسف له أن يجابه تلك المشاعر المختلطه داخله مع تلك الجميله التي سلمته زمام أمرها ووثقت به دونًا عن الجميع..؟؟!! تنهد مُغلقا عينيه بصمت تام ….
تم عقد القران لتصبح زوجته فقط بابالأوراق لم يتستطع الاقتراب منها.. لم يتحمل أن يرى الخوف مرة أخرى بأعينها.. ساءت حالته بشدة.. وبإحدى الليالي حيث كانت بغرفتها تحاول النوم بعد أن طالت فترة انتظارها له.. استمعت إلى باب الشقة يغلق لتتصنع النوم.. هي على يقين أنه سوف يدخل ليطمئن عليها قبل أن يدلف إلى غرفته.. طالت فترة انتظارها لتهب واقفة تفتح باب غرفتها تنظر إلى الخارج لتجد أنوار غرفته مُضيئة لتدلف إليه عاقدة حاجبيها تقول بقلق
-اتأخرت ليه !!
نظر إليها لبعض الوقت ثم تنهد يقول:
-كان عندي شغل مهم !!
اقتربت منه وهو ينزع قميصه وقالت:
تحب أجهزلك الأكل !!
استدار إليها وهو مستمر بما يفعله ثم قال:
-لا يارنيم اتعشيت برة.. !!
توردت وجنتيها بشده من هيئته لتتلعثم على الفور ثم أمسكت بخصلاتها تزيحها خلف أذنها وقالت بخفوت:
-يعني أروح أنام أنا !!
علت وتيرة أنفاسه مما تفعله به تلك الصغيرة الفاتنة لم يستطع السيطرة على نفسه تلك المرة اقترب منها بهدوء ثم مد ذراعيه يحبسها باحضانه يهمس لها:
-لا متروحيش في حتة !!
ثم هبط بشفتيه مُلتهما شفتيها بنهم واضح.. لتتسع عيناها من فعلته حاولت التملص من بين يديه لكنه حين شعر بها تفعل ذلك همس لها من بين قٌبلاته التي أغرقت وجهها..
-بحبك يارنيم … بعشقك بجنون … مش عارف ولا قادر أسكت ولا أبعد عنك !!
صدم#مها بحديثه لم تعامله علي ذلك الأساس.. بل لم تُفكر هكذا من قبل..شُل تفكيرها لتسمعه يُكمل:
-أنا عارف إني أكبر منك بكتير … عارف إني بظلمك … بس قوليلي أعمل أيه … أنا ممكن ارتكب جرايم عشانك.. شاوري يارنيم وأنا أنفذ اللي إنتي عايزاه !!
لتشعر بتلك الدمعات الساخنة تبلل كتفها الذي تعرى بيديه للتو.. لم تقاومه.. بل شعرت أنها مدينة إليه بما هي عليه الآن.. حاوطت رقبته بهدوء تاركة نفسها له ليسحبها إلى عالمه الخاص ….
Back
فتحت عيناها ثم مسحت دموعها لتقول بحزن وشرود:
-أيه اللي بتهببه ده.. مش كفايه الكوابيس..!!
ثم فتحت الباب وما إن خطت بعض الخطوات إلى الخارج …….
رواية لهيب الهوى الحلقة السادسة
خرجت من الحمام تسير بغضب غير مبالية بتلك الرؤية المشوشة التي حجبت عنها رؤية ما على الأرضية حيث تلك اللُعبة الخشبية الصغيرة التي ألقاها أحد الطفلين أثناء لعبهم.. خطت بقدمها أعلى اللعبة ليختل توزانها صرخت برعب ولحسن حظها أنه كان قريب منها للغاية تلقاها بأحضانه لتتشبث بذراعيه التي حاوطت خصرها لتسمعه يقول بتذمر واضح وهو يحملها عن الأرضيه:
-مش بتقدري تمشي خطوتين من غير حوادث !!
صاحت به بانفعال:
-وأنا كنت أعرف منين إنكم بهدلتوا الدنيا كده !!
رفع إحد حاجبيه يهتف باندهاش:
-إنكم !! إنتي بتجمعيني مع الأطفال !! أيه كنت معاهم أنا !!
صاحت غاضبة وهو يضعها على الفراش تقول:
-لا أنا ولادي متربيين واستحالة يأذوني !!
جلس أمام قدمها ثم أمسكها بيده يتفقدها وهو يقول:
-آه وأنا اللي مش متربي واتعمدت ارميها عشان توقعي صح !!
أمسكت يده التي يتفقد بها قدمها المكدومه وقالت:
-أيوه طبعا !!
اثأثارت أعصابه بشدة ليسحبها من قدمها الأخرى إلى أسفل بغضب ثم احتضن خصرها مسرعا يرفعها إليه وقال من بين أسنانه:
-تصدقي الواحد بيندم إنه بيساعد واحدة زيك.. إنتي لسانك ده أيه مبرد.. قطر واخد في وشه !! مش كفايه إنك عامية ومش شايفة قدامك !! غلطان إني لحقتك كان زمان رقبتك اتكسرت وارتحت !!
ضغط علي خصرها لتأن ثم صرخت بغضب:
-اااه …. بطل تشقلب فيا وتشدني زي اللعبة كده. وإوعي مش عايزة مساعدات منك.. !!
تركها مشتعلاَ من افاعالها يزمجر:
-إنتي حرة بس رجلك اتجزعت وهتورم.. !!
صاحت به بغضب:
-ملكش دعوة !!
جز علي أسنانه ثم أدار ظهره لها متجها إلى الهاتف الخلوي يأمرهم بإحضار المربية للأطفال وبعدها إلى غرفة الملابس …
حاولت تحريك قدمها لتتألم على الفور كاتمة شهقتها حتي لا يستمع إليها لتقرر أنها سوف
تنتظر خروجه من الغرفة حتى يتثني لها الحركة بحرية.. وبالفعل أنهى ارتداء ملابسه بدقائق معدودة وحضرت المربية لتحمم الطفلين القي نظره عليها لتشيح برأسها عنه تأفف بغضب ثم اتجه إلى باب الغرفة كاد أن يفتحه ويتركها بمفردها تعاني لكنه أغمض عينيه لحظات زافرًا بغضب متجها إلى المُبرد الصغير جالبا منه شيء تبع ذلك أن نزع سترته بعنف متجها إليها بملامح غاضبة لتتسع لبنيتيها حين أمسك قدمها على غفلة رافعا إياها إلى فخذه ثم أمسك بقطعة الثلج ليضعها فوقها..حاولت سحب قدمها ليزمجر بغضب:
-اسمعي بقى أنا على آخري منك نفس واحد أو حركة وهكسرلك كل عضمك.. أنا مليش في الدلع.. هعالجك غصب عن عينك… فاهمة …!!
نظرت له بهلع واضح فمن الواضح أنها استفزته بشدة إلى أن أخرجت مارده الكامن بداخله استسلمت بصمت ليده ولمساته التي اقشعر بدنها له عدة مرات، حتى أنهى مايفعله …. رفع أنظاره إليها ليجدها تضم شفتيها دموعها تهبط بصمت تام.. لا يعلم لم ذلك الشعور بالندم الذي تسلل إليه.. هو لم يضغط عليها عن قصد فقط أراد مساعدتها، تنهد بهدوء ثم اقترب منها مكورا وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهامه لتفتح عينيها مُظهرة لبنيتيها الفاتنين ثم حلت عُقدة فمها وكأنها تتعمد أن تفتنه بكريزتيها الحمراوتين نظرت إليه بريبة ثم كادت أن تنكس رأسها ليقترب منها بشفتيه هامسا أمام شفتيها …
-رنيم مكنش ينفع أسيبك.. كانت هتوجعك أكتر..عارف إن أسلوبي كان وحش..بس أنتِ بتخرجي اسوأ ما فيا بطريقتك وعنادك !!
خجلت منه للغاية هي عاملته بأسلوب فظ وتدري ذلك لكنها كانت تتهرب من خجلها لفعلته صباحا معها والتي علي وشك أن يكررها الآن رفعت يديها تزيح يديه عن وجنتيها التي اندفعتا إليهما الحُمرة … ثم أومأت له بصمت.. نظر إليها لحظات ثم ابتسم بهدوء وقال:
– لازم تغيري عشان ننزل نفطر سوا..!!
نظرت له رافعه أحد حاجبيها تقول بسخرية:
-مانت كنت نازل لوحدك..افتكرتني دلوقت !!
كاد أن يجيبها لكن خروج المربية بالأطفال بعد أن جهزتهم أصمته لينظر لها بابتسامة ماكرة يقول بصوت واضح:
-أيه رأيك ياحبيبتي لو أساعدك تغيري هدومك عشان رجلك دي !!
اتسعت عيناها لتلقي نظرة على المربية التي وقفت تراقبهم بفضول واضح وكأنها تنتظر إجابتها.. وكادت أن تتحدث لتجد نفسها معلقة بالهواء يحملها بين ذراعيه متجها بها إلى غرفة الملابس.. نظرت إليه بغضب لكنها فضلت الصمت إلى أن تتوارى عن أنظار تلك الفضولية وما إن أنزل ساقيها حتى وقفت على واحدة فقط متألمة تستند إلى ظهره توبخه بصوت خفيض قائلة…
-انت اتجننت مش كده ؟!! هدوم أيه اللي تساعدني في تغييرها !!
ابتسم بخبث يقول وهو يقترب من شفتيها:
إنتي مكبرة الموضوع ليه مش أنا جوزك ياقلبي !!
لكزته بغضب تهتف من بين أسنانها الصغيره:
-وجع في قلبك !!
رفع أحد حاجبيه بتحذير يقول:
-هااا هنرجع لقلة الأدب تاني !!
هزت رأسها بالسلب مسرعة تقول برجاء:
-أيهم سيبني أغيرعشان منتأخرش أكتر من كده !!
نظر إليها بهدوء ثم قال مبتسما:
-أنا سايبك من بدري علي فكرة إنتي اللي ماسكة فيا !!
نظرت إليه عاقدة حاجبيها لتدرك أنه على حق.. هي التي ترمي بثقل جسدها عليه ليٌكمل بعد أن أحاط خصرها يضعها فوق الأريكة:
-مش عايز لبس عريان عشان ما أسودش يومك !!
ثم اتجه إلى الخارج غير منتظهر لردها الفظ وهو علي يقين أنها سوف تلعنه بسرها ….
رواية لهيب الهوى الحلقة السابعة
انهت ارتداء ملابسها تقول بغضب وهي تتفقد نفسها:
– أعمله أيه يعني أنا لبسي كله كده.. !!
ثم غضت شفتيها تقول بقلق:
-بس ده إيده غبية أوي !! وأنا مبقتش مستحملة !!
تأففت بحزن لتستمع إلى طرقاته أعلى الباب يقول بنفاذ صبر ووقاحة:
-بتعملي أيه كل ده أدخل أساعدك !!
كشرت عن أنيابها واتخدت وسيلة أن أقوى سبيل للدفاع هو الهجوم لتفتح الباب بوجوم وملامح غاضبة تقول:
-أيه ده اللي تساعدني أنت فاكرني أيه بالضبط … !!
نظر إليها لحظات ثم انتقلت عيناه فوق جسدها بغضب يتصاعد ليظهر على محياه بوضوح
ويقول بهدوء:
-طيب ادخلي غيري الزفت ده أحسنلك !!
كانت ترتدي فستان قصير بعض الشيء باللون الرمادي الداكن يصل إلى أعلى ركبتيها بقليل بدون أكمام بحمالات عريضة يضيق من عند صدرها إلى خاصرتها متسع قليلا إلى ركبتيها …ليُظهر فتنة جسدها وجمالها الأخاذ بوضوح:
نظرت إليه بحزن تقول:
-أنت متعرفش أنا جربت كام حاجة عشان الكلام ده … أنا هنزل كده ومش هغير تاني !!
قالت كلماتها الأخيرة بنفاذ صبر واضح ليكشرعن أنيابه مٌمسكا ذراعيها مقربا إياها منه بغضب يقول:
-إنتي هتسمعي كلامي ورجلك فوق رقبتك.. إنتي دلوقت مراتي..فاهمة يعني أيييييه مرات أيهم الرفاعي … يعني التصرفات القذرة اللي اتجوزتي بيها راجل قد أبوكي …تنسيها نهائي معايا !!
اتسعت لبنيتيها تردد بصد@مة:
-تصرفات قذرة !!!..أنا !!
لم يجيبها بل ازدادت قتامة عينيه يقول:
-ادخلي غيريه أحسنلك !!
ثم نفضها من يديه يُفصيها بعيدًا بغضب ليختل توزانها وساهم بذلك قدمها المصابة فتسقط أرضا لم يعاونها بل أغلق الباب غاضبا يصيح من خلفه:
-قدامك ربع ساعة مخلصتيش هدخل ألبسك أنااااا!!
سقطت دموعها بحزن بالغ لتحاول الاعتدال بصد@مة من أفعاله وكلماته السامة.. هل ذلك من كان يضاحكها منذ قليل !! لما فعل ذلك معها !! اتجهت إلى ملابسها بعد أن صاح بنبرة تحذيرية لتلتقط ذلك الفستان الطويل لكنه عاري الظهر بحمالات عريضة من اللون النبيذي ارتدته مسرعة ثم تُقلد فعلة “ريماس” بالأمس للتجه إلى الشال ذاته واضعة إياه حول ذراعيها ليغطي ظهرها..
نظرت إلى هيهئتها بالمرآه لتجد الفستان يرسم تفاصيل جسدها بعض الشيء لكنه أفضل من سابقه بعد أن غطت جسدها بالشال.. كادت أن تتجه إلى الباب لتجده يفتحه على مصرعيه يلقيها بنظرات محتقرة غاضبة لم تنظر إليه بل نظرت أرضا ليتجه إليها ممُسكا ذقنها بعنف يرفع وجهها الجميل إليه يهمس بصرامه بالغه أدهشتها هل ذلك من كان يعالجها:
-اسمعيني كويس أوي يارنيم … هتنزلي تحت مفيش حرف عن حياتنا هيتقال لحد حتى ريماس.. فاهمة.. لو كلمه منك طلعت هقطعلك لسانك، أنا محدش يقدر يقف قدامي فيهم … مش هتستفادي حاجة غير البهدلة مني،إياكِ المحك بتهزري مع أي راجل مهما كان فاهمة … متبعديش عني وده لمصلحتك إنتي لسه مشوفتيش وش أيهم لما بيقلب على حد، وأحسنلك ماتشوفيهوش….. مش كنتِ لبستي كده من الأول !!
قال كلماته الأخيرة ناظرا إلى ردائها برضا هكذا أفضل من سابقه ترك وجهها بغضب محيطا خصرها متجها بها إلى خارج الغرفة يقول:
-افردي وشك مش عايز أي حد يحس بأي حاجة بينا !!!
اغمضت عينيها تحبس دموعها بصمت تااام وهي لا تشعر سوي بالحيرة مع ذلك الرجل غريب
الأطوار !!!
-***-
أنهت العائلة وجبة الإفطار التزمت “رنيم” الصمت كما أمرها حاولت مجاراته لتتجنب بطشه هي لم تعد تحتمل عنفه معها..عقلها يعمل..ويعمل يبحث عن أسباب لأفعاله وكرهه الدائم لها … أفاقت من شرودها على صوت “صافي” تقول بمراوغه:
-أيه يارنيم مالك ساكتة كده ليه !! إنتي لحقتي تخافي من أيهم !!
رفعت “رنيم” أنظارها إليها لتجدها تلقيها بنظرات شامتة ماكرة..فردت عليها بحدة طفيفة
-وأنا أخاف ليه … أنا مش عاملة حاجة غلط أخاف منها !!
ابتسمت “صافي” لها بهدوء وقالت:
-امممم متأكدة !! يعني أيهم عارف عنك كل حاجة !!
كان ينظر إليهم بصمت تام وما إن وصلت إلى تلك الجملة نظر إلى “رنيم” بحدة لمحته “رنيم” بطرف عينيها لترتبك على الفور.. فمهما كان الأمر بسيطا هو لن يتركها وشأنها لكن مااذا فعلت.. نظرت إليها تقول:
-أنا مش فاهمة تقصدي أيه !!
ابتسمت لها بنعومة ثم همهمت تقول:
-أقصد مكالمات ابن عمك ليكي … اللي آخرهم كانت امبارح قبل فرحك بنص ساعة بالظبط …. واللي أنا فكراه إن بينا عداوة كبيرة أوي وآآآ!!
قاطعها “أيهم” يقول:
-صافي ياريت تخليكي في حالك أحسن !! رنيم مش بتخبي عني حاجة !! مش كده يارنيم !!
ثم حاوط خصرها يضغط عليه بقوه أوجعتها لكنها أومأت إليه بابتسامة صغيرة ونظرات خائفة التقطها هو بنظرات متوعدة وحدها من فهمتها
استشاطت “صافي” لما يحدث أمامها واعتبرت تلك مغازلات صريحة منه إلى غريمتها لكنها لم تُفضي جميع ما بجعبتها لتكبح غضبها قائلة بمكر:
-قوليلي يارنيم.. قعدتي قد أيه في مستشفى المجانين !!
نظرت له الأخرى بغضب ذلك الموضوع أشد حساسية لديها لاتحب أن يذكره أحد.. لا تريد أن تسمع عنه … لا تريد تذكرهم لم تستطع تمالك نفسها لتهب واقفة تصيح:
-إنتي إزاي تدخلي في خصوصياتي كده !! إنتي مالك إنتي !!
نظرت “صافي” إلى “أيهم” الذي تابع الحديث القائم فيما بينها وبين زوجته بصمت تام لتردف بحزن وتمكنت تلك النظرات المستعطفة من مقلتيها:
– أنا بسأل عشان في دكتور وصفتله حالتها اللي بتحصلها لما بتزعل وقالي أعرف تفاصيل وأبلغه …
ثم رمقتها بنظرة عابثة وأكملت بتلك النبرة الخبيثة:
– مش لما كنتِ بتزعقي فيهم كانوا بيحقنوكِ بإبرة عشان ترجعي لطبيعتك !!
اشتعلت عيني “رنيم” على الفور وصاحت بها بغضب شديد:
– أنتِ انسانة قذرة..ومتربتيش و… آآآآه !!
صمتت بل صمت الجميع بعد أن نالت من يده تلك الصفعة المدوية التي تلقتها أعلى وجنتها … لقد لطمها لتوه.. انطلقت صافرة بأذنها لا تُصدق أنه صفعها أمام الجميع … والسبب أنها دافعت عن حالها حين رأت صمته المثير للجدل !!!
لم تحاول النظر إليه، ثبت أنظارها فوق الأرض الرخامية واستمعت إلى تلك الأفعى تقترب منهما تقول:
– ليه كده يا أيهم.. مكنش لازم تضربها !!
لم تهتم إلى ذاك الحديث ما اخترق أذنيها حقًا كانت إجابته حين قال بعنف:
– في طرق تانية غير الحقن بستعملها مع المجانين …. !!!
الفصل الثامن ” وحيده ”
ركضت الي جناحهم ودموعها تهطل بغزاره لم تعد تطيق تلك الاهانات … هو يكرهها حسنا.. تزوجها من اجل وصيه تعلم ذلك ايضا، لكن ليس من حقه اهانتها إن لم يتدخل “سيف” بالاسفل حائلا بينهم لكان استمر بجنونه ذلك.. تعالت شهقاتها تحتضن جسدها جالسه بالارضيه ظلت نظرات تلك الافعي المتشفيه بها تتكرر داخل عقلها وكأنها ترفض أن ترأف بحالها …
استمعت الي خطوات عنيفه تقترب لتهب علي الفور مسرعه الي غرفه ابنائها مغلقه الباب مُوصده اياه خلفها لكنه وقف خلف الباب يطرق الباب بقوه قائلا:
-افتحي يارنيم احسنلك !!
صاحت غاضبه تتحامي بذلك الباب الذي يمنعه عنها:
-هتعمل ايه يعني اكتر من اللي عملته … انت انسان همجي وانا مش عايزه اعيش معاك انا بكرهككككك!!
صاح بها وهو يركل الباب بعنف:
-وانا مش عايز واحده زيك تحبني !!
استشاطت من كلماته للغايه لم تتركه يقلل من شأنها اكثر من ذلك اتجهت الي الباب تفتحه بعنف ثم بادرته بلكز اياه بغضب بصدره تصرخ غاضبه بقهر ثم توالت علي صدره ضرباتها الحانقه من يديها الصغيرتين:
-انا مش مجنونه ولا رخيصه …انتوا اللي مفتريين وهمج ممكن تعملوا اي حاجه عشان الفلوس …. مش ذنبي ان عمي وابنه نهبوني … مش ذنبي انهم حبسوني في المستشفي دي عشان ماتكلمش..رغم اني مكنتش هقدر اعمل ده … مش ذنبي ان اخوك بعد ماكان بيطمني واتجوزني عشان يحميني..اعترفلي بحبه.. انت متعرفش اي حاجه.. زيك زيهم.. محدش سمعني غير شهااب … محدش صدقني غيره …محدش كان بيحميني غيره !!
وقفت تلهث دموعها تتساقط احمر وجهها سقط وشاحها لتُكمل صارخه مستغله صمته:
-انت متعرفش حصلي ايه في المستشفي دي … محدش كان معايا …. مكنش ليا حد بعد مoت بابا وماما … محدش رحمني … انت متعرفش اي حاجه عني …. انتي ضربتني عشان رديت علي بنت عمك !! زعلك الرد بتاعي … فاكر ان قلمك هيسكتني !! مش هسكت واي حد هيفكر يجي جنبي او جنب ولادي مش هرحمه ….. انتوا مش بشر … انتوا شويه شياطين وانا مش هسيب حد يذلني تاااااااااني !!
نظر اليها بملامح صارمه يقول:
-برافو بس للاسف مش هصدقك زي شهاب.. انا مش طيب زيه …. انا متأكد انك لفيتي عليه زيه الحيه لحد ماتجوزك.. واخدتي كل فلوسه وهفضل شاكك فيكي ما يظهر القاتل … عاوزه تقنعيني انك يعيني البنت الضحيه اللي اخويا وقع في حبها !!
اقترب منها يقول:
-انتي في منتهي الغباء … انتي متعرفيش شهاب كان قريب مني ازاي !!
عادت الي الخلف رافعه سبابتها بوجهه تقول بعنف ونبره تحذيريه:
– اياك تقرب مني تاني … تصدق او متصدقش انت ولا حاجه … وتكذبيك ليا او تصديقك مايفرقوش معايا … انت نفسك ماتفرقش معايا … احنا بينا اتفاق.. ينتهي وكل واحد يروح في حاله … ولو فكرت تمد ايدك عليا تاني سواء قدام حد او لوحدنا لاني مش بس هردلك اهانتك لا انا هوريك المجانين اللي زيي بيتصرفوا ازاي ساعتها وصدقني مش هتعرف توقفني بحقن ولا بمليون قلم !!!
ثم أكملت وعينيها تزداد توهجًا:
– اما بقي البس ايه واقلع ايه ومرات زفت الرفاعي او غيره دي متخصكش متنساش ان جوازنا اتفاق مش اكتر فاحسنلك بلاش دور سي السيد معايا.. انا هغير هدومي وانزل الشركات من النهارده.. هتيجي تبدأ في تنفيذ وصيه اخوك … انت حر مش هتيجي يبقي احسن برضه انا مش عايزه اشوف وشك … وعايزه مفاتيح عربيه شهاب القديمه … !!
قالت كلماتها بتحدي سافر.. وكأنها تحولت بلحظات ليبتسم بسخريه مرددا:
-مش عايزه تشوفي وشك.. ايه مبقتيش خايفه يعني !!
اقتربت منه تنظر اليه عينيه تقول:
-مش هتعمل فيا اسوأ من اللي اتعمل …. بما انك شايفني واحده قذره ورخيصه وقاتله..يبقي خاف علي نفسك ومتقربش مني … وياريت متتحشرش في امور الستات تاني … لاني المره الجايه مش بس هزعق في بنت عمك.. لا هجيبها من شعرها كمان … وهما المجانين بيعملوا ايه غير كده !!
نظر لها بغضب يقول بتحذير:
-رنيم انتي زودتيها انااآآآ …!!
قطعت حديثه تقول:
-انت كداب !!
نظر لها باعين متسعه لتُكمل:
-ايوه كداب … كدبت عليا وقولت ان جوازنا مش اكتر من تنفيذ وصيه … وانت غرضك تنتقم !! بس للاسف ياايهم هتضيع وقتك معايا..!!! انا..مش ممكن اقتل شهاب…اما حكايه فلوسه دي فهي حاجه تخصني انا وهو … عاوز تعتبرني انا اللي قتلت شهاب اوك !!
ثم اتجهت الي غرفه الملابس تخرج ليتجه خلفها بقلق وجدها تتجه ناحيه ملابسه مخرجه شيئ ثم تقدمت منه مُمسكه بالسلاح الناري الخاص به..تقول:
-امسك اضربني بالنار يلا !! لو ده هيريحك ويحسسك انك اخدت حق اخوك يلا !!
نظر لها جازا علي اسنانه يقول:
– رجعيه مكانه وماتخلنيش اعملها فعلا.. اسلوبك ده مش هيغير …آآآ!!
قاطعته تقول وهي تفتح يده واضعه السلاح به
-وانا مش عايزه حاجه تتغير … انا عايزه اريحك واريح نفسي … !!
لتتساقط دموعها وتُكمل
-انت تقدر تخلص عليا من اول يوم دخلت فيه هنا..لو كنت متأكد من كلامك … انت بس مش لاقي حد غيري تطلع وجع فراق شهاب فيه …. رغم اني زيي زيك واكتر..انت شهاب كان بالنسبه ليك اخ..اب … انا كان كل حاجه ليا.. مكنش عندي غيره … يلا ياايهم … اقتلني …!!
امسك السلاح بغضب ثم اتجه الي مكانه يعيده به يقول
-اجهزي عشان نروح الشركه !!
ثم اتجه الي الخارج مُغلقا الباب خلفه بغضب وعقله لم ينفك عن التفكير.. هو اخطأ بلطمها.. لكنه خاف من تماديها هي لم تكذب … هو يخرج وجعه بهااا كلما يراها يتذكره.. منذ امس وهو يتصرف بغرابه.. كيف له ان يصفعها امام الجميع … الم يقل انها تخصه.. وزوجته.. ذلك يعني كرامتها تخصه وهو اهانها بيده ….. جلس اعلي الاريكه واضعا رأسه بين يديه مستعيدا بذاكرته هيئتها منذ قليل وهي تبكي وتصرخ به … يعيد كل كلمه بتركيز شديد … افعاله البربريه سوف تقضي علي هيبته معها ….. لقد رأي بعينيها اصرار وقوه تهدد سلطته عليها !!
انفتح الباب ليجدها ترتدي جيبه قصيره ضيقه تصل الي ركبتيها اعلاها بلوزه ورديه اللون رقيقه للغايه تجمع خصلاتها بعشوائيه لطيفه راقت له عاقده حاجبيها تتقدم من البابون ان تعيره التفاته واحده.. وقف عاقدا حاجبيه يقول:
-انتي هتنزلي بالمنظر ده !!
التفتت اليه تقول ببرود:
– انا لسه قايلالك ياريت تخليك قد اتفاقك ومتتدخلش في خصوصياتي.. ولا انت بتغير عليا !!
عقد حاجبيه يقول بغضب:
-انا اغير عليكي انتي !! ليه اتعميت !!
ابتسمت بسخريه تقول..
-خلاص يبقي خليك في حالك … وهات المفاتيح !!
عقد حاجبيه يقول:
-مفاتيح ايه !!
قلبت عيناها بملل وردت بتأفف:
-عربيه شهاب !!
اغمض عينيه ورد عليها:
-لا عربيه شهاب لا.. شاوري علي اي عربيه واجيبهالك !! لكن عربيه شهااب لااااا
ردت بغضب:
-يعني ايه لا … ممنوع اخد حاجه جوزي !!
ابتسم لها يقول:
-لا طبعا مش ممنوع مفاتيح عربيتي اهي !!
عقدت حاجبيها لحظات ثم تنهدت تقول:
-خلاص مش عاوزه حاجه هتصرف !!
استني !!انتي عرفتي منين مكان سلاحي !!
صاح بها لتقف ثم لفت رأسها تقول بهدوء:
-شهاب كان بيحطه في نفس الاماكن دي !!
كادت ان تُكمل لكنه اوقفها يقول بهدوء:
-رنيم احنا رايحين نفس المكان بلاش عند واركبي معايا !!
ابتسمت من زاويه فمها تقول:
-مش احنا بس اللي رايحين نفس المكان !!
ثم اتجهت الي الخارج مُصدره صوت قوي بكعبها العالي.. لفتت انتباه سيدات القصر وخاصه تلك الافعي التي وففت عاقده حاجبيها حين وجدتها تهبط بخيلاء واضحه وكأنها لم تُهان منذ قليل لتتجه اليها بغل مقرره تذكيرها باهانتها اما
م الجميع لتعرف مكانتها اوقفتها تقول بسخريه:
-ايه يارنيم هو ايهم مكملش اللوحه اللي بدأها علي وشك ولا ايه !!
ارتفعت ضحكات والدتها اللعينه تساند ابنتها وتقول بسخافه:
-صافي متتامليش مع المستويات دي ياروحي !!
ارتسمت ابتسامه علي وجه رنيم واتجهت الي السيده الكبيره تقول بصوت مرتقع لتسمعها الاثنتين..
-صحيح متتعامليش مع مستويات اعلي منك … لاني بصراحه مش بعرف انزل للمستويات دي !!
ثم مالت علي تلك السيده الخمسينيه مُمسكه فنجان القهوه الساخن بيدها وتقول:
-بقولك ايه ياطنط ماتشربي قهوتك قبل ماتبرد.. انتي متضمنيش يمكن تعدي واحده مجنونه تحرقلك وشك بيها ولا حاجه !!
ثم وقفت تُكمل بضحكه قصيره:
-اسألي بنتك المجانين مش مضمونين ازاي !!!
اتسعت اعينها بهلع لتكتم “ريماس” ضحكتها مشيحه بوجهها لتصرخ “صافي”
-انتي بتهددينا يا همجيه انتي !!
استقامت رنيم تبتسم ببرود واتجهت الي باب القصر تقول:
-تؤ تؤ..ليه الصوت الهمجي ده يابيبي … لا لا ده مش اسلوب بنات القصور !!!
ثم استقامت بوقفتها حين وجدت “سيف” واقف بالجانب يتابعها بابتسامه مشجعه … وهبط “ايهم” السلالم متجها اليها متجاهلا “صافي” التي كانت علي وشك الحديث اليه يقول:
-يلا يارنيم !!
نظرت له ثم الي سيف وقالت:
-كلامي كان واضح فوق ياايهم انا هروح مع سيف !!
كشر ملامحه بغضب وكاد ان يرد لكن صوت “سيف” اوقفه حين قال بهدوء:
-خلاص بقي ياايهم.. معايا ومعاك واحد.. انا هاخد بالي منها متقلقش !!
ثم غمز اليه متجها خلفها وهو يودع زوجنه بقبله لطيفه.. في حين تركتهم هي بلا مبالاه واضحه منها للعيان..اتسعت اعين جميع من شهد ذلك الموقف لترفع “صافي” احدي حاجبيها تقول فور مغادرتهم !!
-ده واضح انك مش زي ما تخيلتك خاالص يارنيم هانم !!
-***-
سارت بطرقات الشركة بجانب “سيف “رمقها الموظفون بنظرات فضولية وأخرى معجبة وأخرى محتقرة لتلك الفتاة الصغيرة التي أغوت رئيسهم العاقل ليحكموا عليها مثله بلا دليل … اتجهت إلى غرفة الإدارة لتدلف إلى غرفة “شهاب” تتفقدها …لأول مرة ترى مكان عمله …
كان يخفيها عن الجميع.. كانت مجرد سر من أسراره ولكنها لم تتذمر يوما اكتفت به ليصبح عالمها … فأين هو الآن … انهار عالمها الصغير فوق رأسها دون شعور منها … سقطت دمعاتها بعد تلك الأفكار التي راودتها.. دارت بالغرفة الواسعة تنظر إلى أشياءه بحزن واضح.. تابعها “سيف” بصمت تام … لاحظ حزنها الكامن ليقترب منها قائلا:
-شهاب كان عاملك دولاب هنا ومحدش كان بيقدر يجي جنبه.. حتي أنا وأيهم مكناش نعرف عنه أصلا !!
نظرت إليه بفضول ليشير برأسه ناحيته …اتجهت حيث أشار تنظر إليه بفضول لتجد أنه مغلق بكلمة سرية التفتت له بتساؤل..ليرفع كتفيه معبرا عن جهله بها وقال:
-معرفش هو قالي إنك عارفاها كويس أو مميزة عندك !!
عقدت حاجبيها باندهاش..ثم نكست رأسها ترفع كتفيها هي الأخرى تقول:
-مش فاهمة.. خلاص مش مهم !!
اندهش “سيف” فهي طوال الطريق صامتة شاردة تنظر من النافذة ولم يقاطعها أقلقه وضعها ليقول:
-رنيم.. متزعليش من اللي عمله أيهم الصبح..هو مندفع شوية خصوصا بعد مoت شهاب.. بس أنا كلمته.. أنا معاكي دايما صدقيني !!
انصتت إلى حديثه بصمت تام ثم ابتسمت بسخرية تقول:
-أنا مصدقاك ياسيف … ياريت انت كمان تصدق اللي هقوله … أنا مبقاش يفرق معايا مين هيساعدني ومين ضدي …. ولا فارق معايا عمايل أيهم !! عارف أنا وافقت علي الوصية دي ليه !!
نظر لها بفضول ثم هز رأسه بالسلب لتقول:
-عشان ولادي … عمر وجوان أنا معنديش استعداد يلوموني لما يكبروا إني فرطت في حقهم …. مش عايزة غير إني أطمن عليهم ياسيف … انت متعرفش أنا خايفة عليهم قد أيه …. ولادي ملهومش ذنب في كره أخوك ليا.. أنا عارفة إن صورتي مش هتتغير في عيونكم.. عارف كنت عايزة أرجع شقة شهاب ليه !! عشان ولادي ميكبروش وسط أفكاركم عني … مش عايزة أشوف في عيونهم نفس نظراتكم ليا … !!
نظر لها ثم ابتسم قائلا بمرح:
-مين فهمك إننا بنكرهك.. ده أنا برتاحلك أكتر من ريماس بس إوعي تقوليلها دي بتغير عليا أوي !!
ابتسمت بهدوء ثم قالت بعملية:
-شوف هنبدأ منين لحد ما أخوك يوصل !!
قضت يومها تستمع إلى تعليمات أبناء الرفاعي بالعمل وما يقتضي أن تفعله وما عليها ألا تفعله وكيف تتعامل مع الموظفين.. تعمدت ألا ينفرد بها “أيهم” بأي مكان حيث التصقت بـ “سيف” بحجج مختلفة ليلاحظ هو ذلك لكنه فضل الصمت ومراقبة أفعالها حتى حان وقت راحة الغداء …
غمز “أيهم” لـ “سيف” ليفهم الآخر مبتسما بهدوء وقال فجأة:
-طيب وقت الغداء وأنا رايح آكل !!
وقفت “رنيم” تقول مسرعة:
-استنى هاجي معاك !!
-لا إحنا هنطلب هنا ورانا حاجات كتير مينفعش تخرجي !!
قالها “أيهم” بعد أن عاد بظهره إلى الخلف مستندا إلى الكرسي ببرود نظرت له بغضب ثم إلى “سيف” الذي قال:
-خلاص أنا هطلبلكم من بره !!
نظرت له “رنيم” بترجي تقول:
-طيب ماتقعد تاكل معانا !!
ابتسم لها يقول:
-معلش يارنيم أصل عندي مشوار مهم وهلحقه في فترة الراحة وهاكل حاجة سريعة في العربية !!
ثم انطلق على الفور إلى الخارج مغلقا الباب خلفه … لتجز على أسنانها حين قال ساخرًا:
-تعالي اقعدي ماتتكسفيش أنا زي جوزك برضه..!!
أجابته بحدة:
-وأنا أتكسف ليه أصلاا !!
ثم اتجهت إلى الأريكة البعيدة تجلس فوقها واضعة ساق فوق الأخرى تتفقد هاتفها ناسية أنها ترتدي جيب قصيرة بعض الشيء ارتفع إلى منتصف فخذيها البض مُظهرا جمالها بسخاء.. نهض عن كرسيه متجها إليها لتقع عينيه علي ساقيها ليرفع نظراته إليها مبتلعا رمقه يقول بعد أن جلس فوق الأريكة ذاتها:
-تحبي تاكلي أيه ولا هتثقي في ذوق سيف !!
لم ترفع أنظارها إليه بل تابعت ما تفعل وردت:
-هثق في ذوق سيف !!
استشاط من أسلوبها ليقول:
-وأنتِ تعرفي ذوقه منين عشان تثقي فيه !!
رفعت كتفيها بلا مبالاة وتابعت ما تفعل وقالت:
-معرفوش هجربه !!
ضيق عينيه بغضب لم تعامله أنثى هكذا من قبل.. كيف لها أن تفعل ذلك به …ارتفع غضبه إلى أعلى المراحل ليرفع ذقنها إليه قائلا بغضب:
-أنتِ إزاي تعامليني كده !!
نفضت ذراعه بغضب وقالت:
-متقربش مني تاني …أظن إنك نسيت كلام الصبح !!
نظر لها ببرود وقال:
-كل ده عشان ضربتك بالقلم !!
وقفت متجهة إلى المرحاض وهي تقول:
-لا كل ده عشان انت شخص معدوم الضمير …كنت فاكراك هتفوق وإديتك فرصة واتنين بس عقلك مش مستوعب حاجة غير الانتقام مني !!.
دلفت إلى الحمام مغلقة إياه خلفها، مر اليوم وهي تبتعد عنه وتتجنبه تحاول بشتى الطرق إنهاء مايكلفها به بعملية تامة …
وفي المساء بعد أن فرغت المجموعة من الموظفين ولم يبق سواهم أنهوا الأعمال تاركين ماتبقى إلى الغد وقفت على الفور تلملم حاجياتها وكادت أن ترافق “سيف” لكنه قال بصوت صارم:
-رايحه فين … أنتِ هتيجي معايا وكفايا أوي لحد كده أنا جايب آخري منك !!
لم تجيبه بل نظرت له باحتقار ثم خطت إلى الأمام تقول:
-هستنى مع سيف تحت لحد ماتخلص !!
تركها ثم لملم أشياءه وعقله لازال يحاول فك شفرات تلك الأنثى التي تتلاعب علي أوتار عقله …
وصل إلى القصر بسلام طوال الطريق لم تحادثه كان متحيرا هل يفتح معها حديث أم لا.. لكن ماذا يقول … لم يكن يبنهم أحاديث خاصة … كما بينها وبين أخيه “سيف” … هبطت من السيارة فور وقوفها تتجه إلى الداخل بخطوات سريعة ثم إلى جناحهم ومنها إلى غرفة الأطفال تطمئن عليهم لتنظر إليهم أثناء نومهم بابتسامة جميلة ثم مالت عليهم تقبل كلا منهم بنعومة متجهة إلى الخارج مغلقة الباب بهدوء.. ثم إلى الحمام تنعش جسدها بحمام دافئ بعد ذلك اليوم الشاق..
وقفت وهي تستعيد بعض ذكرياتها … كيف تركها والديها منذ أعوام.. لتبقي وحيدة بذلك العالم.. كيف افترسها عمها وابنه ونهب كلا منهما حقها ولم يكتفيا بذلك … بل كانا يريدان التخلص منها تماما … لم تختار يوما … حتي “شهاب” لم تختاره … هو من اختارها … اعتبرها الجميع قطعة شطرنج يحركونها كيفما يشاؤون.. غير عابئين بما تريد هي !!!
جففت جسدها وخصلاتها ثم ارتدت البورنص الخاص بها لتخرج متجهة إلى غرفة الملابس.. انتقت قميص طويل وردي اللون يصل إلى كعبيها مفتوح من الجنبين من ركبتها إلى أقدامها بحمالات رفيعة..
ارتدت مسرعة ثم اتجهت إلى أريكتها بعد أن أعدتها لتُغمض عينيها بصمت تام … هي لمحت أنه بالغرفة يلقيها بنظرات فضولية علها تلتفت أو تتحدث لكنها لم تعيره اهتمام.. كما لم يعيرها أحد أدنى اهتمام.. هي وحيدة وستظل وحيدة فلتتمتع بالهدوء بوحدتها يكفيها صراعات إلى الآن …..
لم تكن تلك الوحدة خياري يوماَ ما لم يهبني الراحلون حق الاختيار، إن تركتم الأمر لي لتخيرت رفقه هادئه تُعيد سلامي النفسي المسلوب رغما عني، لكني لم اختار…
-***-
اسند ظهره العاري إلي الوسائد خلفه يحتضنها بلطف وهو يجذب الغطاء فوق جسديهما معا لتهمس له بحزن:
-رنيم صعبت عليا أوي النهارده مكنش ينفع يعمل كده فيها أبدا..
تنهد بارهاق وهو يربت علي جسدها بلطف قائلًا بنبره هادئه:
-هي ربته طول اليوم في الشركة اصلا، محدش عجبه اللي حصل غير الحربايه دي …
ثم شرد بحديث أخيه معه صباحًا وهو يبتسم بهدوء …
Flash back …..
وقف “أيهم” ينظر إلي شقيقه الغاضب الذي يطالعه بأعين تقدح بالعنف مُدافعا عن تلك البريئه التي ظلمها بعنفوانه يصيح به:
– أنا مش قادر افهم ازااااي كنت بتحبهااا محدش بيعمل كده في اللي بيحبه يااأخي … هي ذنبها إييييه أن شهاب حبهااا بتحاسبهااا علي اييييه ؟!!!!
صرخ أخيرًا ذاك الوحش بانفعال شديد وهو يركل الطاولة بقدمه بعنف ممسكًا بتلابيب قميصه بغضب:
– عاااايز تووصل لايه يااااسيف ؟!! ذنبهااا إنه لمسهااااا أنت عااارف بتحرق قد إيه من سااعه ماعرفت أنه بيحبهاااا وخدهااا ليه ؟!! عااارف النااار اللي جوايااااا شكلهااا إييييييه ؟!!!! أنا لسه بتنيل بحبهاااااا ده اللي اكتشفته من ساعه ما شوفتها تااااني مبسوط كدااااا ؟!!!!!!
لاحت تلك البسمه الخبيثه علي شفتيه لكن ما اندلعت النظرات الساخره من مقلتيه وهو يقول ببرود:
– واللي بيحب حد بيهينه مش كده ؟!! منين تقول انها تخصك وتاني يوم تضربها بالقلم قصادنااا كلنا ؟!!!
تركه وتحرك بالغرفه بجنون وهو يشعر أن أخيه تولي منصب ضميره يجلده وبشده أدمعت عينها وجلس بانهاك أعلي الأريكة وهو يقول بحزن بالغ:
-مش عارف اكرهها ياسيف ليه مش عايز تسيبني في حالي ؟! بقولك شوفت صورها معاه بعينياااا..
زفر الآخر بغضب وهو يطالع نظرات أخيه الحزينه المرهقه بحزن ثم تقدم منه يربت علي كتفه يقول بعقلانية وهدوء:
– يابني افهم ناصف ده قذر وانا وانت عارفين ده وواضح جدا أنه عاوز يوقع بينكم هي هتتفق معاه ليه وهي كان قصادها ورث ابوها كله اللي نهبوه معقول ده الطفل مايصدقش ده ….
دس يده بخصلاته بعنف واردف بغضب:
-وهي مردتش عليها ليه وبرأت نفسها ؟!!!
اشاح “سيف” بيده بغضب واردف بانفعال:
-يابني متعصبنيش مش أنت رديت وقولتها تخليها في حالها وقفلت الكلام يخربيت صاافي وقرفهاااا …
تطلع إليه بصمت لحظات واردف بغضب:
– اهو اللي حصل بقااا،احسن خليها تكرهني وتبعد عني..
زفر “سيف” وقال ببرود وصوت ورخيم:
– خلاص كرهها فيك وخليها تقول نار ناصف ولا جنه أيهم علي الاقل ده بيجري وراها حتي لو طمع مش زيك أبدا …
ثم تركه لأفكاره السوداويه عله يعود إلي رشده وهو علي يقين أن أخيه بحاجه ماسه لبعض الوقت فقط وسوف يتغلب قلبه علي جميع أفكاره.. إنه عشق توغل بخلاياه حرمه علي حاله حين
انقلبت الموازين وأحبها أخيه تنازل مُرهق مؤلم يدفع ثمنه بمفرده الآن ….
Back
أفاق من شروده علي تلك القبله اللطيفه من زوجته التي أصبحت أشد جراءه بتلك الفترة بادلها قبلتها وهو يحتضن جسدها بلطف ويديه العابثه تعزف برقه علي جسدها مما دفع الدماء لوجهها وجعلها تدس جسدها داخل أحضانه الدافئه المُلهبه ورفع يديها تحيط عنقه جيدا وهي تعبث بخصلاته بلطف بالغ تهمس له:
-روحت فيين؟! مين واخد عقلك مني ؟!!
ابتسم وهو يعيد ترتيب خصلاتها التي أشعثها بأنامله منذ لحظات وهو يهمش بصوت أجش عابث:
– اللي وخداه واحده بقيت قمر أوي في فتره الحمل.. انا حبيت الحمل خلاااص ….
عضت علي شفتيها بخجل ولم تستطع كبح تلك الابتسامه اللطيفه من علي شفتيها بل ورفعت حاجبها الأيسر مثله تجاريه بجراءه هامسه له …
– وهو قبل الحمل مكنتش كده ؟!! أنا في حمل او منغيره قمر..
ارتفعت ضحكاته وهو يحيطها جيدا داخل أحضانه مقبلًا شف-تيها بقوه وحماس لحظات مرت وهي تستلم لذاك الشعور اللطيف باحضانه إلي أن قطع قبلته لاهثا يهمس له قبل أن يسحبها لدوامه من مشاعره المفرطه تجاه تلك الجميله:
– حصلللل وانا شاهد … بمoت فيكِ ياريماس …
رفعت أناملها تحيط عنقه وهي تعبث باصابعها النحيله بخصلاته هامسه له وهي تحدق بمقلتيه بعشق:
– وانا بعشقك ياقلب ريماس ….
-***-
استمرت الأيام هكذا تتجنب الجميع تضع كل من يحادثها بكلمة مُهينة عند حده استخدمت أسلوب السخرية اللاذعة معهم وهو أولهم … اكتفت بأبنائها وعملها طوال اليوم تتجنبه تجيبه بأحاديث مقتضبة تخشي جميع من حولها.. ابتعدت حتى عن “ريماس”..تتناول طعامها بعيدا عنهم بفترة الراحة … تجلس صامتة إذا انتقل حديثهم من العمل لأحاديث جانبية.. اندهش “سيف” محاولا عدة مرات معها لكنه كانت تجيبه بابتسامة هادئة صامتة ….
إلى أن جاء ذلك اليوم حيث وقفت أمام خزانتها التي خصصها لها “شهاب” وهي تبتسم مُستغلة غياب “سيف” و”أيهم”عن المكان.. حيث تذكرت كلمة السر …عيد مولد أمها التاريخ الأحب إلى قلبها كم تفتقدها ….
فتحت الخزانة وياليتها لم تفتح …. بدأت تقلب الصور بابتسامة هادئة لقد جمع لها العديد من الصور هنا بمراحل عمرية مختلفة …. عقدت حاجبيها حين وجدت ذلك العُقد الذي انتزعه
عمها من رقبتها … فهو يخص أمها … كيف وصل إلى هنا !!! نظرت إلى الورقة بجانبه ثم التقطتها باندهاش لتجد خط يد “شهاب” … كاتبا أنه استرده بأمواله من أجلها وكان سوف يهاديها به بعيد مولدها.. ابتسمت بحزن … ظلت تنتقل بين الارفف طالما حكي لها “شهاب” كم يعشقها منذ زمن لكنها لم تتوقع ذلك.. أغلقت الخزانة بحزن ودموعها تهبط بصمت ….. تبكي بقهر لما وصلت إليه … تعاني وحدها … تدافع عن نفسها أمام الجميع وهي ضحيتهم جميعا ……
الفصل التاسع “هُدنه ”
جلس بمكتب “سيف” يتناقش معه بإحدى الصفقات لكن عقله أصبح معها تماما.. لاحظ تغيرها الواضح مع الجميع ابتعادها عنه عن عمد … أسلوبها بملابسها لم يتغير … وكأنها لا تخشاه … أصرت على خروج عربية “شهاب” ليأتي لها بالجديدة فلم تلمسها.. تذهب وتعود سواء معه أو مع “سيف” … هي لاتبالي … لقد مل ذلك الوضع معها..أفاق على طرقة أصابع أخيه أمام عينيه وهو يقول:
-أيه ياعم أيهم روحت مني فين !!
نظر له لحظات ثم إلى ساعته يقول:
-هي رنيم مجاتش ليه لحد دلوقت !!
عقد “سيف” حاجبيه يقول:
-فعلا كان المفروض ترجعلنا من بدري.. هقوم أشوفها !!
وقف “أيهم” على الفور يقول:
-لا خليك انت أنا كده كده همر على الأقسام !!.
ثم أسرع بخطواته من أمامه ليبتسم “سيف” مكملا مايفعل وهو يتنهد متمتمًا بضحكه قصيره:
-قال هيمر علي الأقسام قال !! ياريت اللي في بالي يحصل ….!!
طرق الباب ثم دلف بعد أن استمع إلى صوتها..فتح الباب ثم دلف إليها ليجدها تمضي بعض الأوراق تقف أمامها تلك الفتاة التي تدير أعمالها بصمت تام..لم تكلف نفسها بالنظر إليه بل أغلقت الملف تعطيه للفتاة قائلة:
-روحي إنتي وماتنسيش تجيبلي النسخة أتأكد منها بنفسي قبل ماسيف ياخدها !!
أومأت الفتاة ثم استلمت الملف متجهة إلى عملها.. وقف يحدق بها بصمت.. بدت له كسيدة أعمال محنكة لم يتوقع أنها سوف تكون بهذه المهارة… وقف منتظرا منها أن تلتفت أو تتحدث لكنها لم تفعل.. ظلت تحدق بالأوراق أمامها تأملها برماديتيه بذلك الرداء الرقيق حيث ارتدت فستان رمادي اللون يصل إلى ركبتيها يرسم تفاصيل جسدها الفاتن المُغري ببراعة بحمالات عريضة يُظهر رقبتها المرمرية إلى عضمتي الترقوة برقة بالغة.. لملمت خصلاتها على شكل كعكةرقيقة لتتحرر بعض خصلاتها ساقطة على جانب وجهها.. أفاق على كلماتها العملية تقول:
-أنا دقايق وهكون في أوضة سيف.. لو جاي عشان كده !!
حدق بها ببلاهة.. هل أتى إليها لذلك فقط.. هاهي أعطته إجابته وتنتظر خروجه … ليقول بهدوء:
-تحبي أساعدك في الورق ده !!
رفعت أنظارها عن الأوراق ثم قالت ببرود:
-آه عايز تراجع ورايا.. معنديش مشاكل تعالى شوفه أنا كده كده لسه في فترة تدريبي !!!
سار نحوها بخطوات صارمة ثم استند إلى المكتب بإحدى يديه يطل عليها بهيئته المهيبة قائلا:
-أنا قولت مساعدة مش مراجعة !! أنا لو مش واثق في شغلك مكنتش سيبتك على الكرسي ده !!
هبت واقفة غير مبالية بالمسافة التي أصبحت إنشات بينهم تقول بغضب:
-انت متقدرش تقومني من هنا ده مش بمزاجك..انت بتدربني مش أكتر !!
زمجر بها قائلا بعد أن تعالت أنفاسه من فرط كتمان غضبه منها وقال هادرًا بعنف:
-افتكري إني لو قولت إنك متنفعيش يبقى هتقعدي معايا أكتر !!
ابتسمت بسخرية تقول:
-لا انت مش هتقول كده.. انت مستني اليوم اللي تخلص فيه مني بفارغ الصبر…!!
نظر إليها بصمت تام.. لكنها غير محقة.. لم تعد لديه رغبة التخلص منها …. بل أصبح الأمر على النقيض تماما معها… فصمتها الدائم يشعره بالندم على أفعاله البربرية معها لم ير ابتسامتها منذ ذلك اليوم.. سوى الوقت الذي تجلسه مع طفليها.. ليسترق النظرات إليها كالسارق تماما … لانت نظراته تجاهها لا شعوريا منه هبط برماديتيه يمسح تفاصيل جسدها بتأني تام لاحظت هي نظراته لتعود إلى الخلف جالسه فوق كرسيها تقول بتوتر طفيف:
-كلها شهر ونص وهترتاح تماما مني !!
تنهد ثم قال بعد أن جلس نصف جلسة أعلى مكتبها ولم يحيد بنظراته عنها يقول بهدوء:
-رنيم أيه رأيك في هُدنة بينا !!
عقدت حاجبيها تنظر بعدم فهم ليميل عليها مُمسكا كرسيها جاذبا إياه إليه لتصبح علي مقربة منه أنفاسه الحاره تلفح بشرتها الحلبيبة يقول بهدوء:
-يعني بعد نص ساعة بالظبط اليوم هينتهي.. نتعشي سوا النهارده !!
رفعت إحدى حاجبيها تقول ببرود:
-وده أمر !!
اقترب أكثر منها هامسا لها:
-لا ده عرض بس غير قابل للرفض !!
أشاحت بوجهها عنه تعيد رأسها للخلف تقول:
-ده مفهومك عن الهُدنة !!! علي العموم أنا هرفض فعلا.. أنا مابصدق أروح لولادي آخر اليوم يعني مش فاضية للكلام الفارغ ده !!
رفع إصبعه مُمسكا ذقنها يقول:
-يبقي جهزي الولاد معاكي !!
ثم استقام بوقفته يقول:
-لو خلصتي ورقك يلا عشان سيف مستنينا من بدري !!
أغلقت الملف أمامها ثم لملمت أشيائها تتجه معه إلى الخارج …انتهى اجتماعهم الصغير بوقت قياسي..لاحظ “سيف” به نظرات “أيهم” الدائمة لها.. ورغم رزانته بالأمور إلا أنه لم يكف عن مديح صنيعها بالأيام السالفة ….. شعرت “رنيم” بالراحة بعض الشيء لكنها فضلت الصمت فلم يبدُ على ملامحها أي تأثر بأقواله أو أفعاله..استقلت السيارة بجانبه بهدوء تام كعادتها معه.. ليقول كاسرا حاجز الصمت:
-تحبي تختاري المكان !!
نظرت إليه لحظات ثم قالت بسخرية:
-تعرف إن دي أول مرة تسألني أحب أيه !! عادي اختاره انت …!!
لم يُعلق علي حديثها لكنه قال:
-هتجيبي الولاد آخر كلام.. مش هتسيبهم لسالي المربية !!
نظرت تجاه النافذة تقول..
-الجو بدأ يبرد.. شكلي هسيبهم.. عمر بيتعب بسرعة !!
أوقف السيارة داخل القصر لتترجل منها وهو خلفها.. صعدت إلى الأعلى وما هي إلا ساعة وكانت أنهت زينتها الهادئة حيث ارتدت فستان كُحلي اللون بأكمام تصل إلى ما بعد كوعيها بعدة سنتيمترات طويل يغطي جسدها كاشفا عن انحناءات جسدها الفاتنة ثم ارتدت حذاء ذهبي اللون ذي كعب عالي واضعة القليل من مساحيق التجميل لتغطي إرهاقها وشحوب وجهها..
كان قد ترك لها غرفة الملابس وقف أمام المرآه يتأمل ذلك القميص الأسود الضيق حيث أبرز عضلات جسده فاتحا أول أزراره ثم صفف خصلاته الحريرية لينهي تجهيزاته بعطره المُميز الذي وصل إلى أنفها فور أن فتحت الباب الذي يفصل بينهما …
استدار لها وهو يرتدي سترته الرمادية ليتوقف عن الحركة مُفصلا إياها بنظراته الجرئية.. أقلقها حضوره الطاغي هكذا وقلقت أكثر حين اقترب منها مُزيحا خصلاتها خلف أذنها مقتربا بشفتيه يهمس بأذنها قائلا:
-إنتي إزاي حلوة كده !!
اضطربت أنفاسها من فعلته لتعض على شفتيها بتوتر واضح شعرت بأنفاسه تهبط إلى رقبتها.. اقشعر بدنها مما يفعله لترتد إلى الخلف مسرعة تقول:
-مش يلا !! اتأخرنا !!!
ابتسم لها رافعا ذراعه لها لتتأبطه باندهاش واضح من معاملته الغريبة لها … ماذا يريد منها … ظل عقلها يعمل ويدور… إلى أن وصلا إلى ذلك المطعم الراقي.. اتجهت معه إلى الداخل فاجأها باحتضان ذراعه لخصرها عابثا بهاتفه وكأنه لم يفعل شيء وصلا إلى طاولتهم والتي كانت بعيدة عن الأنظار تمامًا وكأنه يتعمد الاختلاء بها حتي إن كان مكان عام …
جذب الكرسي لها لتجلس وجلس هو بعدها لاحظت الترحيب الزائد به.. جلست صامتة تنظر إلى العازفين والثنائيات الراقصة بصمت من الواضح أن هذا المكان لعلية القوم.. شهقت حين وجدته يُمسك إصبعها الذي يحتوي على دبلته قائلا:
-تصدقي أول مرة آخد بالي من الدبل..مكنتش بركز معاها أبدا !!!
نظرت له بسخرية تقول:
-وأيه خلاك تركز !! إوعى تقول إني عرفت أوقعك زي ماوقعت شهاب !!
ابتسم لها ببرود يقول:
-أيهم الرفاعي محدش بيعرف يوقعه !!
أجابته بنفس البرود:
-وانت مين أصلا طلب يوقعك …!!!
عاد إلى الخلف ضاحكا يقول:
– أوووه كتييير !! بس أنا شخص مزاجي أوي !!!
أشاحت بنظراتها عنه تقول..
-آه أنا عارفة ده!!
-أنا مش بكرهك !! مش هكدب عليكي أنا كنت قلقان منك ومن وجودك.. بس بعد الفترة اللي فاتت غيرت رأيي جداا !!
قال كلماته متنهدا لتعود بأنظارها نحوهه تقول:
-وأيه حصل في الفترة اللي فاتت بقى !!
ابتسم مُجيبا إياها:
-حاجات كتير.. أولهم إني اتعلقت بعمر وجوان وبقيت حاسس إنهم أكتر من ولادي … عرفت عنك حاجات كتير مكنتش أعرفها …و آخرهم إنتي !! أنا مقصدتش اأذيكي أبدا يارنيم.. مقصدتش أهينك وأحولك بالشكل ده !!
ردت باندهاش:
-تحولني !!!
زفر بغضب:
-أيوه أحولك … وش البرود والأسلوب اللي بتتعاملي بيه معايا ومع الكل … وأنك قافلة على نفسك بسببي.. كل ده مش تحول !! متنكريش إنك اتغيرتي !! صدقيني أنا حاليا مش عايز غير راحتك !!
تنهدت وقالت:
-عايز أيه يا أيهم … عايز توصل لأيه بالظبط !! أنا مش هتنازآآآ!!!
-أنا مش عايزك تتنازلي يارنيم بالعكس !! بصي أنا راجل دوغري مبعرفش اللف والدوران.. أنا مش هطلقك بعد ماتخلص فتره الوصية.. يعني من الآخر اعتبري اتفاقنا ملغي !!
اتسعت عيناها تقف بغضب تقول:
-أييييييييه !!!!!!
عايزا تفاعل حلو هنزل بارت كمان ف السهره
الفصل العاشر ” شَرِسه”
وقف هو الآخر بعد أن لفتت أنظار بعض الجالسين بوقفتها الغاضبة ثم باغتها بإمساك يدها محتضنا إياها يلف ذراعه الآخر حول خصرها جاذبا إياها إلى ساحة الرقص التي كانت على مقربة منهم … لم تعارضه بل صمتت حين وجدت الأعين عليهم.. لتنظر إليه تقول بصدم#مه:
-قولي إنك كنت بتهزر من شوية !!
عقد حاجبيه ينظر لها بابتسامة باردة يقول:
-لا بتكلم جد !!
عقدت هي الأخرى حاجبيها تقول:
-ده لا يمكن يحصل.. أنا بعد الأيام عشان أخلص منك !!
نظر لها بغضب ثم زمجر قائلًا:
-للأسف مش هيحصل يامدام !!
اتسعت عيناها تقول:
-أنا مش مصدقة إنك كنت بتخدعني !! انت إنسان كداب !! بس عادي هرفع عليك قضيه خلع !! مش هعيش معاك لحظة واحدة عن المدة اللي بينا !! وبعدين مش خايف على نفسك من واحدة مجنونة زيي !!
ابتسم لها يقول ببرود:
-اهو للسبب ده بالتحديد مش هينفع ترفعي قضايا !!
عقدت حاجبيها تقول بعدم استيعاب:
-سبب أيه !!
تنهد وهو يتمايل معها بهدوء على النغمات الهادئة يقول:
-رنيم … أنا أول ما عرفتك كنت بحاول أجمع كل حاجة عنك قبل جوازك من شهلب.. وفي حاجات جت لحد عندي من غير ما أدور عليها.. زي الشهادة اللي من المستشفى !!
تسمرت بمكانها ثم أنزلت يديها عن كتفه ومن بين يده تنظر إليه بصد@مة واضحة:
-ليه كل مابقول إنك اتغيرت بتعمل كده !! انت بتهددني !! هتقول إني مجنونة عشان ما أطلقش منك !!
هز رأسه بالسلب يقول مسرعًا بتوتر من طريقه تفكيرها:
-رنيم افهميني أنا لو عايز أستغلها كنت استغليتها من ساعة الوصية !! أنا قولتلك مش عايز منك غير هُدنة … بس إنتي بتصعبي كل الطرق عليا …. متفكريش في نفسك بس … إنتي مش شايفة عمر وجوان متعلقين بيا إزاي !! أنا من حقي فرصة !!
جزت على أسنانها تقول:
-وأنا معنديش فرص لحد….!!
ثم التفتت وكادت أن تغادر ليقول:
-رنيم أنا عارف إني أذيتك.. بس أنا معملتش أي حاجة من اليوم ده.. مقربتش منك وسايبلك كامل حريتك … فرصة واحدة بس هي اللي هتصلح كل اللي بينا !!
التفتت له بغضب تصيح:
-والله !!!
وأنا محدش إداني فرصة ليييييه !!
بدأت العيون ترتكز عليهم لتُكمل بغضب وأنفاس لاهثة:
-مدتنيش الفرصة دي ليييييه !! أنا كنت محتاجة مساعدتك وبدل ماتمد إيدك عشان أمسكها وأقف.. كسرتلي إيدي يا أيهم !! انت رغم كل اللي جمعته عني متعرفش أي حااجة عني !!! ولا حاجة صح !!
ثم اقتربت منه تهمس ودموعها تتساقط:
-أنا كنت فكراك اتغيرت … انت اتحولت معايا 180 درجة من غير سبب … ماسبتليش فرصة أوضحلك حاجة… أنا بالنسبةلك المجنونة اللي لعبت على أخوك …!! مسألتش نفسك قبل كده …إزاي واحدة مجنونة زي مابتقول هترسم وتخطط عشان توقع أخوك … !!!! بلاش دي … هو أخوك طفل صغير عشان يشوفني يقوم يجري يمسك في فستاني ويتجوزني !! أنا مش ممكن أكمل معاك يا أيهم !! مش ممكن !!
كادت أن تُغادر لكنه أمسك يدها يقول:
-وأنا مش هضغط عليكي أكتر من كده يارنيم … بس هنكمل السهرة دي عادي … مش عايز نهايتها تبقي كده بينا !!
نظرت له لحظات ليحيط خصرها عائدا بها إلى طاولتهم تحت نظرات الجميع المندهشة … جلست تحدق بالفراغ ولم تمد يدها إلى ذلك العشاء الفاخر..عقلها يدور ويعمل بقلق وريبة من أفعاله.. وكلماته ….. أجبرها على تناول لقيمات من الطعام ثم أنهت السهرة متعللة بذلك الصداع الذي كاد يفتك برأسها ليلبي رغبتها بالرحيل عائدا بها بصمت إلى القصر … برحلة هادئة تماما هادئة لدرجة أنها جلبت إليها النعاس …….
أوقف السيارة بهدوء منتظرا اندفاعها منها كعادتها معه لكنه وجد جسدها ساكن تماما … فقط أنفاسها الهادئة هي ما طمأنته أنها لم يصبها مكروه اعتدل قليلا ليجدها مُغمضة عينيها بهدوء تام ليبتسم لفعلتها… هل هذه من كانت تعاركه منذ قليل لما لا تظل هكذا دومًا !!!
ترجل من السيارة ليفتح بابها حاملا إياها بحذر تام حتى لا يوقظها احتضنها برفق يرتقي درجات السلم بحذر ولم تهبط عيناه عنها..غافلا تماما عن تلك التي أكلتهم بنيران عينيها … دلفت إلى الداخل تصيح بغل:
-شايفه هو ده اللي مش طايقها.. سهرة وشايلها ونايمة في حضنه …. واضح أوي الكره بينهم !!
ابتسمت أمها بهدوء تقول:
-جرى أيه ياصافي.. إنتي مشوفتيش بنفسك لما بعتناله رسالة صغيرة في صباحيتهم عمل فيها أيه قدامنا.. يعني مش بيثق ولا هيثق فيها …!!
ارتفعت ضحكات الأخرى بسخرية تردف بغضب..
-بلاش كلام فارغ … دي بقالها ٤ شهور مبهدلانا كلنا وقدام عينيه وسايبهااااا …. !!
وضعت الأم يدها حول أكتاف ابنتها تقول:
-سهله ياروحي.. بس كله بالهدوء مفيش حاجة هتتحل بعصبيتك…. أنا لو بس ألاقي أي حاجة وراها.. صدقيني هطردهالك من هنا بفضيحة كمااان !!
نفضت يد أمها بغضب تقول:
-وأنا بقى مش هستناكي تدوري وتلاقي … أنا هتصرف بنفسي !!!
وضعها أعلى الفراش بهدوء تام نازعا دبوس شعرها برفق … حتى لا يؤذيها تركها علها تفيق..واتجه إلى الحمام ليهديء نيران جسده بحمام مُنعش …ثم ألقى عليها نظرة وهو يتجه إلى غرفة الملابس..ارتدى بنطاله وابتسم بخبث جاذبا قطعة وردية تخصها وخطى إلى الفراش بهدوء حاول إصدار أصوات ليجدها بالفعل مستغرقة تماما بنومها …
جلس بجانبها بهدوء مقبلا جبينها متأملا ملامحها لم يستغرق الأمر دقائق … إذ نزع عنها فستانها ثم ألبسها تلك القطعة الوردية بعد أن أطفأ الأنوار فهو لم يعد يضمن نفسه أمام فتنتها … أنهى مايفعله ثم ألقى الفستان أرضا بجانبها وصعد فوق الفراش يحتضنها من خصرها.. مشددا عليها بين أحضانه ناظرا إلى ملامحها بابتسامة شاردة يهمس لها:
-كنت هتجنن لو كان طلع بينكم حاجة ! … بس المرة دي مش هسيبك تبعدي ولا هظلمك تاني !!
ثم لانت ملامحه تدريجيا وهو يدفن وجهه بخصلاتها الناعمه غارقا بنوم هادئ بأحضانها الدافئة …
-***-
أفاقت على تلك اللمسات فوق بشرتها كادت أن تذهب بالنوم ثانية لكن لحظة، لما تشعر أنها مُقيدة تلك ليست لمسات بل قبلاااات !!
فتحت عينيها باتساع مذهولة، لتجده يطل عليها وهو عاري الصدر كعادته لكن المُرعب أنه يهبط إلى شفتيها الآن حاولت الحركة لكنه كان يربطهاااا.. هل يقيدها ذلك المجنون ؟؟؟؟!!!! اتسعت عيناها تصيح بغضب وهو تتلوي بجسدها:
-انت اتجنننت مكتفني يا أيهم … فاكر إني كده هعمل اللي انت عاوزه !!
لم يعبأ بصياحها ليبتسم لها قائلا وهو يداعب بأنامله طرف أنفها بلطف:
-صباح الخير بتاعتك هتلم علينا القصر ولا أيه !!
كادت أن تجيبه عاقدة حاجبيها بغضب لكنه وضع إصبعه أعلى فمها ويده تداعب خصلاتها برقة هامسًا لها:
-وطي صوتك الولاد نايمين … ده غير إني مش مكتفك عشان كده … إوعديني انك هتقعدي تسمعيني بعقل وأنا أفكك !!
صاحت بغضب وأنفاسها تتهدج من فرط اشتعال جسدها من ذلك القُرب المُهلك:
-ده أنا هخربيتك ….. وهما المجانين اللي زيي بيسمعوا حد بعقل !!
احتضن خصرها يرفعها إليه بابتسامة خبيثه تُزين ثغره الحاد:
– أهي طولة لسانك دي مش هتخليني أفكك أبدااا …. ده غير إنك أعقل واحدة قابلتها في حياتي !!
شهقت من فعلته لتصيح بغضب:
-انت اتجننت … جرالك أيه … !!
اشتعلت وجنتيها من ذلك القرب المُهلك … لتقع نظراتها علي ذلك الفستان الذي كانت ترتديه أمس لتضيق عينيها تنظر إليه باندهاش.. ثم إلى نفسهاا.. كيف نزعته.. لتتسع عيناها تهمس بصدم#مه:
-يانهارك أسوود … انت هببت أيه !!
نظر إلى ماتنظر إليه.. ليبتسم بمكر قائلا:
-هببت أيه !! في واحدة تقول لجوزها كده !! أنا عملت اللي أي راجل مكاني كان هيعمله !!
اتسعت عيناها أكثر وهو تبتلع رمقها بتوتر تتساءل بقلق:
-يعني أيه ؟؟!!
قربها إليه أكثر يهمس:
-يعني واحد متجوز واحدة زي القمر نامت بهدومها … هيعمل أيه !!!
ابتلعت ريقها لتدمع عيناها تهمس:
-عملت أيه يا أيهم !!
حين أصبحت هكذا على وشك البكاء ضحك بصوت مرتفع يقول:
-أيه ياقلبي إنتي دماغك راحت فين … متخافيش أنا غيرتلك بس.. وكنت طافي النور … يعني مشوفتش حاجة !!
تنهدت مُغمضة عينيها لتفتحهما على وسعهما حين همس لها:
-بس لمست !!
صاحت به بغضب وهي تعقد حاجبيها:
-انت وقح وسااافل !!
عقد حاجبيه ضاغطا جسدها بقوة داخل أحضانه يقول:
-ده بدل ماتشكريني !!
نظرت له باندهاش:
-أشكرك !! بقولك أيه فكني وخلصني وابعد عني كده … إوعي !!!
جذبها إليه أكثر ثم باغتها بوضعها فوق الفراش واعتلاها بجسده مُباغتا إياها بالتهام شفتيها حاولت التملص من بين يديه تتحرك بجسدها لكنه رفع يده مثبتا وجهها ويده الأخرى تداعب خصرها اتسعت عينيها بهلع من أفعاله ليقطع قبلته موزعا قبلاته أعلى قسمات وجهها هدأت حركتها تحاول استيعاب ما يحدث … لتهمس بقلق وهي تشعر بتلك الحراره تكاد تحرقها:
-أيهم كفايه..!!
همس لها بدفئ بجانب أذنها:
-إديني فرصة واحدة يارنيم … لو وعدتيني بيها أوعدك هفكك … !!
وكف عن أفعاله مُعتدلا فوق الفراش جاذبا إياها إليه يتساءل بجدية:
-توعديني ؟؟!! إنتي مش خسرانة حاجة.. وأنا مش هسيبك أبداااا !!! ريحيني وريحي نفسك
نظرت إليه عاقدة حاجبيها تقول:
-ومين فهمك إن راحتي معاك !!
وزع نظراته على وجهها لتقف عند شفتيها المنتفختين أثر قبلاته واضحا عليها للغايه بل ومشجعه للتمادي، وهو علي يقين أنه إن تماي وهي هادئه هكذا ن ترفضه لكنه لا يريدها بتلك الطريقه ليبلل شفتيه هامسا:
-رنيم وافقي عشان مش ضامن نفسي أكتر من كده … خليني أتنيل أفكك وأمشي !!
نظرت له باندهاش لتبتسم بخبث ثم اقتربت أمام شفتيه تهمس:
-مش ضامن أيه بالظبط !!
ابتلع رمقه يميل برأسه مقتربا منها يقول:
-رنيم إنتي متعرفيش أنا عانيت قد أيه منك الفترة اللي فاتت…. فمتختبريش صبري أكتر من كده … عشان مانندمش !!
نظرت إليه بهدوء ثم قالت وهو تُقصي جسدها عنه عائده للخلف برأسها:
-أوعدك !!
همس لها وهو على وضعه:
-بأيه !!
أشاحت برأسها تقول:
-إني هديك فرصة فكني بقى زهقت !!!!!
ابتسم يقول بمكر..
– أفكك كده بدون مُقابل !!
عقدت حاجبيها ليبدأ بحل وثاقها على الفور تجنبا لثورتها ومازال يحبسها داخل أحضانه لتدفعه بقوة تقف على الفور متجهة إلى المرحاض بخطوات مسرعة… ليتمتم وهو يتفرسها بنظراته قائلا:
-شرسة أوي … بس قمر!!!
أغلقت الباب بعنف وهي تتوعد بعقلها قائلة بغضب وشراسه:
-والله لاطلع عليك القديم والجديد يا أيهم !!!!
الفصل الحادي عشر “مُلهبه”
جلست “رنيم” تحتضن طفلتها النائمة وعقلها لازال يعمل بصد@مة من انقلاب الأحداث معه هكذا كيف أصبح يعاملها بذلك اللين رغم جفاء ردودها وأفعالها تجاهه، “شهاب” كان يقص لها كم أن أيهم شخصية معقدة صعب المراس عصبي.. هي تخشاه وبشده.. ولولا أنها ترى حبه لأبنائها لظنت به الظنون …
أودعت طفلتها قُبلة لطيفه أعلى جبهتها ثم وضعتها بمهدها بجانب أخيها وانصرفت تقف بشرفة الغرفة التي تطل علي بوابة القصر، لتداهمها الأفكار بشراسة.. تكاد تعصف بذهنها..هل يفعل ذلك من أجل الإرث … ماذا سوف يحدث لها بنصف شهر الباقي معه …؟؟!!
شهقت برعب حين وجدت نفسها مُحاطة بذراعيه يشدد إياهم فوق خصرها الممشوق، دافنًا رأسه بعنقها بصمت تام.. ارتعدت أوصالها لفعلته الغريبة قد مر شهر على معاملته اللينة معها أصبحت تشاركه الفراش إجبارا منه وإن غفت فوق الأريكة أو تعمدت النوم وهو بحمامه … تجد نفسها معلقة بين ذراعيه بالهواء.. ثم بين أحضانه بالفراش … تلك الأحضان التي تحيطها بدفء غريب الآن … بدأت أنفاسه الساخنة تداعب بشرتها الحليبية ثم حلت شفتاه الدافئتان محل أنفاسه تُلهبها قُبلاته المتفرقة للغايه وذاك الشعور يزيدها قلقًا حيال القادم !!
اتسعت عيناها ثم حاولت التملص منه وهي تبعد رقبتها عن مرمي شفتيه … تحاول تمالك نفسها عاضة على شفتيها تنظر أرضا … أدارها لتواجه وجهه الغاضب.. ثم حدثها وهو يعيد خصلاته إلى الخلف بغضب واضح يقولبحزن بالغ غلف نبرته:
-هنفضل كده لغايه إمتي يارنيم …. أنا حاولت معاكي بكل الطرق … استحملت كل عمايلك الشهر اللي فات وقولت معلش بترد اللي عملته معاها … !! لكن الموضوع بقى غير محتمل كده !! ليه بتبعدي كده ؟؟ ليه مش عايزه تساعديني !!!
رفعت أنظارها ثم حدقت به بلبنيتيها التي بات يعشقها وقالت بحزن:
-معرفش !!
زفر أنفاسه مقتربا منها يحبسها بين أحضانه وبين السور محيطا خصرها بذراعيه يقربها منه يهمس أمام شفتيها:
-رنيم أنا عارف إن كل حاجة حوالينا ملغبطة والظروف اللي اتجوزنا فيها ملغبطة … جايز إنتي واخدة فكرة إني كنت كارهك ودلوقت اتغيرت معاكي وقلقانة مني !!
ثم رفع رماديتيه إليها ليجدها تحدق به بصمت وكأنها تؤكد كلماته ليتنهد مقتربا أكثر وهو ينظر إلى شفتيها وقال:
-أنا بحبك من قبل شهاب مايتجوزك يارنيم !!
ثم هبط بشفتيه يفترس شفتيها بنهم تام مُبتلعا شهقتها مُغمضًا عينيه ثم رفع إحدى يديه يجذبها من رقبتها حين شعر بها تبتعد بصد@مة … لحظات شعر برغبتها بالتنفس ليفصل قُبلته واضعا جبينه أعلى جبينها يقول بأنفاس لاهثة:
-أنا مش هقدر أقولك أكتر من كده … ده ماضي مش عايز أفتحه …!!!
نظرت له بغضب تحدق به بصد@مة ثم أزاحته بغضب تصيح به:
-هو أيه ده اللي ماضي !! انت مش قولت إنك متعرفش عن جوازتي من شهاب غير يومها … انت إزاي كداب كده !!
اتجهت إلى الداخل تُكمل صائحة …
-كل حاجة حواليا مش مفهومة وكل ما أقول إنك اتعدلت لازم تطلعلي حاجة جديدة تكرهني فيك …!!
اتجه خلفها مُمسكا ذراعها بغضب يزأر بها بعنف:
-من يوم ما اتجوزنا شوفتي مني وحش !! أنا بعترف إني جيت عليكي في الأول بس بعدها فوقت لنفسي … أيه اللي يكرهك فيا … إني بحبك من زماااان !!! وهو أخدك مني !!
صاحت غاضبة تقول وقد أصبحت عيناها تمتلئ بالدموع تقول:
-مين هو … مش ده شهاب اللي كانت روحك فيه … كنت متأكدة إنك كداب !! ومش بتحب حد غير نفسك …!!
شدد من ضغطه فوق ذراعيها يصرخ بها مزمجرا:
-انتي مش فاهمة حاجة … متعرفيش أي حاجة.. أنا بحبك من 5 سنين …. بحبك من يوم مابدأ يبقى فيه شغل بينا وبين أبوكي … أيام ماكنت ماسك شركات الرفاعي مع شهاب … شوفتك ساعتها وأنا في بيتكم.. انتي مش فاكرة ده !!!
Flash back
جلست رنيم فوق مكتب أبيها تتضاحك معه بصوت مرتفع وكان أيهم بصُحبه الخادمة توصله إلى المكتب ليستمع إلى صوت الخادمة تقول:
-لحظة هبلغ البيه..!!
وقف بمحله يتطلع إلى الأثاث من حوله بهدوء ليجد فجأه إعصار خارج من الغرفة تصيح وهي تسير بظهرها:
-هجيلك بعد اجتماعك يافهووودي !!
ثم كادت أن تعتدل وهي تضحك بصوت مرتفع لتصطدم بذلك الجدار البشري ذي الأعين الرمادية … الذي أحاطها بلحظات بين أحضانه يتطلع اليها بأعين مشدوهة… رُباه ما ذلك الجمال … اتسعت عيناها وهي تحاول الوقوف جيدا وقد اكتست وجنتيها بحُمرة الخجل تردد:
-آسفة.. مكنتش واخدة بالي !!
ثم انصرفت مسرعة لتعلق الخادمة وهي تسير خلفها:
-رنيم هانم الغدا جاهز … !!
وقف أيهم يقول:
-رنيم !! هي دي بنت فهد الزيني !!
أجابته الخادمة بابتسامة وتفاخر:
-أيوه دي الست رنيم بنت فهد بيه … !!
ارتفع حاجبيه باندهاش واضح يقول:
-دي مخطوبة ! دي شكلها عيلة !!
كادت أن تجيبه الخادمة لكن صوت فهد الزيني الذي صرفها ثم قال بضحكات مرتفعة:
-طيب كويس إنها مش سمعاك … وبعدين رنيم مش مخطوبة ولا حاجة.. دي لسه عندها ٢٠ سنه.. وبعدين بيني وبينك أنا روحي فيها ومش هسيبها لراجل غيري !!
ابتسم له أيهم بهدوء وردد:
-أنا بقول كده بناء على كلام ناصف … ابن أخوك !!
عقد فهد حاجبيه يحدق بصمت أمامه ثم قال:
-لا الكلام ده غلط.. اتفضل معايا.. وآسف إني جبتك هنا … بس أنا مش بقدر أقعد كتير في المكتب عشان والدة رنيم.. !!
أومأ له أيهم بصمت تام وعقله.. ليس معه بل مع تلك الحورية التي سلبت عقله وأنفاسه …
Back
قربها يهمس لها بأعين تائهة:
-أنا من يومها وماغبتيش عن بالي.. فضلت وراكي فترة.. بحاول أوصل لكل أخبارك.. بس للأسف فجأة اختفيتي تماما … ووالدك كان بيرفض يتكلم عنك … طلبتك منه قبل مايتوفي بأيام في.. وهو قالي هيرد عليا … بس للأسف … اتوفي !!
بدأت دمعاتها بالهطول تدريجيا وهي تحاول استعادة تلك الأحداث إلى عقلها ليجلس إلى الأريكة جاذبا إياها لأحضانه وهو يُكمل:
-حاولت أدور وراكي وروحت لشهاب ساعتها وقالي إنه هيساعدني..وفعلا وصلك … بس مكنتش أعرف إنه عايزك ليه … شهاب أخويا اللي ضيع عمره كله وهو بيكره الستات … طلع بيحبك من زمان
بدأت دموعه هو الآخر بالهبوط وأكمل:
-مكنش ينفع آخدك بعد كل ده … كان لازم أبعد عنك وأنسى كل حاجة.. وفعلا سافرت ايطاليا واستقريت هناك.. ورجعت قبل وفاة شهاب بشهرين.. وكان لازم أعمل نفسي معرفكيش … كنت بحاول أكرهك فيا.. لما جيتي هنا رجعتي كل حاجة … بقيت عايزك ليا بأي طريقة.. ومبقتش عارف أتصرف إزاي وإنتي دلوقت مرات أخويا …
خرجت من أحضانه تنظر إليه بأعين ذائبة بالدموع تتعالي شهقاتها قائلة:
-عشان كده ضربتني بالقلم قدامهم !!
اعتدل يرد عليها مسرعا:
-لا لا … ده ملوش علاقة بالرسايل اللي جاتلي الصبح من ناصف !!
زفر بغضب ثم خلل أصابعه بخصلاته يردد:
-أنا وصلتني رسايل من ناصف.. كان نصها إنك متفقة معاه أول ماتخلص المدة بينا هتتجوزوا !! وبعدها بعتلي صور ليكم وأكدلي إنه بيكلمك على طول وإنه كلمك يوم الفرح !! ولما نزلنا تحت وصافي سألتك إنتي ماردتيش.. رغم إن كان نفسي تردي على السؤال ده بالذات.. بس للأسف أنا متصورتش إنك ممكن تروحي لغيري …. أنا مجرد الخيال بيموتني يارنيم !!
ثم كور وجهها بين يديه ورماديتيه تلقيها بنظرات والهة وقال بهمس:
-أنا بحبك يارنيم من زمان … ومش هسيبك تاني لغيري.. مهما حصل !!!
تعالت شهقاتها مما تسمعه للتو لا تصدق أذنيها مايقول..لم يتحمل هيئتها تلك جذبها إلى أحضانه يعتصرها محيطا جسدها بذراعيه يهمس لها بكلمات الاعتذار والأسف..مرت دقائق لتهدأ رويدا رويدا ثم نهضت فجأة مبتعدة عنه تلقيه بنظرات ملتهبة غاضبة تقول:
-انت عارف الفترة اللي سيبتني فيها دي كنت محتجاك فيها قد أي..عارف حصلي أيه … فرحان إن شهاب وصلي … جاي بعد كل الذل والإهانات اللي شوفتها تعرض عليا حبك ….
اقتربت منه تصرخ بحزن مُمسكة بتلابيب قميصه:
مستني مني افتح أحضاني وأقولك إني كنت مستنية حبك من زمان …. اللي بيحب مش بينسي ولا بيستغي … إزاي سيبتني ليهم !!
احتضن يديها مُقربا وجهه منها يقول:
-ماسيبتكيش.. ولا نسيتك … مقدرش أعمل كده.. إنتي متعرفيش إنتي عندي أيه.. بس ده أخويا يارنيم !! كنت هقوله أيه … أنا بحب مراتك !!
ارتعشت شفتيها تقول:
-ولو شهاب مكنش م١ت !! كنت هتعمل أيه !! انت عارف أن شهاب كان هيجبني أعيش هنا !! كنت هتعيش معايا إزاي !!
نظر أرضا ولم يُجب متنهدا بحزن … طال الصمت بينهم طالت نظراته الحزينة إليه.. لاتعلم ماهية شعورها نحوه لكن الآن هي غاضبة وبشدة..نفضت يدها بعيدا عن صدره تقول بغضب:
-طلقني !!
اتسعت عيناه ينظر بذهول تجاهها يهمس بصدم#مه:
-هو ده ردك على كل اللي حكيته..!!
أعطته ظهرها تردد بثبات ظاهري:
-زي ماسمعت كده مجرد ماتخلص الفترة بينا أنا مش هقعد معاك يوم واحد زيادة !
اندفع تجاههاا يمسك ذراعيها بشدة يقربها إليه بغضب صائحا بوجهها وقد نفرت عروقه بنحره من شدة غضبه:
-انسي يارنيم … أنا محكتش كل ده عشان تبعدي عني … أنا ساكت من سنين وبتوجع لوحدي ومش هسكت أكتر من كده !! مش هستني حد تاني يسرقك مني …!!
اتسعت لبنيتيها بخوف تردد بذهول أمام إصراره الواضح بعينيه:
-هتكمل معايا بالعافية يا أيهم !!
اقترب يهمس لها أمام شفتيها التي الهبته قائلا وهو يلصق جيبنها إلي جبينه بأنفاس لاهثه:
-غصب عن عينك يارنيم.. مش هسيبك أبدااا إلا بمoتي !!
سلطت أنظارها على عينيه تنظر إليه بصد@مة واضحة.. خانتها لبنيتيها وتدحرجت على ملامحه الوسيمة..وتقاسيم صدره البارز من قميصه.. أغمضت عينيها تنهر نفسها بسرها..تضغط بأسنانها فوق شفتيها محاولة الابتعاد عنه.. أدرك على الفور محاولاتها الفاشلة بالخروج من أحضانه ليتابع همسه باذنها مستغلا حالتها :
-بس أوعدك مفيش أي حاجة هتحصل غصب عنك … كله بإرادتك يارنيم !!
نظرت له بغل وكادت أن تنهره لكنه ابتعد عنها متجها إلى حقيبة أوراقه يعبث بها لحظات ثم عاد إليها مُمسكا ورقة بين يديه يمدها لها قائلا:
-امسكي !! دي الشهادة بتاعة المستشفى.. أنا اتأكدت إن مفيش أي نسخ تاني ليها.. يعني محدش يقدر يقولك حرف واحد في الموضوع ده ولا حد يقدر يثبت حتى إنك دخلتي هناك … الكاميرات اللي لقطت خروجك ودخولك اتنضفت.. يعني رنيم الرفاعي مدخلتش المكان ده من الأساس !!
حدقت به باندهاش واضح.. لم يخطر ببالها أن يُقدم علي تلك الخطوة… هل برأها لتوه أم أنها يتهيأ لها ذلك !! أمسكت الورقة تُقلبها بيدها تقول باندهاش..
-انت كنت عارف إني دخلت هناك..!!
رد مسرعا يقول بصرامة:
-لا محصلش.. أنا مكنتش أعرف ولما عرفت إن الحيوان ناصف وأبوه أذوكي أنا فضيت الشراكة مع مجموعة أبوكي !! للأسف يارنيم أنا مكنش في إيدي حاجة تاني أعملها.. لو عايزة الشركات تتمحي من السوق من بكره اناآآآ..!!
قاطعته تهز رأسها بالنفي تقول مسرعة:
-لا إوعي يا أيهم.. انت متعرفش بابا تعب إزاي فيهم !!
تنهدت تنكس رأسها بحزن تنظر إلى الورقه التي بين يديها بحيرة ولا تعلم ماذا تفعل بها … أمسك تلك القداحة التي كانت أعلى الطاولة مناولا إياها لتتناولها منه وبلحظات أشعلت النيران بتلك الورقة لتتراقص ألسنة اللهب أمام عينيهما … تحرق تلك الشهادة وتحرق معها ذكرى دمرت 4 سنوات من عمرها.. ألقت الورقة بالمنفضة تتابعها وهي تنطفئ تدريجيا بابتسامة شاردة.. لاحظها هو لتنتعش خلاياه بذلك الشعور بالس،ـكينة، فتلك أولى خطواته نحو قلبها.. نظرت له ترفع إحدى حاجبيها تردد بإصرار:
-أنا متشكرة على اللي عملته ده بس أنا لسه عند رأيي مش هكمل معاك يا أيهم !!
ثم اتجهت فورا إلى الأريكة تتكور فوقها بجسدها مُغلقة عينيها ….زفر بغضب وتحرك ناحية المرحاض ليغتسل من إرهاق اليوم كله وإلهابها له كعادتها منذ تواجدها معه …
-***-
جلست تلك الأفعى تدخن سيجارتها بغضب واضح وهي تأكل بنفسها تحدث أحدهم على الهاتف قائلة بغضب:
-بقولك أيه أنا مش هسكت أكتر من كده …أنا مش هسيبها تاخد مني أيهم.. كفايه عليها اللي لهفته من ورا شهاب !!
صمتت تسمتع إلى الطرف الآخر لتصيح بغضب:
-يعني أيه مش عارف تقرب منها !! بقولك أيه أنا هسهل عليك المرة دي لكن هتبقى آخر مرة أنا مش ناقصة قرف ياناصف … !!
أغلقت الهاتف تُلقيه بغضب تقول بغلظه:
-جتكوا القرف عيلة غم !! وبعدين معاكي يازفتة يارنيم … أيه حتة عيلة زيك هتكوش على كل حاجة !!
أفاقت على صوت أمها تلكزها قائلة بهمس:
-وطي صوتك سيف نازل … مش عايزين نتفضح!!
نظرت لها بتأفف ثم أشاحت بنظراتها تلعب بأظافرها بشرود لتبتسم بخبث منتفضة من جلستها تتجه ناحية سيف تقول له:
-سيف … عامل أيه !!
نظر لها باندهاش وقال:
-أنا تمام يا صافي.. خير..ربنا يستر !!
ارتفعت ضحكاتها تميل عليه بميوعة تقول:
– إخس عليك ياسيف.. ليه كده ده أنا بحبك أوي !!
نظر لها باشمئزاز وقال:
-اخلصي ياصافي وقولي عايزه أيه !!
ابتسمت له تقول …
-أنا زهقت من قعدة البيت ياسيف.. وعاوزة أنزل أشتغل !!
عقد حاجبيه يقول بذهول:
-إنتي !! إحنا مش كنا بنتحايل عليكي … وبعدين وإنتي تعرفي تشتغلي أيه !!
نظرت له بلهفة واضحة وهي تقول مسرعة:
-ياسيف أنا محتاجة أتدرب معاكم.. لو ولاد عمي ماساعدونيش مين يساعدني وبعدين أنا عارفة إن سكرتيرتك مشيت … خدني مكانها دربني..!!
صاح بها يقول:
-نعم … أنا أدربك هو أنا طايقك هنا عشان أطيقك في الشغل !!
نظرت له بغل وغضب تصيح به:
-نعممممم!!
صحح كلماته بتأفف يقول:
-أقصد إني مش طايق نفسي … شوفيلك حد غيري !!
اتجهت إليه تقترب منه أكثر تقول:
-عشان خاطري ياسيف خلي أي حد عندك يدربني أو أشتغل في قسم مش لازم معاك !! وبعدين أنا بابي ليه أسهم يعني مش هتحايل عليك !!
تأفف ثم زفر غاضبا يقول:
-خلاص خلاص.. تعالي بكره ونبقى نشوف !!
ثم أسرع بخطواته منصرفا من أمامها يتمتم بكلمات غاضبة..لتبتسم بمكر تستمع إلى أمها تقول:
-إنتي ناوية علي أيه ياصافي.. أنا بدأت أقلق !!
ابتسمت تقول..
– متقلقيش المرة دي كله هيمشي زي ما أنا عايزة !!
-***-
فتحت عينيها صباحا لتجد نفسها محيطة خصره بذراعيها بل وتضع إحدى ساقيها أيضا عليه..متشبثة به كالسجان اتسعت عيناها تنتفض بهلع قبل أن يراها هكذا لكن قد فات الأوان … هو بالفعل مستيقظ يضع إحدى ذراعيه أسفل رأسه والأخرى يحيط جسدها بها يبتسم لها بهدوء تام مُسلطا رماديتيه عليها … نظرت إليه بخجل تعتدل مبتعدة ليجذبها إليه هامسا أمام شفتيها:
-مين قالك إني ههرب منك بس !!
لم تعرف بما تجيبه هو مُحق.. كيف لها أن تفعل ذلك معه لترفع رأسها مجيبة إياه بتحدي واضح قائلة بصوتها المتحشرج الرقيق:
-بقولك أيه.. ماتسوقش فيها … أنا كنت نايمة ومش حاسة وبعدين انت اللي جبتني هنا وأنا نايمةيبقى استحمل بقى !!
قلب الوضع ليطل عليها بهيئته الوسيمة التي ألهبتها وهو يهمس لها:
– أموت أنا في الشرس … !! ليكي حق أنا لازم أستحمل فعلا … بس أحب أقولك إن أنا مش بعرف أصبر كتير وده إثبات إن صبري معاكي بينفذ ….!
ثم هبط بشفتيه يلتهم شفتيها ولأول مرة لم تدفعه بعيدا ولم تندهش بل أغمضت عينيها تكتسي وجنتيها باللون الأحمر..تضع يديها الصغيرتين فوق ذراعيه العاريتين متشبثة بهما بهدوء تااام
الفصل الثاني عشر ” بدايه”
جلست بمكتبها تقرأ مابيدها ببال مُشتت ونصف تركيز.. لقد سلب عقلها بتلك الحقائق التي ألقاها بوجهها منذ يومين أصبحت مُشتتة للغاية أغمضت عينيها تعود إلى الخلف بجسدها ثم أراحت
رأسها إلى الوراء تضم شفتيها ضاغطة عليها بإرهاق لتبتسم دون شعور حين تذكرت ردة فعلها صباحا بعد أن تاهت معه بتلك القبلة وتشبثت به حيث فتحت عيناها على وسعها مندهشة من
استسلامها له تحاول أن تدفعه بعيدا لكنه لم يستجيب لها لتلكزه بمعدته بغضب أفاقه هو الآخر..
ليبتعد عنها ينظر إليها بأعين قاتمة ثم نهض عنها فجأة متجهًا إلى حمامه يلقي بكلمات خاافتة غاضبا صافعا الباب بعنف أفزعها لتبتسم ظنًا منها أنها هكذا نالت منه….ظلت هكذا دقائق ترادوها أفكار مختلفة إلى أن غفلت دون شعور منها، أفاقت على لمسات لطيفة أعلى رقبتها تصعد إلى وجنتيها لتفتح لبنيتيها بفزع … وقعت أنظارها عليه.. يجلس فوق مكتبها نصف جلسة ومن الواضح أنه من فترة معها حيث سترته ملقاة بإهمال أعلى الكرسي المقابل لها … يحل أزرار قميصه العلوية ليبرز صدره العضلي مشمرا عن ساعديه ينظر لها بهدوء تام وقد توقفت أصابعه عن مداعبة رقبتها ليميل عليها بطلته المُهلكه لما تبقى من أعصابها أمامه وكـأنه يتعمد أن يحرقها بأفعاله..
هو ينفذ وعده لها … يزيل الحواجز الهشة التي صنعتها فيما بينهم واحدًا تلو الآخر، شردت وهي تنظر إليه بصد@مة لقربه الشديد هكذا ليجذبها إليه فجأه … شهقت حين وجدت نفسها بين أحضانه يحيطها بين ذراعيه مقربًا إياها إليه بشدة يهمس أمام شفتيها:
-كل ده نوم !!
نظرت إليه ببعض الخجل شعرت أنها لازالت طفلة تغفو أثناء أداء واجبها غضت على شفتيها بخجل تُدحرج أعينها بأرجاء الغرفة تهمس بخفوت غافلة عن وضعها بين أحضانه وقربه ذلك قائلة:
-محستش بنفسي..مقصدش !!
جاهد ليخفي تلك الإبتسامة التي كادت تتراقص على شفتيه يعقد حاجبيه يقول بصوت صارم:
-إنتي عارفة الصفقة اللي في إيدك ونايمة وسايباها دي بكام مليون !!
انتشرت الحمرة أعلى وجنتيها ترتعش شفتيها بخجل شديد لتُدمع عيناها على الفور كالأطفال ليُكمل بصوت غاضب صارم وترها:
-إزاي أصلا تنامي في المكتب كده إفرض حد غيري كان دخل عليكي !!
لم تجيبه بل نكست رأسها بصمت تُعد نفسها لتوبيخ لاذع منه كعادته سابقًا … لم يتحمل أكثر من ذلك … ماتفعله به تلك الفاتنة لا يُصدقه عقل … لقد أصبح مُتيما بها وبأدق تصرفاتها … رفع ذقنها لتواجهه بلبنيتها النادمة لنومها هكذا.. أما هو سلط نظراته على تلك الشفتين فقط عاقدا حاجبيه يتمتم بهدوء وابتسامة سلبت عقلها:
-فداكِ كل الملايين يارنيم !!
ثم هبط على شفتيها ينهل من رحيقها بنهم يعبث بأصابعه بفستانها وقف يدفعها بلطف إلى الحائط خلفها وجسده بالأمام يضمها بقوة يهمس بخفوت من بين قُبلاته الحارة:
– إياكِ يارنيم تنامي هنا تاني !!
ازداد لهيب أنفاسه يحرق بشرتها الحليبية وقد هبط بشفتيه إلى نحرها يقول بغضب:
-عارفه لو كان راجل غيري دخل وشافك كده … كنت هقتله !!
ابتلع شهقاتها بفمه يلتقط شفتيها مرة أخرى وقد نفذ صبره لتطول قُبلته تلك المرة يخطف أنفاسها يضمها بشدة حتى شعرت عظامها تكاد تتحطم بين ذراعيه ليتوقف حين شعر بيدها تدفع صدره.. اتسعت مُقلتيها حين شعرت بنبضات قلبه المتسارعة أسفل يدها الصغيرة..لاتعلم ما يحدث لها لكن ماتعلمه أنها تميل إلى ذلك الشعور حيث يحيطها باحضانه اللاهبة.. أزاحت أنظارها عنه بخجل تلتقط أنفاسها بصعوبة… لحظات لتدرك وضعهما.. أفلتت نفسها منه ولم يمنعها بل راقبها بابتسامة عابثة وهي تضبط هندامها تجلس مسرعة أعلى كرسيها حين طرقت مساعدتها الباب تدلف إليها تقول مُتلعثمه:
-آآانا خلصت وكنت جايه أقول لحضرتك إني همشي!!
اندهشت “رنيم” من تلعثمها لترفع نظراتها لها وجدتها تحدق بها بابتسامة خجلة تردد وهي تشيح بأنظارها:
-حضرتك محتاجه حاجة !!
هزت رأسها بالسلب لتنصرف الأخرى مسرعة مُغلقة الباب خلفها لتقول “رنيم” عاقدة حاجبيها …
-مالها دي !!
اقترب منها مبتسما يقول بهدوء:
-يلا عشان تعبت مفيش غيرنا في الشركة !!
ثم اتجه إلى أشيائه يجمعها لتفعل المثل وتتجه معه إلى الأسانسير وماإن وطأت قدماها داخله ليتبعها.. وقعت عيناها على انعكاسها بالمرآه.. لتشهق بصد@مة تندفع الحُمرة إلى وجنتيها تلتفت إليه تقول بغضب:
-عاجبك منظري ده تقول عليا أيه دلوقت !!
ارتفعت ضحكاته الرجولية ثم حاول الهدوء حين وجدها تلقيه بنظرات ملتهبة يقول مقتربا منها يدفعها إلى حائط الأسانسير ثم يحيطها بجسده هامسا أمام شفتيها:
-من جهة عاجبني.. ده عاجبني ونص وتلت اربع كمان … أما هتقول أيه.. فهتقول راجل ومراته … ومش قادر يصبر عليها أكتر من كده !!
أخجلها بشدة لتحاول التملص منه تصيح بغضب:
-احترم نفسك.. انت عاآآآ !
قطع حديثها ضاغطا على ذراعها بغضب يقول مزمجرا:
– إياك يارنيم صوتك يعلى عليا تاني ! ماتخلنيش أقلب على وش مش هيعجبك أبدااا أنا مستحملك بمزاجي.. سااامعة !!
حدقت به بأعين متسعة لصياحه الصارم بها.. هو لم يفعل ذلك معها منذ شهور ليكرر بغلظة وغضب:
-سااااااااامعة ولا لا !!
أومأت برأسها بالإيجاب مسرعة ليعتدل بوقفته مبتعدا عنها مُحتفظا بملامحه الصارمة إلى أن وصلا إلى القصر معاااا ….
-***-
وقفت “صافي” تراقب دخولهم معا وهو يحيط خصرها بإحدى ذراعيه يضمها إليه … شعرت بالنيران تحرقها..أطاحت بالكوب الذي تمسكه بغضب تندفع إلى الأسفل … تقسم بأغلظ الأيمان أن تعكر صفوها بما لديها … وقفت تمنع صعودهم إلى أعلى تبتسم بخبث وهي ترتدي إحدى القمصان القصيرة خاصتها التي تكشف عن مفاتنها بسخاء تتصنع ربط روبها القصير الفاضح …
نظرت إليها “رنيم” بازدراء واضح وهي تراقبه بطرف عينيها إن كن سوف يتطلع إلي تلك الفاتنه المُستلغه لجسدها بعهر أم لا ؟؟!، ليقف “أيهم” يقول بصرامة:
-خير ياصافي.. في حاجة !!
هبطت دموع التماسيح خاصتها تقترب منه تقول وهي تجهش بالبكاء المرير مندفعة إلى أحضانه:
-الحقني يا أيهم أنا كنت هتبهدل !!
رفع أحد حاجبيه وقد تصلب جسده لفعلتها المفاجئة يقول بغضب:
-في أيه ياصافي.. اتكلمي على طول !!
أحاطت عنقه تلتصق به بشدة تتعالى شهقاتها تقول بصوت متقطع:
-النهارده كنت خارجة أعمل شوبينج مع واحدة صاحبتي … لقيت الحيوان ناصف في وشي … بيهددني وعايزيني أديله رقم رنيم الجديد …!!
جز على أسنانه بغضب لتتعالى وتيرة أنفاسه تحت نظرات رنيم المندهشة مما يحدث تحاول تهدئة نفسها حتي لا تنقض عليها تقطعها تلك الأفعى … لتستمع إلى صوته الصارم يقول بغضب:
-وبعدين !!
عدلت رأسها تنظر إلى عينيه بنظرات والهة تقول مسرعة:
-طبعا زعقتله وهددته إني هقولك كل حاجة..أنا خايفة على رنيم يا أيهم … انت مشوفتش منظره النهارده … كان زي المجنون !!
ثم نظرت إلى “رنيم” تقول بابتسامة شاحبة:
-أنا عارفه إنك شايفاني وحشة.. أنا فعلا كنت مضايقة منك في الأول.. بس من ساعة مابقيتي من عيلة الرفاعي ومرات أيهم.. وأنا بخاف عليكي … والنهارده خوفت عليكي أوي يارنيم … !!
ثم ابتسمت لها وهي لازالت تتعلق برقبة زوجها تقول:
-إحنا ممكن نبقى صحاب أوي على فكرة !! بلاش تقفلي على نفسك كده !!
ضيقت عينيها تنظر إليها وقد ارتفع معدل غضبها بشدة لا تعلم ما أصابها.. هل من التصاق تلك الأفعى به أم من يده التي ارتفعت الآن تربت على ظهرها لتهدئة شهقاتها المبالغ بها … أم من شعورها أنها تكذب وتحيك شيء ما.. صاحت بها غاضبة:
-كفايه صدااع !! لا مش هنبقي زفت صحااب..!!
ثم اندفعت إلى الأعلى، تدلف إلى غرفتها بغضب شديد تكاد تحرق ما حولها … تصفع الباب بغضب ثم دلفت إلى الغرفة تلعن تلك الأفعى تدور حول نفسها … وهي تنهر نفسها تقول:
-وأنا مالي أنا يحضنها ولا يتنيلوا على بعض !!
فزعت حين اندفع الباب بغضب.. يتحه إليها وأعينه تموج بغضب شديد ينظر إليها قائلا بصوت مرتفع:
-إنتي إزاي تعملي كده مع صافي.. !! أيه معجبكيش اللي عملته..كنتي عايزة البيه يوصلك مش كده !! عشان كده مش عايزة حراسة.. وعايزة تبقي لوحدك !!!
اتسعت عيناها من اتهماته تصيح غاضبة:
-انت اتجننت.. انت إزاي تصدق الممثلة دي.. آه صحيح ماهو بدل ما تقف تسمع التفاصيل عدل.. معرفتش تركز لما اترمت في حضنك وقعدت تعمل حركات الشوارع بتاعتها !!
رفع أحد حاجبيه يحدق بها مُردفا بسخرية يقول:
-أيه ده أفهم من كده إنك غيرانة عليا مثلاا!!
عقدت حاجبيها تدور بأعينها بأرجاء الغرفة تصيح بتلعثم:
-أغير عليك ده أيه … كل الحكايه إن المفروض محدش عارف اتفاقنا … وإنك لازم تحترمني زي مابحترمك … لو أنا اللي حضنت واحد وآآآآه !!
صاحت بصدم#مهة حين وجدته أمامها بلحظة ينهرها بغضب ويهزها بعنف واضعا إحدى يديه أعلى فمها يكممه:
– إياكِ تكملي … رنيم … أنا غيرتي وحشة إنتي متعرفنيش … إياااكي تجمعي نفسح مع أي راجل ولا حتي بالكلااااام!!
ارتعشت شفتيها أسفل يده بخوف من هيئته التي أعادت لها ذكرياته السيئة معها ليحاول السيطرة على غضبه رافعا يده عن فمها الذي يرتعش ناظرا لها لحظات ليضم شفتيه بغضب شديد مبتعدا عنها إلى الحمام صافعا الباب خلفه بغضب..
عادت إلى الخلف تجلس أعلى الفراش تلتقط أنفاسها تزيح خصلاتها للخلف بتوتر شديد … فمجرد ذكر اسم ذلك اللعين بالأسفل دب القشعريرة بجسدها والرعب معا … “شهاب” من كان يمنعه عنها … من سيمنعه الآن … ؟؟!! هل كانت تلك إشارة من تلك الأفعى أنها تعاونه أم ماذا !! ضمت ركبتيها إلى جسدها بخوف تُغمض عينيها بألم، محاولة أن تمحي تلك الذكريات عن بالها للأبد … لكن هيهات إنها كاللعنة.. من بيده أن يغير ماضي.. وينأى بنفسه بعيدا عن تلك الآلام المُبرحة..تكاد تختنق من فرط الوجع.. بيتها الذي تربت به أحضان أبيها الدافئة التي طالما احتمت بها… حنان أمها …. كتمت شهقاتها بالوسادة تدفن وجهها بها ليأخذها سلطان النوم إليه دون عناء …….
-لا لاااا مش همضي … سيبووووني !!
صرخت بكلماتها وهي تتصبب عرق بجانبه انتفض من نومه على حركتها العنيفة بأحضانه…. اتسعت عيناه حين أضاء الضوء الخافت بجانبه … رُباه هل تبكي وهي نائمة!! هزها برفق يناديها بلهفة … لتفتح عينيها برعب استقامت جالسة تنظر حولها ثم إليه والخوف يشع من مقلتيها ليجذبها إلى صدره العاري محاولا تهدئتها بلمساته فوق رأسها بحنو هامسا إليها بكلمات مُطمئنة..سالت دموعها أعلى خديها بصمت تام ترتجف بأحضانه تهمس بارتعاش:
-أخدوا كل حاجة … عايزين أيه تاني…!!
اعتدل برأسه ينظر إليها ليجدها شاردة تردد تلك الكلمات عدة مرات ودموعها لا تتوقف مرر أصابعه بخصلاتها محاولا تهدئتها بشتى الطرق ليقول لها:
-رنيم اهدي.. محدش هياخد منك حاجة … أنا جنبك !! محدش هيقرب منك لو بمoتي يارنيم !!
وضعت يدها أعلى فمها تكتم شهقاتها ولم تجيبه ظلا هكذا بعض الوقت.. هي تبكي وهو يواسيها هامسا لها بكلماته المطمئنة محتضنا إياها بقوة …. تنهد حين طال الأمر بها هكذا.. هي لاتثق به هو يعلم ذلك لكن خوفها هكذا يشعره وكأن قبضة تعتصر قلبه كم هو مؤلم حين يراقب نزيف قلبه وانهاك روحها بعجز هكذا !! … رفع وجهها إليها يحدثها بقوة وصرامة مرددا:
-رنيم كفايه … محدش يقدر يقرب منك طول ما أنا عايش … فاهمة.. خوفك ده بيقتلني …. !! لو حد فكر يلمس شعره منك أو من أولادنا.. هساويه بالأرض يارنيم !! متخافيش ياحبيبتي !!
نظرت داخل رماديتيه ولم تتحدث فقط تحدق به بتلك اللبنيتين الرقيقتين … هدأت ارتعاشة جسدها بين أحضانه الدافئة والأهم من ذلك ارتعاشة تلك الشفتين التي تجعل رغبته بتناولها بين خاصته شديدة للغاية… ولم يقاوم رغبته تلك بل هبط بشفتيه ينهل من خاصتها رحيقها …. مال بها أعلى الفراش الوثير بلطف بالغ وهو يتابع امتصاص رحيقها يُقبلها بنهم بالغ وكأنه يمتص همومها بتلك الطريقة حاولت دفع رأسها بعيدا عن مرمى شفتيه اللاهبتين..تعض شفتيها بخجل حين شعرت بلمسات شفتيه تهبط إلى عنقها ثم إلى أكتافها، رفعت وجهها إليه تحدق به لحظات، ثم ارتمت داخل أحضانه تضع رأسها أعلى صدره دافعة إياه أعلى الفراش برفق ليستسلم لها مُحيطا جسدها بذراعيه تابع كل منهم التقاط الآخر لأنفاسه اللاهثة، لتستمع إلى نبضات قلبه التي تسارعت لدرجة شعرت بها وكأنها طبول وليست دقات بشرية … غامت بعالمها ولم يستغرق الأمر دقائق لتغط بنوم عميق تاركة إياه يعاني بتفكيره بهاااا
-***-
أنهت جميع أعمالها بتوتر بالغ وشرود تام … تشعر بشبح مسمى بابن عمها يطاردها يكاد يخترق تلك الحوائط من حولها لينهشها بأنيابه السامة … لم تخرج من مكتبها واصلت ساعات عملها بدون كلل بل أدت جميع مهامها رغم توترها البالغ … تلمحه من الزجاج العازل بينهم يتفقدها بين حين وآخر يلقيها بالبسمات المُطمئنة لها لكنه اختفى منذ وقت طويل.. أقلقها ذلك وبشدة حين يختفي من حولها هكذا ترتعب، لقد طال الوقت ولم تتحمل … وقفت مسرعة تتجه إلى مكتبه بقلق … تبحث عنه بأعينها لتقول مساعدته التي وقفت تراقبها باندهاش..فهي لأول مرة تأتي هنا فدائمًا ماتري رب عملها هو من يتوجه إليها وليس العكس:
-أقدر أساعد حضرتك !!
نظرت لها بصمت لا تعلم كيف تُجيبها لحظات ثم حسمت أمرها تقول بتوتر وخجل طفيف:
-اااه.. أيهم جوا !!
عقدت الأخرى حاجبيها فالزجاج كاشف فيما بينهم كيف تسألها عن ذلك هكذا أجابتها باندهاش:
لا خرج من بدري ومحددش رايح فين … حتى في ورق مستنية يمضيه عشان أمشي..!!
نظرت إليها ثم عضت على شفتيها …لقد زاد قلقها …لتقول لها بهدوء ظاهري ….
-خلاص روحي إنتي وأنا هديله الورق..!!
أطاعتها تلملم حاجاتها بهدوء تنصرف كباقي زملائها أخيرااا تركتها وحدها بالغرفة.. شاردة … كادت أن تصرخ حين حاوطها بذراعه مكمما فمها يهمس بأذنها تلفح رقبتها أنفاسه الساخنة:
-سمعت إنك بتسألي عني !!
أغمضت عينيها بهدوء حين علمت هويته متنهدة تزيح يده عن فمها تهمس:
-حرام عليك يا أيهم خضتني !!
ابتسم بهدوء حين استمع إلى نبرتها تلك شعر بتلك السخونة تجتاح شرايينه ليديرها إليه وهي لازالت بأحضانه يهمس أمام شفتيها بوله تام:
-سلامتك من الخضة ياقلب أيهم !!
ارتبكت للغاية من أفعاله وهمساته تلك دحرجت أعينها بأرجاء الغرفة وهي تشعر بلهيب أنفاسه الذي يقترب منها ويكاد يفعل ما يفعله كل مرة يجتمع بها معها … كيف تهرب الآن …اقترب منها بشدة… وكاد أن يفعل فعلته لكنها رفعت الأوراق بوجهه مسرعة تقول:
-الورق ده عايز يتمضي !!
عقد حاجبيه يجز علي أسنانه بغضب وقد عزلت وجهها عنه ليلتقط الملف غاضبا يقول:
-يلا عشان نمشي !!
استقلا سيارته معا وهي ترمقه بنظرات متوترة كل حين وآخر … علامات الغضب من فعلتها لم تزول من وجهه إلى الآن شعرت بالخجل من أفعالها معه … لكنها لاحظت تغير الطريق.. لتقول باندهاش متغلبة على خجلها:
-أيه ده إحنا مش هنروح !!
هز رأسه بالسلب ثم صمت تماما ولم ترد أن تحتك به لقد ارتعدت أوصالها من أسلوبه ذلك.. رغم أنه لم يصيح بها … لكن حركاته الصامتة ترعبها وهي بالأساس مرتعدة…. أوقف السيارة أمام مبني صغير مكون من طابقين … يبدو من الخارج أن صاحبه ذو ذوق رفيع … هبط ثم اتجه إلى بابها يفتحه يأمرها بالنزول … ترجلت بوجل … تنظر حولها بريبة تتشبث بذراعه كالأطفال، كاد أن يبتسم لفعلتها لكنه رفز بهدوء يقول لها:
-أنا مش هجري … !!
لم تجبه بل وضعت يدها الأخرى أعلى ذراعه تسير بجانبه بقلق تقول:
-إحنا بنعمل أيه هنااا !! أنا عايزه أروح !!.
كاد أن تنفلت ضحكاته لكلماتها الأخيرة لكنه قال لها مشيرا إلى شيء ما بالأعلى وهو يفتح الباب:
-رنيم متخفيش المكان مليان كاميرات مش هقتلك وأتاويكي !!
زفرت بغضب تجيب بتلقائية..
-تقتل أيه …. أنا مش خايفة منك.. أنا مبحبش الأماكن الغريبة عني!!
ابتسم لها ثم دلف مغلقا الباب خلفهم.. يديرها إليه لتواجهه يتأمل ملامحها بهدوء قائلا:
-مش خايفة !! يعني بتحبيني !!
اتسعت عيناها تردد بتوتر وخجل …
-أيه ده انت بتلغبط الدنيا ليه … دي حاجة ودي حاجة.. أنا قصدي إن آآآ!!
لم يستمع إلى ماتبقي من تلك التراهات … بل هبط بشفتيه يُنهي مهمته بشغف واضح ثم قطع قُبلته بقبلات صغيرة متفرفة بجانب فمها وهو يهمس لها:
-هتجننيني يارنيم … مبقتش عارف ولا قادر أصبر أكتر من كده … !!
دفعها إلى الحائط خلفها برفق لتتأوه بألم خفيف ابتلع تأوهاتها بفمه يُقبلها بنهم جاذبا إياها لأحضانه..أحاطت عنقه لتتسع رماديتيه من فعلتها لأول مرة معه … تمادى بقبلاته التي أصبح يوزعها على وجهها نازعا مشبك شعرها لتتخلل أصابعه خصلاتها الناعمة بحرية ويده الأخرى تجول جسدها تستكشف برقه بالغه ما حرمته عليه … ذهبت إلى عالمه الخاص بتلك اللمسات
السحرية أغمضت عينيها تاركة نفسها له … ارتفعت يدها تعبث بخصلاته بخجل ليلصقها به محتضنا إياها يلتقط أنفاسه التي بعثرتها تلك الأنثى الفاتنة … يهمس بهدوء:
-مش عايزة تعرفي إحنا فين !!
هزت رأسها بالإيجاب بخجل واضح … ليضم شفتيه زافرا أنفاسه بعد أن نظر اليها ليرى هيئتها المبعثرة بسببه ليضم ظهرها إلى صدره محيطا خصرها بذراعيه يدفعها برفق أمامه لتستكشف معالم المكان بعينيها … وجدت أنه شبه فارغ … لكن حين فتح تلك الأبواب الالكترونية … اتضح لها أنها بمرسم !!!
اتسعت عيناها بذهول … أدواتها …. أقلامها …. رسوماتها التي لم تستطع الحصول عليها من بيتها …. تلك الرسومات التي طالما كانت الأقرب لقلبها … تلك الأدوات التي كانت تنتقيها بعناية…. لاحظت ألوان جديدة … باهظة الثمن … دارت بالمكان بأعين متسعة ترتفع ضحكاتها بذهول … تدور بين لوحاتها … وقف واضعا يده بجيبيه يتأملها بشغف واضح وهي تتنقل كالفراشة … تلك الضحكات التي روت قلبه العطش … تلك الابتسامة التي زينت ثغرها الوردي المُهلك …. ليقول لها بصوت واضح:
-في أدوات تاني جايه … بس أنا مقدرتش أستني.. حبيت تشوفي مرسمك الجديد وتشرفي على تغيراته بنفسك !!
اتسعت عيناها تقترب منه تتحدث بتلعثم واضح تقول:
-مر… مرسمي..أنااااا …. ده بتاعي أنا !!
ابتسم لها مقتربا من المنضدة الصغيرة يُمسك تلك العقود بين يديه يقول وهو يلوح بها لها:
-المكان كله بتاعك يارنيم…. أنا عارف إن دي هوايتك من زمان !!
اتسعت عيناها تقول له وقد عادت ضحكاتها تملأ الغرفة تحاول تجميع كلماتها وهي تهتف بحماس بالغ:
-أنا بقالي كتير مرسمتش … جبت اللوحات دي إزاي … أنا كنت نسيتها …… أنا … اناااا مبسوطة أوي يااايهم … !!
ثم اندفعت إلى أحضانه تحيط عنقه بذراعيها ولأول مرة وضعت شفتيها على شفتيه تقبله برقة خجلة للغاية … وكادت أن تستقيم لكن هيهات تلك الفرص لا تأتيه كل لحظة …….
الفصل الثالث عشر “شغف “
أصابها التوتر فور فعلتها الهوجاء معه.. لقد قبلته أعلى شفتيه لتوها وهو الآن متشبثا بها داخل أحضانه الدافئة لم يقبل بإفلاتها..وهي من الأساس لاتريد الابتعاد.. هي لاتخشاه الآن.. لقد فعل من أجلها مالم يفعله رجل من قبل … سوي أبيها ….!!
أحاطت عنقه تبادله قُبلاته اللاهبة…شعر بذلك اللهيب حين رفعت يديها الصغيرتين تعبث بخصلاته.. يشعر كأنما يريد حفرها داخل أضلعه تلك الفاتنة التي امتلكت جميع حواسه..ظل يتقدم بها إلى أن وصلا إلى تلك الأريكة ليستلقي فوقها وهي بأحضانه..يوزع أنفاسه الساخنة أعلى بشرتها الحليبية متنهدا يستنشق عبيرها..انخفضت أصابعه تداعب جسدها محاولا العبث ببداية كنزتها …لتفيق بتلك اللحظة انتفضت إلى الخلف..وهي مختلة التوازن بعد تلك العاصفة التي كانت بها معه تعدل هندامها بأصابع مرتعشة تحاول ترتيت خصلاتها التي عبث بها ذلك الوسيم ….
وضع أحد ذراعيه خلف رأسه ينظر إليها باستمتاع موزعًا نظراته علي تقاسيمها ومنحنياتها بروية وهدوء تام لم تختفي تلك الابتسامة الماكرة التي زينت شفتيه لاحظت هي صمته لترفع عينيها إليه وياليتها لم تفعل …!!
احمرت وجنتيها حين أدركت نظراته لتعض على شفتيها التي تورمت من قُبلاته ثم أعطته ظهرها تحاول لملمة شتات نفسها تتلفت بكل الاتجاهات بحثًا عن مقتنياتها … لتتوقف فجأة تنظر إليه قائلة:
-جبت إزاي الرسومات اللي كانت في قصر بابا !!
اعتدل بجلسته يخلل أصابعه بخصلاته زافرا أنفاسه يقف باستقامة متقدما منها جاذبا إياها بقوة من خصرها يحدق بها بجدية تامة يردف بصرامة:
-رنيم.. أنا لما بعوز حاجة باخدها …!! ولا ناصف ولاعمك ولا عيلتك كلها تقدر تقف قصادي !! نظرات الخوف اللي في عينك لما بتتكلمي عنهم بتبقي زي سكـ@،ـينة بتطعنيني بيها من غير ماتحسي !! قولتها قبل كده وهقولها تاني يارنيم … محدش يقدر يلمسك طول مانتي معايا !!
اتسعت عيناها تنظر إليه بهدوء..راقت لها صرامته هكذا ونبرته الحاسمة… ذلك الوسيم قد بدأ باختراق حصون قلبها مُشعلا نيران شغفها..لقد جذبها إليه بطريقته الفريدة من نوعها.. لم يسبق لها أن تجرب ذلك حتى “شهاب” لم يكن هكذا معها.. لم يسترد حق واحد لها فقط كان يحميها.. يدافع عنها.. كان الآمان لها.. أما تلك التجارب التي تعيشها معه تفرق تماما عن ماضيها !!
عضت علي شفتيها بحيرة واضحة لاتعلم ماتفعل عادت نظراتها تجول بذلك المكان الذي أعجبها وبشدة غافلة عن نظراته وهي داخل أحضانه….
نظر إلى شفتيها متنهداُ بهدوء ثم رفع أصابعه يحرر شفتيها باعدا أسنانها برفق يقول وقد سارت تلك الحرارة بجسده من جديد:
-إنتي إزاي كده !! مفيش واحدة قدرت تعمل فيا كده يارنيم !! مفيييش !!
نظرت له ببراءة ولم تدرك مقصده سوى حين مال برأسها قليلا يلتقط شفتيها مقبلا إياها بقوة لم يبتعد عنها بل واصل قُبلته يجذب رأسها إليه مشددا من احتضانها حتى شعرت عظامها تتداخل ببعضها داخل أحضانه عبثت يديه بخصلاتها مبعثرا إياها ثم سار بأصابعه يداعب رقبتها الناعمه وملامحها الرقيقة حتى كاد أن يُدمي شفتيها.. اتسعت عيناها تحاول إزاحته..ليفتح عيناه أخيرا مبتعدا محاولا السيطرة على نفسه.. لقد أصبح مجنونا بها!! ماذا يفعل … !!
اعتدل يعدل من هندامه وصدره يعلو ويهبط من أثر انفعالاته معها … آمرا إياها بجديه اندهشت لها:
-يلا اتأخرنا.. !!
ثم أمسك يدها يسير بخطوات مسرعة وهي تحاول مجاراته فقط ….!!
قاد السيارة بصمت تام.. لاحظت أنامله التي تحولت إلى الأبيض من قوة ضغطه على المقود من الواضح أنه يكبح نفسه عنها مُجبرا.. أشاحت بنظراتها حتى لا يلاحظها وقد أعجبها ذلك للغاية.. لقد علمت نقطة ضعفه …. أغمضت عينيها تسترجع فترتها الأخيرة معه لقد فعل الكثير من أجلها.. هي بالفعل تميل إليه..لكنها خائفة وبشدة !!
وصلا إلى القصر وكاد أن يترجل لكنها أمسكت ذراعه مسرعة تطبع قبلة صغيرة أعلى ذقنه تبتسم إليه هامسه برقة:
-ميرسي !!
ثم هبطت مسرعة وقد انتشرت الحمرة على وجنتيها ليهبط خلفها مسرعا وقد ظهرت تلك الابتسامة أعلى شفتيه مرة أخرى.. مد ذراعه يحتضن خصرها مسرعا ملصقا إياها به يهمس لها بأذنها:
-العفو !!
ثم عض بخفه طرف أذنها بأسنانه اللؤلؤية وهو يهمس بحرارة:
-هتجنيني يارنيم !!!
ابتسمت حين شعرت بتشنج ذراعه حول خصرها وعضلات صدره التي ألصق ظهرها بها من الواضح أن تأثيرها طاغي عليه … إذا لتستخدم سلاحها الأنثوي من اليوم معه … !!
دلفت إلى غرفة أطفالها تطمئن عليهم أولا موزعة قبلاتها الرقيقة عليهم.. راقبها من بعيد وقد غامت عينيه بذلك اللون القاتم.. أنهت حمامها مسرعة وتلك الأفكار الماكرة تدور بعقلها … هي تريد منه تفاصيل أكثر.. كيف كان يحبها طوال تلك الفترة..ولا تعلم …!!
خرجت من الحمام تراقبه بطرف عينيها وهو يعبث بهاتفه باهتمام وقد نزع سترته وقميصه ومن الواضح أنه ينتظرها تنتهي.. لتقول وهي تتجه إلى غرفة الملابس:
-أنا خلصت لو تحب تاخد شاور !!
ترك الهاتف وهو يمرر نظراته على ماظهر من جسدها من تلك المنشفة الصغيرة …. شعرت بتلك الرعشة اللطيفة حين اقترب منها يميل قليلا عليها وقد أصبحت مقابلة تماما لصدره العضلي.. ليرفع يده يمررها برقة بطول ذراعيها البضتين متمنيا أن تكون شفتيه من تقوم بتلك المهمة.. ابتلع رمقه يصعد بنظراته مفصلا جسدها من خصرها إلى صدرها إلى تلك الرقبة المرمرية ثم تلك الشفتين الحمراوتين … كيف لها أن تمتلك كل ذلك الجمال.. إقشعر بدنها للمساته ولم ترفع نظراتها عن صدره العاري … ليرفع ذقنها ناظرا إلى لبنيتيها بنظرات عاصفة.. لم تشعر سوى ويده أعلى عقدة المنشفة يفكها لتسقط أرضا ارتعشت بخجل شديد تعض شفتيها ليهبط بشفتيه متناولا شفتيها رافعا إياها بين ذراعيه متجها بها إلى فراشهم وقد انتقلت شفتيها إلى ملامحها يقبلها بروية أذابتها للغاية أحاطت عنقه تجذبه إليها بقوة ليبتسم لها معتبرا تلك إشارتها له ليُكمل ما بدأ.. وقد كاااااان !!
رفع وسادته ليستند بظهره عليها وقد حاوط جسدها العاري بأحضانه يرفعها قليلا لتتوسد صدره العاري … عضت شفتها تجذب الغطاء عليها تمسك إياه بخجل لترتفع ضحكاته ممسكا يدها رافعا إياها إلى فمه يقبلها برقة بالغة لتعقد حاجبيها رافعة رأسها له تسأله بحزن:
-بتضحك علي أيه !
قبل طرف أنفها يهمس لها:
-عليكي أكيد !! بتغطي أيه بس يارنيم !! فيه أيه مشوفتوش مثلا !!
لترتفع ضحكاته مرة أخرى مجلجة ضربته أعلى صدره عده مرات بيدها الصغيرة وهي تداري وجهها بصدره بخجل شديد.. لاق بها للغاية !!
أمسك يدها يجذبها أكثر إلى أحضانه مغمضا عينيه ينعم بدفء جسدها … موزعا قبلاته أعلى خصلاتها.. ليفتح عينيه فجأة معتدلا قليلا بجسده يفتح الكومود بجانبه وهو لازال يحتضنها ثم أخرج تلك العلبة المخملية يقدمها لها قائلا:
-دي هديه جوازنا !! كان المفروض أديهالك من فترة بس مرضيتش عشان ماتقوليش بتأثر عليا بالهدايا !!
ابتسمت له تعتدل بحماس مُلتقطة العلبة من يده تفتحها بفضول غافلة تلك الأغطية التي سقطت عنها …ليعود إلى الخلف مرة أخرىمتأملا ظهرها العاري منتظرا ردة فعلتها على ما بالداخل … !!
قد حدث ما توقعه صرخت بفرحة تقول له بصد@مة:
-عرفت منين إني كنت عايزة الإسورة دي !!
أجابها وهو يتثاءب بارهاق:
-من المجله لما كنتِ بتقولي لريماس عليه …
لفت جسدها إليه ثم ارتمت فوقه تقبله بحماس شديد رفع يده يداعب ظهرها بأنامله بخفة يبادلها قبلاتها وقد قلب الوضع ليعتليها مقبلا إياها بشغف شديد … ويداه تقعل الأفاعيل بها رفعت يدها إلى صدره تحاول تنبيهه إلى أنفاسها التي سرقها منها … ليلبي رغبتها تاركا شفتيها المتورمتين.. وشفتيه تداعب وجهها برقة وتأني … حيث ألهبها بقبلاته أعلى وجنتيها وأنفها وعينيها مداعبا خصلاتها هابطا إلى رقبتها وأنفاسه غير مستقرة بالمرة…!!
عضت على شفتيها تهمس باسمه بخجل … ليرتفع قليلا بجسده محاوطا إياها ولازال يعتليها واضعا جبينه أعلى جبينها يهمس بأنفاس لاهثة ساخنة:
-بحبك يارنيم.. بحبك أوووي !! بحبك لدرجة مش قادر أبعد عنك ومش مصدق إنك معايا !!
ابتسمت إليه تهمس بخجل:
-أنا كمان بحبك !!
اتسعت رماديتاه يحدق بها بذهول يعتدل جاذبا إياها لتواجهه مرددا !!
-إنتي قولتي أييييه !! أنا مش بيتهيألي !! متجننتش لسه !!
ارتفعت ضحكاتها الرقيقة تحيط رقبته تضع قبلة صغيرة بجانب فمه تقول وقد اشتعلت وجنتاها:
-بحبك يا أيهم !!!
همس أمام شفتيها وهو يعود بها إلى الفراش محتضنا إياها بقوة:
-ياقلب أيهم اللي هيقف علي إيدك !!
كادت أن تتحدث ليصمتها بشفتيه يعود بها إلى محيطه الواسع لتتشبث به بخجل …فمن الواضح أنه خبير بأمور البحار عنها … ولن يغرقها أبدااا !!!!
-***-
-بقولك كل الشهادات اختفت ياصافي … مفيش أي حاجة تثبت إننا دخلناها الزفتة دي !! معرفش إزاي ده حصل !!
اقتربت منه وعيناها ترميه بنظرات غاضبة تكاد تحرقه تصيح به:
-انت بتهزر … هو لعب عيااال !! يعني أيه مش هعرف أخلص من البت دي !
زفر “ناصف” غاضبا يقترب منها ممكسا ذراعها يهزها بعنف صائحا:
-بقولك أيه متزعقيش فيا … أنا مش ناقصك !!
أزاحته بعنف تصيح هي الأخرى مرددة:
– إوعى كده..روح اتشطر علي حبيبة القلب …. !!.
ضرب الطاولة بغضب.. ثم أمسك بذلك الكأس يتجرعه على دفعة واحدة بغضب … يسحق أسنانه مرددا:
-مفيش أي معلومة عرفتي تاخديها من الشركة !
اشتعلت نظراتها الشيطانية تحدق به بغضب زافرة أنفاسها تقول:
-لا مش بيقولوا أي حاجة قدامي.. ده غير إنهم محوطين على الورق جداا حتة الزفتة بتاعتك مش بتسيب ورقة.. أيهم اللي مدربها بقاا !!
صمت لحظات ثم ارتفعت زاوية فمه بابتسامة يقول بمكر:
-أيهم !!!
حدقت به باندهاش تردد بسخرية !!
-أيه أول مرة تسمع الاسم !! أيوه أيهممم!!.
نظر لها باشمئزاز يردد ببرود:
-غبية !! … مفتاح رنيم هو أيهم !!
عقدت حاجبيها تردد بقلق وهي تمسك تلابيبه:
-إياك تفكر تعمل معاه زي شهاب …!! إلا أيهم يا ناصف.. ده بتاعي !! وأنا مش هتورط معاك تاني !!
نفض يدها بغضب يصيح بها باستحقار:
-متخافيش ياحلوة.. مش هوسخ إيدي بدم تاني … المرة دي كله على نضافة!!
ثم دوت ضحكاته الشيطانيةبذلك المكان الوضيع ليتردد صداها بالأرجاء
-***-
فتحت لبنيتيها تتثاءب بكسل شعرت بإرهاق وجدت نفسها مكبلة بأحضانه حيث اعتلاها بجسده واضعا راسه أعلى صدرها محيطا إياها بذراعيه وكأنها تهرب منه … ابتسمت بخجل حين ضربت بعقلها ذكريات ليلتها معه … نظرت إلى ملامحه الوسيمة الحادة بإمعان ثم رفعت أصابعها تسير بها بخفة أعلى ملامحه ويدها تعبث بخصلاته الناعمة برقة بالغة… هبطت بشفتيها تُقبل جبينه بخفة وهدوء حتى لا توقظه.. لكن قد فات الأوان … فتح عينيه ينظر إليها عاقدا حاجبيه الكثيفين يقول بمكر:
-حلو مش كده !!
عضت على شفتيها تشيح بنظراتها ليرتفع بجسده قليلا يعدل خصلاتها بأصابعه يهمس لها:
-عارفه يارنيم لما بتعضي شفايفك كده.. بعتبره طلب منك إني آكلهم …وبصراحة هما لازم يتاكلواا !!
اتسعت عيناها بخجل لكلماته الجريئة معها لتحل شفتيها مسرعة تحاول دفعه للقيام لكنه عقد حاجبيه غاضبا يقول بصرامة أقلقتها:
-رايحة فين !!
أجابته بأعين متسعة تشع براءة وتلقائية تردد:
-هقوم آخد شاور !!
ابتسم لها مبللا شفتيه يقول بعبث:
-شاور أيه بس !! إنتي مش هتقومي من حضني النهارده !!
ليأكل شفتيها فور إنهاء كلماته العابثة ….!!!
الحلقه الرابعه عشر ” نسيان ”
جلست أعلى الفراش تتأمل ظهره العاري وهو يصفف خصلاته لتستمع إليه يقول بعبث:
-روني !! اتعبي وهاتيلي قميص ألبسه..!! عشان أخرت !!
تأففت وهي تلقي الغطاء عنها بغضب تهب واقفة تسير ببرود إلى غرفة الملابس … اعتدل بجسده قليلا ليرقب حركتها بتلك القطعة السوداء الشفافة التي أظهرت من فتنتها وجمالها الباهر الكثير والكثير له.. سار بعينيه العابثتين أعلى تفاصيل جسدها يتأملها بابتسامة حاول مواراتها عنها …
سارت أمامه متجاهلة إياه تمامًا تنفذ مطلبه وقفت أمام ملابسه لأول مره تعبث بيدها ببرود لتشهق حين جذبها إلى صدره محيطا خصرها يهمس بالقرب من شفتيها ويده الأخرى تسير أعلى ذراعها بحركة بطيئة دبت القشعريرة بجسدها … من لمساته ومن هذا القرب الغير منصف لها:
-مش المكالمة كانت قدامك يارنيم !! ممكن أفهم زعلانة مني ليه !
رمشت عده مرات تعض على شفتيها بخجل تقول وهي تعقد حاجبيها بغضب:
-انت حابسني هنا وهتنزل انت !! الدنيا مش هتطير يعني لو استنوا لبكره … !!
زفر أنفاسه بهدوء محاولا تهدئتها يجيبها بصوته الأجش قائلا ببحته الرجولية …
-رنيم إنتي عارفة يعني أيه عجز في المخازن في الفترة اللي إحنا فيها دي.. أنا لازم أفهم.. حصل إزاي وليه ففترة التسليم !!
لم تجبه بل نكست رأسها مغلقة لبنيتيها بأسى عاقدة حاجبيها الرقيقين باستياء واضح تأملها لحظات ليشدد من احتضانه لها جاذبا إياها إلى صدره العاري بقوة يهمس أمام شفتيها واضعا أصابعه أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه برفق:
-وبعدين بقى فكي التكشيرة دي إنتي عارفة ومتأكدة إني مش عايز أبعد عنك أبداا بس مفيش حل تاني … أوعدك مش هتأخر !!
ثم هبط بشفتيه يلتهم شفتيها بقوة لتحيط عنقه بذراعيها تلتصق بجسده الدافئ تبادله قبلاته اللاهبة رافضة تركه … ليحيط جسدها بقوة أكبر هابطا بشفتيه إلى رقبتها لاهثا بعنف يجز على أسنانه لاصقا إياها بالحائط خفلها وهو أمامها.. يهمس لها من بين قبلاته:
– إوعي تنامي … مش هأخر !! أوعدك !
ابتسمت تحل عقدة حاجبيها توميء له بعد أن شعرت بالخجل من أفعالها معه لاحظ احمرار وجهها وليردد بمكر:
-سبحان مغير الأحوال … اللي يشوفك وإنتي لازقة فيا كده مايشوفكيش من كام يوم وإنتي مش طيقاني !
عضت على شفتيها بخجل شديد ثم همست له بهدوء
-مين قالك إني مكنتش طيقاك !!
رفع أحد حاجبيه يهمس لها مثلما فعلت واضعا جبينه أعلى جبينها محاولا استعادة أنفاسه التي سرقتها تلك الفاتنة ….
-كنتي بتحبيني وساكتة يعني؟ !!
حاولت دفعه من صدره بخجل مسيطر على جميع حواسها ليفلتها بهدوء بعد أن تأملها لحظات محاولا السيطرة على نفسه يقول بصوت أجش:
-رايحة فين مش هتختاري الهدوم … اخرت !!
ضربت جبينها بخفه تبتسم له تقول مسرعة:
-نسيت …. سيبني بقي عشان أختارهم لك !!
ترك يدها يراقبها وهي تتحرك إلى الملابس بخفة ملتقطة مايعجبها بملابسه ثم دارت له تعطيه إياها ليجذبها إليه من خصرها هامسا بخبث:
-طيب مش هتساعديني ف اللبس.!!
رفعت أحد حاجبيها وكانت تتحدث ليكمل مبتسما بمكر..
-عشان اخرت !!
عاونته بالارتداء بابتسامة خجلة من همساته ولمساته المتعمدة لجسدها تاركا إياها تغلق أزاره ليعبث هو بيده بقمصيها ارتفعت ضحكاتها بين أحضانه تقول بخجل وهي تدفعه عنها مرددة بعد أن أنهت مهمتها:
– إوعي يا أيهم هتأخر وانت مش ناقص … !!
أفتلها أخيرا متنهدا بهدوء مستعيدا رصانته حين رن هاتفه ليلتقط أشياءه مسرعا مودعا إياها بقبلة أعلى شفتيها الدافئتين مقبلا جبينها يهمس لها:
-خلي بالك من نفسك ومن عمر وجوان !!
رفعت عنييها إليه لتجده يلتقط متعلقاته مسرعا مغادرا الغرفه بخطوات واسعة….
ابتسمت بهدوء لتستمع إلى صوت صريخ فتاتها … اتجهت مسرعة إلى الغرفة تحاول هدهدتها وطمأنتها بأحضانها الدافئة موزعة قبلاتها عليها تبتعد بها عن أخيها حتى لا توقظه … جلست فوق الفراش محتضنة إياها تدندن لها..تداعبها بأصابعها الرقيقة ولم تستغرق دقائق معدودة حتى غطت الطفلة وأمها بالنوم …..
اعتدلت فزعة تكتم صرختها بيدها تنظر إلى صغيرتها بأعين مذعورةمن إيقاظها من ذلك الكابوس الذي داهمها … نظرت من حولها تتقفد وجوده … فلم تجده انتفضت من فوق الفراش تجوب الجناح باحثة عنه بأعين دامعة لتلتقط هاتفها محاولة الاتصال به….ليأتها صوت الصفير الهادئ…. فترتفع دقات قلبها مع كل صافرة…. حتى شعرت أن قدميها لا تحملها اتكأت إلى يد الأريكة تحاول مرة أخرى بقلب مرتعب وأصابع تنتفض.. ليأتيها أخيرا الرد …. لكن بصوت “سيف” يجيب بهدوء:
-أيوه يارنيم !!
ارتعشت شفتيها بتوتر بالغ … أين هو لما لا يجيبها … خرج صوتها المبحوح تقول:
-فين أيهممم!!
ارتج قلبها بمكانها برعب وهي تستمع إلى تنهيدته وزفير أنفاسه …شعرت بالأرض تميد بها … كادت أن تسقط مغشي عليها من فرط رعبها … لتستمع إليه يجيبها بهدوء:
-أيهم في العمليات … !!!
لا تعلم كيف وصلت إلى تلك المشفى.. لم تشعر بنفسها سوى وهي ترتدي ملابسها تقود سيارتها بسرعة هائلة متجهه إليه … قبلها ينتفض …. دموعها كالأمطار … لايمكنه تركهااا … لقد أحبته … بل عشقته …. بل أحرقها لهيب عشقه … لن يفعل بها ذلك … قد وعدها …. اعتادت أن يوفي بعهده معها … لن يتركها …. ركضت بأروقة المستشفى بعد أن استقبلها أحد أفراد الأمن الخاصين به تسبقه إلى المكان رغم جهلها به … ها هو “سيف” رفيقها … يقف مستندا إلى الحائط بحالة يرثى لها أسرعت إليه وشهقاتها تتعالى جسدها ينتفض وأعينها جاحظة تحاول استجماع الكلمات …
أسندها سيف يربت على ذراعيها برفق … لم تعطها “صافي” فرصة الاستفسار اتجهت إليها تجذبها بغضب من ذراعها تغرس أظافرها الحادة بها صائحة بغضب:
-ارتحتي كده إنتي وأهلك عايزة تخلصي عليه زي شهااب … مش هسيبك تعملي فيه كده ياحربااية !!
اتسعت عيناها بهلع غير آبهة بتلك الآلام الناتجة عن غرس أظافرها تنظر فورا إلى “سيف” الذي بدا لها بعالم آخر لأول مره ترى دموعه تتساقط هكذا !! … نظرت له ببكاء يقطع نياط القلب تستجديه برعب أن يحلل لها ما يحدث تهمس برعب:
-أي حصل … فين أيهم ياسيف !!!
ضغطت “صافي” بقوة على عظامها مستغلة ضعفها هكذا تصيح بغضب تهز جسدها بعنف شديد:
-أيهم !! إنتي ليكي عين تنطقي اسمه بعد ماسلطتي البلطجية عليه إنتي وعيلتك.. ده أنا هوديكم في داهية …!!
جحظت عيناها برعب تنفلت شهقاتها العالية ليفصلها “سيف” عن “صافي” جاذبا إياها بعيدا يجلسها فوق الكرسي جاثيا أمامها على ركبتيه يقول لها مهدئا بعد أن كور وجهها بين يديه:
-متخافيش هو لسه في العمليات … ادعيله يارنيم..هو محتاج دعواتنااا !!
صاحت به “صافي” بعنف تقول بغضب:
-انت مصدق الحركتين دول …أنا متأكدة إنها هي اللي ورا ده.. زي ماعملت في شهاا.. آآآ!!
اصمتتها تلك الصفعة المدوية…حيث صاح “سيف” بغضب بعد أن أخرسها بصفعته يقول:
-إياااااكِ ياصافي !!! ولا كلمة تاني عنها أو عن إخواتي !!
عم الصمت بالأجواء … بعد أن كظم أبيها وأمها غيظهم جاذبين إياها بعيدا حتى تهدأ الأجواء …
عاد “سيف” إلى “رنيم” التي احتضنت جسدها تبكي بقهر متمتمة بكلمات لا يفقهها.. جلس بجانبها يلقي عليها نظرات حزينة موااسية..
أخيرا خرج ذلك الطبيب بعد أن مرت عدة ساعات وهي لم تتوقف عن البكاء والتضرع برعب جلي على قسمات وجهها.. التف الجميع حوله باستفسار عن حالته ليقول بعد أن استجمع كلماته بعملية وبرود تام:
-الحاله كانت هتموت ولحقناها على آخر وقت.. في كسور وشروخ ف أنحاء الجسد بجانب رصاصة كانت في الكتف الأيمن خرجناها بعناء.. وجرح في الرأس نتيجة اصطدام العربية وإنها اتقلبت بيه … !! هيتنقل العناية دلوقت وبكره الصبح هنقدر نكشف عليه أفضل !!
اتسعت عيناها مما يقوله … رصاص.. كسور … شروخ.. انقلاب… اصطدام سيارة !! رباااه ماذا عاني معشوقي !! أفاقت حين بدأ الطبيب بالانصراف لتمسك ذراعه مسرعة تتوسله:
-أرجوك أنا محتاجة أشوفه … مش هقرب منه والله.. هشوفه من بعيد … !! أرجووك !!
انهمرت دموعها متتالية ليحيط “سيف” كتفها محاولا تهدئتها لكنها تشبثت بذراع الطبيب كالأطفال تتوسله بأعينها… رضخ لمطلبها … ينادي الممرضة يلقي عليها التعليمات المشددة قبل أن يأمر باصطحابها بمفردها معها. ….
دلفت إلى الداخل معها بهدوء تنظر له من بعيد وضعت يدها أعلى فمها من فوق تلك الكمامة تكتم شهقاتها ضاغطة بعنف على فمها … رُباه ماتلك الحالة سارت بأعينها على تلك الأجهزة المتصلة بجسده.. صدره العاري المليئ بالجروح والندوب … وجهه الذي بدت عليه الكدمات تراها بالعين المجردة من مكانها هذا … استغلت خروج الممرضة لتقترب قليلا تتقفده تسير بإصبعها على صدره العاري ثم وجهه بخفة بكت لهيئته المدمرة هكذا هبطت بجسدها بجانب يده تتلمسها بحذر شديد تمسك برأسه تقبلها بحزن ثم وقفت حين عادت الممرضة تجذبها بعيدا عنه لتتحرك معها وأعينها تمسح جسده مسلطة عليه لم تفارقه.. تاركة قلبها المكلوم بجانبه !!!
مر يومان عليها وهي يقظة تستعيد أحداث الأسبوع الماضي عادت مرة واحدة إلى المنزل تبدل ملابسها وتطمئن على أطفالها وتعد ملابس له.. بعد إصرار من “سيف” عليها ….شردت أثناء جلوسها غير آبهة بتلك النظرات المشتعلة من ابنة عمه اللعينة التي تصارعها بضراوة …. أحضانه الدافئة …دلاله لها..أحاديثه اللينة.. هداياه الرقيقة الهادئة… تبكي وتبكي.. مسترجعة همساته ولمساته … ترغب الآن بالارتماء بأحضانه … أصبحت تعشقه … لقد سحبها إلى عالمه … حاوطها بالعشق فلم تجد مفر منه …. لقد ألهبها الهوي..وبشدة ….. أفاقت على صوت أقدام الطبيب تقترب منهم … يدلف إلى الداخل ليتابعوه بأعينهم.. بعضها خائفة.. وبعضها مترقبة …. وأخرى حاقدة طامعة.
لم تتحمل البقاء أسرعت خلفه تدلف إليه … غافلة عن تلك الأعين المبتسمة بمكر شديد …. تراقب برعب أيدي الطبيب وهي تتفقده … وقفت بجانبه ولاحظت أعينه حين بدأت ترمش محركا جفونه بإرهاق تام … دلف باقي أفراد الأسرة لمراقبة ما يحدث.. جاورها “سيف” بوقفتها يحدق به هو الآخر لتتسع أعين الجميع حين فتح رماديتيه ينظر إليها مطولا بصمت تام … صمت لحظات ليحرك شفتيه قائلا وأعينه تدور عليهم عاقدا حاجبيه ليعود إليها محدقا بها لوهلة:
-إنتي مين !!!!
اتسعت عيناها تحدق به وقد تسارعت نبضات قلبها برعب تكاد تستمع إلى خفقانها الآن …. هو يُمازحها !! لكن لا ملامحه المرهقة.. عُقدة حاجبيه … أسلوبه المندهش … طريقته التلقائية.. حبست أنفاسها تدعو أن يكون ما ببالها خاطئ …. لتتلقي الكلمات التي أصعقتها حين ارتفع قليلا بجسده يقول بهمس وأعينه مسلطة على شيء خلفها …
-صافي واقفة بعيد ليه ياحبيبتي !!
اتسعت أعينها هي و”سيف” بصد@مة جلية… ماذااا حبيبته ! من انتي !! … ماذا يفعل !! لم يفعل ذلك بهااا … راقبت تلك الأفعى وهي تتقدم منه بدموع أغرقت وجهها.. لا تعلم من أين أتت.. ترتمي بأحضانه تبكي محاوطة رقبته أمام أعين الجميع …. اتسعت لبنيتاها تحدق بهم بصد@مة وكأن لسانها قد عُقد ارتعش جسدها من ذلك التلامس الجسدي بينهم أفاقت على تساؤله مرة أخرى عن هويتها قائلا بصرامة:
-مردتيش علياا … إنتي مين !!
كاد “سيف” أن يجيبه لكن منعته يد الطبيب يطلب منهم الخروج جميعا لتستمع إلى تلك اللعينة تقول له بميوعه شديدة:
-دي مراتك يا حبيبي.. اللي قولتلك عنها !!
حسنًا يبدو أنه فقد الذاكرة… ها هي تلك الأفعى تذكره بماهيتها.. لمَ لم يلقيها من أحضانه مرحبا بها هي الآن … بل االأقسى والأشد وكأنها حين استمعت إلى تكملة كلماته يقول بغضب واضح ملقيا إياها بنظرات قاسية..
-ومستنية أيه اطلعي برااااا !!
اتسعت أعينها بصد@مة … تصنمت بمحلها لحظات تلقيه بنظرات مدهوشة … مصدومة … وكأنه لا يحادثها … لتستمع إلى سعاله الغاضب يصيح بصوت متقطع من بين سعاله:
-مش ساامعة !!! براااا!!
اتجهت إليها الممرضة تخرجها إلى الخارج … لتسير معها بجسد بلا روح …. وتلك الصد@مة قد احتلت جميع جوارحها سيطرت الرعشة على جسدها … تستند إلى الممرضة بصمت … وقد خارت قواها … شاعرة أن قدميها لم تعد تحملها …
هبت واقفة تقول بغضب …
-يعني أيه بيخدعوه قدامنا كلنا !!! أنا هروح أفهمه كل حاجة !!
وقف الطبيب يقول بأسف شديد:
– للأسف المريض مش هيستحمل الكلام ده … ده لسه خارج من عمليات صعبة جداااا ماينفعش نلخبط الأمور وهو خارج من عمليه صعبه كدا !! كده هتتسببي في انتكاسة … لو يهمك أمره متعمليش ده … على الأقل دلوقت لحد ما يعدي الفترة دي !!
راقب “سيف” الحديث ليقول متسائلا !
-أيوه بس ده عارف حاجات غلط تماما … !! ده هيأثر علي حاجات كتير جدااا …. !!
رفع الطبيب أكتافه ليكمل “سيف” بغضب:
-وفترة الفقدان دي قد أيه تقريبا !! يعني ذاكرته ترجعله إمتي !!
رفز الطبيب أنفاسه معلقا:
-ده مع الوقت … يعني بشكل تدريجي وطول إن مفيش ضغط عليه يعمله انتكاسة …ده هيساعده أكتر … !!
حدقت بهم بصمت تلقي بجسدها فوق الكرسي وقد خارت قواها تماما ….. ها هي تفقده … مثلما فقدت الجميع ….!!!
سارت بجانب “سيف” بصمت تام تخرج من المشفى بعد أن صرخ بها غاضبا يطلب عودتها والابتعاد عنه تماما !!
جلست بالسيارة وقد سالت دموعها كالأنهار …. انهارت تماما …. طردها … نبذها مثلهم … عاملها بأشد المعاملات قسوة … لينهار عالمها الوردي..كعادتها.. منذ متى وهي تملك عالم وردي … لتعتاد.. ولتفكر ماذا تفعل بفترتها القادمة!!!؟؟؟
الفصل الخامس عشر ” عشق”
أنهت حمامها بفتور تام ثم اتجهت إلى الفراش ولازالت ترتدي بورنص الاستحمام وقفت أمام المرآه بعض الوقت تتأمل ملامحها بحزن بالغ،لم تعد لديها تلك الطاقة للمحاربة، طعنته لها كانت أشد الطعنات قسوة.. هكذا أفضل للجميع … لتنسحب من حياته وتريح الجميع ….
اتجهت إلى الفراش الذي تشاركته معه أسبوع.. فقط أسبوع هو ماعاشته معه بكل جوارحها …. أسبوع فرحت به كالأطفال بملابس عيدهم، وها هي تنطفئ فرحتها كعادتها تمددت أعلى الفراش بإرهاق تام لم تقدر على تصفيف خصلاتها أوارتداء ملابسها فقط ترتدي ذلك البورنص القصير …
أغمضت عينيها بهدوء ليجذبها سلطان النوم بدقائق نتيجه إرهاقها … فتحت عينيها على صوت جلبة..لتعقد حاجبيها تعتدل محاولة استكشاف الصوت لتجده … من غرفه الملابس… استقامت تزيح خصلاتها للخلف تسير بهدوء محاولة تفقد مايحدث … رُباه إنه هو يقف موليا ظهره العاري لها.. لم تصدر صوت استمعت إلى زفيره المرهق بصمت تام.. لم عاد من المشفى … هو لم يتعافى بعد !!
اتجهت إليه تتحدث بتلقائية قائلة بقلق بالغ غلف نبرتها الناعسه:
-انت خرجت ليه …!! الجروح بتاعتك لسه مالمتش … !! إزاي تعمل كده !!
أدار جسده لها متأوها من حركته المفاجئة يحدقها بنظرات شرسة مضيقا عينيه ينظر بحدة لها قائلا بغضب:
-أيه كنتي عايزاني أقعد هناك … يمكن تعرفي تقتليني المرة دي !!
اتسعت عيناها بصد@مة تحدق به بذهول تحول إلى شهقة مرتعبة حين جذبها إليه من ذراعها ينظر إلى عينيها يقول جازا علي أسنانه.. بعنف واضح …
-كنتي فاكرة هتخلصي عليا صح !!..لولا صافي دخلت فهمتني كل حاجة … وورتني الورق والصور.. كنتي هتكملي تمثيل مش كده !!
اتسعت عيناها بعدم فهم … هي لاتدرك مافعلته تلك الشمطاء … لكن من الواضح أنها حين سبقتها بالدخول إليه حين ابتعدت عن المشفي … قد ضللت جميع أفكاره ناحيتها… ومن الواضح أن معاناتها أكبر بكثير مما تتخيل … نظرت إليه بحزن شديد تحدق بملامحه..كاد قلبها أن يتوقف عليه بتلك الأيام.. ليفعل مايشاء.. يكفي أنه سليم معافى بعض الشيء أمامها … يكفي أنه حي … ليفهم مايشاء …. رفعت يديها تحيط عنقه بقوة دافنة وجهها بعنقه تستنشق رائحة جسده باشتياق شديد.. انتفض جسده لفعلتها… لم يستوعب لما حدثت له تلك الرعشة حين دخلت إلى أحضانه.. يشعر بنبضات قلبه ترتفع..تقرع كالطبول … مابه !!! ماذا تفعل تلك الفتاة.. لقد وبخها للتو !!! لم لا يرفع يده ويفصلها عن أحضانه!! مابه … !! عقد حاجبيه حين سيطر عليه ذلك الصداع الشديد ليغمض عينيه بإرهاق مترنحا بعض الشيء ليحيط جسدها مستمدا منها الدعم …
شهقت حين شعرت به يكاد يسقط.. أحاطت جسده بقوة شديدة تهتف بلهفة واضحة:
-تعالى ريح في السرير!!
وصلت به بصعوبة إلى هناك لم يتحمل لقد سيطر عليه الإعياء الشديد.. هبط بجسده فوق الفراش وهي تعاونه بحذر.. صعدت فوق الفراش هي الأخرى تثني ركبتيها واضعه إحدى ساقيها فوق ساقه بتلقائية منها تحيط عنقه بذراعها والأخرى تعدل له الوسادات من خلفه … دفن رأسه بصدرها بتلقائية.. عاقدا حاجبيه بقوة…. لا يفهم ما يحدث له.. ألم يتزوجها من أجل وصية أخيه !! الذي كانت لها يد بقتله حين علمت بتلك الوصية.. ألم تفتعل تلك الحادثة لتقتله مثل أخيه !!! من المفروض أن يكرهها الآن … ينفر من تواجدها المريب المربك … لكن جميع حواسه ترفض إطاعه أوامر عقله … تريد ذلك القرب المُهلك …
اشتعلت وجنتيها حين أراح رأسه فوق صدرها بتلك الطريقة عضت شفتيها ثم حاولت الاستقامة لكن ذراعيه التي حاوطت خاصرتها يجذبها إلى أحضانه ناظرا داخل لبنيتيها ثم تدحرجت عيناه فوق ملامحها عاقدا حاجبيه ورماديتيه تموج بمشاعر مختلطة قرب وجهها ثبت أنظاره فوق شفتيها ثم جذبها إليه على غفلة منها مُلتهمًا شفتيها بقوة… اتسعت عيناها بصد@مة ثم لحظات وتلاشت تحيط عنقه بذراعيها تبادله قُبلاته بجرأة شديدة ادهشتها هي نفسها.. لكن ماذا تفعل وعشقه يسكن روحها قبل جسدها …..أغمض عينيه لتضرب بعقله بعض الصور المشوشة ففتحها على الفور.. يفصل قُبلته مزيحا إياها عنه يعيد جسده للخلف واضعا يده أعلى رأسه … عاقدا حاجبيه بغضب أشعرها بالحرج … لقد ندمت الآن على انسجامها معه وهو بتلك الحاله..
أنزلت رأسها بحزن وحرج ثم تنهدت بهدوء لتنقذها تلك الطرقات أعلى الباب.. أسرعت تفتحه وهي تعدل خصلاتها التي أشعثها.. وقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها حين اندفعت إلى الداخل تلك الشمطاء ومعها تلك الممرضة المائعة يمارسون دلالهم عليه أثناء تغييرهم لضمادات جروحه … ضغطت على أعصابها بما يكفي لتحملهم.. لكن إلى أن بدأت تلك الشمطاء بتلمس عضلات صدره مدعية المعاونة وعدم القصد… لم تتحمل اندفعت نحوهم تزيحها بعنف مقصود ممسكة الضمادات تزجر الممرضة بنظراتها المشتعلة لتتراجع الفتاة قليلا عنه لتصيح بها بغضب:
-أنا هعرف أساعده !!
تسمرت غريمتها بمحلها حين وجدت تلك النظرت الشرسة والأسلوب العنيف بالتعامل..قلقت أن تكشف أمرها. فضلت الصمت لتُتم دورها للنهاية حتي لا تثير الأجواء نحوها … راقب أفعالها بصمت تام مندهش من غيرتها الواضحة للعيان.. كيف لتلك أن تحاول قتله هو يلحظها منذ دقائق وهي تخشى النظر إلى جروحه التي لم تلتئم …. عاونتها الفتاة وأنهت مهمتها لتصرفهم “رنيم” بنظرات مستحقرة مشمئزة … ثم بدأت بتوضيب الأغراض من حولهم بخفة تحت أنظاره المراقبة الصامتة..
اتجهت إلى غرفة الملابس لتغيب لحظات ثم ظهرت وهي تتجه إليه ليعقد حاجبيه حين اقتربت منه تمسك التيشيرت الخاص به ليقول بانفعال واضح:
-إنتي هتعملي أيه إياكي تقربي مني تاني !! أنا ساكت من بدري بمزاجي بس التمثيل ده كله مش هيخليني أعدي اللي حصل فيا ده …
حدقت به بلبنيتيها بصمت تام لم تظهر أي ردة فعل لم تلاحظ تلك المسافة الصغيرة فيما بينهم إلا حين جذبها من يدها بذراعه السليمة لتسقط بأحضانه حاوطها يضغط على إحدى عظامها بقوة متعمدة لتصرخ متألمة فقال معقبًا بحنق بالغ:
-أيه وجعتك !! ده مايجيش ذرة في اللي أنا فيه دلوقت … لو خايفة على نفسك ماتقربيش مني نهائي.. ولا من صافي !!!
عقدت حاجبيها حين أتى بذكر تلك الشمطاء لم تتحمل دفاعه عنها حتى وإن كان مخدوع..هي لم تمقت أحد هكذا من قبل صاحت به بغضب هي الأخرى وهي تحاول التملص منه:
-صافي أيه بتاعتك دي اللي أقرب منها ده أنا بشوفها بقرف … اآآآآآآآ!!!
صرخت متألمة حين لف خصلاتها الحريرية على يده يزمجر بغضب واضح صائحًا بانفعال:
– إياكِ صوتك يعلي عليا تاني ….!! وإياكِ تهيني أي حد يخصني ساااامعة !!!
سارت دموعها علة خديها كالشلال وهي تمسك ساعده القوي بيديها الاثنتين تحاول تخليص خصلاتها منها لقد بلغ الحزن من قلبها ما بلغ … تلك الدمعات التي من المفروض أن تشفي غليله … فعلت العكس.. لقد شعر بالغضب من بكائها كالأطفال هكذا.. جذب خصلاتها بقوة أكبر يصرخ بها بغضب شديد ونبرة غليظة أرعبتها:
-كفاااااايه … قولتلك مش مصدق تمثيلك ده !!!!
لاتعلم كيف عليها أن تحاول كتم شهقاتها خوفا منه ومن نظراته النارية لها.. أفلتها بغضب لتسقط أرضا متوجعة..تنظر إليه بحزن ثم نكست رأسها واعتدلت تقف على مسافة منه بحذر تشير إلى رداءه الخاص … ليهبط بجسده داخل الأغطية الناعمة يعطيها ظهره …نظرت إليه دقائق وهي تشعر بتردد.. هل تتركه كما يشاء لكن قلبها لم يطاوعها..؟؟!! لقد اشتد البرد عليهم .. !!!
ابتعدت خطوات تجلس فوق الأريكة إلى أن يغط بالنوم هي تعلم أن أدويته المسكنة التي أخذها بعد عناء سوف تعينها بذلك …. بالفعل اتجهت إليه بخطوات حذرة لتتفقد أنفاسه لتجده يغط بنوم عميق، أمسكت التيشيرت الخاص به وهي تحمد ربها أن ياقته واسعه حتى لا يتأذى أكثر تأملت الندبات بجسده..ودموعها تسقط بصمت أوجعها حاله.. بل حالهم معا أنهت مهمتها بصعوبة بالغة بعد أن أرهقتها قوته الجسمانية وتجنب جروحه وكادت أن تستقم من فوق جسده لكنها بلمح البصر وجدت نفسها بين أحضانه بل وجدت نفسها تنام أعلى الفراش وهو يدفن رأسه بصدرها وجسده يغطيها … اتسعت عيناها وشكت أنه يقظ لكن انتظام أنفاسه أزاح شكوكها لتضع يدها أعلى خصلاته تملس عليها برفق قبل أن تسقط هي الأخرى بالنوم وعلى وجهها ابتسامة لينة ماكرة
-***-
استيقظت باكرا وهي تشعر بثقل جسده فوقها من الواضح أن تلك المسكنات لها تأثير قوي عليه.. تأملت هيئته الوسيمة بعد الحادث فلم يزده سوى قوة وشموخ أمامها.. ابتسمت بهدوء ثم اقتربت بشفتيها منه وهي تراقب استيقاظه لتضع قبلة خفيفة أعلى شفتيه مستغلة نومه الهادئ لتشعر بيده تجذب رأسها بقوة وشفتيه تلتهم شفتيها بعنف راق لها أحاطت رأسه بذراعيها تعبث بخصلاته برفق تبادله قبلاته المحمومة بأقوى منها..
لاتعلم من أين أتتها تلك الجرأة لكنها لا تستطيع الابتعاد تريد قربه تقبله بكل مافيها.. لا تريد ولا تملك سواه.. انهالت دموعها حين ضربت تلك الأفكار إلى عقلها وأنها لن تبقى معه بتلك الوضعية..لاتتقبل ما يحدث وتفكيره بأخرى لكنها تعشقه وبكل جوارحها.. شعر بتلك الدموع ليعقد حاجبيه معتدلا قليلا للأعلى يراقبها باندهاش.. منها ومن نفسه !
ضربت بعد الصور المشوشة بعقله ليعقد حاجبيه أكثر معتدلا يسند ظهره إلى الوسادة من خلفه وذراعه يرفعها إليه بقلق غريب.. من المفروض أن يلقيها بعيدا الآن ماذا يفعل ؟؟!!
لكن شهقاتها التي ارتفعت تؤلمه وبشدة … ماذا إن كانت ابنة عمه تكذب..أحاطها بأحضانه محاولا الهمس بكلمات تلقائية ليطمئنها أحاطت عنقه تبكي وجسدها يهتز بعنف تهمس بأذنه بصوت مرتعب:
-متسبنيش يا أيهم …!! أنا مش ممكن أعمل حاجة تأذيك !!
تنهد مغمضًا عينيه بإرهاق يجذبها بقوة لاحضانه مقبلًا وجنتها قُبلات متفرقة ألهبتها وهو يهمس لها بصوت مشحون بالعديد من المشاعر يطغي عليه اللين قائلا:
-مش هسيبك ماتخافيش … اهدي !!!!!!!
رواية لهيب الهوى الحلقة السادسة عشر
لهيب الهوى
افترشت بجسدها ذلك العشب الأخضر بعد يوم مرهق كعادتها منذ إصابته بالحادث..هاهو يمر شهر ونصف على تقلباته المزاجية معاها أحيانا تشعر به يصدقها.. يعاملها بلطف خفي …وأحيانا أخرى يظهر قسوته وذلك يكون فور اجتماعه بتلك الأفعى التي لم تكل أو تمل من الايشاء بها بالكذب.. أرهقها التظاهر بالقوة التي لم تكن عليها سابقا.. أغمضت عينيها بهدوء أسفل تلك الإضاءة الخافتة محاولة استجماع أفكارها شعرت بحركة خفيفة علي الأرضية…. وكأن ظل أحدهم فتحت عينيها لتراه يقف متكأ إلى عكازه يمد يده بالهاتف لها مرددا بهدوء ظاهري:
-فين المكان ده ؟!!
حدقت به باندهاش ثم اعتدلت واقفة تمسك الهاتف مقلبة بالصور التي يعرضها لها …إنه مرسمها الذي أهداها إياه … تلك الصور جمعتهم هناك عضت على شفتيها وهي تفكر كيف تقول أنه أهداها إياه … لقد شدد عليها الطبيب بتلك الفترة الحرجة.. عدم تعرضه لصدمات …. نظرت له تقول بهدوء مماثل له:
-ده المرسم بتاعي !!
كادت أن تنصرف لكنه فاجأها بنبرته الغاضبة يقول:
-شهاب اللي جابهولك … اللي أعرفه إنك ماتقدريش تمتلكي مكان زي ده بفلوسك …
توقفت بمحلها وهي لاتعلم كيف تخرج من مأزقه ذلك ليفاجأها بإكمال كلمااته مرددا ورماديتيه ماجت بغضب شديد:
-طبعا ماهو لازم تطلعي بأكبر فايدة ….. !!
أغمضت عينيها بألم … ها هي تعود معه إلى نقطة الصفر مجددا … اتهاماته لن تنتهي طوال فترة مكوثه هنا … بينها وبين تلك الأفعى... سوف يظل مشتت معهااا …. عقدت حاجبيها حين واتتها تلك الفكرة وابتسمت بهدوء تلتفت له مقتربة منه تضع يدها أعلى صدره تهمس بأذنه بخفة…
-لا مش شهاب اللي جايبه !! تحب تعرف مين !!
لم يجيبها بل حدق بها بصمت مريب بعد أن تشنجت عضلات صدره ليبتلع رمقه وهو يراها تميل علة أذنه قائلة:
-لو حابب تعرف أنا رايحة هناك دلوقت … ممكن أروح معاك نفك جبس رجلك وبعدها تيجي معايا !!
راق له اقتراحها لكنه حدق بها لحظات ليعتدل منصرفا وهو يقول ببرود:
-إنتي اللي هتيجي معايا مش أنا اللي جاي معاكي !!
عقدت حاجبيها ولم تفهم مغزي كلماته كفترته الأخيرة معها …لتتجه خلفه تتجهز هي الأخرى والخوف قد بدأ بالتسلل إلى قلبها..
لم يكن بحسبانها أنه يتفق مع تلك الشمطاء لتأتي معهم. بل وتجلس ملتصقة به تمارس دلالها المبالغ به عليه والمدهش أنها تراه يطاوعها بل ولاحظت بطرف عينيها وهي تجلس مقابلهم بتلك السيارة أنه يلقي عليها نظرات من حين لآخر …
عضت على شفتيها وقد بلغ التوتر منها مابلغ … لن تتركه تلك المرة يحاول إهانتها ..لم تتحمل عذاب جديد … إن حاول التفكير بمسها سوف تصارحه وليحدث ما يحدث … رفعت ذراعيها تحتضن جسدها بتوتر واضح إلى أن وصلت السيارة إلى عيادة طبيبه.
انتهى الطبيب مسرعا من فك الجبس ملقيا تعليماته عليها لتومئ له بصمت تتبع إياهم بعد أن تولت الشمطاء أمر الانصراف معه مستغلة انشغال “رنيم” مع الطبيب.. كادت أن تهبط خلفهم لكن تلك اللافتة جذبت انتباهها لتحدق بها لحظات ثم انصرفت وهي تدعو أن يمر يومها بسلام ولا تقتل تلك الأفعى..
اتجهت إلى السيارة لتراه وحيدا بها ينتظرها … تشنجت خلجاتها حين جذبها لتجلس بجانبه يحيط خصرها بإحدى ذراعيه مشيرا إلى السائق بالتحرك … ارتبكت بشدة حين لاحظت أنه لم يزح نظراته عنها وكأنه يلتهمها كعادته قبل الحادث..تنهدت بهدوء وهي تفتقد تلك الأوقات لتفيق حين شدد على خصرها وهو يترجل مزيحا إياها أمامه هابطا من السيارة أمام مرسمها …..!!
اتجهت معه إلى الداخل ليغلق الباب من خلفهم وهو يشير إلى السلالم مباشرة قائلا باندهاش وهو يعقد حاحبيه:
-ايه ده هو في دور فوق !!
اومأت له موضحة وهي تزيح خصلاتها بتوتر شديد مرددة:
-آه في دور متجهز فوق زي شقه منفصله !!
اقترب منها يهمس لها أمام شفتيها وهو يجذبها من خصرها ملتصقا بها:
-وياتري فيه مكان أقدر آخد شاور فيه !
عقدت حاجبيها مرددة بتأكيد لتنهي ذلك القرب المهلك لها تحاول فك يده عنها وقد توترت أنفاسها ….
-أيوه أكيد !!تحب تشوفه !!
اعتدل يجذبها من يدها برفق يسير نحو الدرج وقد لاحظت تلك الابتسامة التي تتراقص على شفتيه لتصرخ بهلع حين استدار فجأه يحملها علي كتفه صاعدا بها الدرج مسرعا وهو يبتسم لها قائلا:
-أيه ياروحي بتصوتي ليه بس…!!
ارتعبت مما يحدث ووجدت نفسها بين أحضانه فوق فراشهم يجذب رأسها بقوة ملتهما شفتيها بعنف كاد يدميها.. اتسعت عيناها من فعلته لكن سرعان ما تغلب شوقها إليه على جميع مشاعرها..لتحيط عنقه تبادله قبلاته وهي تحاول مجاراة عنفه اللاهب لها.ليقشعر بدنها حين انتقلت يده الأخرى تتفقد جسدها بحرية شديدة هامسا من بين قبلاته:
-بحبك يارنيم….. بحبك بشكل مايتوصفش !!
اتسعت لبنيتها وحاولت الابتعاد لتفهم لكنه شدد من احتضانه لها يميل بها فوق الأغطية الوثيرة مرددا وهو يلهث بعنف موزعا قبلاته النارية أعلى رقبتها:
-متبعديش عني …. أنا مصدقت افتكرت !!!
اعتلاها فوق الفراش يبثها عشقه الخالص وأشواقه اللاهبة لها أحاطت عنقه بقوة شديدة تتشبث به وهي لا تعرف كيف توضح مدى فرحتها بعودته لها مرددة وهي تضع يديها أعلى وجنتيه موزعة قبلاتها الرقيقة الناعمة بسرعة جنونية قائلة قبل أن تضع شفتيها أعلى شفتيه:
-وأنا بمoت فيك وأموت من غيرك ياقلب وروح وعقل رنيم !!!
ابتسم لكلماتها التي لامست أوتار قلبه ليبتعد إلى الخلف نازعا تيشيرته الخاص مسرعا يميل مرة أخرى متأملا شفتيها التي التهبت من أفعاله يهبط مرة أخرى ملتهما إياها وهو يردد بعنف:
-أنا اللي أموت من غيرك !!!
لتصمت شهرزاد عن الكلام المباح وترتفع أصوات العشق فقط من حولهم ويده تعزف أرق المقطوعات فوق جسدها …
فتحت لبنيتيها بذعر حين لم تشعر بدفء جسده.. انتفضت جالسة وهي تجذب الغطاء لجسدها تداري ما كُشف منها بأيدي مرتعشة …راودتها جميع الأفكار السيئة، لقد أفاق وتركها.. هل كانت تحلم !!… لا إنها بالفعل بغرفة المرسم … هل لم يتذكر … هل أخطأت الفهم !!!
ارتعشت شفتيها وامتلئت عيناها بالدموع … دموع الخوف … دموع الفقد … انفتح الباب فجأه رأته يرتدي بنطاله فقط يتقدم منها وهو ينهي محادثته الهاتفية … ليجلس بجانبها جاذبا إياها لأحضانه عاقدا حاجبيه حين رأى عينيها ممتلئة بالدموع لتعقد ذراعيها حول خصره مخبأة وجهها بعنقه تستنشق رائحته الرجولية … تشنج جسده من تصرفاتها العفوية ضمها إلى صدره بقوة مرددا بصوت أجش بعد أن ابتلع رمقه وهو يربت على ظهرها بلطف:
-اهدي ياحبيبتي مالك !!
عضت على شفتيها بخجل وهي لا تعلم بما تجيبه فمن الواضح أنها ظنت به الظنون بلا داعي … لكن ماعاشته لم يكن هينا عليها.. لم تجبه فضلت الصمت على أن تتفوه بشئ بدأت تهدأ تدريجيا داخل أحضانه لتسمع صوته الرجولي الماكر يقول:
-كنتي فاكرة إني سيبك ومشيت !!
رواية لهيب الهوى الحلقة السابعة عشر
عضت على شفتيها بخجل وهي لا تعلم بما تجيبه فمن الواضح أنها ظنت به الظنون بلا داعي … لكن ماعاشته لم يكن هينا عليها.. لم تجبه فضلت الصمت على أن تتفوه بشئ بدأت تهدأ تدريجيا داخل أحضانه لتسمع صوته الرجولي الماكر يقول:
-كنتي فاكرة إني سيبك ومشيت !!
عضت على شفتيها بقوة وصعد اللون الأحمر إلى وجنتيها بشدة ليحتضن جسدها مطلقا ضحكاته عائدا إلى الخلف وهو محتفظ بها بأحضانه ممسكا يدها يقبل باطنها ثم جبهتها لتبتسم بهدوء مغلقة عينيها تحاول حفر تلك اللحظات وهي داخل أحضانه بعقلها … ذلك الدفء الذي تشعر به الٱن بالعالم كله.. لا تعلم لما ذكرها بأبيها الٱن.. هل من اشتياقها أم دفئه وحمايته لها …!!
شردت دقائق وهي تستمع إلى دقات قلبه وأصابعها تسير برفق على صدره أفاقت حين أمسك أصابعها بعد أن اضطربت أنفاسه لأفعالها العفوية تلك ليكسر صمتهم قائلا بنبرة صارمة قليلا:
-مش عاوزة تعرفي الذاكرة رجعتلي امتي ؟! وإزاي؟!
عقدت حاجبيها ثم رفعت عينيها التي تتساءل فضول واضح ثم اعتدلت تخرج من احضانه وهي
تقول باقتضاب:
– ازاي ؟؟َ
نظر إليها لحظات قبل أن يجذبها مره أخري لأحضانه وهو يسرد عليها ما حدث قبل هبوطه إليها بالحديقه …
Flash Back
أمسك “أيهم” هاتفه وهو ينظر إلي تلك الصوره عاقدًا حاجبيه بصدم#مه وذاك الصداع يكاد أن يفتك به حين بدأت الصور تتلاحق بمخيلته بتتابع مُدهش ليضطرب عقله وتشوش الرؤيه لديه وهو يرفع يده ليضغط علي رأسه بقوة، هرع إليه “سيف” وهو يسنده هاتفًا بقلق:
-مالك ياأيهم أنت أخدت الدوا ؟؟!! أسال رنيم ؟؟؟
وكأنها يجبره علي التذكر حين نطق اسمها أمامه ليعقد حاجبيه بقوه وهو يهمس بتوتر:
-رنيم ؟! دااا أناا عارف المكان دااا..
نظر “سيف” إلي الصوره لحظات قبل أن يهز كتفيه بلا مبالاه وهو يقول بعفويه:
-طبيعي تبقي عارفها ماهو أنا وأنت شوفنا المكان ده سوا وأنت تاني يوم روحت اشتريته علي
طول واديته هديه..
قطع كلماته حين استوعب مايتفوه به ليقف أخيه الذي كان يستمع إليه بتركيز واضح لحظات قبل أن يهتف بصوت متحشرج:
– رنيم ؟؟!
رفع يديه يضغط علي رأسه بقوه وهو يهتف بغضب وقد بدأ وجهه بالتعرق:
– أيواا.. الشركه..خرجناا سوااا.. رنيممم؟؟؟؟؟؟
رغم تلك الغبطه التي راوته من بوادر عوده ذاكرته لكن هيئته اقلقته كاد أن ينصرف ويستدعيها لأنها تتابع أدويته لكن أمسك “أيهم” يده يوقفه عن الحركه وهو يرفع عينيه يحدق به بصدم#مه واضحه ….
Back
عقدت حاجبيها وسالت دموعها أعلي صدره وهو تهتف بغضب:
– أنت قعدت تهزأ فياا في الجنينه وأنت فاكر كل حاجه ؟؟! مش كفايه اللي عملته وأنت فاقد
الذاكره يعني ؟؟!
اختنق صوتها بكلماتها الأخيرة لينتابه شعور بالحزن عليها دائما يعاندها القدر … كان يريد تعويضها ليأتي ذلك الحادث المدبر له ويكون أشد الصفعات قسوة لها.. رفع رأسها بأطراف أصابعه ناظرا إلى لبنيتيها ثم رفع أصابعه تعبث بخصلاتها وهو يقول وقد ارتفعت أنفاسه الغاضبة عاقدا حاجبيه:
-أوعدك مش هتتكرر تاني … مجرد مااتأكد من اللي حصل كل حاجة هتنتهي وإنتي هتساعديني في ده !!
نظرت له باندهاش تعقد حاجبيها برقة قائلة:
-أنا !! إزاي !!!
تنهد محاولا تجميع كلماته بعناية ثم قبلها بلطف أعلى شفتيها وقال:
-مش إنتي بتثقي فيا !
أومأت بالموافقة على الفور لينظر لها بابتسامة واسعة قائلًا:
-أنا الفترة اللي جاية مش محتاج فيها غير ثقتك دي يارنيم وأوعدك هخلص كل حاجة وأقفل كل الدفاتر القديمة ونبدأ مع بعض حياة جديدة بعيدة عن كل ده !
عقدت حاجبيها بقلق تردد بتوتر بالغ:
-فترة أيه !!وهتعمل أيه يا أيهم..كفايه كده أنا مبقتش مستحملة !!
سار بأصابعه أعلى وجهها يقول بهدوء علها تطمئن:
-رنيم مفيش داعي للقلق ده.. الحادثة كانت مدبرة وده كان واضح وأنا مش ممكن أسكت واتفرج علي اللي عمل كده لازم أربيه ….
أقلقتها أكثر نظراته التي تحولت إلى الوحشية حين ذكر مهاجموه …. ذكرها بابن عمها…. يريد الانتقام … هل يريد أن يكون شبيه لابن عمهاا … انسلتت من أحضانه تمسك قميصه الملقى بجانبها ترتديه بأصابع مرتعشة وهي تقول بوجل:
– عاوز تنتقم يعني …. !!!
عقد حاجبيها يعتدل بغضب مزمجرا بها حين فهم مدى خوفها:
-اسمها آخد حقي.. أظن ده أقل شيء عاوزاني أسيب اللي عمل فيا كده …!!
لم تجيبه فقد سيطر عليها الرعب … هو يحاول بشتى الطرق ليبعدها عنه …. تخشى فقدانه وها هو يغامر بنفسه مرة أخرى … لن تطيعه أبدا بذلك ….. أغضبه صمتها ليهب واقفا جاذبا ذراعها ينظر إليها وأعينه تموج بغضبه وقد سيطر عليه نوبه انفعال شديدة يشدد من قبضته فوق ذراعها صائحا بها بعد أن رأى ذلك الرعب بأعينها:
-ردي عليا أنا بكلمك …. عاوزاني أسيب حقي !!
صاحت به غاضبة هي الأخرى وقد بلغ رعبها حد السماء:
-أيوه سيييييييبه ولو عملت كده أنا مش هكمل معاك…. أنا مستحملتش كل ده عشان تسيبني في الآخر تاني !!
لم يهتم بباقي كلماتها كل ما اهتم به إصرارها أن يترك حقه ليصيح منفعلا وهو يجذبها إليه بغضب ممسكا ذراعها الآخر بقوة يهزها بعنف:
-مش هتكملي معايا !!!! أنا قولتهالك قبل كده بس يظهر ماخدتيش بالك……هيفرقنا المoت يارنيم…. أيه خايفة عليه للدرجة دي …. !!!!!!
اتسعت عيناها بصد@مة تنظر له باندهاش مرددة وهي تحاول التملص من قبضتيه القوية قائلة …
-مين هو ده اللي خايفة عليه سيبني يا أيهم !!!
أمسك بها بقوة دافعا ظهرها إلى الحائط من خلفها لتصرخ متألمة …نظر لها وقد سيطر غضبه عليه …غيرته أعمته سوف تجنه هل تحمي ابن عمها..أتهدده بالابتعاد !! ليقول جازا علي أسنانه:
-بتستهبلي صح !!! اللي قتل أبوكي وأمك … وقتل أخويا …وكان عايز يقتلني …. ابن عمكككك !!!
اتسعت أعينها بهلع تنظر له بصد@مة شديدة ارتعشت شفتيها وكفت عن الحركة تنظر الى عينيه وقد نست هجاء الحروف.. من قتل من !!!! أبيها وأمها !!! شهااب !!!! هو!!!!!
ماذا يقول …. أي تراهات يلقي بها … غامت لبنيتاها بالدموع أبيها حبيبها لم يمت بغتة بل حادث !!!! خارت قواها تحاول استيعاب ماسمعت للتو، شعرت بالدوار والأرض تميد بها وتسحبها غيمة سوداء لتسقط مغشيا عليها بأحضانه….
اتسعت عيناه بهلع يحملها مسرعا إلى الفراش وهو يهتف باسمها برعب نادما على تسرعه بإخبارها لكنها استفزته …غيرته عليها ضللت خطاه … مرت به الدقائق وهو يحاول إفاقتها وأخيرا استجابت له لكنها صامتة تنظر إلى الفراغ بصمت وكأنها لا تشعر به هتف باسمها لم تجبه.. أدرك مدى صدمتها ليحيط جسدها رافعا إياها يجلس جاذبا إياها لأحضانه ليلتصق ظهرها بصدره محيطا خصرها بقوة محاولا طمأنتها بحديثه اللين يهمس لها بكلماته وصوته العميق لانتشالها من تلك الصد@مة هاتفا باسمها لتبدأ دموعها بالهطول ولحظات لتتحول إلى شهقات مرتفعة وانتفاضات بأحضانه ليشعر بالأسى لفعلته تلك …لم يكن ليتحدث هكذا ويخبرها بتلك الطريقة الفظة.. عدلها لتواجهه لكنها نكست رأسها تبكي بقهر لما سمعت …. ليحيط وجهها وقد أدمعت عيناها هامسا بأسف:
-أنا آسف مكنش ينفع أقولك بالشكل ده… عشان خاطري اهدي … !!!
أنهى كلماته وهو يغلفها بأحضانه ليمر الوقت بين شهقاتها ودموعها الصامتة إلى أن ذهبت بنوم عميق …. راقبها إلى أن خلدت إلى النوم ليريحها بالفراش برفق ساحبا جسده خارج الفراش وبيده هاتفه …..
رواية لهيب الهوى الحلقة الثامنة عشر
وقفت أمام المرآه وهي تغلق أزرار سترتها بشرود تام لم تشعر بدخوله إلى الغرفة ولامحاوطته لجسدها لثم رقبتها بشغف وهو يصفف خصلاتها بيده ناظرا إلى انعكاسهما بالمرآة لتحدق بانعكاسه بهدوء وهي تذم شفتيها بتوتر، دارت بجسدها تضع يديها أعلى ذقنه مغمضة عينيها وأصابعها تعبث بذقنه ثم فتحتهما تنظر إلى وجهه الذي تزين بتلك البسمة من فعلتها الرقيقة لتقول بعد أن وضعت قبلة صغيرة بجانب شفتيه تقول بعد أن زفرت أنفاسها:
-تعالى نمشي من هنا يا أيهم !!
عقد حاجبيه على الفور يحدق بها بصد@مة واضحة يقول بتوجس وهو يتمنى أن يكون مخطأ بفهمه …
-ماحنا ماشيين أهو ياقلبي..وراجعين القصر.. !! مش إنتي لسه مطمنة على الولاد وآآآ…
قطعت حديثه وقد بدأ جسدها بالارتعاش تقول بحزن شديد وقد تشنجت ملامحها:
-أيهم أنا عاوزة أمشي من البلد هناا.. !!
كادت أن تستكمل كلماتها لكن يديه التي تحيط خصرها ضغطت عليها بقوة بالغة جعلتها تتأوه بألم صارخة هي لاتتحمل أي لمسات أنحاء جسدها تؤلمها وبشدة … خفف من ضغطته على الفور ليحيط خصرها برفق مدلكا بيده أثر فعلته مقبلا شفتيها باعتذار واضح يهمس بأذنها باعتذاره قائلا:
-مقصدش يارنيم … بس بلاش تضغطي على أعصابي الفترة دي … إنتي متعرفيش خوفك وأنا جنبك بيقتلني إزاي…. !!!! محدش هيقدر يقربلك طول ما أنا عايش !!!
تنهدت وقد بدأت دموعها بالهطول تصرخ به غاضبة:
-أنا مش خايفة على نفسي … افهمني بقي ….. أنا مرعوبة عليك انت يا أيهم …. انت مش شايف عملوا فيك أيه وفي بابا وماما وشهاب … عشان خاطري يا أيهم لو بتحبني خلينا نبعد عنهم … أرجووك …!!!
انهارت تماما بأحضانه تبكي بقهر شديد ها هو يعود معها لنقطة الصفر لقد ظلت ساعات لتستوعب ماحدث لعائلتها.. انهيارها هكذا يقطع نياط قلبه …. فليذهب العالم إلى الحجيم وتهدأ هي الآن ….. ضمها بقوة يربت علي رأسها ويده الأخرى تسير فوق ظهرها المتشنج محاولا تهدئتها بكل السبل … فلم تهدأ إلا حين قال بإرهاق:
-خلاص يارنيم … هعملك اللي إنتي عاوزاه … بس اهدي ياحبيبتي !!!
خرجت من أحضانه تنظر إليه بعدم تصديق تفتح أعينها على وسعها لموافقته الصادمة لها قائلة بلهفة:
-بجد يا أيهم …. هنمشي من هناااا …. مش بتضحك عليااا !!!!
ابتسم حين توقف سيل دمعاتها يقول وهو يري ابتسامتها الرقيقة واضعا يديه أعلى وجنتيها مقبلا إياهم برفق ثم اقترب من شفتيها وهو يقول بلين:
-بجد ياروح أيهم … بس بشرط … !!
حدقت به تقول بابتسامة مشرقة وهي تحيط عنقه تدفن جسدها بأحضانه:
-اشرط زي مانت عاوز …. موافقة على كل شروطك !!
اقترب من شفتيها يلتهمهاا بقوة ثم قطع قبلته يهمس لها بأذنها وأنفاسه الساخنة اللاهثة تداعب بشرتها الحليبيه ….
-مش هتعيطي تاااني نهائي يارنيم ما أنا مش متجوز بنت أختي الصغيرة … !!!
عقدت حاجبيها وكادت أن ترد عليه بغضب لكنه التقط شفتيها مرة أخرى بشفتيه ثم هبط إلى رقبتها وهو يقول:
-مش هتقولي لأي حد إن الذاكرة رجعتلي … أنا في كام حاجه عاوز أتأكد منها !!!
تعالت أنفاسها واشتعلت وجنتيها بشدة من أفعاله لتقول بصوت مبحوح وهي تحاول إفلات نفسها …
– لا كله إلا ده … أنا مش هستحمل زفتة صافي دي تقرب منك تااااني !!!
احتضن جسدها وهو يجذبها إليه بابتسامة واسعة قائلا ….
-محدش هيقرب مني غيرك ياروح أيهم !!!
لم تستطع مقاومة ابتسامتها حين غمز لها بإحدى عينيه هاسما لها:
-بمoت فيكي ياااارنيم !!! بحبك أوووي !!!!
استقبلت قُبلاته اللاهبة بصدر رحب … ذلك الشعور معه لا يماثله أي شيء آخر … لا تريد أي شيء سوى حياة معه ومع طفليها بعيدا عن تلك الأوجاع ….
-***-
وصلا إلى القصر أخيرا بعد عدة تنبيهات منه مشددة بما سوف يفعلانه بالفترة المقبلة استمعت إليه باهتمام بالغ وهي تعده أن تنفذ ماطلبه بشكل حرفي متجنبة أية أخطاء.. بالفعل دخلا إلى القصر معا وهو هادئ… أما هي سيطر الوجوم على وجهها وصعدت إلى الأعلى على الفور كتنفيذ لما طلبه …. لم يمر وقت وكان معها بجناحهما كما وعدها … مرت أيام بين استعدادات خفية منه تركت له جميع الأمور على أمل بالابتعاد … تحملت فظاظة الأفعى ووالديها حتى لا تفسد ما قاربت على فعله لتأتي تلك الليلة التي كانت بها بأحضانه داخل فراشهم ….
عاد إلى الخلف يستند بجسده العاري إلى الوسائد من خلفه محيطا جسدها بذراعه والأخرى تسير علي ذراعها العاري بشرود مقبلا شفتيها ووجنتيها بين حين وآخر، لاحظت شروده الصامت فلم تشأ إزعاجه ببادئ الأمر لكن طالت المدة وهو على حاله … إلى أن أتى ذلك الاتصال له هب من جانبها يرتدي بنطاله مسرعا متجها إلى الشرفة وهو يقول:
-دقايق وجايلك ياحبيبتي … مكالمة شغل مهمة … !!!
ثم خرج لم ينتظر ردها.. لأول مرة تقلق هكذا تجاهه هو شارد منذ عودته من الخارج … والآن أقلقها بفعلته عضت على شفتيها وقد طال انتظارها لترتدي قميصه ثم تتجه إلى الشرفة لتستعجله، تسمرت بمحلها حين استمعت إلى كلماته يقول:
-لاطبعا مش هسافر …. كان لازم أقول كده لرنيم عشان تهدى … هي فاهمة إني برتب كل حاجة عشان نسافر … خلص اللي قولتلك عليه بكره بالكتير.. ده هيساعدنا أوي لو حصل …. تمام !!
لملمت خصلاتها متجهة بسرعة إلى الحمام تغلقه خلفها تفتح الصنبور ليغطي على صوت بكائها … كان يكذب.. كان يهاودها كالأطفال كما وصفها … هي لا تستحق ذلك.. لا تستحق خداعه هكذا …. لما يفعل بها ذلك لما يريد الابتعاد كالجميع استمعت إلى طرقاته العالية وهو يقول بقلق:
-رنيم حبيبتي إنتي هنا !!!
أغمضت عينيها ثم اتجهت إلى كابينه الاستحمام لتريح جسدها وهي ترد باقتضاب:
-أيوه !!!
مكثت مدة طويلة لعله يكون قد خلد إلى النوم حتى لا تراه وتنفجر به الغشاش المخادع … هل يظنها حقا طفلة.. حسنا هي لن تستمع إليه مرة أخرى وليحدث ما يحدث … خرجت وهي تلف جسدها ببورنصه الخاص حين لم تجد سواه ثم اتجهت إلى الفراش على الفور بإرهاق وأغمضت عينيها لتفيق بعد دقائق على قبلاته المتناثرة أعلى وجهها حدقت به دقائق ثم أشاحت بوجهها حين اقترب من شفتيها … تعقد حاجبيها بغضب منفجرة به:
-لما انت شايفني عيلة أوي كده اتجوزتني ليه !!!
عقد حاجبيه بعدم فهم مندهش من هجومها الغير مبرر بالنسبه إليه يشير إلى نفسه قائلا باندهاش …
– أنا … أنا شايفك عيلة !!!
اشتعلت من ادعائه عدم الفهم لتصيح غاضبة:
-أيوه انتتتتت !!! لما انت مش ناوي تسافر كذبت عليا لييييييه !!
ضيق عينيه لحظات ثم أردف بعد أن رفع أحد حاجبيه يقول بغضب واضح:
-إنتي بتتجسسي على مكالماتي !!!
تجمعت الدموع بعينيها تقول بحزن بالغ:
– أنا كنت خارجة أشوفك أخرت ليه وسمعتك من غير ما أقصد !!
كاد أن يبتسم حين ذمت شفتيها هكذا كالأطفال تبرر فعلتها بحزن …. لما لا يلتهمها الآن …. وتقول هي ليست طفلة … بل هي أجمل طفلة بالعاالم … سيطر على ملامحه وهو يقترب منها منتقيا كلماته بعناية …
– رنيم أنا مكدبتش عليكي …. إنتي كنتي منهارة ساعتها وكنت بحاول أهديكي … أنا ضاعفت الأمن وأفراد الحراسة..ومحدش هيقدر يلمسك آآآ !!
وضعت أصابعها أعلى شفتيه وهي تقترب منه مستغلة نقطة ضعفه تجاهها تحيط خصره بقوة واضعة رأسها أعلى قلبه تقول بصدق بالغ لامس ذاك القلب المُتيم بها:
-أفهمك إزاي إني مش خايفة غير عليك ….. عشان خاطري يا أيهم ابعد عنهم …. انت متعرفش أنا بحبك قد أيه ولما بيحصلك حاجة أنا بمoت من الرعب إزاي … لو بتحبني بلاش … !!
احتضن جسدها يعود إلى الخلف بها وهو يردد … زافرا أنفاسه بهدوء مقبلا خصلاتها الناعمة:
-رنيم أنا خلاص مسكت كذا حاجة على ابن عمك وعمك … يعني كلها مسألة أيام وهينتهوا من حياتنا …. مش إنتي بتثقي فيا !!!
أومأت على الفور بالإيجاب ليبتسم لها قائلا:
-أوعدك كل حاجة هتنتهي ف الكام يوم الجايين ….!!!!
رواية لهيب الهوى الحلقة التاسعة عشر
أمسكت الملعقة الصغيرة تضعها بفاه الصغيرة مداعبة وجنتيها وهي تراقب بطرف عينيها صغيرها الآخر الذي أصر على الإمساك بملعقته ورفض تماما أن تطعمه مثل شقيقته.. لتبتسم بهدوء من الواضع أن جينات تلك العائلة انتقلت جميعها إلى صغيرها.. أنهت إطعام الصغيرة وهي تقبل وجنتيها لتطلق الصغيرة ضحكاتها تملأ بها الأرجاء تداعب بيدها الصغيرة وجنة أمها برفق.. ابتسمت “رنيم” ثم وضعتها بهدوء تسندها إلى الوسادة لتعاون ذلك الصغير المتمرد بطعامه … أبدى لها تمرد شديد ببادئ الأمر ثم سرعان ما ذاب تمرده مع ابتسامتها المشرقة وملاطفتها الامويه له …
جلس “أيهم” فوق الأريكة ينهي محادثة برسائل نصية من الواضح أنها مهمة للغاية ثم رفع رأسه يراقبها بشغف وهي تلاطف الصغار وتلك الضحكات تملأ الغرفة لترتكز نظراته عليها بتلك القطعة النبيذية التي تحدد تفاصيل جسدها الفاتن وتكشف عنه بسخاء شديد خاصة حين جلست بأريحية هكذا ليرتفع الرداء إلى منتصف فخذيها كاشفا عن سيقانها البضة.. استقام واقفا ثم اتجه إليها يقبل الطفلين مداعبا الصغيرة التي بدأت بالتثاؤب لتجذبها رنيم لأحضانها تمسح على خصلاتها الناعمة … جلس خلفها ثم جذبها إليه ليلتصق ظهرها بصدره لاثما رقبتها بشفتيه الدافئتين.. شعر بتشنج جسدها ليسمعها تهمس وهو ينتقل بشفتيه أعلى جلدها الرقيق ليصل إلى أذنيها:
-أيهم..الولااد !!
رفع خصلاتها بأصابعه ثم ارتفع برماديتيه يرمقها بنظرات شغوفة ذائبة يضع إبهامه أعلى شفتيها ويده تدلك رقبتها برفق لتعض على شفتيها بقوة وتنظر إلى طفلتها التي ذهبت بثبات عميق داخل أحضانها ثم إلى طفلها الذي نام أعلى الوسادة التي وضعتها له..ابتسم حين وجدها بقمة توترها هكذا … يروق له خجلها ووجنتيها التي تشتعل لتزيدها بهاء ليهمس أمام شفتيها:
-مالهم..!!
ارتفعت بعنينيها تنظر إليه بتوتر ولم تستوعب عن أي شيئ يتحدث لتقول:
-هاا.. مين !!
ابتسم ثم اقترب من شفتيها أكثر يهمس لها بمكر:
-الولاد ياقلبي !!
رمشت بعينيها عدة مرات ثم حاولت التملص منه برفق وهي تحتضن صغيرتها خشية إفاقتها وتقول:
-ناموا وعمر بهدل نفسه عايزه أغير له.. !!
شدد من احتضانه لها جاذبا إياها إليه بقوة يقول عاقدا حاجبيه بغضب طفيف:
-رنيم إنتي بقالك أكتر من أسبوعين مهملة فيا جداا واهتمامك كله بالولاد.. أنا مش بلحق أقعد معاكي.. !!
كتمت ضحكاتها علي هيئته الغاضبة ثم رفعت كتفيها تقول بابتسامة مشاغبة:
– آه فعلا أنا كنت مهملة جدااا فيك.. !! سيبني بقي أقوم أنيم الولاد !!
لم يخرجها من أحضانه بل حاوطها أكثر لاثما ثغرها وهو يهمس لها:
-لا !!
تململت الصغيرة بين أحضانها لتتسع أعين “رنيم” من استيقاظها.. وتعقد حاجبيها تقول بجدية شديدة:
– اهو هيبدأوا يصحوا تاني.. !!
أفتلها من أحضانه بهدوء ثم استقام يحمل الصغير بين يديه برفق بالغ يتجه به إلى غرفتهم لتتبع خطواته وتضع الصغيرة بفراشها بعد أن هندمت ملابسها … لتلتفت وتجده ينزع ملابس الصغير برفق ويمسك بقطعة نظيفة ليبلسه إياها.. ابتسمت ووقفت بمحلها تتأمله بشغف وهو ينهي مهمته بهدوء وروية ثم طبع قبلة صغيرة أعلى وجنة الصغير والتفت ليجدها تستند إلى الكرسي الوثير تعقد ذراعيها أسفل صدرها تنظر إليه بتلك النظرات التي تفيض بعشق خالص له … غمز لها وهو يتقدم منها يضع يده أعلى خاصرتها يدفعها برفق للخارج وهو خلفها مغلقا الباب بهدوء ثم بلحظة أدارها داخل أحضانه يلتقط شفتيها ملتهما إياها ثم رفعها بين ذراعيه متقدما بها إلى فراشهم … أحاطت عنقه بقوة تبادله قبلاته اللاهبة وضعها وجلس فوق فراشهم وهو يحتفظ بها باحضانه ثم فصل قبلتهم ليلتقطا أنفاسهم وهمس أمام كريزتيها:
-عاوز بيبي !!
شحب وجهها على الفور وتبدلت ملامحها تبتلع رمقها وهي تدحرج عينيها بأرجاء الغرفة.. عقد حاجبيه مندهشا من انطفائها المفاجئ وتوترها هكذا ليقول بهدوء ظاهري محاولا فهمها:
-مالك يارنيم.. اتوترتي كده ليه.. مش عاي..آآآ !!
قاطعته علي الفور تقول بسرعه حتي لا يسيئ فهمها:
-أنا نفسي في ده أكتر منك … بس.. بصراحة أنا خايفة !!
ضيق عيناه وهو لازال على صمته يحدق بها منتظرا تفسير وقد بدأ يرى تلك النظرة المذعورة داخل حدقتيها لتكمل وهي تنظر إلى رماديتيه بحزن:
– انا مش ممانعة ولا باخد أي موانع يا أيهم.. بس أتمنى مايحصلش دلوقت … أتمنى أن أمورنا تستقر الأول ونبعد عن هنا وبعدها هعمل اللي انت عاوزه … أنا كنت ببقى مرعوبة على الولاد وأنا معاهم في البيت … فتره حملي في عمر وجوان كانت مرعبة.. مكنتش بخرج وشهاب كان حاطط حراسة في كل مكان حواليا …
وضعت يديها أعلى ذقنه وقد تجمعت الدموع بمقلتيها خشية عدم فهمها وأكملت:
-مش عايزه أبقى خايفه وأنا جوايا حتة منك يا أيهم.. أنا مبقتش مطمنة وبالقوة دي غير لما انت دخلت حياتي … مش عاوزه أشوف أي حاجة صعبة تاني … أنا خسرت كتير أوي يا أيهم مش عايزه أخسر تاني … !!
أمسك يديها متنهدا بهدوء مغلقا عينيه وهو يقبل باطن يديها برفق جاذبا إياها إلى صدره ويده تسير أعلى ظهرها مقبلا خصلاتها بشرود … قبعت بأحضانه بعض الوقت.. طال صمتهم لتظنه حزن من حديثها نادته متنهدة بحرارة:
-أيهم !!
همس لها بهدوء:
-عيون أيهم !!
ابتسمت ثم اعتدلت تواجهه بنظراتها وكادت أن تتحدث لتجده يمسح خصلاتها واضعا قبلة أعلى وجنتها قائلا:
– مش زعلان منك يارنيم.. بالعكس.. أنا مش عايز غير راحتك بس ياحبيبتي … !! أنا افتكرت مكالمة مهمة هعملها وأرجعلك..
ثم وضع قبلة أخرى أعلى شفتيها النديتين واستقام يمسك هاتفه يخرج إلى الشرفة مغلقا بابها خلفه أسفل نظراتها الخائفة من القادم ….
-***-
وقفت ترتدي ملابسها وهي تتمتم بغضب لذلك الجالس بالفراش عاري الجسد ينفث دخان سيجارته ببرود تام وقالت:
-اسمعي كلامي وامشي ورايا … ومااخدتش منك أي حاجة أيهم رجعتله الذاكرة وبيمثل علينا وفرحان بنفسك أوي وانت بتقولي ده.. !! إزاي مخدتش بالي.. كان بيضحك علياا !!
ابتسم لها “ناصف” وهو يقف مرتديا بنطاله ينظر إليها باحتقار:
-ماخدتيش مني أي حاجة ده إنتي كل حرف قولتيه أخدتي قصاده فلوس قد كده … وبعدين مالك هتموتي أوي عليه كده وهو راميكي مش شايفك أصلا … !!
اشتعلت نيرانها لتحدق به بغضب قائلة:
– كله من الكلبة اللي انت هتموت عليها … إحنا في الهوا سوا ياحبيبي.. !!
جذب خصلاتها يصيح بها بغضب وهو يشدد من قبضته حولها قائلا:
-كله إلا رنيم … إياكي تغلطي فيها تاني …. رنيم مش بتكرهني.. هي بس بتعاندني عشان خايفة من ابن عمك وأول ما أخلصها منه هترجعلي.. !!
اتسعت أعينها بغضب تصيح:
-تخلص مين.. انت وعدتني مش هتقرب من أيهم تاني … !!
أفتلها بغضب وهو يقول مبتسما بخبث ومكر:
-ومين قال إني هاجي جنب أيهم بس … ! أنا هبص على الأهم المرة دي !! رنيم بنفسها هتيجي لحد عندي.. !! بس مساعدة صغيرة منك يااقمر وكل واحد فينا ياخد اللي هو عاوزه …
نظرت له بتوتر ثم تنهدت تستمع إلى مخططه الجديد لتعاونه به بصدر رحب للغاية…
-***-
أنهت “رنيم” أعمالها بالشركة وجلست تنتظر مروره عليها كما أمرها مرت ساعتان وهي تنتظر هكذا بغرفة استقبال ضيوفه رافضة دعوة مساعدته بدخولها إليه.. انفتح الباب وخرج لها بدى شديد الوسامة هكذا أزرار قميصه العلوية محلولة ليظهر صدره العضلي خصلاته الحريرية يهبط بعضها أعلى جبينه يمسك سترته بيد والأخرى يعبث بها بهاتفه.. أغلق الهاتف يتقدم منها معتذرا لها يقبل وجنتيها ثم باغتها بتقبيل شفتيها أمام المساعدة… يال جرأته.. اتسعت أعين “رنيم” تسبقه إلى الخارج وقد اكتست وجنتاها بالحمرة ليتبعها بابتسامة هادئة..
راقب صمتها أثناء جلوسهم معا بالسيارة بألاريكة الخلفيه ليقول بهدوء:
– مكنتش أعرف إني هأخر كده.. خلاص بقى متزعليش..!!
تأففت بغضب ثم نظرت له تقول بغضب شديد:
– أنا مش فاهمه انت جايب الهدوء ده منين … أنا كنت عاوزه أجي بدري للولاد … والمربية مش بترد ولا سيف.. ولا أي حد.. بقالهم ساعة…. وأنا مرضيتش أزعلك وأمشي عشان تطلع تحرجني ف الآخر وتتت.. يوووه !!!
ابتسم وجذبها إليه يقبل شفتيها بغتة مرة أخرى وقال:
– قصدك دي !! هو أنا كده عملت حاجة !!
كادت أن تبتسم لكن توقفت نبضاتها حين وقعت عيناها علي ذلك المشهد..أفراد أمن.. شرطة … دااخل القصر … ماذا يحدث.. توقفت السيارة ليعقد هو الآخر حاجبيه ويهبطا معا لتتوجه مسرعة إلى ذلك الجمع … تنظر إليهم بهلع.. ارتعبت حين نظر لها الجميع بحزن وكأنهم يواسوها بشخص ماا… لما ينظرون هكذا.. ماذا يحدث.. توجهت إلى “سيف” على الفور تنتظر منه أن يشرح مايحدث لترى دموعه تسبقه.. رافعا قطعة صغيرة ملوثة بالدماء بيده.. يعطيها لها وقد اجهش بالبكاء.. اتستعت لبنيتاها … تلك القطعة تعرفها جيداا.. أجل.. لقد ألبستها لصغيرها “عمر”…. ابنهااااااا … لقد ألبسته ذلك قبل ساعات … أمسكت القطعة تقلبها بيدها …. بأعين متسعة لتتسع عيناها لقد توقفت نبضاتها بالفعل …. أين ابنها … هي تحلم.. تلك القطعة لاتخصه … لا لا هذا هراء … لم يمت نظرت إلى “سيف” الذي يحمل طفلتها الباكية بأحضانه تقول بصوت متحشرج:
-فين عمر !!
نظر أرضا يبكي بصمت لتجول بالوجوه من حولها تسأل الجميع باندهاش …
-عمر.. عمر ابني فين !!
وصلت إليه تحدق به وهي تستمع إلى الضابط يجيبها قائلا:
– للأسف اللي جيه كان متعمد يقتل الولد وياخده من المكان عشان مايسيبش أي أثر ليه.. القطعة دي وقعت منه لما الخدامة حاولت تلحق الولد.. !! البقية في حياتك !!
ظلت تحدق به بصد@مة… وهي تردد:
-فين ابني يا أيهم … فين عمر … !!!
اقترب منها وكاد أن يحيط جسدها لكنها صرخت به:
-انتتتتت السبب … قولتلك نمشي … انت اللي قتلته … لااا لاااا أنا اللي قتلته.. أنا اللي سمعت كلاااامك …. أنا عايزه ابنييييييي … عايزه عمرررر!!!
صرخت باسمه عدة مرات لتسقط مغشيا عليها بأحضانه هبط بها أرضا ودموعه تهبط عليها وعلى ابنه …ابنهما … أمانة أخيه ….
رواية لهيب الهوى الحلقة العشرون
وقف خلف ذلك الحاجز الزجاجي يراقب الطبيبة وهي تعيد فحصها مرة أخرى ومن الواضح أن معشوقته قد بدأت تعود إلى عالمهم مرة أخرى بعد أن فقدت وعيها منذ يومين فور تلقيها خبر ابنها … زفر أنفاسه بهدوء بعد أن رأى بعض التحسن بحالتها خرجت الطبيبة تلقي إليه بعض التعليمات والنصائح.. أومأ لها ثم اتجه مسرعا إلى الداخل يريد أن يضمها … ليشعر بجسدها اللين بأحضانه لقد اشتاق لها حد الجنون … اشتاق لنظراتها همساتها.. لم يذق النوم لمدة يومين ….
أسرع إلى الفراش يجذبها إلى أحضانه بقوة استمع إلى طرقعة عظامها اللينة.. دفن رأسه بعنقها الناعم لتنطلق أنفاسه الساخنة التي طالما أحرقتها بنيران عشقه تحرق نحرها… أغمضت عينيها تذرف الدموع بصمت ينتفض جسدها لكتمان شهقاتها أخرجها ينظر إلى وجهها بألم أشاحت بوجهها عنه تكمل بكائها ليحيط وجهها قائلا بنفاذ صبر وهو يمسح دموعها:
– مماتش يارنيم.. !! عمر مماتش …
اتسعت عيناها تحدق به بعدم تصديق وكادت أن تصيح به أنه يكذب … لكنه أخرج هاتفه يفتحه أمام ناظريها يعرض لها فيديو لطفلها وهو نائم … نظرت له تهز رأسها بالنفي تحاول التقاط أنفاسها واستيعاب مارأته للتو ليكمل موضحا لها:
– كان لازم أعمل كده وأبعده عن صافي وابن عمك … كان الدور عليه.. !!
اتسعت أعينها باندهاش تحاول مقاومة ذلك الدوار وهي تستجمع كلماتها تتشبث بذراعيه بصد@مة وهي تنظر إلى طفلتها النائمة بسلام بمهدها الصغير تهمس:
– فين عمر !!
أغمض عينيه زافرا أنفاسه حين استمع أخيرا إلى همسها يكور وجهها بيديه يسند جبهته إلى جبهتها يقول بهدوء:
-مش هينفع أظهره دلوقت … بس أوعدك هتشوفيه !!
عادت برأسها للخلف وقد انفلت زمام أعصابها تماما تقول بغضب:
– تظهر أيه وتخفي أيه … أنا ابني برا كل ده … أنا عاوزه ابني يا أاايهم !!!
عقد حاجبيه بغضب يقول:
-رنيم صوتك مايعلاش علياا.. وبعدين إنتي كنتي من لحظات فكراه ميت مش موجود … واضح إني غلطان لما فكرتك عاقلة !!
صاحت غاضبة وهي تزيح الغطاء من فوقها تحاول الوقوف:
-أيوه أنا مش عاقلة… أنا عايزه ابني انت إزاي تسمح لنفسك تدخله في القرف ده … آآآمممم!!
لم تشعر بنفسها سوى وهي مكبلة بأحد ذراعيه داخل أحضانه ويده تكمم فاهها ينظر إليها نظرات ثاقبة تشع غيرة وغضب:
– أنا أكتر واحد أخاف على ابن أخويا … اللي هو ابني دلوقت … أنا عملت كده عشان محدش يقرب منه كان لازم أوهم الكل حتى إنتي إنه م١ت … لكن من غبائي مستحملتش أشوفك بالمنظر ده.. أيه عايزاني أقف أتفرج على ال *** ابن عمك وهو بياخدك مني !!! هااا !!
نطق كلماته الأخيرة وهو يعصر جسدها الصغير بغضب داخل أحضانه شعرت بلهيب غيرته يكاد يحرقها:
عقدت حاجبيها تجيبه بغضب غير مبالية لأسبابه:
-أنا مليش دعوة بكل ده أنا عاوزه ابني … إزاي تلعب بأعصابي بالشكل ده … أنا كنت هموت !!
وضع إصبعه أعلى شفتيها وقد شعر بنيران الغضب تزداد داخله تكاد تحرقهما معا إن لم تصمت الآن عن تلك الترهات التي تتفوه بهاا.. حسنا هي بالنهاية أم.. كادت أن تفقد طفلها.. لا يتحمل أن يراها هكذا.. يجب أن يهدأ قليلا ليستوعب غضبها من فعلته اقترب منها أكثر يشير بعينيه تجاه الطفلة.. لتفهم هي تحذيره من صوتها.. ارتعش جسدها لملامسته لها بتلك الطريقة ليحيط خصرها واضعا شفتيه الدافئة أعلى خصلاتها يلصقها بها لاثما إياها بلطف وهو يهمس لها بصوته الرجولي ذي النبرة الدافئة:
-اوعي تجيبي سيرة المoت تاني يارنيم.. أنا ملعبتش بأعصابك ياحبيبتي.. كل ده غصب عني … عينهم كانت على عمر … لو مكنتش لحقته كانوا هيخلصوا عليه فعلا … هو دلوقتي في أمان..
شهقت بعنف من بشاعة ماقاله … هي لم تتحمل أن تعيش تلك المأساة ليومين فقط … ماذا إن كان حقيقة أبدية … ارتعش جسدها واستندت بمرفقيها أعلى صدره بوهن لم تعد سيقانها تحملها … أحاط جسدها يحملها إلى الفراش برفق ثم وضعها وكاد أن يبتعد لتتشبث بقميصه هامسة:
-خليك … !!!
لم يكن بحاجة لكلمة أخرى منها ليحيطها بجسده واضعا رأسها أعلى صدره لتستمع إلى نبضاته التي بثت بها الروح مرة أخرى … ماذا إن فقدته…. هو بجانبها يحيطها هي وأطفالها.. يحاول قدر الإمكان رغم ما مر به هو أيضا … كاد أن يفارق الحياة من أجلها بالمرة السابقة … هل يستحق أن تحاربه هي أيضا … ؟؟!!
رفعت يديها تسير بها أعلى عضلات صدره حتى وصلت إلى عنقه وهو بالكاد يبتلع رمقه من فعلتها المفاجئة … لكن ماجعله يحبس أنفاسه حقا حين سارت بشفتيها الصغيرة الساخنة أعلى بشرته يكاد يحترق من لمساتها اللطيفة مابهااا كادت أن تقتله منذ لحظات … أغمض عينيه بقوة حين وصلت إلى عنقه ومنها إلى ذقنه ليشعر بها ترتفع بجسدها داخل أحضانه تحيط عنقه بذراعيها ويداها الصغيرة تداعب خصلاته الغزيرة الحريرية تشد عليها بقوة ثم بلحظة كانت تلتهم شفتيه بجرأة لم يعهدها منها لم يستطع مقاومتها أكثر من ذلك اندفع بشفتيه يلتهم شفتيها بقوة يبادلها لهيبها بأشد منه وارتفعت إحدى يديه خلف رأسها يداعب خصلاته وعنقها الجميل بلمساته التي ذهبت بها لعالم آخر.. عالم لم تستشعره سوى معه … معه فقط ……
وقف يغلق أزرار قميصه وهو ينظر إليها تداعب طفلتها بتوتر.. شعر هو به … ليقترب منها بابتسامة ملتوية يمسك طرف ردائها الذي سقط ليكشف عن أحد كتفيها الناعمة.. يعيده إلى محله ثم قبل الطفلة يداعب وجنتيها وهو يهمس أمام شفتيها:
-عاوزه حاجة قبل ما أمشي يارنيم !!
عقدت حاجبيها تقول وهي تأكل شفتيها بارتباك:
– أيهم.. بلاش إني أبات هنا.. مفيش داعي.. أناا آآ !!
قاطعها وهي يجلس أمامها واضعا رأسها بين يديه يهمس يصوته الدافئ الهادئ:
-إحنا مش اتفقنا إنك لازم تباتي هنا عشان محدش يفهم.. سيف ومراته جايين كمان شوية مش عايز حد يحس بحاجة … ومتخافيش أنا مش هسيبك لوحدك أنا هستنى لحد مايوصلوا هخلص اللي ورايا وأجي.. اتفقنا !!
ذمت شفتيها كالطفلة تومئ له بالإيجاب ليضع قبلة صغيرة أعلى شفتيها مبتسما لها يقول بعبث حين ابتسمت له تنتشر الحمرة أعلى وجنتيها..
-لا ماينفعش يدخلوا يشوفوكي كده.. أنا عاوز أداء حزين جداا … وفري الفراولة دي لما أجيلك بليل !!
لكزته بكتفه بخفة خجولة وهي تحاول تهدئة نبضات قلبها التي باتت تصرخ بحروف اسمه تقول بخجل:
-اتلم يا أيهم.. !!
ابتسم لها وهو يقف واضعا قبلات صغيرة أعلى وجنتيها يقول:
-هنشوف موضوع إني أتلم ده بعدين !!
ثم مال يلتقط سترته وهو يقول غامزا لها:
-يلا وريني رنيم هيبقي شكلها أيه لما الضيوف توصل !!
ابتسمت له لحظات ثم انكمشت ملامحها تعقدها بحزن وأسى لم يكن مصطنعا هي فقط تذكرت بعضا من اسوأ ذكرياتها …
-***-
مرت عدة أيام وهي تشعر بالألم لابتعاد صغيرها لكن مابيدها حيلة … لتنتهي تلك الفترة كما قال “أيهم” وسوف تعيده إلى أحضانها ولن تتركه أبدااا … جلست أعلى فراش المشفى وقد أنهت ترتيب أشيائها تنتظره بهدوء … ثم لحظات وابتسمت بلطف تضع إحدى يديها أعلى بطنها المسطحة تهمس بهدوء:
– أنا أيوه خايفة ومقدرش أقوله دلوقت عشان ترتيباته متتلخبطش … بس مطمنة وانت جوايا.. أنا شايله حتة من أيهم… بس من وراه !!
تنهدت بهدوء وهي تدير يدها أعلى بطنها بشرود ثم رفعتها مسرعة حين شعرت بالباب ينفتح.. لتراه يدلف إليها وهو يتحدث بالهاتف يرسل إليها قبلة سريعة ويعاود مكالمته باهتمام بالغ … جلست تنظر إليه بابتسامة واسعة … تتأمل تفاصيله بجرأة شديدة لتبتسم بعبث ثم تقف سائرة ناحيته بخطوات أنثوية عابثة تقف على أطراف أصابعها بمواجهته تدفن رأسها بعنقه لحظات ليبتلع رمقه وقد اتسعت عيناه باندهاش من تصرفاتها التي باتت تدهشه بشدة … لكن ما جعل الحديث يتوقف
بحنجرته حين وضعت شفتيها الدافئة الناعمه على تفاحة آدم خاصته تقبلها بنعومة بالغة لم تخل من الشغف … أحاط خصرها بذراعه الفارغة يستمع إلى محدثه الذي اندهش هو الآخر من صمته.. يحاول إبعاد عنقه عن مرمى شفتيها حتي يتثنى له الحديث … ابتسمت وهي تشعر بالفخر بنفسها لتأثيرها الطاغي عليه لتباغته بدفعه أعلى الأريكة التي كانت خلفه مباشرة… اتسعت عيناه حين انقلب هكذا على ظهره حابسا أنفاسه حتي لايظهر لمحدثه ما يحدث له الآن من تلك المشاكسة التي من الواضح أنها تعاطت شيئا ما لتصبح بتلك الجرأة..
جلست أعلى سيقانه تبتسم بعبث وهي تواصل ما كانت تفعله منذ قليل بل ازداد الأمر سوءا حين بدأت حل أزرار قمصيه العلوية تواصل ماتفعله غير مبالية لاعتراضه المندهش.. أنهى محادثته سريعا وهو يحاول مجاراتها ليفهم ماذا حدث لها أغلق الهاتف يضعه جانبا ثم أحاط جسدها يجذبها إليه يقبل شفتيها بغضب وقوة من أفعالها التي كادت تنهي هيبته الآن.. لم يكف عن ذلك إلا حين استمع لتأوهاتها وأناتها الهادئة ليتشنج جسدها يفصل قبلته وهو يعيد ترتيب خصلاتها يهمس بعبث:
-ياريتني جبتك المستشفى من زمان … كده هتعود على الجرأة دي !!!
وكأنه أعادها إلى وعيها بكلماته عضت على شفتيها تدفن رأسها بعنقه بعد أن تصاعد اللون الأحمر إلى وجنتيها.. لتتسع عيناها بذهول من هيئتها.. هل تجخل الآن.. هل تريد أن تقوده للجنون بما تفعل !!! لقد كانت من لحظات تلتهمه … والآن تدفن رأسها بعنقه بخجل !!!!! أحاط جسدها بقوة يوزع قبلاته أعلى خصلاته مبتسما لما فعلته وقد أصبح متحيرا بأمرها يهمس بأذنها بهدوء:
– تحبي تشوفي عمر النهارده !!
اتسعت عيناها تعتدل وكادت أن تنفصل عن جسده ليتشبث بها متذمرا بغضب:
– أهوه لسه ماكملتش وماصدقتي وهتسيبيني !!
لحظات حتى فهمت مقصده لتحيط وجهه بيديها تقبله أعلى شفتيه وهي تهمس بهدوء وصدق:
.-أنا مقدرش أسيبك أبدا يا أيهم.. أنا لو سيبتك بتوه … فاكر لما قولتلي إني طفلة !! أنا فعلا طفلة … طفلة معاك انت بس … لما بتبعد عني بخاف وأتوه … ولما بتبقى حواليا ومعايا أنا بطمن بحس إن بابا لسه موجود.. مببقاش خايفه يا أيهم…. بس انت عارف إني عاوزه أشوف عمر وأطمن عليه بأي طريقة !!
انتظر حتى تنهي كلماتها ليكون جوابه عليها تلك القبلة يلتهم تلك الشفتين التي تثير جنونه وشغفه وجميع مشاعره والآن تتفوه يما يرضي قبله … وماذا يريد سوى أن تشعر بذلك وهي بأحضانه لتبقى … وليبقى لهيبها…. ينير عتمته … ويبدد ضلامه … لتبقي وليذهب أي شيئ آخر سواها لتبقى بجانبه …..
رواية لهيب الهوى الحلقة الحادية والعشرون
لهيب الهوى
الفصل الواحد والعشرون” تقلب ”
تأففت بصوت مرتفع للمرة التي لايعلم عددها بالرغم من أنه جمعها برضيعها واطمأنت عليه لكن فور مغادرتهم المكان عبست بوجهها ثم جلست صامته لم تحتاج أن تحاول إتقان دور الحزينة أمام العائلة هي بالفعل حزينة.. غاضبة.. وضعها سيئ هكذا.. لم تتمنى سوى حياة هادئة وسط أسرة صغيرة لكن من الواضح أنها لن تناله أغلقت هاتفها الذي تراقب منه الصغير ثم جلست أعلى الفراش تهدل كتفيها ونكست رأسها بصمت نظر إليها بحزن هو يشعر بها جيداا … لكن مابيده حيلة… لقد فعل جميع ما يستطيع فعله.. اتجه إليها ثم جلس بجانبها أعلى الفراش رافعا يده يزيح خصلاتها برفق خلف أذنها ليرى تلك القطرات الدافئة عن كثب …
أغمض عينيه ثم انتقل فوق الفراش خلف جسدها تماما ليصبح الوضع هكذا … هو يستند بجسده إلى الوسائد من خلفه ويضم ظهرها إلى صدره بقوة.. لم تعانده بل هي بحاجة إلى دفء جسده أراحت ظهرها أعلى صدره واستندت برأسها إلى صدره ناحية كتفه أزاح دموعها برفق وهو يخلل خصلاتها بأصابعه واضعا راحة يده أعلى وجنتها يهمس أمام شفتيها برفق:
– بتعيطي ليه دلوقت يارنيم مش اطمنتي عليه بنفسك.. وبتراقبي كل حاجة عنه..
وضعت يدها أعلى بطنها المسطحة تغلق لبنيتيها بصمت.. هي تخشى جميع الأشياء تخشى على تلك النطفة التي لم تكتمل بعد داخل أحشائها.. لا تعلم ما سبب بكائها الآن لكنها أفضل داخل أحضانه هكذا.. أدارت جسدها وهي لازالت بين ذراعيه ثم حاوطت خصره بذراعيها لتتوسد صدره بصمت تام طابعة قبلة صغيرة أعلى قلبه … تشنج جسده حين لامست شفتيها الدافئة جلده.. ما بها عقد حاجبيه باندهاش وهو يحيطها جيدا ثم سقطا معا بنوم هادئ فهو لم يذق طعم الراحة منذ رقدتها بالمشفى …
أفاقت على لمسات لطيفة من يده وأصابعه يداعب خصلاتها برفق هامسا بأذنيها بأنها كسولة للغاية.. من الواضح أنها استغرقت وقت طويل بنومها.. لكن راقت لها تلك الطريقة بإفاقتها لم تفتح عيناها بل ظلت هكذا لتنعم بدلاله لها … رفع أحد حاجبيه بابتسامة صغيرة حين فهم أنها استيقظت بعد أن اضطربت أنفاسها.. هي مهما ادعت الجرأة تظل فاتنته الخجولة لا تتغير … اعتدل قليلا وهو يقول بصوت ماكر:
-رنيم أنا تعبت شكلي هنزل آكل معاهم تحت يارب يكون الكرسي جنب صافي فاضي !
اندفعت فجأة فوقه لتتسع عيناه من هجومها الشرس هكذا انقلب فوق الفراش وهي تعتليه بعد أن صعدت فوقه تحيط خصره بساقيها تصيح بغضب:
– نعععم نعممم عاوز تاكل مع مييييييين !!
نظر لها باندهاش من ذلك الأسلوب الذي لأول مرة تنتهجه … حدق بعينيها ليجد تلك الشرارات تنطلق منها تكاد تحرقه.. حسنا لم يكن عليه أن يمزح هكذا معها … رفع يده إلى أعلى وانطلقت ضحكاته الرجولية التي جعلتها تبتسم بلا شعور لهيئته الوسيمة تلك وقال من بين ضحكاته معتذرا:
-بهزر ياحبيبتي آسف آسف.. !!
تلاشي غضبها بلحظات لتبتسم له وهي تميل بجسدها تستند بذراعيها أعلى الفراش بجانب رأسه تهمس أمام شفتيه قائلة:
-تعرف أنا هعمل كده علي طول عشان تضحك كده !!
حدق بها بابتسامة ملتوية وهو يحيط خصرها قائلا بهمس يماثلها:
-ليه ضحكتي حلوة أوي كده !!
هبطت بشفتيها تقبل شفتيه برقة وهي تحرك رأسها بالإيجاب هامسة:
-انت كلك على بعضك حلو ياأيهم !!
لم تتسع رمادتيه تلك المرة أدرك أنها فرصته ولن يضيعها بالذهول أحاطها جيدا ودار بجسده ليقلب وضعيتهم فجأة هامسا لها وهو يقترب من شفتيها
-مش أحلى منك ياقلب أيهم !
ثم هبط بشفتيه يلتهم شفتيها بنهم شديد أحاطت عنقه تجذب رأسه لها وهي تدفع يدها داخل خصلاته الغزيرة تبادله قبلاته بشغف شديد لم تشعر به من قبل.. لحظات انقطعت بها أنفاسهم.. رفع رأسه عنها يحدق بملامحها البريئة الفاتنة وهو يسير بأصابعه مرة وشفتيه مرتين على ملامحها …لا يعلم كيف لها أن تجذبه إليها بابتسامة منها.. بنظرة واحدة من لبنيتيها تشعره أنه يحلق بعنان السماء.. بلمسة واحدة من أصابعها تتشنج جميع عضلات جسده.. هل يعشقها إلى ذلك الحد.. لقد أصبحت هوسه.. لم يكن هكذا مع أحد سواها. ولن يصبح !!
طال شروده بملامحها وهي تبادله بنظرات هادئة مبتسمة إليه بصمت تشعر أن كليهما بحاجة إلى ذلك الهدوء.. إلى تلك الأحاديث الصامتة.. تشعر أنها تريد الآن أن تبوح له أنها تحمل قطعة صغيرة منه بأحشائها.. كيف لها أن تزيد ثقل همومه بذلك.. لا تريد أن يصبح خبر حملها منه عبء عليه.. تريد أن تشعر بسعادته لا بقلقه عليها وعلى الآتي.. عضت على شفتيها وقد ذهب عقلها إلى البعيد وتشتت تفكيرها للغاية شعرت به يستقيم ويجذبها إلى أحضانه متجها بها إلى الأريكة إلى تلك الأصناف من الطعام.. شعرت بالغثيان حين اقتحمت تلك الروائح الشهية أنفها.. بدأ الدوار يتمكن منها.. عقد “أيهم” حاجبيه وهو يشعر بها مترنحة أثناء سيرهم رفعها يين ذراعيه يبتسم لها لتبادله باقتضاب وهي لا تستطيع أن تتحكم بذلك الغثيان أجلسها وجلس بجانبها ليراها تلتقط كوب العصير ترتشف منه بهدوء تام.. على فترات عقد حاجبيه يقول:
-رنيم إنتي ماأكلتيش من امبارح سيبي العصير ده وكلي يلا..
عضت على شفتها السفلية وهي لا تتحمل أكثر وتركت الكوب كاد أن يعيد حديثه لكنها اندفعت مسرعة إلى الحمام أسرع خلفها ليجدها تجثو أرضا تتقيأ ما بمعدتها بأرق شديد وقد بدأ وجهها يفقد رونقه… عقد حاجبيه واندفع مسرعا إليها بقلق يحيط جسدها رافعا إياها إليه متجها ناحية الحوض يبلل يده يغسل وجهها برفق ثم ملأ يده بالماء مقربا إياه من شفتيها معاونا إياها بعد انتهائها ممكسا بالمنشفة يجفف بها وجهها وهو يقول بهدوء:
-مالك يارنيم.. إنتي أصلا مش واكله !! أكلم المستشفى الل…آآآآ !!
وضعت إصبعها أعلى شفتيه تقول بإرهاق:
– لا لا أنا وأنا زعلانة مبعرفش آكل… هنام شوية وأقوم أحسن.. !!
عقد حاجبيه وهو يتجه بها إلى الفراش قائلا باندهاش:
-تنامي !!! انتي مش لسه صاحية من النوم !!
همست له وهي تحيط جسدها مغمضة عينيها بهدوء تقول:
– آه وهكمل نوم !!
وضع الأغطية أعلى منها محيطا إياها بها جيدا وهو مندهش من تصرفاتها … أغلق الأنوار واتجه إلى الشرفة بهاتفه يجري بعض الاتصالات لينهي تلك المسألة التي طالت أكثر من اللازم …
-***-
استيقظت بوقت متأخر من الليل لتجد نفسها داخل أحضانه المحكمة عليها لتحاول التملص من دون إصدار صوت لكنه فتح رماديتيه بفزع حين شعر بحركتها عقد حاجبيه يعتدل متفقدا إياها يقول بهلع:
-مالك لسه تعبانة !!
ابتسمت له تضع يدها أعلى صدره تدفعه برفق إلى الخلف وهي تقول:
-اهدي يا أيهم مفيش حاجة.. أنا بس جوعت !!
رفع خصلاته بهدوء زافرا أنفاسه وهو يستقيم بجسده واقفا يقول لها:
-طيب يلا !!
رفعت حاجبيها تحدق بيلاهة قائلة باندهاش:
– يلا أيه يا أيهم !!
تنهد ثم اتجه إليها يرفع عنها الغطاء يرفع جسدها إليه ثم أمسك بالروب الخاص بها يعاونها بارتدائه بهدوء وهي تتجاوب معه باندهاش ثم أمسك يدها متجها بها إلى خارج الجناح وهو يقول:
-هناكل.. مش إنتي جعانه !
عقدت حاجبيها تقول وهي تجذبه للعودة:
– ليه ماآ كل أي حاجة من التلاجة الصغيرة !
جذبها بقوة لترتطم بصدره متأوهة من فعلته وهمس أمام شفتيها:
– لا هناكل من المطبخ تحت.. عندك مانع !
حدقت برماديتيه لوهلة ثم كادت أن تعترض فقبل شفتيها يقول بهدوء:
-عندك ماانع !!
هزت رأسها بالسلب لتسير معه بهدوء وهو غير غافل عن تلك الأعين التي كادت تلتهمها معااا !!!
رواية لهيب الهوى الحلقة الثانية والعشرون
جلست أعلى الفراش تضم ركبتيها إلى صدرها تتأمله بنومه الهادئ تارة وتراقب صغيرها عبر تلك الشاشة تارة أخرى.. لم يعد هو الشخص الوحيد الذي يملك هوس بعشقها بتلك الغرفة.. فهي أصبحت تتنفس بعشق ذلك الرجل … أين كان منذ زمن … !!
-
ابتسمت بهدوء ثم انتقلت إلى جانبه مباشرة تتمدد على جانبها ملتصقة به تسند رأسها إلى يدها ويدها الأخرى تستند إلى صدره إلى ان سمعت صوت أحد الإشعارات على هاتفها لتعقد حاجبيها باندهاش من له أن يراسلها بذلك التوقيت الباكر !!
أمسكت الهاتف لتعتدل بلحظة تتسع عيناها تدريجيا وهي تعيد قراءة السطور برعب تشعر أنها تخنتق.. رباه.. إنها صور حادث والدها ووالدتها مصحوبة ببعض الكلمات السامة من ذلك البغيض … أو بمعني أدق تهديدات… كيف وصل إليها لقد حذرها أيهم أن تتواصل بذلك الهاتف مع أحد سواه.. وهي فعلت …!!
سالت الدموع من عينيها وهي تحاول الوقوف باتزان لاستيعاب ماقرأته لتعيد تمرير عينيها مرة أخرى على كلماته.. “سوري ياروحي أنا عارف إنك مش حابة تشوفيني بس بعد شوية الحاجاات اللي هتوصلك الأيام دي هتغيري رأيك في حاجات كتير أوي وهتتأكدي إني الوحيد اللي بحبك … أكيد فاكرة حادثة أهلك … اسألي حبيب القلب كده كان فين وقتها !!او بمعني أوضح كان بيعمل أيه في مكان الحادثة !! … آه متحاوليش تفهميه إنك على تواصل معايا عشان عمر يفضل في أمان مش هو عايش برضه !! ”
نظرت إليه ثم إلى الهاتف برعب لتجد جسده بدأ بالحركة يبدو أنه بدأ يستيقظ … أصابها الغثيان فجأة لتنطلق مسرعة إلى مرحاض الغرفة مغلقة الباب خلفها بغضب.. أفاق على الفور بفزع … لحظات ليستوعب أنها بالتأكيد هي من فعلت ذلك فمن سواهم بالغرفة أمسك هاتفه يتفقده ثم استغرق لحظات يراسل أحدهم !!
خرجت وهي تمسك المنشفة تجفف وجهها الشاحب بشرود تام … اندهش حين وجدها تنظر هكذا للفراغ ليقف متجها إليها وهو يقول بصوت متحشرج:
-صاحية من بدري ياحبيبتي !!
نظرت إليه بضياع صامتة تبحث عن كلمة تجيبه.. تريد أن تفهم مامعنى تلك الرسالة اللعينة … وقف مواجها لها يحيط وجهها بكفيه مقبلا جبهتها يقول بقلق:
-أيه يارنيم مالك كده … !!
انطلقت الدموع من عينيها تردد الكلام دفعة واحدة وقد شعرت بروحهاا تكاد تفارقها من فرط قلقها تقول:
-كنت فين يوم الحادثة !!
عقد حاجبيه بعدم فهم يحاول استيعاب كلماتها.. عن أي حادث تقول !! لتكمل حين رأته متعجب موضحة له:
-يوم حادثة بابا !!
تبدلت ملامحه على الفور يضيق عينيه وهو يقرب وجهه منها ناظرا داخل عينيها مباشرة … لتتوتر نظراتها مشيحة بوجهها بعيدا عنه وقد غامت عينيها بوجع أليم … رفع أصابعه يدير وجهها له وهو يقول وقد بدت بوادر الغضب على نبرته …
-أيه اللي فكرك بيها دلوقت !!
غضبت من ثقته الزائدة بل واستجوابه لهاا كيف له أن يمتلك تلك الحراسة !! احتل الغضب ملامحها الرقيقة تصيح غاضبة:
-هو ده كل اللي يهمك … أنا مش بنسى عشان أفتكر !! كنت فيين ساعتهااا !!! انت قولتلي إنك طلبتني من بابا قبلها !!
جذبها بغضب من ذراعها يصيح بها غاضبا وهو يجز على أسنانه:
– إياكِ صوتك يعلى عليا يارنيم !! طبعا يهمني لما ألاقي مراتي فجأة بتستجوبني طبيبعي أستغرب !!
نظرت إلى عينيه التي تتفاقم بالغضب مشتعلة بطريقة دبت بها القشعريرة لتقول هامسه بوهن متجاهلة ذلك الألم من شدة قبضته:
-كنت بتعمل أيه هناك يا أيهم !!
اتسعت رماديتاه بصد@مة ليزمجر بغضب قائلا وهو يهزها بعنف:
– إنتي مين قالك الكلام ده !!! مييين كلمكككك !!!
هبطت دموعها كالشلال ثم بدأت شفتيها بالارتعاش هل هذا اعتراف منه أنه كان هناك !! لما غضب هكذا.. ارتعش جسدها وهي تهمس:
– كنت بتعمل أيه هنااك يا أيهم !!!!
تركها حين أصبحت بتلك الهيئة مؤنبا نفسه من تعنيفه لها ممسكا برأسه ثم دار حول نفسه يقول بغضب مشتعل:
– مين كلمككككك !! عايزه توصلي لأيه !!!
صاحت هي الأخرى من بين دموعها بغضب:
-عايزه أعرف كنت بتعمل أيه هنااااك !! أيه علاقتك بالحادثة!!
التفت يصيح بها غاضبا:
-اشمعنا دلوقتتتت … هتفرق في أيه !!!
لم تسمتع واقتربت تلكزه بغضب وهي تصيح من بين دموعها:
-كنت بتعمل أييييه هناااااك !!
سيطر عليه الغضب بشدة ليصيح بها بعنف وجنون:
– أنا اللي خبطتهممممم !!!
اتسعت أعينها بهلع شعرت بالشلل يتملك من جميع أطرافها تنظر إليه بصد@مة شديدة وكأنها لا تصدق ما سمعت توقفت أنفاسها وهي تجزم أن نبضاتها قد توقفت مع جميع أنحاء جسدها … هل هو !! هو من حرمها منهم !!! لا لا هل هو من صدمهم !!!
أغمض عيناه بعنف حين رأى نتيجة كلماته عليها.. من الواضح أنه فقدها بتهوره لكن لا مانع من محاولة شرح !!
اقترب منها ليتفاجأ بها تنسحب للخلف وهي تحدق به برعب وكأنها شيطان اقترب وهي تعود ليهمس أمام نظراتها التي أصابته بمقتل …
– رنيم أنا مليش ذنب !! انااا آآ!
-انت تخرس خاالص !!
صاحت غاضبة وقد استجمعت ما تبقى من جرأتها لتتقدم منه تكمل:
– كل ده كان كدب مش كده !! اتفقت عليا انت وأخوكككك !! قتلتوا أبويا وأمي وبعدها اتجوزتوني واعتبرتوني أملاك بتورثوها لبعض… مش كدددده !!!!!
نطقت كلماتها وهي تضريه بقبضتها أعلى صدره بكل ما تملك من قوة ضربات متتالية مع كل كلمة !! ليمسك يديها وقد أصعقه تفكيرها يقول غاضبا:
-إنتي اتجننتي !! إزاي تفكري كده !! أنا وشهاب ممكن نعمل كده !! إنتي متعرفيش أيه اللي حص.آآآ!!
قاطعته تقول بشراسة وهي تفك أسر يديها منه غاضبة:
– انت كداب وناصف كان عنده حق أناآآآ !!
أمسك فكيها ضاغطا عليها بقوة جعلتها تصرخ متألمة ليصيح بغضب:
– إياكِ تجيبي اسمه قصاادي.. سااامعة !!
أفلتها بغضب وكادت أن تسقط أرضا حين اختل توازنها لكنها استعادته تصرخ به حين أدار ظهره لها:
-أنا هلبس دلوقت وهنزل على القسم وهبلغ عنكككك إنك انت اللي قتلت أهلي !!!!
وقفت تلتقط أنفاسها وهي تزيح خصلاتها التي تبعثرت بغضب للخلف محاولة أن تظهر له قوة وهمية لكن إجابته التي لم تتوقعها أبدا … أصعقتها حين قال وهو يلتفت لها راسما ابتسامة باردة أعلى شفتيه:
– هستني أيه من واحدة جايبنها من مستشفى أمراض عقلية !!
لم تتوقع ذلك …. لم تتخيل ماقال …. فرغت فاهها بصد@مة وهي تحدق به بأعين متسعة وقد سقطت تلك الدمعات اللعينة معلنة عن هزيمتها أمامه ككل مرة … لقد طعنها الآن … يراها مجنونة كالجميع … لقد صدم#مها بحقيقة ظنت أنها أحرقتها مع تلك الأوراق … لكن من الواضح أنها لم تستطع إحراقها من عقله … هبطت دموعها وهي تنسحب بجسدها للخلف محتضنة نفسها بذراعيها … لتراه يدير كامل جسده إليها ولم تستطع أن تقرأ تلك النظرات النادمة استمعت إلى همهماته المعتذرة وهي تحاول أن تبقى صامدة أمامه قدر الإمكان …
حين أوشك أن يقترب اندفعت مسرعة إلى غرفة الأطفال توصدها خلفها ثم سقطت أرضا تكتم شهقاتها وقد شعرت أن حربها لن تنتهي أبدااا … لقد تلقت أشد الصفعات لتوها إلى متى تظل بتلك السذاجة.. !! إلى متى تتركهم ينعتوها بالجنون !! حتى ذلك المعشوق … رأى ما رآه الجميع !! أهي مجنونة حين أرادت حق والديها..!! هو إلى الآن يبحث عن حق أخيه وهي لا حق لها بذلك !!!
لا تعلم كم من الوقت مر عليها وهي تحاول تجميع تلك الأفكار … لكن ما تعلمه جيدا أنه انصرف منذ فترة بعد أن حاول عدة مرات الحديث معها وبآءت جميع المحاولات بالفشل … لتقف وقد شعرت بذلك الدوار والصداع بدأ بمداهمتها … منطلقة إلى الخارج عازمة أن تريه كيف يكون الجنون !!!
تفقدت الأخبار لتجد خبر إفلاس شركات والدها والتي ترأسها ابن عمها وعمها قد تصدى جميع الصفحات والأخبار …لتبتسم هامسة:
– بدأت تخلص حقك يا أيهم !! حلو لما نشوف بقى هخلصه أنا إزاي !!
من الواضح أنها عرفت من أين تبدأ جنونهااا !!!!
-***-
وقف “سيف” يتطلع إلي أخيه الذي يصيح بغضب بالموظفين مُنذ أن أتي صباحًا إلي العمل وهو شديد الإنفعال والغضب..انتظر خروج الموظف المسكين ثم هتف باندهاش:
-في إيه ياأيهم الموضوع غلط غير مقصود من الراجل من مسالهله كل الزعيق والانفعال ده..
زفر بغضب ثم أشح بيده وهو يقول باقتضاب:
-أهو ده أسلوبي اللي مش عاجبه ما يتعاملش معايا..
ضيق “سيف” عينيه وقال بابتسامه عابثه:
-هي رنيم منكده عليك ولا ايه ؟؟!
رفع “أيهم ” حاجبه ليستمع إلي أخيه يُكمل …
– ماهو ده أسلوب واحد مراته نفخااه..
تنهد بإرهاق ثم اعتدل بجسده وهو يهتف بارهاق:
-زفن عرف يوصل لرقمها الجديد وبعتلها حاجه قومت الصبح لقيتها عارفه إني كنت هناك يوم
الحادثه فضلت تستفز فيا لحد ما قولتلها إني كنت هناك يوم الحادثه وإني خبطهم..
اتسعت أعين شقيقه بصدم#مه وهتف بذهول:
-وكدبت عليها ليه ؟؟!! أنت مخبطهومش لكن كنت هناك فعلا لما جتلك مكالمه من أبوها
ومكملش كلامه معاك …
لفظ أنفاسه بغضب وهتف وهو يدس يده في خصلاته بعنف قائلا:
– رنيم بقيت اليومين دول بالها مشغول وأعصابها متدمره معنديش حل غير إني ابعدها عن كل
اللي بنعمله في الكلب ده لحد مانخلص اللي عاوزينه وبعدها هحكيلها كل حاجه..
ارتفع حاجب “سيف” باندهاش وقال بتوجس:
-ومش قلقان تروح لناصف وتبقي في صفه ضدك أنت اكيد عارف التفكير في الأوقات دي مش
بيبقي موجود ولا ليه مكان ده أنت شبه قايلها قتلت أبوكي..
هز رأسه بالسلب وهتف بهدوء وهو يبتسم بشرود:
-تبقي متعرفش رنيم.. رنيم دبوقت هتبقي عاوزه تتحداني وترجع شركات ابوها ليها..
ثم حمحم بتوتر وهتف:
– مش دي مشكلتي معاها.. المشكله إنها لما استفزتني خبطت شويه في الكلام عشان ماقولش حاجه وابوظ اللي بعمله.. بس برضه مكنش ينفع اقولها اللي قولته نظرتها ليا من ساعتها هتموتني ومش خارجه من عقلي ياسيف …
عقد أخيه حاجبيه وهتف بهدوء..
– لا واحده واحده كده وفهمني إيه اللي قولته وقالب حالك كده..
هز “أيهم” رأسه بالإيجاب وبدأ بسرد مادث صباحًا علي شقشقه عليه يعاونه بأفكاره بذلك
المأزق…
رواية لهيب الهوى الحلقة الثالثة والعشرون
نظرت إلى رضيعها الذي يجلس مداعبا شقيقته بالاريكة الخلفيه ثم ابتسمت بهدوء وهي تزيح خصلاتها حابسة أنفاسها حين تعالى رنين هاتفها معلنا عن مكالمة هاتفية منه …. هي بالأساس كانت تنتظر ذلك لتبدأ برد الصاع صاعين له كما يقال … هل ظنوها لقمة سائغة كلا منهم يدهسها ويعبر !
رفضت المكالمة بيد ترتعش.. اندهشت هل تخشاه إلى الآن … لقد شنت حربها … لتثأر لكرامتها اذا.. وضعت الهاتف على وضع الصامت … وألقته بإهمال على الكرسي بجانبها ثم تأكدت من أمان رضيعها بالخلف.. واعتدلت تقود السيارة نحو طريقها المعبأ بالضباب … لكنها اعتادت تلك الطرقات … ألم يقولوا التجربة خير مُعلم !
انطلقت وقد حددت وجهتها جيدااا تعلم من أين تبدأ … أوقفت السيارة ثم نظرت تجاه المربية التي اصطحبتها بطريقها… تلقي إليها تعليماتها المشددة ثم ترجلت من سيارتها واتجهت إلى شركات زوجها الأول “شهااب” …. والتي أصبحت ملكها هي الآن بعد أن نفذت الوصية كما أراد … انطلقت إلى الداخل وقد جذبت جميع الأنظار إليها وكيف يغضون الأنظار عن تلك الفاتنة التي تزداد أنوثة وبهاء بمرور الوقت … لقد تعمدت ارتداء ذلك الفستان القصير الأسود الذي بالكاد يصل إلى فوق ركبتيها الذي طالما أغضبه منها … هي لم تحضر إلى هنا منذ فترة … كانت تتابع معظم الأعمال من منزلها لأمانها كما أراد زوجها العزيز !
وقفت بالأسانسير وهي تعدل من خصلاتها تلقي نظرة رضا عن هيئتها وقد أصبحت عيناها الجميلتان تشع إصرارا لم تكن عليه من قبل.. ابتسمت بهدوء حين انفتح الباب معلنا عن وصولها إلى طابقها … انطلقت تدب الأرض بكعبها وهي تسير باعتدال في الرواق انتبه جميع من حولها لزيارتها المفاجئة تلك بالرغم من تواجد رب عملهم …
اندهشت حين لم تجد مساعدتها بمكتبها لتدخل إلى مكتبها وقد نوت طلبها وتوبيخها…. لكن تواجده عقد لسانها.. هي لم تراه منذ يومين.. بعد معركتهم تلك … تجنبته تماما رافضة جميع الطرق للحديث تهيئ نفسها لما تفعله … استمعت إلى صوته الغاضب الذي على ما يبدو أنه من أجل فعلتها بأخد الرضيع دون علمه بإحدى الحيل …. ابتسمت لإثارة غضبه قبل أن يقشعر بدنها من هيئته حين التفت يحدق بها بشراسة مغلقا الهاتف وهو يقول:
– خلاص متعملش حاجة …
ثم اندفع إليها يقول غاضبا:
– إحنا مش اتفقنا مش هتيجي جنب عمر… لما إنتي عايزه تاخديه ماقولتيش ليه قبلها … إزاي تروحي تكدبي على الأمن.. بتستغلي أوامري ليهم إنك تدخلي ف أي وقت … أنا فعلا غلطان … الولد فين !!
ظلت تحدق بثورته بهدوء ثم اتجهت إلى الأريكة لتجلس.. أسفل أنظاره … لتوه أدرك أنها ترتدي أكثر الثياب التي تغضبه … للتو أدرك أن العديد والعديد رآها بتلك الهيئة صاح بها غاضبا:
-إنتي أيه اللي مهبباه ده … !!!
جلست ببرود تحدق به للحظات ثم ابتسمت بهدوء وهي تقول:
– أولا مش ذنبي إنك عملت اتفاق مع واحدة مجنونة … ثانيا عمر ابني أنااا واخده في أي وقت أنا عاوزاه فيه … ثالثا ياريت تحسن ألفاظك أنا اللي المفروض أسأل بتعمل أيه في شركاتي وأنا مش موجودة !!
اندهش من كلماتها تلك لكنه نظر إليها لحظات ليظن أنها تفعل ذلك غضبا من كلماته وتحاول إغضابه لتنال بثأرها منه فقط … تأفف بغضب ثم اتجه إليها يقول محاولا تهدئة نفسه حتى لا يغضبها أكثر من ذلك … هو نادم وبشدة على جرحها بتلك الكلمة.. لكن عدم ثقتها به بعد كل
تلك المعاناة أغضبته للغاية.. لم يرى أمامه فانطلقت تلك الكلمات دون ارادته …
-رنيم أنا عارف إن مكنش ينفع أقول.آآآ !
وقفت فجأة بغضب تمنع استرساله بالحديث وهي تقول بحزم:
– أنا مش جايه أسألك عن رأيك في جنوني وعقلي أنا جايه عشان هقابل المحامي وياريت تتفضل تشوف شغلك وتسيبني أرجع شركات بابا اللي وقعتها … أنا بقولك عشان ماتسمعش من بره !!
ضيق عينيه باندهاش من تلك الطريقة التي ذكرته بعهدها السابق معه قبل زواجه منها … نظر إليها لحظات يراقب شرارات الغضب التي انبعثت من عينيها له.. لقد عنفها بما يكفي تلك النظرات التي تتهمه بها تقتله …
أدرك أن غضبه الآن سوف يجعلها تبتعد أكثر وتهرب منه … ومن الواضح أنها تحاول استفزازه بملابسها وأسلوبها.. ألا يكفيه حربه من أجل سلامتها.. لقد أوقعه عنفه معها بشباك غضبها … ماجت عيناه بالغضب لحظات ثم وضع يديه بجيوبه ووقف باعتدال ناظرا إليها ببرود يقول:
-كنت متوقع إنك هتشتري الشركات بس خلي بالك عشان كده هتبنيها من جديد تقريبا …
عقدت حاجبيها مندهشة من أسلوبه الغريب ثم حاولت إثارة غضبه لتقول ببرود:
-ياريت تخليك في حالك أنا مطلبتش رأيك !!
جز على أسنانه ساحقا إياها كادت أن تبتسم حين وجدته هكذا يشتعل أمامها لكن أصعقها رده حين اقترب منها يتلمس ذراعيها العارييتين برفق يهمس بهدوء:
-و أنا بثق في شغلك يارنيم … ومتأكد إنك هترجعيها أحسن من الأول..
حدقت به كالبلهاء لحظات قبل أن تعقد حاجبيها متأففة من بروده تتحرك بغضب ناحية المرحاض وهو تُتمتم بكلمات مُبهمه الملحق بمكتبها.. ابتسم بهدوء قبل أن يدلف أخيه “سيف” قائلا باندهاش:
-غريبة بتعمل أيه هناا مش متخانق مع رنيم !!
أشار إليه بالصمت بغضب ثم اقترب منه يهمس له:
-سيف رنيم أخدت عمر النهارده.. وجايه هتتكلم مع المحامي عشان موضوع الشركات … انت لازم تتصرف وتوقفها.. الكلب ناصف أكيد لف عليها.. أنا مش عايزهم يستغلوها لو أخدوا منها مليم واحد أنا مش بعيد أقتلهم …
نظر إليه سيف بهدوء ثم قال بحزن هامسا له:
– لسه مقولتلهاش حاجة عن الحادثة !
تنهد بهدوء قائلا..
– مش هينفع أتكلم … رنيم لو عرفت هتتعامل عادي معايا مش هتعرف تمثل لكن طول مانا بلعب بالكلب ناصف ده ومحسسه إنه بيعرف كل حاجة عني وعنها وسهل يوقع بينا … الموضوع هيمشي زي م آآآ !
قطع كلماته موجها أنظاره إليها ليهلع حين وجدها بتلك الهيئة الشاحبة … يبدو وجهها وكأنها كانت تصارع بالداخل اندفع إليها يكور وجهها بيديه ناظرا إلى لبنيتيها بقلق يهمس لها:
-رنيم أنتِ بخير !!
نظرت إليه بحزن ثم تأففت تعود للخلف لتبتعد عن مرمى يديه ثم سارت بروية إلى مكتبها تحاول أن تتماسك قدر الإمكان أمامه تهمس بصوت هادئ:
-ياريت تسيبني أخلص اللي ورايا بسرعة !
نظر إلى “سيف” لحظات ليفهم الأخير نظراته ليرمش له مطمئنا إياه … ليخرج تاركا إياها حتي يكمل ما تبقى من عمله لينهي أمر تلك الأفاعي …
مرت عدة ساعات اصطحبت الأطفال بمكتبها حين وجدت الأعمال متراكمة هكذا.. أمضت الوقت بين الأوراق والعقود بمعاونة سيف الذي تولى أمرها معظم الوقت …
عادت برأسها إلى الخلف تفرك خصلاتها بإرهاق لتعود بجسدها أيضا إلى الخلف مغمضة عينيها بتعب … اعتدل “سيف” بجلسته وهو يضع مابيده أعلى المنضدة قائلا بإرهاق:
-رنيم أنا شايف كده كفايه أوي نكمل بكره.. وبعدين الولاد ناموا من بدري !!
أومأت بالإيجاب ثم اعتدلت تلملم أشيائها وهي تقول:
-فعلا … أنا كمان تعبت ومحتاجة أروح أرتاح..
وقف “سيف” يعاونها بحمل الطفلين ثم سار بجانبها وهو يقول بهدوء:
-هتروحي القصر معايا !!
عقدت حاجبيها ثم هزت رأسها تقول بغضب:
-لا أنا سيبته !!
اتسعت أعين “سيف” ثم قال باندهاش فور خروجهم من الاسانسير:
-و أيهم عارف كده !! أفتكر إنه مش ممكن يوافق !!
ابتسمت ببرود وفتحت باب السيارة لتضع الأطفال بحرص ثم أغلقت بهدوء وقالت:
– أنا مش مستنية منه إذن !! عاوزني أروح أنام جنب اللي قتل بابا وماما !!
أغمض “سيف” عينيه ثم اقترب منها ممسكا ذراعيها يقول يهدوء:
-رنيم أنا حاسس بيكي.. بس متنسيش إنك في أمان في القصر أكتر وبعدين مش يمكن أيهم قال كده لما ضغطي عليه !
عقدت حاجبيها لحظات ثم ضيقت عينيها وهي تنظر إليه قائلة:
-لا ياسيف أخوك ما أنكرش ده بالعكس …. وبعدين أمان أيه اللي بتتكلم عنه.. أنا وانت عارفين إن عيلة عمك كلها بتكرهني وكانوا هيقتلوا غمر وو آآآ
قاطعها بابتسامة هادئة يقول:
-و أيهم أنقذه منهم يارنيم !! مش كده !! يعني بيحاول يحافظ عليكم … صدقيني يارنيم أيهم معندوش أغلى منك !!
هبطت دموعها ثم همست بحزن وإرهاق:
-أنا تعبت ياسيف.. مبقتش عارفة أصدق مين وأكدب مين … انت فاكر إني مش بدور كل ده في دماغي … أنا كل ما بحس إن كل حاجة اتحلت بتتعقد أكتر.. !! أنا محتاجة أرتاح لوحدي شوية ياسيف !!
أوجعه أن يراها هكذا … ركب بجانبها السيارة ثم قال:
-طيب على الأقل خليني أطمن عليكي مش هينفع أسيبك كده في الحالة دي !!
تنهدت بهدوء ثم بدأت القيادة وهي تحاول تشتيت ذهنها من جميع الأفكار التي تكاد تقتلها…
رواية لهيب الهوى الحلقة الرابعة والعشرون
مر أسبوعان وهي تقطن بذلك المكان الأقرب لقلبها، ذلك المرسم الذي اشتراه لها اندهشت في بادئ الأمر من تركه لها هكذا دون أيه ضغوطات، تشعر بالخذلان لتركه هكذا دون أدنى اهتمام
لما رائحته بكل مكان من حولها، لقد وفر لها خادمتين لتكونا تحت إمرتها لكنها قبلتهم على أمل أن تراه.. لقد أغضبها بشدة ذلك الإهمال !! هو إلى الآن لم يبريء نفسه من قتل أبويها…. !! ماذا يظن نفسه ذلك الأحمق !! هل يتركها هكذا، لقد داومت على ذهابها إلى الشركات بالرغم من إعيائها الشديد بتلك الفترة، لكنه أصبح لا يمر أيضا إلى هناك … وذلك المحامي الذي اختفى بسفر مفاجئ … تشعر أن كل شيء مدبر له من حولها، أحيانا تأكلها الظنون … تروادها الأفكار أن تلك الأفعى استطاعت أن تأخذه إليها، فهي تركت لهم القصر بأكمله … لما لا !! لكن هي تثق به … تحاول أن تقنع نفسها أن تلك الأفعى أمامه منذ زمن.. لما تعجبه الآن !! ….
انتابها ذلك الدوار مجددا لتتكيء إلى الوسادات من خلفها ثم رفعت جسدها تفترش الأريكة الصغيرة ممسكة بهاتفها تعبث به بحزن.. لما لم يحاول محادثتها !! هل تركها هين هكذا إليه !! لماذا يحدث لها ذلك !! تأففت بغضب تلقي بالهاتف بعيدا وهي تصيح:
-أحسن أنا أصلا مش عايزة أسمع صوته ده !!! فاكر نفسه مين !!!!! يوم أجازة ومش مكلف نفسه يشوف حتى ولاد أخوه !! بس ولادي ولادي !!!
على الجهة الأخرى ارتفعت ضحكاته حين وجدها على تلك الحالة من أجله.. هو كان يعلم جيدا أنها لن تهرب بعيداا عن ذلك المكان … أخفض ضحكاته حين استمع إلى أخيه يقول:
-انت ليه مش عاوزها تعرف إنك كل يوم هناك !! ليه أصلا مش بتروحلها وهي صاحية !!
اعتدل بكرسيه يضع هاتفه جانبا ليتمكن من رؤيتها وهي تغط بنومها فوق تلك الأريكة ثم تنهد يغرس أصابعه بخصلاته الحريرية قائلا بهدوء:
-رنيم خسرت كل اللي حواليها ياسيف.. تصرفاتها هتبقى متهورة … هي كده بعيدة عن كل المشاكل وعن عمك ومراته والقذرة بنته … وفي نفس الوقت هي كده حاسة إنها حرة وبتدور على حق أهلها.. !!
عقد سيف حاجبيه ثم قال بحزن:
-بس هي فاهمة إنك انت اللي ….. آآآ احم يعني عربيتك كانت هناك بس يعني انك كنت هناك بسبب مكالمه ابوها..!
قاطعه أيهم بهدوء يردد:
-سيف رنيم مش هتستحمل كل التفاصيل دي … لما أخلص من كل القرف ده هقعد معاها وأفهمها … ودلوقت أنا لازم ألبي طلب الأميرة بتاعتي وأشوفها !!
ابتسم “سيف” ثم وقف يقول:
-دلوقت ده حتى لسه الليل مجاش عشان تدخل من وراها … صحيح هي إزاي مش بتحس بيك ؟!
ابتسم بهدوء وقال وهو يعدل ملابسه ملتقطا أغراضه..
-لما تكبر هبقى أقولك !!
ثم انطلق إليها …..
أفاقت على صوت ضحكات الصغيرين بالقرب منها.. ابتسمت وكادت تذهب مرة أخرى بنوم عميق لكن صوته الذي شق أذنيها أدهشها !! هل هو هنااا !!! اعتدلت على الفور ثم نظرت إلى ملابسها التي كانت عباره عن شورت قصير يظهر سيقانها البضة الملفوفة وتيشيرت بحمالات رفيعة كشف عن ذراعيها وبدايه صدرها بسخاء !! ابتلعت رمقها بتوتر ثم اتجهت إلى مكان جلوسهم تنظر إليهم بصمت … كادت أن تستدير وتهرب إلى غرفتها لكنه صاح بصوت مرتفع:
-أيه مش هتسلمي عليا يارنيم !!
تبا له !! تبا إلى صوته الرجولي وضحكاته التي بعثرتها إلى أشلاء الآن !! تبا لها ولفضولها ما بها إن جلست بغرفتها بعيدا إلى أن يزيل شوقه بالطفلين ويذهب … لم تتهور هكذا بأفعالها … حسنا هي اشتاقت وبشدة إليه … لكنه لم يشتاق ولو لمرة … لتضرب كلمته بعقلها … وهل يشتاق إلى الجنون !!!!
عقدت حاجبيها بغضب وهي تستدير لكنه قطع حبل أفكارها حين اقترب منها بتلك الطريقة المهلكة !! حيث همس أمام شفتيها وهو يمسك ذراعيها حتي لا تغادر..
-أنا بقى عااوز !!
لم تستوعب ما يعنيه وظلت تحدق به بأعين متسعة لتتشابك مع رماديتيه بحديث صامت نداء قلبيهما الذي يعجز كلا منهم عن تلبيته لقد اشتاقا وبشدة.. هو لم ير تلك الأعين الصافية منذ أسبوعين لم يرها عن قرب هكذا.. وهي لم تره بأكمله !! هل يكون فراقها لمدة صغيرة بذلك السوء!! … وزعت أنظارها على تفاصيل وجهه الوسيم وجسده العضلي.. منذ مدة لم تره بتلك الملابس الشبابية… ماهذا !! ربُاه هل تزداد وسامته أم ماذا !! ابتلعت رمقها وهي تراه يقترب..و يقترب… برأسه.. هي اشتاقت لتلك الشفتين الماهرتين بفنون العشق لطالما بثها عشقه منهما…
كاد أن يلتهمها تلك الفاتنة التي بات عشقها يسري بعروقه …. بل بشريانه النابض … مايريده الآن قبلة لتهدأ جميع مشاعره الجياشة نحوها … قبلة واحدة من تلك الشفتين النديتين ولن يطالبها بشيء آخر راقب حركة شفتيها وهي تهمس برقة:
-عاوز أيه !!
ها قد بدأ عقله يسيطر على جميع حواسه ناهيا إياه عن ما كاد يفعله … إن فعلها لكانت طالبته بحقيقة مايحدث من حولها … عاد إلى الخلف وهو يسحب من خلفها هاتفه الذي كان على يد الكرسي حتى لا تندهش لقربه … وقال وهو يجلي حنجرته ….
-عاوز قهوة !!
صعقهاااا !!! هل يمازحهااااا!!!! قهوة !!!!!
بالطبع هو محق ماذا تنتظر منه وهو يراها بتلك الحالة الولهة به !!! لقد كادت تصرخ باشتياقها وهو يطلب قهوة !!! استغرق الأمر لحظات لتستوعب أنه يلعب بها ليس إلا ….. دارت على عقبيها تنفذ مطلبه وهي تسبه بجميع ماتعلم وما لا تعلم من ألفاظ …. تشعر كبريائها يتحطم !! كيف له أن يفعل ذلك … أنهت إعداد قهوته وهي شاردة بأفعاله من له حق باتخاذ مواقف !!! من هو ليفعل ذلك هو نسي نفسه !! حسناا !! بدأ الدوار يداهمها الآن … جلست لحظاات ثم وقفت وهي تشعر أنها تتآكل من فعلته … حملت الفنجان واتجهت إليه … وهي تفكر فعليا بسكب محتواه فوقه عله يشعر بنيرانها … لكنها وضعته فوق المنضدة الصغيرة ثم اتجهت من فورها إلى غرفتها تصفع الباب بغضب ليمسك هو الفنجان بحزن مستنشقا رائحته ثم شرع يتلذذ به وهو يداعب الصغيرين حتى غفوا … وهو شارد بحالتهما …
يكاد يُجزم أن تلك ألذ قهوة تذوقها بحياته …. وقف يحمل الصغيرة التي نامت بأحضانه وهو يقبل خصلاتها التي شابهت خصلات أمها برفق متجها بها إلى تلك الغرفة التي صفعت بابها بوجهه.. سيطر على ابتسامته حين شعر بمدى اشتياقها إليه وهو يهمس لنفسه:
-هانت يارنيم … كلها أياام !!!
ثم طرق الباب بهدوء ليصله صوتها تسمح له بالدخول ظنا أنه خادمة !! …
فتح الباب واتجه إلى الداخل عاقدا حاجبيه من صوتها الخافت لكن سرعان ما فهم أنها بالحمام الخاص بالغرفة.. طرق أعلى الباب بهدوء على عكس ما يشعر به الآن …. تردد للحظات لكنه يريد سماع صوتها فقط … وياليته لم يفعل …. حيث قال بصوته الرجولي العميق:
-رنيم أنا همشي !! محتاجة حاجة !!
لتتسع أعينه حين سمع إليها تقول:
-لحظاااااا!!
انقطعت كلماته واستمع إلى صرختها المرتفعة تصم أذنيه، ارتعب وفتح الباب مسرعا وهو يشعر بنبضات قلبه تتصارع … ليجدها فوق الأرضية بتلك الفوطه الصغيره حوله جسدها بالقرب من كابينة الاستحمام فاقدة لوعيها !!!!!!!!!! والدماء من حولها !!إنه أرعب مشهد رآه بحياته !!! حملها مسرعا وانطلق بها إلى سيارته وهو يصيح برئيس الحرس الذي يضعه على مقربة منها دائما…..
– الولاد جوا … لو شعرة منهم اتأذت اعتبر نفسك ميت !!!
أومأ له على الفور وهو يفتح له الباب لينطلق مسرعا بعدها ومن حسن الحظ أن المشفى لم تكن بعيدة عنهما !!!
وقف بالخارج وقلبه يكاد يتوقف أدمعت عيناه ومنظرها لم يغب عن باله !! لتكون سالمة ولن يبعدها عن أحضانه مهما كلفه الأمر !!!
خرج الطبيب وملامح وجهه هادئة يحادثه قائلا:
– الحمدلله الجرح اللي ف راسها كان صغير ومأثرش علي أي وظائف لعقلها … وقدرنا نوقف النزيف ونلحق البيبي !! حمدلله على سلامتها !!
كاد أن ينصرف لكنه أوقفه هامسا..
– بيبي!! هي رنيم حامل !!!
اتسعت أعين الطبيب باندهاش وقال:
-أيوه وأكيد الأم عارفة بده البيبي في شهره التالت !!
لا يعلم ماهية ذلك الشعور داخله.. هل خبأت حملها عنه !! هل أرعبها منه لتلك الدرجة !! لكن لحظة … هي تحمل قطعة منه داخلهاااا الآن !!!!! رباااااه … لما تتعقد الأمور هكذااا !! كيف تتحمل كل تلك الأعباء بمفردها بل وتظنه تاركا لها !! هل نعتها بالجنون لينفذ خطته … وهي تحمل طفله بأحشائها !!!! هل جعلها تقاسي هكذا !! غرس يده بخصلاته غاضبا جاذبا خصلاته إلى الخلف … استغرق استعادته لاتزانه العقلي لحظات … ليدلف إليها وجدها استعادت وعيها تجلس بهدوء وقد جمعت خصلاتها أعلى كتفها وجهها أصابه الشحوب … تبدو حزينة للغاية … اتجه إليها يجلس أعلى الفراش بجانبها لتبتعد قليلا وهي تشيح بنظراتها عنه … واضعة يدها أعلى بطنها !!
حدق بيدها الصغيرة التي وضعتها أعلى بطنها بابتسامة هادئة ثم هبط برأسه يضع قبلة هادئة فوق يدها ثم أبعد يدها قليلا واضعا قبلته أعلى باطنها برفق ….
ارتعش بدنها مقشعرا من فعلته عاجزة عن وصف ذلك الشعور بالأمان !!! معرفته بوجود طفله داخلها جميل لكن سييء بالوقت ذاته … همس بشيء لطفله لم تستطع تبين الكلمات لكنها لا تريد محادثته هي كادت تفقد طفلها من لهفتها الغبية عليه … !!!!
اعتدل مقتربا منها يعدل خصلاتها برفق هامسا لها:
-كنتي هتقوليلي إمتي !!
عقدت حاجبيها وكادت أن تصمت لكن لا !!! غضبت وصاحت به حتى لا يستغل صمتها:
-مكنتش هقولك !! ابني كان هيروح مني بسببك !!
اتسعت أعينه بصد@مة من اتهامها له ليقول مشيرا إلى نفسه:
– أناااااا !!
أغضبها أنه لا يشعر نفسه مذنب لتقول:
-أيوه طبعا أنا دخلت آخد الشاور بسببك …. وانت بمنتهي البرود جاي تقولي أنا ماااشي عاوزة حاجة !!
نطقت بجملتها الأخيرة مقلدة إياه ثم أكملت:
– عصبتني طبعااا وكنت خارجة أتخانق فيكككك بس اتزحلقت وملحقتش !!!
أخفى بسمته من عفويتها وهمس لها وهو يهز رأسه بالإيجاب قائلا بسخرية:
-آه ملحقتيش وبتعوضيها أهوه … عشان مبقاش خليت في نفسك حاجة !!
انفجرت باكية تحت أعينه المندهشة منها للغاية وهي تقول وسط شهقاتها:
– انت بتتريق أنا كنت هموتتتت !!!
اتسعت أعينه مما قالت …!!! ليجذبها إلى أحضانه محاولا تهدئتها وهو يقول مهاودا إياها:
– خلاص خلاص أنا آسف أنا السبب فعلاا !! كان المفروض استنى لما تخرجي !!
أرضتها تلك الكلمات لتهدأ قليلا بالفعل … ها هي داخل أحضانه دون عناء منها.. إن كانت تعلم ذلك لفعلتها منذ البداية.. لكن لحظة هل يسخر منها ما ذنبه هو !! إنه تسرعها لتهمس داخل أحضانه:
-لا انت ملكش ذنب أنا اللي اتسرعت !!!
عادت تبكي مرة أخرى ليندهش …. كيف له بمراضاتها الآن … انتقل من مواجهتها إلى جانبها يدسها داخل أحضانه ويده تسير أعلى خصلاتها برفق والأخرى تحتضن خصرها واضعا يده أعلي باطنها مقبلا رأسها بين الحين والآخر … هامسا لها:
-اللي حصل حصل المهم إنتي أهوه بخير ياحبيبتي !!
غضبت وخرجت من أحضانه تبكي بشدة متحتضنة جسدها تقول:
– ماتاخدنيش على قد عقلي أنا مش مجنونة !!!!
التقت أعينه بلبنيتيها ليقرأ مدى قهرها من تلك الكلمة التي تركت أثرها داخلها … من الواضح أنه خطأ عمره تلك الخيبات التي نتلمسها من أحبائنا لاتترك سوى ندوب … وندوب يصعب محوها !
أخذ جسدها يرتجف ليجذبها مرة أخرى إلى أحضانه يهمس لها بكل الاعتذارات يقول:
– رنيم دموعك دي بتقتلني … أنا مش بنام من ساعة ما قولتلك كده.. أنا آسف صدقيني كل ده غصب عني ….. أنا لازم أعمل كده …. أنا لو شايفك كده !! كنت هتجوزك !! بلاش كنت هكمل في جوازنا ليه !!
تبا لذلك القلب الذي يرقص طربا الآن من حديثه الهين اللين…… تبا لذلك العشق الذي يصفع عقلها الآن آمرا إياها بتصديق كلماته دون جدال !!!
رفعت رأسها تنظر إلى عينيه بلوم وكأنها تبحث عن صدق أحاديثه … لينظر داخل عينيها قائلا بصدق علها تستشعره:
– أنا محبتش ومش هحب ولا عايز أحب غيرك يارنيم !!! أنا مش عايز حاجة من الدنيا غيرك ومعنديش أغلى منك !!! عارف إنك استحملتي كتير بس أوعدك كلها أيام وهفهمك كل حاجة !!! خليكي متأكدة مهما حصل.. إنك أغلى حاجة في حياتي يارنيم !!!! إنتي حياتي كلهاااا !!!!
رواية لهيب الهوى الحلقة الخامسة والعشرون
لهيب الهوى
الفصل الخامس والعشرون “غاليتي ج2 ”
تأكد من نوم الصغيرين ثم اتجه إليها وهي مستلقية فوق الفراش وقد غفت من أثر الدواء عليها … جلس بهدوء بجانبها يراقبها بصمت تام وقد زينت ثغره تلك البسمة الهادئة … ذلك الشعور بالسلام الذي أصبح يستمده من وجودها المشرق بحياته لا يضاهيه شعور آخر ….
تلك النومة الملائكية التي تمتلكها فاتنته تغنيه عن العالم بأكمله تشعره بكماله … اتسعت ابتسامته حين تذكر تذمرها وغضبها بالمشفى منه … حتي بغضبها امتلك قلبه كيف لها أن تمتلكه هكذا …. تقلباتها المزاجية تروق له للغاية …. تنهد بهدوء وهو يهمس بجانبها مداعبا خصلاتها الحريرية برفق:
– لو كان حصلك حاجة كنت هعمل أيه بس !! وقفتي قلبي !!
أفاقت علي تلك الأشعة الشمسية التي اقتحمت غرفتها لتقلق تلك الأميرة من نومها … فتحت عينيها ثم رمشت عدة لحظات تستوعب أنها ليست بمفردها … لقد ظنت أنه سوف يغادر فور إيصالها لكنه هنا !! بجانبها…. بملابسه.. رباه… لقد غفا وهو بجانبها..
حاولت الاستقامة فجأة لتتأوه بصوت مرتفع حين شعرت بألم بمناطق متفرقة من جسدها … من الواضح أن الارتطام ترك العديد من الكدمات !! وضعت يدها أعلى فمها وكادت أن تحاول مرة أخرى.. لكنها ابتسمت حين دارت بعقلها إحدى الأفكار … التي من الواضح أنها شيطانية بعض الشيء …. صاحت بغضب بعد أن تمكنت من رسم الألم على ملامحها:
-أيهم !!! ايهمممممممم!!!
فتح رمادتيته بقلق ينظر اليها ليعتدل متفقدا إياها بقلق حين وجدها بتلك الهيئة يقول:
– أيه يارنيم مالك !! في أيه !
حدقت به لحظات وإلى هيئته الملهوفة القلقة.. ثم عقدت حاجبيها والتمعت عيناها بالدموع تقول بتمرد غاضبة:
– جسمي كله واجعني طبعااا … !!
اندهش من أسلوبها الهجومي معه وكأنه المتسبب في ألمها لكنه اهتم لوجعها وأجابها:
-طبيعي إنتي مأخدتيش الدوا لسه … !!
أنهى كلماته وهو يتثاءب ثم فرك خصلاته بكسل معتدلا يجلس فوق الفراش وهو يحاول فرد عضلات جسده المتيبسة… كل ذلك تحت نظراتها التي كانت تلتهمه تارة بغضب وتارة بوله شديد … تأففت بغضب تقول بصوت مسموع:
– وهاخده إمتى الدوا !! وبعدين أنا جعانة !!!
عقد حاجبيه لحظات ثم قال وهو ينظر إليها مبتسما:
-الفطار دقايق ويجهز ياروحي … والدوا الممرضة دلوقت هتيجي عشان مايحصلش لخبطة في المواعيد كمان … أي أوامر تاني !!!
عقدت حاجبيها تقول بحزن:
-انت بتتريق عليا!!
رفع أحد حاجبيه يردف بنفاذ صبر:
-عاوزاني أعملك أيه يارنيم.. الممرضه فعلا على وصول مش ذنبها إن حضرتك صحيتي بدري يعني … والفطار الشغالين هيحضروه دلوقت.. !!
أدمعت عيناها من أسلوبه الذي اعتبرته هجومي ساخر منها.. ثم أعطته ظهرها بصمت تام وبدأت دموعها بالهبوط تباعا … شعر بتلك النيران تتأجج بصدره فور أن تحولت حالتها هكذا … ليتنهد بهدوء هاتفا باسمها برفق … وبالطبع لم تجبه !!!!
ابتسم بمكر رافعا أحد حاجبيه ثم بلمح البصر وضع أحد ذراعيه أسفل خصرها والآخر أسفل ركبتيها حاملا إياها ثم استقام بوقفته وهو يستمع إلى صرخاتها الغاضبة المتمردة على فعلته …. متجها بها ناحية الشرفة المطلة على حديقة المرسم.. باعدا إياها قليلا عن أحضانه محتفظا بملامحه الباردة !!!
اتسعت لبنيتاها بهلع ثم بدأت بالركل خوفا من إلقائه لها … بالطبع لقد مل … يريد أن يتخلص منها … لا يريد طفل منها !! كان يغشها بحديثه المعسول ليقتلها الآن صاحت بخوف حين وصل عقلها إلى تلك التحليلات !!
-أيهم آسفة مش هعمل كده تاني !!! بلاش ترمينييي!!!
لحظاات أرعبتها لتجد نفسها فوق تلك الأريكة الصغيرة المميزة بشرفتهم …. أجلسها وضحكاته الرجولية لاتنقطع شردت بتلك البهجة التي ارتسمت على جميع ملامحه متناسية تماما ما كانت تفكر به منذ لحظات أثنى إحدى ركبتيه ليجلس أرضا مقابلا لها …
لم تشعر بيدها وهي تتحرك إلى إحدى وجنتيه تتمتم بخفوت عاشق:
-ضحكتك حلوه أوي … ياريت تبقي كده على طول !!!
أمسك يدها وهو يستعيد أنفاسه ثم وضه قبلة هادئة بباطنها يهمس لها:
– مبقتش كده غير علي إيدك يارنيم !!! إنتي رجعتيلي حياتي.. عشان كده بتضايق لما ثقتك فيا بتروح !!
تنهد ثم أغمض عينيه بحزن يتابع:
-عارفة يارنيم إحنا مشكلتنا أيه !! ثقة !!!
عقدت حاجبيها وكادت أن تعارضه لكنه وضع إصبعه أعلى فمها وتابع بحزن:
-أنا عارف إنك مريتي بظروف صعبة !! محدش يستحملها.. عارف عيلتك كانت عندك أيه !! بس إنتي اللي متعرفيش حاجات كتير يارنيم …. ومش هقدر أشرح دلوقت … خليكي واثقة فيا وأنا أوعدك إني لو مجبتش حقك وحق عيلتك … هختفي من حياتك مش هتشوفيني تاني !!!
تعالت خفقات قلبها برعب حين نطق تلك الكلمات الأخيرة ماذا !!!! لن تراه !!!! عن أي ترهات يتحدث !!! حسنا هي أصبحت ثقتها مهزوزة بعض الشيء لكن ذلك لا يمنع أنها تحبه !! بل تعشقه !!! بل تموت بدونه !!!! نكست رأسها بحزن ثم أجابته:
-هتعاقبني يعني !!
عقد حاجبيه مضيقا عينيه يحاول استيعاب ماقالت … لبجيب باندهاش !
– أعاقبك !!
رفعت لبنيتيها التي أصبحت تموج بالغضب من حديثه ومن تهديده بالترك !! ومن كل الأشياء … نظر داخل عينيها باندهاش من تلك المشاعر التي قرأها بها !!!! لتصيح بوجهه غاضبة من عدم فهمه لها:
– أيوه طبعاا عقاب !! انت لو مكاني كنت هتعمل أكتر من كده ولا ناسي معاملتك ليااا قبل الجواز !!! ورغم إني سألتك
واكدتلي ده !! أنا بمoت كل يوم من ساعة ماعرفت مش قادرة أصدق إن انت تعمل كده !!! مش قادرة أبعد عنك !!! لكن انت سهل تبعد وسهل تسيبني بالأيام ومتشوفنيش …. وجاي تكلمني عن الثقة !!!! وكمان تقولي هختفي من حياتك !!! اتفضل اختفي انت حر أنا مش عايزاااك !!!!
وقفت من جلستها ثم مرت من جانبه واتجهت إلى الداخل وهو يكاد يجزم أنها على وشك قتله !!! هل تلك الصغيرة تحمل بداخلها تلك الشحنات الغاضبة تجاهه.. !! وقف باستقامة ثم رفع هاتفه مجيبا على المتصل مرددا بهدوء !!
-حلو أوي ابعتلي بقى الفيديو !!!
أغلق هاتفه يبتسم بهدوء:
-أوعدك كل ده هيخلص بكره يارنيم !!! أوعدك هتغيري كل تفكيرك !!!
-***-
جلست تلك الشمطاء المسماة بممرضة لكنها لم تكن سوى فتاة شديدة الجمال ترتدي تنورة قصيرة وقميص ضيق قصير للغاية.. كل ذلك لا يهمها … المهم أن تلك الساقطة لم تبعد عينيها عنه !!! هو جالس بجانبها ينهي أعماله على حاسوبه الشخصي … يرتدي أحد التيشرتات القطنية التي رسمت عضلات جزعه العلوي المنحوت ببراعة وتلك الحية تحاول إبراز وجودها بإلقاء تعليمات طبيه عليها وهي تغير على جرحها.. لن تقدر على تحمل أكثر من ذلك قاطعت سيل نظرات الإعجاب وهي تصيح بالفتاة:
-حاااسبي … إيدك تقيلة… !!!!
ثم نفضت يدها عنها تزجرها بنظراتها الحامية!!! لترى الفتاه ذلك اللهيب المتصاعد من عينيها..فابتلعت رمقها تنظر إليها بتوتر وقالت:
– آاسفة يا آنسة !!
– آنسة!!!! لا أنا مدام !!! جوزي قدامك أهوه !!!!
قالت كلماتها وهي تلقيها بنظراتها التحذيرية الغاضبة … لتشعر الفتاة بالقلق من كلماتها !!! ونظراتها التي كادت تحرقهاااا !!! وقفت باستقامة تبتعد عنها وهي تلملم أشيائها أسفل نظراتها الحارقة ونظراته المتسلية …
نظرت الفتاة تجاهه لتجد ابتسامة يحاول مواراتها لتظن أنها من أجلها فاقتربت منه بخيلاء … وقالت بميوعة زائدة !!
– أنا كده خلصت النهارده !! هاجي بكره تاني أكيد … آآ !!
– لا مفيش داعي تشرفينا تاني !!!
كانت تلك الكلمات مندفعة بالطبع منها بعد أن شعرت بالعجز لولا مرضها لوقفت الآن تجذبها من خصلاتها وتلقيها خارجا …..
رفعت الفتاة أحد حاجبيها بتحدي ثم نظرت إلى “أيهم” مرة أخرى تقول بتساؤل زائف …
– في نفس المعاد مش كده !!
اتسعت أعين “رنيم” وكادت أن تنهرها لتجاهلها إياها وبالفعل اعتدلت … ليقف “أيهم” بعد أن طال صمته وقال بصوت حاد قاطع:
-أظن المدام قالت مفيش داعي ولا أيه هتغيريلها عليه بالعافية !!
اتسعت أعين الفتاة من أسلوبه وحاولت أن تعدل الموقف فهو منذ قليل كان يبتسم لهاا كما تظن !!!! لتهمس برقة:
– لا طبعا بس إحنا متعودين المرضى بيبقوا متضاآآ!!
قاطعها رافعا يده بوجهها وقد أصبحت ملامحه جادة غاضبه لتتوتر على الفور من هيئته التي بدت مرعبة … نظرت “رنيم” إليه بقلق هي اختبرت تلك النظرات من قبل … اختبرت همجيته وغضبه الشرس ذلك … لتتنفس الصعداء حين سمعته يقول بعد أن أغلق عينيه جازا على أسنانه بغضب ….
-تاخدي بعضك وتطلعي من هنا فورا وتنسي إنك جيتي هنا !! ولا نضايفك هنا لحد بكره بمعرفتنا !!!
فهمت علة الفور مغزى كلماته !!! واندفعت إلى الخارج دون أن تنبس بحرف آخر وهي تكاد تجزم أن ذلك الرجل يمتلك هيبة بمجرد كلمات نطقهاا !!!
نظرت إليها “رنيم” وهي تبتسم بانتصار تراقبها وهي تتجه إلى الخارج برعب.. ثم محت ابتسامتها حين اتجه إليها يجلس بجانبها يهمس أمام شفتيها بمكر:
– طردتها عشان وجعتك ياروحي !!!
لم تلاحظ ذلك المكر لتنطق بعفوية:
– وجعتني أيه !!! انت مشوفتش بصتلك إزاي !!!
الآن فقط قرأت نظرات التسلية تلك وهو يهمس لها بابتسامة متسعة !!
– بصت إزاي !!
أزاحت يده عنها بغضب تصيح به وهي تعقد حاجبيها تلقيه بسهام غضبها:
– أيهم ماتحاولش تضايقني في النقطة دي بالذااات !!! انت مشوفتش غيرتي شكلهاااا أيه لحد دلوقت !!!!
اقترب أكثر من تلك الكريزتين ثم فاجأها بشفتيه التي التهمت شفتيها بنهم انتفض جسدها مرتعشا حين لامسها بشفتيه هي كانت تشتاق إلى ذلك الشعور … تشتاق إليه لكن كبريائها وقف حائل بينهما، أحاط خصرها بقوة ويده الأخرى خلف رأسها يقربها منه … وقد شعر بانقطاع أنفاسها بعد أن التهمها لدقائق … يريد المزيد !!
يريد أن يحظى بلحظات معها كالسابق …. يريد أن يحظى بذلك الجسد وتلك الكريزتين تهمس له بعشقها الخالص التي كانت تبثه له بخجل …!! وآه من خجلها !!! وتورد تلك الوجنتين بحمرة الخجل !!! طال صمته معها وطال تأمله لملامحها عن كثب … التقطت أنفاسها بصعوبة وهي تشيح بنظراتها عنه تزيح خصلاتها بأصابع متوترة تنظر إلى الأرض وقد أصبحت وجنتيها بحالة اشتعال كاملة وكأنها أولى لمساته لها !!! ابتسم لذلك الشعور الذي تمنحه إياه بلا أدنى مجهود منها !!! ليهمس لها مقاطعا صمتها الخجول قائلا:
– اممم يعني لسه بتحبيني وبتغيري عليا وعايزاني !!!!!
رفعت لبنيتيها تلقيه بنظرات شرسة لتقول بغضب :
-لا طبعا !!!
ثم عقدت ذراعيها أسفل صدرها تنظر بالاتجاه البعيد عنه كالأطفال تماما !!!!! كيف لتلك الطفلة أن تمتلك روح أخري داخل احشائها !!! كيف لها أن تنجب لمرتها الثانية !! وعلى ذكر الإنجاب وضع يده أعلى بطنها مبتسما بشرود … عضت على شفتيها حين لامس باطنها بلطف … يعجبها ذلك الشعور … يشعرها بالغبطة شغفه بها وبقطعة صغيرة لم تولد بعد !!! لم تشعر بتلك الابتسامة التي ارتسمت علي شفتيها برفق من شروده ذلك …. استمعا فقط لأصوات تنفسهما الهادئ …..
نظر إليها بأعين متسعة وهو يقول:
– الفطار !!! دقايق ويجهز !!!
عقدت حاجبيها تقول:
– انت رايح فين !! هو مفيش حد يحضره !!!
صاح وهو يدخل إلى الداخل:
– لا مشيتهم !!!
ليعود إليها وهي تنظر إليه ببلاهة لتقول متذمرة:
– تمشيهم ليه في وقت زي ده مين هيعمل الفطار دلوقت !!!
باغتها بحملها وقال لها بابتسامة ساخرة:
– أنا وإنتي ياروحي !!!
اتجه إلى ذلك المطبخ وهي تصيح بجميع الكلمات المتذمرة الغاضبة ليضعها أعلى الرخام ثم بدأ رحلة بحثه عن معدات الطعام !!! كانت ببداية الأمر صامتة تتابع بشماتة بحثه لكن تغلب قلبها عليها ليرق لحاله وبدأت ترشده بوجه عابس للغاية !!! سرعان
ماتحول عبوسها لابتسامات … ثم إلى ضحكات متبادلة بينهم !!!
رواية لهيب الهوى الحلقة السادسة والعشرون
سارت على أطراف أصابعها فهي بعد أن عاندته رافضة تناول طعام الغداء معه شعرت بمدى حماقتها … هي تتضور جوعا وبالطبع طفلها معهاا !!! هو الآن يتحدث بالهاتف بالحديقة لتأكل بعض اللقيمات فقط تسد بها ذلك الجوع !!
ابتسمت حين لاحت تلك الذكرى ببالها.. حين كانت تفعلها مع والدها دوما وكان يراقبها إلى أن تنهي طعامها ثم يفاجئها بتواجده.. مطمئنا إياها بأحضانه الأبوية كان لايهمه مافعلته يكفيه أنها تناولت طعامها !!! ااااه أين هو الآن !!!! ليري ما يحدث لغاليته !!!!!!
اختفت ابتسامتها وأفاقت من شرودها تتجه إلى المبرد !! اندهشت حين وجدت تلك الأطعمة الشهية بانتظارها.. بدأت بتناول الأطعمة وهي لازالت داخل المبرد بسرعة ووشراهة هي نفسها اندهشت منها ثم توقف فمها عن مضغ الطعام حين وجدت الأضواء أنارت ما حولها …. بالطبع هو !! لقد أمسك بها بالجرم المشهود !!! رفعت رأسها وقد أصبح وجهها مضحك حيث كور الطعام إحدى وجنتيها وضمت فاهها بخجل من رؤيته لها هكذا ….
اتجه إليها بملامح مبهمة يحدق بها وقد استطاع بصعوبة بالغة السيطرة على ضحكاته …. ليقف أمامها مضيقا عينيه ينظر إلى لبنيتيها التي اتسعت كالطفلة حين تجرم وتنتظر عقاب أبيها !! ماذا يقول عنها الآن !! ماذا يدور بعقله !! هل أغضبه رؤيتها هكذا !! بالتأكيد فتلك الطريقة الهمجية بالتناول لا تروق لأحد !!! الآن يقول إنها خادعة !! أوهمته أنها لن تتناول الطعام !! وتسرقه !!!
وأخيرا !! اتجه يقف خلفها مباشرة يهمس بأذنها:
– طيب مش تنادي عليا !!
ثم رفع ذراعه يحتضنها إليه من خصرها يلصقها بصدره … ويده الأخرى أدار وجهها لتقابل عينيه الرمادية وهو يكمل حديثه وأطراف أصابعه تسير من وجنتها إلى رقبتها بلطف:
-ده أنا هموت من الجوع بسببك !
ابتلعت ما بفمها بصعوبة ثم حدقت به بصمت تام وهي تشعر بالخجل يهشمها …تأمل تلك الورود أعلى وجنتيها ثم رفع عينيه إلى عينيها ينظر داخلها وقد تاهت الكلمات من فوق لسانه …. تأسره تلك اللبنيتين !! تجعله بحالة غريبة للغاية!!! يكاد يسفك الدماء من أجل نظرة رضا من داخلها !! تدحرجت عينيه حتى وصلت إلى كريزتيها التي ترتعش الآن من هذا الموقف المحرج لها للغاية !!
لم يشعر بنفسه سوى وهو يسيطر على تلك الارتعاشة بشفتيه يلتهمها بنهم وشغف وهو يدير جسدها إليه وشفتيه تكمل عزف أعلى وجنتيها ورقبتها المرمرية..
رباااااه !!! كيف لذلك الرجل أن يتملكها هكذا !!! إنها حتى لاتقوى على دفعه أو إبعاده !! تريد ذلك القرب !! تريد شغفه الذي لا ينتهي !! تريد أن تستلقي داخل أحضانه الدافئة لينتهي خوفها !!! لتنتهي تلك المآساة التي تهدد عقشها !! رفعت ذراعيها تحيط عنقه بقوة ثم دفنت وجهها بعنقه وهي ترفع يدها الصغيرة إلى رأسه تقبض على خصلاته برفق والأخرى تداعب بها نهاية رأسه وتلك الخصلات الحريرية !!!
اندهش في بادئ الأمر من فعلتها لقد ظن مقاومة… غضب…. تذمر !!! أما تلك الأنفاس اللاهبة التي تضرب بشرته لتحرقها بلا هوادة !!! لقد صدمته بفعلتها لكنه وضع يده أعلى رأسها يدفعها إليه أكثر يضمها إلى صدره مقبلا خصلاتها !!! تأوهت من ذلك الشعور ليسمعها تهمس له:
– عايزه أغمض عيني وأفتحها ألاقي كل حاجة خلصت … ونرجع زي الأول !!! أنا بحبك أوي يا أيهم !!! انت مش زيهم صح !!!!
أوجعته تلك النبرة التي تحدثت بها !!! تلك الطفلة أصبحت تخشى جميع الأشياء من حولها !!! حتى هو !!!! تخشى الفقدان !!! تخشى البعد ! أصبح أبسط أمانيها أحضان دافئة تتلقاها حين تحزن !!! لقد اشتاقت لذلك الدفءبأحضانه الذي أفقدها إياه بتسرعه وغضبه الغير مبرر.. ليهمس لها وهو يقبل وجنتها بدفء:
-أنا اللي بمoت فيكي يارنيم !! أوعدك هنفذلك اللي إنتي عاوزاه !!!
ثم باغتها بإمساك خصرها يرفعها أعلى الرخام لتجلس ثم أخرج ما كانت تأكل منه وبدأ بالتناول مثلها بيده !!!! اتسعت عينيها لتقول بخجل:
– أنا كنت جعانة و..وآ آآ!!!
وضع الطعام بفمها وهو يهمس لها:
-إنتي تعملي اللي إنتي عايزاه !!!
أسبلت عينيها بخجل وقد سيطرت تلك الابتسامة العاشقة على شفتيها لتزين وجهها وليلتها !!!!
-***-
أفاقت باكرا لتتسع عينيها حين وجدت أنها على تلك الأريكة داخل أحضانه وهو ينام على جانبه لتتمكن هي من فرد جسدها داخل أحضانه!!! نظرت إلى يده التي وضعها أعلى بطنها والأخرى يضمها من خصرها إليه ويحبس جسدها بإحدى ساقيه ليكبلها بدفئه !!!
ابتسمت على الفور وهي ترفع يدها تداعب ذقنه المشذبة بأطراف أصابعها برفق للغاية حتى لايفيق ظلت تحدق به لحظات ثم رفعت يدها أعلى وجنته ووضعت قبلة صغيرة أعلى الوجنة الأخرى ثم أخرى وأخرى إلى أن وضعت إحداها بجانب شفتيه التي أصبحت كالخمور لها !! تسكرها وتسلبها إلى عالم آخر !! وأخيرا وصلت إلى شفتيه لتنظر إلى عينيه المغلقتين بتردد ثم عضت علي شفتيها بخجل واقتربت إلى أن لامست شفتيه الدافئة بكرزيتيها تقبله برقة لتشهق بعنف حين أدار جسدها بلمح البصر يعتليها بجسده ليتناول هو شفتيها يبثها شغفه وعشقه بتلك القبلة التي يودعها إياها طالت قبلته وهي تحيط عنقه وقد شعر بابتسامتها لينهال على شفتيها وعنقها ووجنتيها بقبلاته تحولت أنفاسهم إلى لهاث كاد أن يتعمق بقبلاته لكن تلك الطرقات المزعجة شنجت جسده وأوقفته فجأه …. !!!!
اعتدل عنها يزيح خصلاته إلى الخلف بقلق …. وهو يعلم جيدا من الطارق !!! ارتفعت الطرقات لتنتفض فزعة تتشبث بذراعه لينظر إليها بهدوء ببادئ الأمر اتسعت عيناه حين وجد تلك النظرات الهلعة المرتعبة تتراقص بمقلتيها، لتهبط أنظاره يتفقد ذلك الرداء الصغير الذي ترتديه وقد كشف معالم جسدها الأنثوية بسخاء فهو بالكاد يصل إلى منتصف فخديها !!!
استقام بجسده لتقف معه ملتصقه به … احتضنها مقبلا وجنتها ثم قال بهدوء:
– روحي البسي حاجة وتعالي متخافيش !! ولو حابة ماتطلعيش خلاص خليكي جوا !!!
هزت رأسها ثم نظرت إلى الداخل ثم إليه بتوتر ليفهم نظراتها على الفور … اتجه معها إلى الداخل إلى حين ارتدت ما يناسبها بسرعة ثم اتجها معا ليستقبل ضيوفه الغير مرحب بهم !!!!!
انطلق العم إلى الداخل وهو يصيح بوجههم بهمجية:
-قصر أيه اللي هتبيعه يا أيهم انت اتجنتت !!! البت دي لحست عقلك خلاص !!!
أنهى كلماته وهو يشير إلى تلك التي تتشبث بذراعه بخوف حين وجدت ذلك القذر الملقب بابن عمها يدلف إلى الداخل وكأنه من أصحاب المكان !!!!
ابتسمت بسخرية هي لا تريد تركه بمفرده بينهم !!! وهي من تتوارى بظهره برعب جلي !!!
توقفت أنفاسها حين شعرت بتشنج جسده وهو يهدر كلماته التحذيرية بغضب لمن يصطفون أمامه يلتهموهم بغضب:
– إياك تغلط فيها !!! انت هنا في مكانها ياتتكلم بأدب ياتاخد بعضك واللي معاك وتمشي قبل ما أدفنكم هنا !!!
اتسعت أعين الجميع من حديثه لينظر إليه عمه بتوتر حين لاقى تلك النظرات المهلكة من أعين ابن أخيه ليقول بغضب ساحقا أسنانه بعنف:
– أنا عايز أفهم يعني أيه تبيع القصر وفين حقي من كل ده !!!
صاح أيهم غاضبا بعنف:
– حقك !!! حقك ده أيه ياابو حق !!! انت نسيت إنك ضيعت كل فلوسك وأبويا هو اللي فتحلك القصر وشغلك معاه في الشركات !!! عشان تخونه وبعدها تقتل ابنه شهاااب !!!!
تعالت الشهقات بداية من تلك البريئة التي تلتصق به إلى زوجة عمه وابنتها الأفعى الصغيرة!!! ليكمل وقد بدأت نظراته الهادئة تتحول إلى قاتلة مهلكة لتتحول عيناه إلى لونها الداكن !!!
– ومش بس كده لا !!! القذارة بالوراثة عندكم !! بنتك تتفق مع الكلب اللي بينام معاها عشان تقتلني !! وتساعد الكلب ده إنه يدخل بيتي وأنا مش موجود عشان يقتل ابني !!!
– قصدك ابن شهاب !! اللي حليت في عينك مراته وطمعت فيها وخونته !!!
اتسعت أعين “سيف” الذي وصل لتوه !! ليتجه إلى “أيهم” الذي كاد أن يهجم على ذلك القذر المسمى بـ “ناصف” وهو لايدري شيئا عن الإنصاف !!!! لكن أيديها الصغيرة التي تشبثت به برعب منعته عن التقدم ليلقيها “سيف” بنظرات تحذيرية من تركه وهو يقول:
– اسمع ياكلب انت انت آخر واحد يتكلم عن الخي،ـانة !!! أمال لو مكنتش قتلت عمك ومراته ونهبت ميراث بنت عمك انت والكلب اللي خلفك !!!
اتسعت أعينها وبدأت دموعها بالهبوط حين بدأت تلك الحقائق بالظهور لتستمع إليه يقول بجرأة:
– أيوه قتلته عشان خاطرها !! ولو رجع بيا الزمن هعملها تاني !!!
ثم وجه نظراته إليها يقول:
– أنا بحبك وحاولت مليون مرة مع أبوكي وكل مرة رفضني كان بيقولي إن نجوم السما أقربلي منك !!! مكنش عندي حل غير إني أخلص منه عشان أوصلك !!! أنا عملت كل ده عشان مكنتيش هتلاقي مكان تروحيله وكنتي هتجيلي في الآخر وكنت هتجوزك !!! أنا بحبك يارآآآآه !!!!
صاح متألما حين ركله ذلك الغاضب بمعدته ليرتد إلى الحائط خلفه بقوة كاد أن يكمل لكن أيديها جذبته إليها وهي تصيح من بين شهقااتها بعد تلك الاعترافات اللعينة !!
– سيبه يا أيهم عشان خاطري !!! متسبنيش !! ماتسبنيييش !!
انتفض جسدها برعب وتحول وجهها إلى اللون الأحمر القاني أغرقت الدموع وجهها ليحيط جسدها دافنا إياها بأحضانه وقد ارتص أفراد الحراسة من حولهم بعد إشارة من “سيف” !!!
ليتحول المكان إلى أشبه بساحة المعركة لم تخلو من نظرات الكره والحقد والغضب والخوف والعشق وإلى الآن كان هو المنتصر !!
وقف العم “سليم الرفاعي” ينظر إليهم بغضب وهو يقول بسخرية:
– بقولك أيه يا أيهم خلصني مفيش بيع للقصر أما حكاية القتل دي انت معندكش أي إثبات عليها !! والشغل أنا كده كده هعمل مشروع قريب مع ناصف!!!!
ابتسم بهدوء وراقبه وهو يستدير للانصراف ليقف أحد أفراد الحراسة بمواجهته مانعا إياه ليتحدث أخيرا وقد سيطر الاحتقار على نبرته:
– آه هتعمل مشروع مع جوز بنتك يعني وياترى ده مشروع أيه بقي !!!
اتسعت أعين الجميع ليلتفت إليه “سليم” بسخرية يقول:
-جوز بنتي أيه يا أيهم !!! انت اتجننت !!! اناآآ!!!
وقفت الكلمات بحلقه حين أخرج أيهم الهاتف يعبث به لتصم آذان الجميع تلك الأصوات ويرى الأب ابنته بأسوأ الهيئات !!! اتسعت أعينه وهو يرى تلك المشاهد المخزية الخادشة للحياء لابنته وذلك الذي لم يشاركه بالجرائم فقط بل شاركه غصبا بابنته !!!
احتقن وجهه بالدماء وهو ينظر إلى الهاتف ثم إلى ابنته التي سالت دموع الندم ولأول مرة على وجهها تهز رأسها بالسلب تحاول أن تنفي ما يراه !!!
ليستمعا إلى صوته الساخر يقول:
– معلش أصل غلك عماك ونسيت تربيها !!
لم يتحمل تلك الكلمات ليشهر سلاحه بوجهه فجأة صرخت “رنيم” برعب وهي تتشبث به أكثر وأكثر وقد بدأت تشعر بذلك الدوار يداهمها لتتفاجأ بإشهار “ناصف” لسلاحه وهو يقول:
-سيبلي أنا الشرف ده ياسليم !!!
بدأ الدوار يداهمها لتستمع إلى صوت الرصاصات يدوي وهي تذهب إلى عالم آخر حيث بدأت تلك السحابة السوداء تغيم على المكان لتغمض عينيها مستسلمة لها وهي على يقين أنها سوف تفقده لا محالة كما فقدت الجميع !!!!!
رواية لهيب الهوى الحلقة السابعة والعشرون
ضربت تلك النسمات وجهها لتداعب بشرتها الرقيقة بلطف فتحت عينيها لترمش عدة مرات ثم بدأت تستعيد الأحداث رويدًا رويدًا اتسعت عيناها لتهب وهي تزيح تلك الأغطية عن جسدها … صرخت بعنف حين شعرت بتلك الوخزات أعلى يدها الصغيرة لتجده يندفع من باب تلك الحجرة العصرية يجلس أمامها يعدل من وضع الإبرة بيدها وهو يقول:
– تعوري نفسك كده يارنيم !!
اتسعت أعينها وقد احتلت الصد@مة جميع ملامحها تنظر إليه بدهشة ثم رفعت يدها الحرة تمسك يده وتتنقل على أنحاء جسده بشكل عشوائي لتهمس بكلماات مبهمة لم يفقه منها شيء ثم قالت بصوت مسموع متقطع …
– انت بخير … ال… ال …النار … آآآ قتل.. عمر وجوان فين !! ولااادي !!
أحاط رأسها بيديه يهدئها وهو يسير بإبهامه على خديها برفق:
– اهدي ياحبيبتي الولاد بره مع عمهم سيف … وأنا قدامك اهوه كلنا بخير … محدش غيرك خضني عليه !!!
أدمعت عيناها وهي تهز رأسها بالسلب بخوف لتضع يدها أعلى بطنها وتنظر إليه بأعين متسعة وكادت أن تتفوه ليبتسم لها مطمئنا إياها:
– والبيبي بخير بس الدكتورة حذرت على حالتك النفسية وقالت إن ده غلط عليه !!
تنفست بهدوء لتعقد حاجبيها وهي تقول بإندهاش:
– إزاي !! أنا شوفت المسدس !! كان حاطه ناحيتك وسمعت صوت ضرب النار أنا متأكدة !!
ابتسم لها وهو يعدل من جلسته ليجاورها محتضنا إياها:
-متقلقيش ياروحي أنا بسبع أرواح مش هسيبك أبداااا !!
لم تكن بمزاج لتبادله دعابته إذ سيطر عليها عدم الاستيعاب والاندهاش لتقول بحزن:
– انت بتتريق يا أيهم !!! أنا عاوزه أفهم !! حاسة إني كنت بحلم !!!
تنهد بهدوء ثم قال:
-هما ضربوا نار فعلا يارنيم بس على بعض !! يعني سليم وناصف خلصوا على بعض وصافي اتقبض عليها.. !!
شهقت بعنف ثم نظرت إليه بأعين وهي تهمس:
-وأمها !!
زفر أنفاسه وهو يزيح خصلاته للخلف بإرهاق واضح:
– انتحرت !!!
صدمتها كانت واضحة للغاية حين قالت:
– أيه !!! امتي حصل كل ده !! هو أنا حصلي أيه بالظبط !!!
جذبها إلى صدره مقبلا رأسها ثم أراح ظهره أعلى الوسائد من خلفه وهو بجذبها معه ويقول هامسا لها:
-شوفي يارنيم … أنا كنت عارف إن ناصف هيبعتلك.. وكنت مستني منك تصارحيني بده وقتها كنت هفهمك كل حاجة وإني كنت برتب عشان أنهي المهزلة دي وأجيب حق أخويا ووالدك ووالدتك طبعا … لكن للأسف الأمور اتعقدت بينا ومكنش عندي حل غير إني أسيبك تمشي من القصر وتبقي تحت عيني وبجيلك كل يوم بس بليل وإنتي نايمة … أنا اللي كشفت
مكان عمر لناصف عشان يفتكر إنه متحكم في كل حاجة ويتصرف براحته منغير حذر وده اللي عمله … جمعتله تسجيلات بصوته وبدأت أوقف أي شغل لشركات والدك وفعلا معداش كتير والشركات أعلنت إفلاسها وبعدها زي مانتي شوفتي كان بيحاول يوصلك بعد مامضى على تنازل عن كل اللي أخده منك ….
اعتدلت من أحضانه تنظر إليه بخجل … هو محق للغاية كيف لها ألا تثق به !!! هو يفعل المعجزات من أجلها !! من أجل حمايتها وهي تبتعد عنه دون سماع مبرراته !!! عضت على شفتيها بخجل وهي تحاول تجميع كلماتها المشتتة المبعثرة تهمس له وقد أشاحت بلبنيتها بعيدا عن مرمى رماديتيه تنكس رأسها:
– آسفة بس أنا لما بعتل…. آآآ !!
وضع إبهامه أعلى شفتيها يوقف استرسالها بالحديث وهو ينظر ويقول جازا على أسنانه:
-متجبيش سيرته يارنيم أنا بحاول أنسى ده وإنتي هتساعديني إنك متتكلميش عنه نهائي ….
هزت رأسها بالإيجاب ترفع لبنيتيها الصافيتين له تنظر داخل رماديتيه بعشق وهي تهمس لنفسها …. رباه ما ذلك الرجل !!!
نظرت إلى الإبرة بيدها بملل ثم رفعت يدها الأخرى تحاول نزعها وهي ترتعش مغمضة عينيها خشية جرح نفسها … ليمسك يدها بقلق يوقفها وهو يقول:
– بتعملي أيه يارنيم !! بالراحة … إوعي إيدك وأنا هشيلها !!
نظرت إليه بتوتر لحظات ثم رفعت يديها وهي تغمض عينيها تعض على شفتيها بقوة كادت تدميها … اتسعت ابتسامته ثم بدأ يقهقه بصوت مرتفع تعالت ضحكاته الرجولية مع صوت ضرباات قلبها …. ابتسمت تلقائيا لسمعاها تلك الضحكات التي دغدغت مشاعرها لتفتح عينيها بهدوء ناظرة إليه ثم إلى يدها …. حسناااا لقد نزع الإبرة من زمن !!!!
لذلك هو يضحك الآن هكذا !! رباه لتفعل ما فعلته كل دقيقه لتراه بتلك الهيئة شديدة الوسامة والجمال …. كيف لرجل أن يفتنها هكذا !!!
لم تشعر بنفسها سوى وهي تلقي بثقل جسدها فوقه تقبل شفتيه بخجل تحاول مغالبته والتركيز على شعور واااحد فقط ألا وهو اشتياقها !!! اشتياقها الذي يبلغ عنان السماء الآن !!!!
غرست يديها الصغيرة داخل خصلاته الحريرية وهي تحاول ضبط أنفاسها التي أشعلته … لحظات ليدرك وضعهم هي الآن صعدت فوق جسده تعتليه تحيط رأسه بذراعيها ويديها الصغيرة تفعل الأفاعيل بخصلاته وهو يحيط خصرها مستسلما لتلك الكرزتين التي تلتهم شفتيه على استحياء …لكن أليس ذلك ما تمنااه !!!
شعرت بعظام خصرها تتهشم حين امتدت ذراعيه المفتولتين تحيط خاصرتها ويديه تثبتها داخل أحضانه ثم لحظات ووجدته يبادلها قبلاتها الخجولة بأخرى متمكنة عاشقة.. لطالما كانت شفتيه خبيرة بسقايتها فنون العشق بلا ظمأ !!!! صدرت منها أناات وهي داخل أحضانه لانقطاع أنفاسها ليفك أسر شفتيها وصدره يعلو ويهبط بسرعة من كم تلك المشاعر التي سيطرت عليه…. تأمل وجهها الذي تحول إلى الأحمر القاني لا يدري من اختناقها وانقطاع أنفاسهم أم من خجلها المحبب إلى قلبه !!
آه من قلبه الذي يكاد يخرج من بين ضلوعه من تلك الفرحة الآن !!! ااااه من تلك الفاتنة التي سلبت لبه !! عبثت بلياليه وأحلامه !! سيطرت على واقعه لتصبح هي كل شيء !! إنها ملكته المتوجة !!!
اتسعت عيناه حين دفنت رأسها بعنقه ولا زال صدرها يعلو ويهبط باضطراب واضح بأنفاسها فوق صدره !!! لكن ما أشعل جسده بالنيران حين استنشقت عنقه تداعبه بطرف أنفها كهرة صغيرة اشتاقت لأحضان صاحبها !!!
سرت القشعريرة بجسده وهو يجز على أسنانه محاولا السيطرة علي نفسه حتى ينتهي من حديثه الجاد معها !! لما تفعل به ذلك !!! لم يستطع أحد تشتيت تركيزه هكذااا من قبل !!! بل لم يجرؤ أحد على مقاطعة أحاديثه الجادة هكذا !!
لقد تحكمت بجميع مشاعره وهي لا تدري !!! خرج صوته مبحوح وهو يهمس بأذنها:
– رنيم !!
همهمت وهو يشعر بابتسامتها حين وضعت تلك القبلة من شفتيها الدافئتين أعلى تفاحة آدم خاصته …. ليتأوه ويقول بصوت أقوى:
– رنييييييم !!!
رفعت رأسها تعقد حاجبيها وقد سقطت خصلاتها على أحد كتفيها لتصل إلى كتفه وعنقه كاشفة عن عنقها الناعم بسخاء شديد !!
نظرت إليه بلبنيتيها وقد يفصل بينهما إنشات صغيرة تهمس له بابتسامة صافية:
-ياقلب رنيم !!!
ثم وضعت قبلة صغيرة بجانب فمه وهمست برقى ناسبتها للغاية:
-ياعيون رنيم !!!
لتضع أخرى على الجانب الآخر وتهمس:
– ياروح رنيم !!
تعالت وتيرة تنفسه للغاية وقد احتلت البسمة ملامحه من ذلك الأسلوب الذي تنتهجه الجديد عليهما معا…. لكن يجب أن ينهي ذلك النقاش حتى تنتهي مأساتهم تلك ليهمس لها بصوته الرجولي الهادئ:
– مش عاوزه تعرفي كنت بعمل أيه يوم حادثة وا….
وضعت أصابعها الصغيرة أعلى شفتيه وواصلت تقبيله وهي تهمس له بابتسامة ماكرة:
– لا مش انت بس اللي عارف كل حاجة !! سيف قالي اللي حصل يومها ومش عاوزه أتكلم في الموضوع ده دلوقت!! ممكن !!
أسبلت لبنيتيها ليلمح تلك اللمعة الحزينة بعينيها ليدرك أنه ليس موعده ليستفسر عما حدث ليتمتع هو أيضا بأحضانها الدافئة الناعمة ….
أدار جسديهما معا ليعتليها وهي تنظر إليه بأعين متسعة متأوهة من صد@مة جسدها المفاجئة بالفراش … لترتفع ضحكاتها حين بدأ بتوزيع قبلاته اللاهبة على بشرتها الحليبية حيث التهم عنقها بشغفه اللذيذ تارة يدغدغ بشرتها وتارة يترك لها اثر كتذكار لوقتهم معاا … ارتفع بقبلاته وهو يلفحها بأنفاسه الساخنة وقد ارتفع ذراعاها البضة تحيط عنقه بقوة ليوزع قبلاته على وجنتيها وأعينها المغلقة ثم هبط إلى تلك المهلكتين !! شفتيها التي تسرقه لعالم آخر وكأنها خبأت خمور العالم بهما لتسكره وتنسيه العالم بما فيه !!!
نظر لحظات إليها وهو يبلل شفتيه بلسانه مزدردا لعابه ثم هبط يلتهم شفتيها وكأنه يقضمها وكأنها أشهى الأطعمة أغمض عينيه وهو في حاله لامثيل لها من الانتشاء لتذهب به إلى عالمها الخاص عالم أدرك فيه أن لا سبيل منها إلا إليها … إلى أحضانها !!!!!
-***-
بعد مرور أربع أعوام !!!!!
اندفعت الصغيرة إلى أحضان أمها وهي تصرخ بضحكات مرتفعة من ملاحقة عمها لها ارتفعت ضحكات رنيم مع صغيرتها والتي أخذت عيون والدها وجميع ملامح أمها … لتقبلها أعلى وجنتيها الممتلئتين لتضحك الفتاة حين اقترب عمها يدغدغها ثم حملها إلى أحضانه وهو يقول:
– هاتيها عشان جوزك لو شافك شايلاها مش بعيد يصور قتيل !!
لتضحك “رنيم” وكادت أن تجيبه لكنها نظرت للصغيرة التي عقدت حاجبيها وهي تقول لعمها باستفسار طفولي
-يعني أيه يثور تتيل ياسيفو !!
ارتفعت ضحكاتهم معا ثم حاول أن يوضح لها وهو يقول:
– يعني هيزعقلنا كلنا بصوته الوحش ده يا جوجي !!
صاحت الصغيرة بانفعال وهي تلوح بيديها:
-لا بابي حلووو !!!
– قلب بابي !!!!!
خرجت الصيحات المرحة من الصغيرة وهي تفتح ذراعيها لأبيها الذي وصل لتوه …. حملها لأحضانه الأبوية وهو يقبلها عدة قبلات ليستمع إلى صوت رنيم تغمغم بصوت منخفض
-بنت أبوها صحيح !!!
رفع وجهه إليها يرمقها بنظرات حادة غاضبة وهو يقول:
– بتقولي حاجة يارنيم !!!
أشاحت بنظراتها بعيدا عنه لينظر سيف إلى كلا منهما ثم ابتسم بتزييف وهو يحمل الصغيرة من أبيها ينزلها قائلا:
– تعالي أوريكي جبتلك أيه وأنا مسافر ياجُمان !!
ثم انطلق بها تاركا إياهم ليستمع إلى صوت أخيه المحذر يقول:
-إياك تخلي ابنك الملزق ده يقرب من بنتي !! هخرب بيتكم !!!!
رمقه بنظرة استخفافية وصاح هو الآخر:
– والله قول لبنتك اللي مش بتسيبه !!
ثم انطلق مسرعا بالصغيرة حتى لا يكون صريع اليوم !!! جز على أسنانه وهو يكور يديه بغضب وكاد أن يندفع خلفه لكن يدها التي ارتفعت تمسك يده لتوقفه أغمض عينيه وهو يحاول السيطرة على انفعلاته وقال جازا على أسنانه:
– رنيم ابعدي عني أحسنلك دلوقت !!
تذمرت بغضب ثم اتجهت تقف أمامه وهي ترتفع على أصابعها تحيط عنقه تقبله على وجنته وهي تهمس:
– خلاص بقى متزعلش يا أيهم !! انت كنت في اجتماع والبتاعه بتاعتك اللي رفضت تمشيها ردت عليا وقالتلي إنك مش فاضي … وو..
ضيق عينيه ورماديتيه تلقيها بسهام غضب ساحقة وقال:
– و أيه !! كملي !!! تقومي تنزلي من ورايا ومش بس كده لا ده إنتي رايحه مول كمان يعني لو حصلك حاجة الله أعلم كنت هعرف امتي !!!
عقدت حاجبيها وهي تقول بغضب:
– ماهو السواق الفتان راح قالك وجيت تاخدني زي الطفلة بالظبط !!!
أغضبته للغاية ليقول غاضبا بصوت مرتفع:
-وزي ليه مانتي فعلا طفلة !!!
انكمشت ملامحها فجأة وأغمضت عينيها وهو تقول:
-آه !!
ليجيبها وقد بدأت ملامحه تتوتر ليحاول رفع وجهها وذراعه تسند ظهرها:
-رنيم بلاش شغل العيال ده مش هتضحكي عليا !!
أغمضت عينيها أكثر تصرخ بقوة وهي تقول:
– بطني ياااااااايهم..ااااااااه.. أنا بولد !!!
اتسعت عيناه ليحملها وقد بدأ ساكني القصر بالتجمع على تلك الغوغاء هرع بها إلى سيارته وهو يحاول تهدئتها بشتى الطرق معتذرا منها ثم اتجه بها إلى المشفى لتضع مولودهم الجديد !!
-***-
في صباح يوم جديد اجتمعت “عائلة الرفاعي” بتلك الغرفة بالمشفى مهنئين “أيهم” و”رنيم” بمولودهم الجديد متمنيين له أجمل الأمنيات ليعلن أيهم عن اسم المولود “عُدي ” والذي كان من اختيار إخوته “عمر” و”جوان” وشاركتهم الصغيرة “جمان” بالموافقة فبطبيعة الحال لا تسري تلك الأمور الهامة سوى بموافقة منها !!!
انطلقت الضحكات لساعات من تلك الغرفة ثم انصرف الجميع إلى القصر للراحة ليبقى الزوجين على انفراد معااا
أغلق الباب بالمفتاح ثم اتجه ليجلس بجانبها محتضنا إياها وهو يغمز لها:
– طب أيه !!!
اتسعت لبنيتيها تقول بصد@مة:
– اوعي تفكر في أي حاجة كده ولا كده !! أنا لسه والده وتعبانة جدااا !!
ابتسم ثم اقترب من شفتيها يهمس لها:
-ومين جاب سيره كده أو كده بس ياروحي !! أنا غرضي آخد حلاوة البيبي اللي جيه !!!
ااتسعت أعينها واردفت باستنكار !!!
– نعممممم !!! انت اللي تاخد ليه إن شاء الله بتتعب في أيه عشان تاخد انتتتت !!!!!
أحاط خصرها واقترب أكثر منها يلفحها بأنفاسه ثم همس لها:
– لا عملت كتير … بس مش مشكلة أنا ممكن أفكرك!!!
لم ينتظر إجابتها ليلتهم شفتيها بشفتيه بقبلة طالت لدقائق..رفعت ذراعيها تحيط عنقه وقد لاحت ابتسامة صغيرة أعلى كرزيتيها حينها ابتعد قليلا عنها ليفهم مغزى ابتسامتها … فهمست له دون انتظار أسئلة:
– تعرف يا أيهم انت كنت واحشني أووووي …. كنت زعلانة من نفسي لما خاصمتني أسبوع كامل كده !! بس فرحتي وأنا في حضنك دلوقت مفيش كلام يوصفها !! أنا روحي بتبقى مسحوبة وانت بعيد عني يا أيهم … مش برتاح ولا هرتاح غير في حضنك …
ابتسم ثم قبل جبهتها ونظر داخل عينيها ثم أسند جبهته الى جبهتها وهمس لها:
-هتفضلي الحاجة الحلوة اللي حلت أيامي يارنيم …. إنتي بنتي وحبيبتي وأمي ومراتي وكل حاجة ليا !!! إنتي اختصرتي العالم كله ليا !! هتفضلي الهوا اللي بتنفسه والنار اللي بتحرقني أول ما أحس إنك في خطر !!! إنتي كنتي وهتفضلي لهيبي لحد آخر يوم في عمري !!!!!
النهايه…